حزب إردوغان لتقديم انتخابات 2028 لضمان ترشحه لرئاسة تركيا مجدداً

تفاؤل بالحوار مع أوجلان حول حل المشكلة الكردية... ولقاءات جديدة مرتقبة

إردوغان يطمح لولاية رابعة وحزبه يتحدث عن تقديم الانتخابات (الرئاسة التركية)
إردوغان يطمح لولاية رابعة وحزبه يتحدث عن تقديم الانتخابات (الرئاسة التركية)
TT
20

حزب إردوغان لتقديم انتخابات 2028 لضمان ترشحه لرئاسة تركيا مجدداً

إردوغان يطمح لولاية رابعة وحزبه يتحدث عن تقديم الانتخابات (الرئاسة التركية)
إردوغان يطمح لولاية رابعة وحزبه يتحدث عن تقديم الانتخابات (الرئاسة التركية)

بينما تنشغل الساحة السياسية في تركيا ببدء الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان، لحل المشكلة الكردية، فجَّر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم جدلاً جديداً حول إجراء الانتخابات المقبلة قبل موعدها المحدد في عام 2028.

وفي تأكيد جديد على وجود توجه داخل الحزب الحاكم لإيجاد وسيلة لفتح الطريق للسماح لإردوغان بالترشح للرئاسة للمرة الرابعة دون الاصطدام بالعقبات الدستورية التي تَحول دون ذلك، قال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، مصطفى أليطاش، إنه يمكن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتجري في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2027، من دون انتظار موعدها الطبيعي في 2028.

وأضاف أليطاش، في مقابلة تلفزيونية، ليل الأحد - الاثنين، أن ذلك لا يعني إجراء «انتخابات مبكرة»، قائلاً: «يمكن لمؤسستين إجراء انتخابات مبكرة، إحداهما البرلمان عن طريق تجديد الانتخابات بموافقة 360 نائباً (ثلاثة أخماس من أصل 600 نائب)، أو قد يقول رئيس الجمهورية لا أريد الاستمرار بعد الآن، وفي هذه الحالة لا يمكنه أن يكون مرشحاً، لكن إذا قرر البرلمان، فهذا البند موجود في الدستور».

دستور وانتخابات مبكرة

وعاد إردوغان ووزراء حكومته ومسؤولو حزب «العدالة والتنمية»، الأسبوع الماضي، إلى التركيز على ضرورة وضع دستور جديد للبلاد.

إردوغان خلال تجمع لحزبه في مدينة بورصه غرب تركيا السبت (الرئاسة التركية)
إردوغان خلال تجمع لحزبه في مدينة بورصه غرب تركيا السبت (الرئاسة التركية)

وسبق أن أعلن رئيس حزب «الحركة القومية» شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن هدف الدستور الجديد سيكون السماح بترشيح إردوغان للرئاسة مجدداً.

وبعد ذلك، كشف كبير مستشاري الرئيس رجب طيب إردوغان للشؤون القانونية، محمد أوتشوم، عن «فرصة استثنائية» لحصول الرئيس على ولاية أخرى دون اللجوء إلى وضع دستور جديد للبلاد، من خلال قرار سيتم اتخاذه في البرلمان قبل 7 مايو (أيار) 2028، فإن الطريق سيتغير، مما يعني اعتماد الحزب على قرار البرلمان تجديد الانتخابات.

وطالب زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال، مراراً، بإجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر 2025، أي بعد مرور نصف المدة على ولاية إردوغان الحالية، مستنداً في ذلك إلى الوضع الاقتصادي للبلاد الذي يشغل الأكراد.

رئيس حزب النصر القومي التركي أوميت أوزداغ (من حسابه في «إكس»)
رئيس حزب النصر القومي التركي أوميت أوزداغ (من حسابه في «إكس»)

في السياق ذاته، توقع رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إجراء انتخابات مبكرة في منتصف عام 2025، قائلاً إن الانتخابات المبكرة العاجلة آتية.

وعدَّ أوزداغ، في مقابلة تلفزيونية، أن هناك كثيراً من الأسباب التي تستند إليها في توقع إجراء انتخابات مبكرة، أهمها الإجراءات التي اتخذها المجلس الأعلى للانتخابات، وطرح مناقصة في أكتوبر الماضي، لطبع بطاقات التصويت بالانتخابات، وتقديم حزب «العدالة والتنمية» موعد مؤتمره العام من مايو 2025 إلى فبراير (شباط)، ورغبة إردوغان في استغلال زيادة شعبية حزبه مجدداً، بعد تسويقه لدور تركيا في الإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا ولعبها الدور الأكبر هناك حالياً، واستغلال استراتيجية «النصر وفتح دمشق».

وأكد أوزداغ أن حزبه بدأ من الآن الاستعداد للانتخابات، التي قد تُجرى في يونيو (حزيران) 2025 أو في أكتوبر من العام ذاته على أقصى تقدير.

في الوقت ذاته، أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة «آريا» في الفترة بين 25 و27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في 78 منطقة في 26 ولاية تركية، ونُشرت نتائجه، الاثنين، تصدُّر رئيس بلدية أنقرة، من حزب «الشعب الجمهوري»، منصور ياواش، الأسماء المرشحة للرئاسة، تلاه رئيس بلدية إسطنبول، من الحزب ذاته، فيما حل الرئيس رجب طيب إردوغان في المرتبة الثالثة.

