تقرير: إسرائيل تواجه نقصاً محتملاً في الصواريخ الاعتراضية

واشنطن سارعت للمساعدة بسد الثغرات بإرسال بطارية من نظام الدفاع الجوي «ثاد»

صاروخ اعتراضي خلال انطلاقه من إحدى قاذفات نظام «ثاد» (أرشيفية - رويترز)
صاروخ اعتراضي خلال انطلاقه من إحدى قاذفات نظام «ثاد» (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل تواجه نقصاً محتملاً في الصواريخ الاعتراضية

صاروخ اعتراضي خلال انطلاقه من إحدى قاذفات نظام «ثاد» (أرشيفية - رويترز)
صاروخ اعتراضي خلال انطلاقه من إحدى قاذفات نظام «ثاد» (أرشيفية - رويترز)

تواجه إسرائيل نقصاً وشيكاً في الصواريخ الاعتراضية رغم تعزيز دفاعاتها الجوية لحماية البلاد من هجمات إيران ووكلائها، وفقاً لمسؤولين تنفيذيين في الصناعة الدفاعية ومسؤولين عسكريين سابقين ومحللين.

وحسب تقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، تسارع الولايات المتحدة للمساعدة في سد الثغرات في الدرع الواقي لإسرائيل، حيث أعلنت، الأحد، عن نشر بطارية مضادة للصواريخ من طراز «ثاد»، قبل ضربة انتقامية متوقعة من إسرائيل على إيران والتي تخاطر بمزيد من التصعيد الإقليمي.

وقالت دانا سترول، وهي مسؤولة دفاعية أميركية كبيرة سابقة مسؤولة عن الشرق الأوسط، إن «قضية الذخائر الإسرائيلية خطيرة... إذا ردت إيران على هجوم إسرائيلي بحملة غارات جوية ضخمة، وانضم (حزب الله) أيضاً، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ممكن أن تشهد نقصاً»، مضيفة أن المخزونات الأميركية ليست بلا حدود.

وتابعت: «لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في إمداد أوكرانيا وإسرائيل بالوتيرة نفسها. نحن نصل إلى نقطة تحول».

وقال بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي شركة مملوكة للدولة تصنع صواريخ «آرو» الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، إن شركته تعمل بثلاثة دوامات للموظفين للحفاظ على استمرار خطوط الإنتاج.

صاروخ اعتراضي خلال انطلاقه من إحدى قاذفات «مقلاع داود» (الجيش الإسرائيلي)

وأضاف: «بعض خطوط إنتاجنا تعمل 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا»، لافتاً إلى أن الوقت المطلوب لإنتاج الصواريخ الاعتراضية «ليس مسألة أيام». وفي حين لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، قال ليفي: «ليس سراً أننا في حاجة إلى تجديد المخزونات».

حتى الثلاثاء، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الثلاثية الطبقات الجزء الأكبر من الطائرات من دون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران ووكلاؤها على الدولة من جميع أنحاء المنطقة.

أسقط نظام القبة الحديدية في البلاد الصواريخ قصيرة المدى والطائرات من دون طيار التي أطلقتها حركة «حماس» من غزة، بينما اعترض نظام «مقلاع داود» الصواريخ الأثقل التي أُطلقت من لبنان، ونجح نظام «السهم» في منع الصواريخ الباليستية من إيران.

كما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية صواريخ وقذائف وطائرات من دون طيار على إسرائيل. وادعى الجيش الإسرائيلي في أبريل (نيسان) أنه بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، حقق معدل اعتراض بنسبة 99 في المائة ضد وابل إيراني من 170 طائرة من دون طيار و30 صاروخاً «كروز» و120 صاروخاً باليستياً. لكن إسرائيل لم تحقق نجاحاً كبيراً في صد هجوم إيراني ثانٍ بأكثر من 180 صاروخاً باليستياً أُطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). ووفقاً لمحللين استخباراتيين، أصاب نحو ثلاثين صاروخاً قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، بينما انفجر صاروخ واحد على بعد 700 متر من مقر الموساد.

ووفق التقرير، سيتم تركيب بطارية «ثاد» التي زوّدتها بها الولايات المتحدة، والمصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية، إلى جانب نظام «آرو» الإسرائيلي. وهو ما يعزز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل عام.

وأظهر «حزب الله» أنه لا يزال قادراً على ضرب مسافة 60 كيلومتراً على الأقل داخل إسرائيل على الرغم من أسابيع من الهجمات الإسرائيلية على قادته وترسانته. وقتلت طائرة من دون طيار تابعة للحزب، الأحد، أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة عسكرية في وسط البلاد.

وقال العميد الإسرائيلي السابق ورئيس الاستراتيجية في قوات الدفاع الإسرائيلية، عساف أوريون: «نحن لم نر بعد قدرات (حزب الله) الكاملة. فهو لم يطلق سوى نحو عُشر قدرته المقدرة على الإطلاق قبل الحرب، أي بضع مئات من الصواريخ يومياً بدلاً من 2000 صاروخ». وعزا أوريون السبب لذلك بقرار «حزب الله» بعدم إطلاق الصواريخ بالكامل.

