سلسلة قوانين معادية للعرب في الكنيست الإسرائيلي

تزعزع حرية العمل السياسي بحجة «مكافحة الإرهاب»

الكنيست يقرّ قوانين معادية للعرب (إكس)
الكنيست يقرّ قوانين معادية للعرب (إكس)
TT

سلسلة قوانين معادية للعرب في الكنيست الإسرائيلي

الكنيست يقرّ قوانين معادية للعرب (إكس)
الكنيست يقرّ قوانين معادية للعرب (إكس)

بعد يوم واحد من سنّ «الكنيست» (البرلمان) الإسرائيلي قانوناً غرضه ترهيب المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، أقرّت الهيئة العامة للكنيست، الأربعاء، بالقراءة التمهيدية، قانوناً آخر من قوانين تقييد الحريات للمواطنين العرب، وتقليل مشاركتهم في انتخابات الكنيست. القانون الجديد يتيح شطب ترشيح شخص، أو حزب، أو شطب كل مرشحي حزب، إذا قررت أكثرية لجنة الانتخابات المركزية الأمر، وفق حجة «إبداء دعم وتأييد لمنفذ عملية إرهابية»، بموجب التعريف الإسرائيلي للإرهاب، أو إبداء دعم للكفاح المسلح، حتى لو هذا الدعم لم يخرج إلى حيز التنفيذ أو لم يشجع أحداً على استخدامه.

إبعاد المحكمة

وينص التعديل الجديد للقانون على إلغاء البند الذي كان قائماً حتى الآن، بأن يلزم البحث في المحكمة العليا لكل قرار شطب في لجنة الانتخابات المركزية. وهو مبني على التجربة التاريخية التي تدل على أن المحكمة العليا كانت دائماً ترفض قرارات لجنة الانتخابات الرامية لشطب قوائم انتخابية عربية.

وقد اتخذ قرار النواب في جلسة للكنيست متوترة جداً، حيث وقف النواب العرب يتصدون للتعديل ويؤكدون أنه فاشي وعنصري، وسارع رئيس الجلسة لإخراج نواب كتلة الجبهة: أيمن عودة، وعايدة توما سليمان، ويوسف العطاونة، من الجلسة.

وفي ردّه على مشروع القانون، عن منصة الكنيست، قال رئيس المعارضة، عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب «يش عتيد»، إنه من الواضح أن مشروع القانون يستهدف فئة من النواب، هم النواب العرب، والأحزاب الناشطة بين الجمهور العربي. وأكد رفضه له.

لبيد متحدثاً في صورة نشرها الكنيست بحسابه في «إكس»

وقد تم تمرير القانون، الذي بادر إليه عضو الكنيست أوفير كاتس، من كتلة حزب الليكود، بأكثرية 61 نائباً، من كتل الائتلاف، ونواب كتلة «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان من المعارضة.

وصوّت ضد القانون 35 نائباً، من كتل: «يوجد مستقبل»، و«الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير»، و«القائمة العربية الموحدة»، و«العمل» ونائبة واحدة من كتلة «المعسكر الرسمي» بزعامة بيني غانتس، في حين تغيب باقي نواب الكتلة السبعة عن التصويت، رغم وجودهم في الكنيست.

وكان الكنيست قد مرّر قانوناً آخر أيضاً، بمبادرة من حزب الليكود، يقضي بمنح صلاحيات لوزير الداخلية بأن يأمر بطرد فرد من عائلة من سكان إسرائيل نفّذ عملية إذا كان قد «علم مسبقاً بخطته لتنفيذ عمل إرهابي، أو عبّر عن تماثل مع العمل الإرهابي، أو نشر مديحاً له، أو إعجاباً أو تشجيعاً للعمل الإرهابي».

