صحف إيرانية: مفاجآت سوريا لا تتوقف... والتغيير آتٍ

قالت إن السيستاني يرفض التدخل... وقدرة «حزب الله» محدودة

إيراني يعبر طريقاً وسط طهران وخلفه لوحة إعلانية تعرض صورة قاسم سليماني الذي اغتيل في العراق يناير 2020 (أ.ف.ب)
إيراني يعبر طريقاً وسط طهران وخلفه لوحة إعلانية تعرض صورة قاسم سليماني الذي اغتيل في العراق يناير 2020 (أ.ف.ب)
TT

صحف إيرانية: مفاجآت سوريا لا تتوقف... والتغيير آتٍ

إيراني يعبر طريقاً وسط طهران وخلفه لوحة إعلانية تعرض صورة قاسم سليماني الذي اغتيل في العراق يناير 2020 (أ.ف.ب)
إيراني يعبر طريقاً وسط طهران وخلفه لوحة إعلانية تعرض صورة قاسم سليماني الذي اغتيل في العراق يناير 2020 (أ.ف.ب)

مارست صحف إصلاحية في طهران جلد الذات على السياسة الخارجية الإيرانية، مع تقدّم الفصائل السورية المسلحة، وانسحاب الجيش السوري، ودعت إلى تغيير المواقف «180 درجة» مع «العزلة التي يعيشها الرئيس بشار الأسد».

وقالت صحيفة «نجمة الصباح»، المقربة من الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي: «إن ما حدث في سوريا مفاجأة لا تتوقف بكل المقاييس»، بعد حرب أسفرت حتى الآن عن «سيطرة الفصائل السورية على حلب وإدلب وهي تتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية».

وتواجه إيران عقبات في العراق لمساعدة الأسد، كما تقول الصحيفة، إذ «يعارض المرجع الديني علي السيستاني، ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إدخال الحشد الشعبي في المعارك»، في حين يتحول «حزب الله» إلى «مجموعة محدودة القدرات، وليست كما كانت في السابق».

ورأت الصحيفة، أن «تركيا ودولاً إقليمية تُركز على هدفين: رحيل الأسد، أو الابتعاد عن إيران»، في حين روسيا ليست كما كانت عام 2016، إذ تنشغل الآن بصراعها مع الغرب في أوكرانيا.

صحيفة «نجمة الصباح» الإصلاحية الإيرانية كتبت في صفحتها الأولى «عزلة بشار الأسد»

وتظهر هذه الأحداث أن «ميزان القوى في الشرق الأوسط قد تغيّر على حساب الأسد وروسيا وإيران و(حزب الله)، ومن الواضح أن هذه القوى غير قادرة على أن تواجه التحالف الجديد في المنطقة».

وخلُصت الصحيفة إلى أن «هذا الوضع يجبر إيران على إجراء تغيير 180 درجة في سياساتها من أجل الحفاظ على حقوق الشعب، والحفاظ على السلامة والمصالح الوطنية، وعلى حياة مواطنيها في سوريا».

وجاء في افتتاحية صحيفة «جمهوري إسلامي»، وهي ثالث أهم صحيفة تقليدية في إيران، أن «عودة المسلحين في سوريا بعد 6 سنوات من السبات في دول المنطقة، ليس هناك تبرير للإهمال الدبلوماسي الذي وقعت فيه إيران».

وأضافت الصحيفة: «المجاملات العقيمة لاجتماعات آستانة مهّدت الطريق لإيقاظ رغبة إردوغان في إحياء الإمبراطورية العثمانية خلال هذه السنوات الست».

وأشارت «جمهوري إسلامي» إلى أن «واشنطن وموسكو مارستا لعبتهما المفضلة على رقعة الشطرنج، في حين (في إيران) منشغلون بنزاعات عقيمة».

صحيفة «جمهوري إسلامي» قالت إن إيران دفعت ثمن 6 سنوات من السبات

من جانبها، سلمت صحيفة «جملة» الإصلاحية بأن «التغيير قادم في دمشق لا محالة»، وأن «طهران خسرت أوراقها الرابحة لترويض التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة».

وأشارت الصحيفة إلى «الموقف من الفصائل المسلحة، وظهور زعيم (هيئة تحرير الشام) بشكل مختلف عن السنوات الماضية، بحيث تزايد اعتقاد بأنه تغيير طرأ على نهج هذه الجماعات الأصولية، لدرجة أن مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري في العراق) حثّ على احترام خيارات الشعب السوري، وحذّر من التدخل في شؤونه».

وقالت الصحيفة: «التطورات في سوريا تؤكد أن التغيير في المشهد السياسي بسوريا قد حان أوانه، وأن أدوات الأسد في منع هذا التغيير باتت ضئيلة، ويجب على طهران محاولة امتلاك حصة من هذه التغييرات، لأنها لم يعد بمقدورها أن تحارب أو تمنع هذا التغيير».

وأبدى دبلوماسيون إيرانيون مخاوف من اتفاق تركي - روسي على حساب طهران في سوريا. ومع استمرار المعارك في سوريا بين الفصائل المسلحة و«قوات الجيش السوري»، دعا مسؤول إيراني بارز «الدول الإسلامية في المنطقة إلى توحيد جيوشها»، قبل أن «ينتشر التوتر في العراق والأردن».


