استقالة غالانت هدفها ضمان عودته إلى الحياة السياسية سريعاً

يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

استقالة غالانت هدفها ضمان عودته إلى الحياة السياسية سريعاً

يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

يتضح من كواليس الصراع داخل الحزب الحاكم، «الليكود»، أن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، الاستقالة من «الكنيست» (البرلمان)، لم يأتِ لغرض اعتزال السياسة، بل ضمن خطة للعودة إليه من الباب العريض في الانتخابات المقبلة، وسحب البساط من تحت أقدام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى ورجاله في «الليكود» إلى تحطيم غالانت واغتياله سياسياً.

فالقانون الإسرائيلي ينص على أن عضو «الكنيست» الذي يترك حزبه ويتآمر عليه، أو يفصل من الحزب وهو نائب، لا يتاح له أن يُنتخب مرة أخرى إلى «الكنيست» طيلة 3 سنوات. وغالانت لا يريد أن يعطي نتنياهو فرصة إقالته من «الكنيست»، بعدما أقاله من الحكومة. كما أن هناك مَن يرى أن غالانت أبرم صفقة مع «الليكود»، بموجبها يمتنع عن التصويت على قانون إعفاء الشباب المتدينين (الحريديم) من الخدمة الإجبارية في الجيش، وبالمقابل لا يتم فصله، ويستطيع الاستقالة حتى يتاح له أن يعود إلى «الكنيست»، عبر «الليكود» نفسه أو عبر حزب آخر.

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران (أرشيفية - وزارة الدفاع الإسرائيلية)

ومع أن غالانت قال إنه ينوي البقاء في «الليكود»، فإن كلامه لا يصدق، فلا نتنياهو ولا رجاله يريدونه، ويمكن أن «يتبهدل» في الحزب إذا خاض الانتخابات الداخلية (البرايمريز)؛ لذلك يُعد وعده هذا بالبقاء في «الليكود» مجرد ضريبة كلامية للمؤيدين له في الحزب، لعله يستطيع تجنيدهم لصالحه ضد نتنياهو.

وكان غالانت قد أعلن في كلمة ألقاها، مساء الأربعاء، استقالته من «الكنيست»؛ وهاجم نتنياهو، ووزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس، على قيامهما بالعمل على سنّ قانون يتعارض مع حاجة الجيش. وقال غالانت: «أُقلت من منصبي (وزيراً للدفاع) لأنني عملت لمصلحة البلاد»، مشدداً على أن «تجنيد (الحريديين)، حاجة أمنية ضرورية». وفي السياق ذاته، شدّد على أن حكومة نتنياهو، تعمل على سنّ قانون «يتعارض مع احتياجات الجيش الإسرائيلي الحيوية والاستراتيجية». وذكر غالانت أن ما حدث خلال ولايته «كشف كل نقطة في إيران لهجوم إسرائيلي مُحتمَل».

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

وقال غالانت: «أقدّم استقالتي من منصبي في (الكنيست) الخامسة والعشرين، بعد 45 عاماً من الخدمة العامة للدولة، منها 35 عاماً في الجيش الإسرائيلي، وعقد من العمل عضواً في (الكنيست) ووزير في الحكومات الإسرائيلية، بما في ذلك عامان دراماتيكيان في منصب وزير الأمن، وعضو في حركة (الليكود)، سأواصل النضال من أجل مسار الحركة».

وأضاف: «هذه محطة في رحلة طويلة لم تكتمل بعد؛ وكما الحال في ساحة المعركة، كذلك في الخدمة العامّة، هناك لحظات لا بدّ فيها من التوقّف من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة، وطريقي هو طريق (الليكود)، وأنا مؤمن بمبادئه، وأنا أثق بأعضائه وناخبيه... لقد أصررت طوال فترة الحرب على مواصلة وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع حليفتنا الكبرى الولايات المتحدة الأميركية، في ظل ظروف الحرب الصعبة، وحتى في زمن الخلاف السياسيّ، لا بديلَ لهذا التحالف، الذي يوفّر لنا المساعدات العسكرية، والدعم الدولي، وخلق الردع في الشرق الأوسط».

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أرشيفية - أ.ب)

وتابع: «في بداية مهامي وزيراً للدفاع، خلال أيام (الإصلاح القضائي)، أوضحت أننا أمام تحديات أمنية غير مسبوقة، وشدّدت خلال الطريق على ضرورة التعامل مع الانقسامات الداخلية التي تُشكل نقطة ضعف، وخطراً واضحاً وفورياً على أمن إسرائيل. وبصفتي وزيراً للأمن خلال حرب صعبة وطويلة الأمد، فهمت أن مسألة تجنيد (الحريديين)، ليست قضية اجتماعية فحسب، بل هي أولاً وقبل كل شيء حاجة أمنية وعسكرية ضرورية؛ ولذلك عملت من أجل توظيف متساوٍ لجميع الذين يتوجّب عليهم التجنيد، وبسبب موقفي من أجل مصلحة دولة إسرائيل، واحتياجات الجيش الإسرائيلي، تمّت إقالتي من منصب وزير».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يناقشان وقف النار في غزة

الخليج الشيخ عبد الله بن زايد مستقبلاً الوزير جدعون ساعر في أبوظبي (وام)

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يناقشان وقف النار في غزة

استقبل الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الثلاثاء في أبوظبي، جدعون ساعر وزير خارجية دولة إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من المباني المهدمة في بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

مع اقتراب عودة ترمب للبيت الأبيض... «حماس» تتمسك بمطلب إنهاء الحرب

تمسكت حركة «حماس» بمطلبها، اليوم الثلاثاء، بأن تنهي إسرائيل هجومها على قطاع غزة بالكامل بموجب أي اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي المبعوث الأميركي آموس هوكستين مجتمعاً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون (أ.ف.ب) play-circle 00:52

هوكستين: الجيش الإسرائيلي سينسحب من كامل الأراضي اللبنانية

أكد المبعوث الأميركي آموس هوكستين أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من كامل الأراضي اللبنانية لكنه أقرّ بأن تنفيذ اتفاق وقف النار ليس سهلاً.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي فلسطيني يجلس أمام متعلقاته التي تم انتشالها من أنقاض مبنى مدمر في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

تململ في إسرائيل حول «صفقة غزة» بعد «قائمة الـ34» المثيرة للجدل

يبدو أن الزخم الذي أخذته «مفاوضات الدوحة» الرامية إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى، تراجع قليلاً.

كفاح زبون (رام الله) كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية قوات أمن إسرائيلية تتجمع في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)

نتنياهو يصادق على إجراءات هجومية ودفاعية جديدة بالضفة الغربية

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو اجتماعاً أمنياً لتقييم الأوضاع بالتركيز على الوضع في الضفة الغربية وصادق على عمليات للقبض على منفذي عملية إطلاق نار الاثنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».