حيثيات المشروع

ويقضي مشروع القانون بأن يكون الإبعاد إلى خارج إسرائيل والأراضي المحتلة في عام 1967، لمدة 7 سنوات على الأقل و15 سنة على الأكثر، إذا كان منفذ العملية مواطناً يحمل الجنسية الإسرائيلية، ولـ10 سنوات على الأقل و20 سنة على الأكثر، إذا كان من سكان الأراضي المحتلة في عام 1967. وجاء فيه أن «أبحاثاً عدة أجراها مجلس الأمن القومي والجيش الإسرائيلي على مرّ السنين حول عشرات المخربين الانتحاريين، والتخوف الوحيد لديهم كان يتعلق بمصير أفراد عائلاتهم بعد العملية».

وجاء في حيثيات مشروع القانون أن «مخربين كثيرين سيمتنعون عن تنفيذ العملية إذا علموا أن أفراد عائلتهم سيعاقبون بسببه. وجهاز القضاء يوافق على أن هدم بيت المخرب هو وسيلة قانونية. وللأسف، هذا ليس كافياً ولا يشكل رادعاً ملائماً. ولا شك أنه بطرد أفراد العائلة ستستكمل رزمة الردع».

وهناك سلسلة قوانين أخرى تجرى بلورتها حالياً بالنمط نفسه، وتلقى كلها تأييداً لدى الأكثرية. وقد تجلت وحدة الصف الصهيوني ضد العرب واليسار، عندما قام النائب عوفر كسيف، من الجبهة التي يترأسها أيمن عودة، بالاعتراض، وقال إن هذه القوانين جاءت لترهيب العرب فقط. فهجموا عليه وكادوا يضربونه.

أهداف مكشوفة

وقال أحد النواب العرب إن التجربة تدل على أن مثل هذه الإجراءات مكشوفة الأهداف. فعندما تخشى الحكومة من الأجواء المعادية لها في الشارع، بسبب سياستها الفاشلة في كل شيء، وبسبب الضربات الاقتصادية الجديدة التي تخطط لتوجيهها للجمهور: تخفيض الحد الأدنى من الأجور، زيادة ضريبة على أموال التقاعد، خصم يومي نقاهة من العطلة، ويتوقع أن تعود المعركة ضد خطة الانقلاب على منظومة الحكم والقضاء، وغيرها من القضايا التي تزعج المواطن وتقض مضاجعه، تريد الحكومة إشغال الناس بشيء يمكن أن يُجمعوا عليه. فاليوم توجد الحرب. لكن الحرب بدأت تنحسر. وشيئاً فشيئاً يعود الناس لهمومهم. والسبيل أمام الحكومة هو تخويفهم من العرب داخل إسرائيل.


مقالات ذات صلة

جواسيس إسرائيل داخل طهران يعيدون رسم قواعد المواجهة

شؤون إقليمية صواريخ أطلقتها إيران تعبر فوق مدينة القدس (إ.ب.أ) play-circle

جواسيس إسرائيل داخل طهران يعيدون رسم قواعد المواجهة

ذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تستعدان لرد انتقامي سريع وشرس من إيران خلال الليل، لكن بفضل الجواسيس ساد الصمت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج تفعيل مركز إدارة حالات الطوارئ جزئياً ضمن إجراءات الاستجابة الإقليمية (مجلس التعاون)

مجلس التعاون: لا مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في الخليج

أكد مجلس التعاون عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية في دول الخليج حتى اللحظة، وأن المؤشرات البيئية والإشعاعية ما تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره الإيراني عباس عراقجي (وام)

عبد الله بن زايد يشدد على الحوار ويجري اتصالات لبحث تداعيات استهداف إيران

بحث الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه في المنطقة والعالم، تداعيات الاستهداف الإسرائيلي لإيران.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج عمال الإنقاذ الإيرانيون يعملون في موقع مبنى متضرر من الغارات الإسرائيلية على طهران الجمعة (رويترز)

تنديد سعودي وخليجي بالاعتداءات الإسرائيلية على إيران

ندّدت دول الخليج، الجمعة، بالاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران التي تمسّ سيادتها وأمنها، وتُمثِّل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري دونالد ترمب يتحدث إلى بنيامين نتنياهو خلال اجتماع أعلن فيه ترمب عن محادثات نووية مع إيران 7 أبريل 2025 (رويترز) play-circle

تحليل إخباري بعد سنوات من الانتظار... نتنياهو ينفذ خطته ضد «النووي» الإيراني

قرر نتنياهو أن يتحرك بمفرده وأمر بشن هجوم جوي تقول إسرائيل إنه يهدف إلى منع إيران من حيازة أسلحة دمار شامل.