وتابع: «لا تزال حيفا وشمال إسرائيل في الطرف المتلقي لهجمات الصواريخ والطائرات من دون طيار كل يوم تقريباً». وقال المحللون إن مخططي الدفاع والدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اضطروا إلى اختيار المناطق التي يجب حمايتها على غيرها.

ووفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية، تم إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل خلال العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما.

ويقول الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية إيهود عيلام: «خلال هجوم الأول من أكتوبر كان هناك شعور بأن الجيش الإسرائيلي احتفظ ببعض صواريخ (آرو) الاعتراضية في حالة قيام إيران بإطلاق صاروخها التالي على تل أبيب»، مضيفاً أنها «مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ إسرائيل في نفاد صواريخها الاعتراضية، ويجب عليها تحديد أولويات نشرها».


مقالات ذات صلة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يخفي عدد قتلاه

شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يخفي عدد قتلاه

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال اجتماع أمني، إن «حزب الله» يخفي عدد المقاتلين الذين قتلتهم إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من لبنان (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرة اقتربت من ناحية الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أنه اعترض طائرة مسيّرة اقتربت من إسرائيل من الشرق، مضيفاً أنه تم اعتراضها قبل دخولها إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة نشرها الجيش الإسرائيلي ل 3 عناصر من «حزب الله»

الجيش الإسرائيلي يعلن أسر 3 عناصر من «حزب الله» في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه أسر 3 عناصر من «حزب الله»؛ ما يرفع إلى 4 عددَ المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (القدس)
تحليل إخباري الدخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت مزارع شبعا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تحليل إخباري إلحاق المزارع بـ1701 يبطل ذريعة «حزب الله» للاحتفاظ بسلاحه

يترقب الوسط السياسي اللبناني ما ستؤول إليه الاتصالات الدولية التي تجري على هامش انعقاد مجلس الأمن الدولي لعلها تشكّل رافعة له في التوصل لقرار بوقف النار.

محمد شقير (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يبلغ ماكرون معارضته «وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد» في لبنان

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، معارضته وقف إطلاق النار من جانب واحد مع «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (القدس)

نتنياهو يبلغ ماكرون معارضته «وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد» في لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو يبلغ ماكرون معارضته «وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد» في لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، معارضته «وقف إطلاق النار من جانب واحد» مع «حزب الله» في لبنان.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأن «رئيس الوزراء قال خلال المحادثة إنه يعارض وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه».

وعدَّ نتنياهو، الثلاثاء، أن «الانتصار» في حرب عام 1948 هو الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل، وليس صدور قرار من الأمم المتحدة، وذلك رداً على تصريحات ماكرون بهذا الشأن.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: «تذكير لرئيس فرنسا: لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم كثير من الناجين من المحرقة، خصوصاً من نظام فيشي في فرنسا».

وقال ماكرون، الثلاثاء، إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتذكّر إن إسرائيل «أنشئت» بقرار من الأمم المتحدة، معتبراً أنه يجب ألا «يتنصل من قرارات» المنظمة الدولية.

ونقل مشاركون في اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي عن ماكرون قوله خلال الجلسة: «نتنياهو يجب ألا ينسى أن بلاده أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة»، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1947 على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية.

وتابع ماكرون: «بالتالي هذا ليس الوقت المناسب للتنصل من قرارات الأمم المتحدة»، في وقت تواصل إسرائيل هجومها البري على جنوب لبنان مستهدفةً بقصف جوي مدمّر مناطق محسوبة على «حزب الله» في البلد الصغير.

وقالت قوات الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان إن خمسة من عناصرها أُصيبوا بجروح خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، مندّدةً بـ«انتهاكات مروّعة» ضدها ترتكبها القوات الإسرائيلية.

كان نتنياهو قد دعا، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إبعاد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن «الخطر فوراً». وأكد أن القوات الإسرائيلية طلبت من «يونيفيل» مرات عدّة المغادرة لكنها «قوبلت برفض متكرر»، معتبراً أن ذلك يؤمِّن «درعاً بشرية لإرهابيي حزب الله». وتنتشر قوات «يونيفيل» في لبنان بموجب قرارات دولية عدة كان آخرها القرار 1701 الذي وضع حداً لحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في صيف 2006. وتضمّ هذه القوات التي أنشأها مجلس الأمن الدولي في مارس/آذار 1978 ما مجموعه 10 آلاف عسكري بينهم 700 فرنسي.

ورأى الرئيس الفرنسي، الجمعة، أن «استهداف القوات الإسرائيلية المتعمَّد» لعناصر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان أمر «غير مقبول على الإطلاق». وأعرب ماكرون، السبت، عن «قلقه الكبير حيال تكثيف الضربات الإسرائيلية في لبنان وتداعياتها المأساوية على السكان المدنيين». كما حضّ ماكرون، السبت، «حزب الله» على أن «يوقف فوراً» قصف إسرائيل، مؤكداً أنه يجب «التوصل فوراً» إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.