بينما تحضّر إسرائيل لرد عسكري على إيران، تحدّث «الحرس الثوري» عن 10 سيناريوهات مناسبة للرد على الهجوم المحتمل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلوّح فيها إيران بردع الهجوم الإسرائيلي، إذ سبق أن أعلنت وسائل إعلام مقربة من المرشد علي خامنئي، أن طهران جهّزت «بنك أهداف» في إسرائيل.
وأطلقت إيران، في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، نحو 200 صاروخ على إسرائيل، في خطوة وصفتها بأنها «رد انتقامي» على اغتيال أمين «حزب الله» حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران في يوليو (تموز) في عملية نُسبت إلى إسرائيل. وإثر هذا القصف الصاروخي الإيراني، الثاني من نوعه في أقلّ من 6 أشهر، توعّدت إسرائيل بشنّ هجوم «قاتل ودقيق ومفاجئ» ضد إيران.
10 سيناريوهات
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن «وحدات التخطيط في القوات المسلحة الإيرانية أعدّت ما لا يقل عن 10 سيناريوهات مناسبة للرد على الإجراء المحتمل للكيان الصهيوني، والتي سيتم استخدامها إذا لزم الأمر».
وأضافت الوكالة، أن «السيناريوهات قابلة للتحديث، لكن جهوزيتها مؤشر على جدية إيران في الرد».
ونقلت «تسنيم» عن مصادر، أن «رد إيران لن يكون بالضرورة رداً بالمثل وعلى مستوى الرد الإسرائيلي، لكن يمكن أن يكون أكثر شدة، وعلى أهداف مختلفة ليعزز فاعلية الرد».
وقالت المصادر، وفقاً للوكالة الإيرانية، إنه «بالمقارنة مع إيران، لدى إسرائيل جغرافيا محدودة للغاية، وبنية تحتية أقل حساسية، ويمكن أن يسبب رد إيران مشكلات غير مسبوقة للكيان».
وتابعت مصادر «تسنيم»: «كثير من الدول أبلغت إيران بأنها لن تشارك لمصلحة إسرائيل، لكن في كل الأحوال فإن أي دولة ستساعد على عمل محتمل ستتجاوز الخط الأحمر الإيراني، وستتكبد الخسائر».
وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، قد أعلن أن بلاده «سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي»، لافتاً إلى أن طهران «قد تختار ضرب أهداف تتجاوز المواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي».
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القول إن إيران «ستدفع» ثمن هجومها، وتعهدت الولايات المتحدة بدعم ذلك.
وقف النار في غزة ولبنان
سياسياً، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (الجمعة) إن طهران لن تتردد في اتخاذ «مزيد من التدابير الدفاعية القوية» إذا ردّت إسرائيل على الضربة الصاروخية التي نفذتها إيران الأسبوع الماضي. وكتب عراقجي رسائل منفصلة إلى بعض نظرائه في مختلف دول العالم، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفقاً لمنشور لوزارة الخارجية الإيرانية على «إكس». وأوضح عراقجي، أن إيران «مستعدة تماماً لاتخاذ مزيد من التدابير الدفاعية القوية إذا لزم الأمر ضد أي اعتداء، ولن تتردد في ذلك». وقالت إسرائيل مراراً إنها سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي نفّذته في 1 أكتوبر، الذي شنّته رداً على الضربات الإسرائيلية في لبنان وقطاع غزة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران. وأضاف عراقجي في رسالته، أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل يتفق مع حق بلاده في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي، وجاء بعد فترة طويلة من ضبط النفس في إطار سعي بلاده إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة.
«لا نسعى إلى الحرب»
وكرر الموقف ذاته، أمير إيرواني الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.
وقال إيرواني إنّ بلاده «على استعداد تام للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ضدّ أي هجوم يستهدف مصالحها الحيوية وأمنها». وأضاف أنّ طهران «لا تسعى إلى الحرب أو التصعيد»، مؤكداً في الوقت ذاته أنّها ستمارس «حقها في الدفاع عن النفس، وفقاً للقانون الدولي» وستبلّغ مجلس الأمن بـ«ردّها المشروع». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد صرّح بأن إسرائيل ستضرب إيران بطريقة «فتاكة ودقيقة ومباغتة».
من جهته، شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على أن إسرائيل «يجب أن تتوقف عن قتل الأبرياء». وأضاف أن أفعالها في الشرق الأوسط تحظى بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقاً لما نقله تلفزيون روسي، على هامش اجتماع دولي في تركمانستان.