كيف نجح جواسيس إسرائيل في عرقلة الرد الإيراني؟

صواريخ أطلقتها إيران تعبر فوق مدينة القدس (إ.ب.أ)
صواريخ أطلقتها إيران تعبر فوق مدينة القدس (إ.ب.أ)
TT

كيف نجح جواسيس إسرائيل في عرقلة الرد الإيراني؟

صواريخ أطلقتها إيران تعبر فوق مدينة القدس (إ.ب.أ)
صواريخ أطلقتها إيران تعبر فوق مدينة القدس (إ.ب.أ)

ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تستعدان لرد انتقامي سريع وشرس من إيران خلال الليل، لكن بفضل المناورات التي خطط لها الجواسيس والطيارون الإسرائيليون بشكل معقد، والصدمة والفوضى من الجانب الإيراني، ساد الصمت.

وأضاف الموقع أنه عندما أصبح من الواضح أن إسرائيل كانت على وشك الهجوم، اجتمع قادة القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني في موقع محصن تحت الأرض لتنسيق الرد، لكن إسرائيل كانت على علم ببروتوكول الطوارئ والموقع فدمروه.

وقال مسؤول إسرائيلي: «ولم يكن هناك شخص قادر على إعطاء الأمر بالرد الإيراني الفوري مما حيده».

وكان هؤلاء القادة من بين أكثر من عشرين قائداً إيرانياً تم استهدافهم في هجوم واسع النطاق على القيادة والسيطرة العسكرية الإيرانية. وقتل قادة من الحرس الثوري والجيش الإيراني ومن مقر القيادة العسكرية الإيرانية للطوارئ في الهجوم الافتتاحي.

وكان الهدف الرئيسي الآخر، وفقاً لـ«أكسيوس»، هو أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الإيرانية، التي حددت الاستخبارات الإسرائيلية مواقعها، وضرب سلاح الجو الإسرائيلي معظمها في الضربة الأولى؛ ما منح الجيش الإسرائيلي حرية العمل في سماء إيران دون أي تحدٍ تقريباً.

وفي الوقت نفسه على الأرض، كان جهاز الموساد ينفذ سلسلة من عمليات التخريب السرية في عمق إيران لتدمير الدفاعات الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية.

وشارك المئات من عملاء الموساد داخل إيران وفي المقر الرئيسي على حد سواء، بما في ذلك وحدة خاصة من العملاء الإيرانيين الذين يعملون لصالح الجهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

ويضيف الموقع أنه في وسط إيران، وضعت وحدات كوماندوز تابعة للموساد أنظمة أسلحة موجهة في مناطق مفتوحة بالقرب من منصات إطلاق صواريخ أرض - جو إيرانية.

وفي منطقة أخرى داخل إيران، نشر الموساد سراً أنظمة أسلحة وتقنيات متطورة مخبأة في مركبات. وعندما بدأ الهجوم الإسرائيلي، تم إطلاق هذه الأسلحة وتدمير أهداف تتبع الدفاع الجوي الإيراني.

وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي إن الموساد أنشأ قاعدة للطائرات المسيّرة الهجومية داخل إيران بطائرات دون طيار تم تهريبها قبل وقت طويل من العملية.

وأضاف: «خلال الضربة الإسرائيلية، تم تفعيل الطائرات دون طيار وإطلاقها باتجاه منصات إطلاق صواريخ أرض- أرض الموجودة في قاعدة قرب طهران، حيث تم تدمير الصواريخ الباليستية هناك قبل إطلاقها باتجاه إسرائيل».

وأشار المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي إلى أن الجيش كان مستعداً لأسوأ الاحتمالات حيث ستطلق إيران بسرعة ما بين 300 و500 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.