المفاوضات مع أوجلان

بالتزامن، تتواصل ردود الفعل حول اللقاء الذي عقده نائبا حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عن مدينتي إسطنبول ووان، سري ثريا أوندر وبروين بولدان، مع عبد الله أوجلان، السجين مدى الحياة في تركيا، في إطار مبادرة أطلقها بهشلي بدعم من إردوغان، وعُدَّت من جانب الأوساط السياسية محاولة من جانب الحليفين لضمان أصوات النواب الأكراد عند طرح طلب تجديد الانتخابات في البرلمان.

زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (إعلام تركي)
زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (إعلام تركي)

وأصدر حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأحد، حول اللقاء مع أوجلان، تضمن استعداد أوجلان لتوجيه نداء من خلال البرلمان، حسب اقتراح بهشلي، إلى حزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، لإلقاء السلاح وبدء مرحلة جديدة من تعزيز الأخوة بين الأكراد والأتراك تقوم على السلام والديمقراطية، على أن يكون البرلمان هو المنبر الأساسي لذلك.

وبعد هذا البيان، صدر بيان مقتضب جديد عن المكتب الصحافي للحزب، الاثنين، بتوقيع النائبين سري ثريا أوندروبروين بولدان، أكدا فيه أنه نظراً إلى حساسية العملية الجارية لن تتم مشاركة معلومات مع الصحافة حتى تنضج هذه العملية، وأن هذا القرار لا يعني إخفاء أي شيء، بل على العكس من ذلك، فهو شرط لاحترام المفاوضات القادمة».

وجاء في البيان، الذي شاركته بولدان عبر حسابها في «إكس»: «بجملة واحدة، يمكننا أن نقول إننا أكثر تفاؤلاً بهذه العملية من العمليات السابقة، وأنه سيكون هناك لقاء جديد مع أوجلان في سجن إيمرالي (في بحر مرمرة جنوب إسطنبول)، وسيصدر بيان شامل بشأن العملية في العام الجديد».


مقالات ذات صلة

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

شؤون إقليمية دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

دعا زعيم حزب «الشعب الجمهوري» في تركيا إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء؛ احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
شؤون إقليمية تركيا عاشت على وقع احتجاجات واسعة عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (د.ب.أ)

حليف إردوغان يلوّح بـ«مواجهة شعبية» مع المحتجين على اعتقال إمام أوغلو

لوّح رئيسُ حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، حليفُ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بإطلاق مؤيدي حزبيهما في الشوارع لمواجهة الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)

مسؤول إسرائيلي رفيع: الشرع عدونا الواضح دون شك

حذَّر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى من التفاهمات المتزايدة بين سوريا وتركيا التي قد تُقيّد حرية إسرائيل العملياتية في سوريا. ووصف الرئيس الشرع بـ«العدو الواضح».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - لندن)
شؤون إقليمية الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو تحولت إلى مطالبات بالعدالة والديمقراطية (د.ب.أ)

تركيا: اعتقال إمام أوغلو يلقي بظلال على عملية السلام مع أوجلان

ألقى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بظلال على عملية السلام الداخلي بتركيا التي اكتسبت دفعة مع النداء الذي وجهه أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رفض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اتهامات «تسييس القضاء» بعد اعتقال إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)
دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)
TT
20

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)
دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)

دعا زعيم حزب «الشعب الجمهوري» في تركيا إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء؛ احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، نشر رئيس الحزب المعارض الرئيسي في البلاد، أوزغور أوزيل، رسماً مصوّراً عبر حسابه على منصة «إكس»، السبت، كُتب فيه «أوقفوا كلّ أعمال التسوّق! السوبرماركت، والتسوق عبر الإنترنت والمطاعم، والوقود والمقاهي والفواتير، لا تشتروا أي شيء».

وقال أوزيل مستعيداً دعوة وجهتها مجموعات من الطلاب: «أدعو الجميع إلى استخدام قوتهم الاستهلاكية، عبر المشاركة في هذه المقاطعة».

وفي المجموع، أوقف 301 طالب منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي اندلعت عقب توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، في 19 مارس (آذار)، حسبما أفاد أوزيل.

وكان زعيم الحزب دعا في وقت سابق إلى مقاطعة عشرات الشركات والمجموعات التركية المعروفة بقربها من السلطة، بهدف ممارسة ضغط على الحكومة.

وأوقف أكرم إمام أوغلو الذي يعدّ الخصم الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، في 19 مارس، ووُضع قيد الحبس الاحتياطي لمدّة أربعة أيام، ثمّ أمر قاضٍ بسجنه بتهمة «الفساد» التي ينفيها.

وأثار توقيفه موجة احتجاج غير مسبوقة في تركيا منذ تحرّكات جيزي في عام 2013.

والخميس، أعلنت السلطات التي منعت التجمّعات في المدن الثلاث الرئيسية في البلاد (إسطنبول وأنقرة وإزمير)، أنها أوقفت 1879 شخصاً بتهمة المشاركة في تظاهرات غير قانونية.