مقالات ذات صلة

تقرير: فريق ترمب يدرس خطة للعقوبات لإنهاء حرب أوكرانيا والضغط على إيران

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في «مارالاغو» يوم 7 يناير (رويترز)

تقرير: فريق ترمب يدرس خطة للعقوبات لإنهاء حرب أوكرانيا والضغط على إيران

كشفت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصادر، أن مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرسون خطة بشأن العقوبات.

شؤون إقليمية بزشكيان في العاصمة الطاجيكية دوشنبه مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

انتقادات حادة لنفي بزشكيان محاولة اغتيال ترمب

واجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان انتقادات حادة من أوساط مؤيدة لـ«الحرس الثوري» بعدما نفى أي مسعى من طهران لاغتيال الرئيس الأميركي ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك

قال السفير الإيراني في موسكو إن اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي من المقرر أن توقعها إيران وروسيا الجمعة لن تتضمن بنداً عن الدفاع المشترك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية صحيفة إيرانية تظهر صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غلافها تحت عنوان «القاتل المهزوم» (رويترز)

إيران: وقف إطلاق النار في غزة هزيمة كبرى لإسرائيل

قال «الحرس الثوري» الإيراني إن وقف إطلاق النار في غزة يمثل «هزيمة كبرى لإسرائيل» محذراً من أي خرق محتمل للاتفاق من جانب إسرائيل

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

كشفت إيران عن إحباط عمل تخريبي في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

نتانياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن وحكومته تجتمع اليوم

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

نتانياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن وحكومته تجتمع اليوم

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن» المحتجزين في قطاع غزة، مضيفا أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت لاحق من اليوم.
وقال مكتبه في بيان «أبلِغ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من جانب فريق التفاوض بأنه تم التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن الرهائن». وأضاف البيان أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الجمعة للموافقة على الاتفاق.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكّد أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيّز التنفيذ الأحد، كما هو مقرّر، رغم القصف العنيف الذي استهدف القطاع الفلسطيني الخميس وتأخر الحكومة الإسرائيلية في المصادقة على الهدنة.

واتّهمت الدولة العبرية حركة حماس بـ«التراجع» عن بنود من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت الدول الوسيطة الأربعاء التوصل إليه بعد أكثر من 15 شهرا من حرب خلّفت عشرات آلاف القتلى ودمارا واسعا وكارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني، الأمر الذي نفته حماس. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ «مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لن ينعقد حتى يؤكد الوسطاء أنّ حماس وافقت على كل عناصر الاتفاق»، متّهما الحركة بـ«محاولة الابتزاز للحصول على تنازلات في اللحظات الأخيرة». ومساء الخميس، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ الحكومة الإسرائيلية ستصوّت الجمعة على اتفاق الهدنة.

وحضّت القاهرة التي شاركت إلى جانب الدوحة وواشنطن في التوسّط للتوصل الى الاتفاق، على ضرورة «البدء من دون تأخير» بتطبيق وقف النار. في المقابل أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير مساء الخميس أنّه سيستقيل من الحكومة إذا أقرّت الاتفاق «غير المسؤول» الذي توصّلت إليه مع حماس لوقف إطلاق النار في غزة بدءا من الأحد، لكن من دون أن يهدّد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم. وقال بن غفير «إذا تمّت الموافقة على هذا الاتفاق غير المسؤول وجرى تنفيذه، فإنّ حزب القوة اليهودية لن يكون بعد الآن جزءا من الحكومة». لكنّه أوضح أنّ حزبه «لن يطيح نتانياهو ولن يعمل مع اليسار (...) ضد الحكومة».

في واشنطن، قال بلينكن في مؤتمر صحافي "أنا واثق وأتوقع أنّ التنفيذ سيبدأ، كما قلنا، يوم الأحد". وينصّ الاتفاق على ثلاث مراحل، على أن تشمل مرحلته الأولى التي ستمتدّ على ستة أسابيع، على وقف العمليات العسكرية والإفراج عن 33 من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وذلك مقابل إطلاق مئات من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بالكامل خلال هذه المرحلة الأولى. كما تنصّ هذه المرحلة الأولى من الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية مكثفة الى قطاع غزة. ورحبّت الأمم المتحدة ودول عدّة في كل أنحاء العالم بإعلان الاتفاق.

وتسبّب هجوم حماس على إسرائيل بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. وقُتل أكثر من 46788 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أو دُمّر ما يقرب من 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.

وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن الخميس أنّ إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة تتطلب 10 مليارات دولار على الأقل خلال الأعوام المقبلة. وأعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار غزة. ودعت الخارجية المصرية «المجتمع الدولي لدعم الجهد الإنساني وتقديم المساعدات لقطاع غزة، والبدء في مشروعات التعافي المبكر» تمهيدا لإعادة الإعمار.

وأعلن الاتحاد الاوروبي الخميس مساعدة إنسانية للقطاع بقيمة 120 مليون يورو، هدفها مواجهة «الوضع الكارثي» فيه.