أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بأن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير الهولندي، الجمعة، بعد يوم من استدعاء هولندا السفير الإيراني للاشتباه في وقوف طهران وراء محاولتَي اغتيال في هولندا وإسبانيا.
وقالت الوكالة، نقلاً عن علي رضا يوسفي، المدير العام لشؤون أوروبا الغربية بوزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن الاتهامات الهولندية تستند إلى شكوك أو افتراضات.
ونقلت الوكالة عن يوسفي قوله: «من المؤسف أن الجهاز الدبلوماسي الهولندي يوجه اتهامات لا أساس لها ضد إيران بناء على (المشتبه بهم) و(الشكوك) التي زرعتها مؤسسات الأمن في البلاد والكيان الصهيوني، ثم يستدعي السفير الإيراني بناء على هذه الكذبة السخيفة».
محاولات فاشلة
واستدعت هولندا السفير الإيراني، بعد أن قال جهاز المخابرات الهولندي، في تقريره السنوي، الذي نُشر الخميس، إن إيران تقف، على الأرجح، وراء محاولتَي الاغتيال، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وجاء في التقرير أنه جرى اعتقال رجلين، في يونيو (حزيران) 2024، بمدينة هارلم الهولندية، بعد محاولة اغتيال إيراني مقيم في البلاد.
وخلال محاولة الاغتيال، رأى مواطن إيراني رجلين يصعدان إلى شُرفته في عزّ الليل. وكان الرجلان على اتصال هاتفي برجل ثالث كان يوجّه إليهما التعليمات. وسرعان ما تدخّلت الشرطة وأوقفت الرجلين، وفق ما أوضح تقرير الاستخبارات.
وأفاد جهاز الاستخبارات الهولندي بأن محاولة الاغتيال تلك «تعكس التهديد الذي قد تمثّله الأنظمة الخارجية» على هولندا.
وأوضح التقرير أنه يعتقد أيضاً أن أحد المشتبه بهما كان وراء محاولة فاشلة لاغتيال السياسي الإسباني الذي ينتقد إيران، أليخو فيدال كوادراس، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وتعرّض كوادراس لهجوم رجل مسلّح بأحد شوارع مدريد، في 9 نوفمبر 2023، عندما كان يعود من نزهة. وأصيب في منطقة الفكّ، ونجا بأعجوبة بعدما أوقف أحد المارة نزفه بقطعة ملابس.
أسلوب إيراني
وأفاد تقرير الاستخبارات الهولندية بأن «محاولتي الاغتيال تندرجان في سياق الأسلوب المستخدم من إيران، منذ عدّة سنوات، والقاضي باللجوء إلى الشبكات الإجرامية في أوروبا لإسكات المعارضين المفترضين للنظام».
وقام وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، الخميس، باستدعاء السفير الإيراني لتوضيح المسألة.
وفي عام 2019، اتّهمت لاهاي طهران بضلوعها في مقتل معارضيْن اثنين على الأراضي الهولندية في 2015 وفي 2017، وطردت دبلوماسيين إيرانيين اثنين.
وجاء في التقرير الاستخباراتي أنه «جرى تقييم التهديدات المحدقة بالمؤسسات الدولية والهيئات الدبلوماسية... بما في ذلك قمّة حلف شمال الأطلسي التي ستُعقد في هولندا في 2025».