بينيت يطالب بقطع «رأس الأخطبوط» وضرب منشآت إيران النووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت (إكس)
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت (إكس)
TT

بينيت يطالب بقطع «رأس الأخطبوط» وضرب منشآت إيران النووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت (إكس)
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت (إكس)

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، الثلاثاء، بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في رد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل، الأسبوع الماضي.

وفي بيان مسجل بالفيديو، قال بينيت: «الآن، بعد أن ضعفت أذرع الأخطبوط الإرهابي الإيراني، وهما (حزب الله) و(حماس)، اللذان يمثلان أقوى أذرعه، أصبح لدينا، للمرة الأولى، القدرة على التحرك ضد إيران دون خوف من رد فعل رهيب وغير متوقع».

وأضاف: «يمكننا أن نلحق أضراراً جسيمةً بالطاقة النووية الإيرانية التي تلقي بظلال ثقيلة على مستقبلنا. كما يمكننا تأمين مستقبل أطفالنا وأحفادنا. ولأول مرة، يبدو أن نظام الإرهاب والقتل في إيران مكشوف وضعيف. كذلك، الشعب الإيراني يتوق إلى الإطاحة بهذا النظام. وهذه فرصة قد لا تتكرر، ولدينا الشرعية والقدرة على إلحاق ضرر شديد بالنظام الإيراني وبرنامجه النووي».

وتابع بينيت قائلاً: «ستظل هناك دائماً أعذار وأسباب لعدم القيام بذلك، لكن يجب أن نتذكر: أذرع الأخطبوط، (حزب الله) و(حماس)، يمكن أن تنمو مرة أخرى ما دام أن الرأس نشط. لكن إذا قطعنا الرأس الإيراني، فإن الأخطبوط بالكامل، بما في ذلك أذرعه، سيموت. ولهذا السبب، يجب علينا مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى توجيه ضربة قاتلة لقيادته واقتصاده. ولا ينبغي أن نكتفي بمهاجمة القواعد العسكرية الإيرانية، أو القيام بضربات صاخبة وغير مجدية تهدف فقط إلى توصيل رسالة. لقد فات الأوان لتوصيل الرسائل».

جاءت دعوة بينيت بعد ساعات من طلب زعيم المعارضة، يائير لبيد، من رئيس الوزراء نتنياهو، استهداف المنشآت النفطية الإيرانية.

وقال لبيد في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية: «لو كنت رئيساً للوزراء، لكان من واجبي مهاجمة منشآت النفط الإيرانية، فهي نقطة ضعف رئيسية»، وأضاف: «توجد مداولات معقدة حول ذلك مع الأميركيين. أفهم لماذا لا يرغب الأميركيون في ارتفاع أسعار النفط قبل الانتخابات، لكن ذلك لا يغير حقيقة أن لإسرائيل مصالحها الخاصة».

ورفض لبيد استهداف المنشآت النووية، لأنه يعتقد أن الأمر يحتاج إلى تجنيد تحالف أوسع، ويجب أن يتم ذلك بالتعاون مع الأميركيين. وأشار إلى أن ضرب المنشآت النفطية كافٍ، حيث إن الاقتصاد الإيراني ضعيف، مضيفاً: «إيران دولة مفككة اقتصادياً، ونقطة ضعفها تكمن في اقتصادها. يجب عليك استهداف نقاط ضعف عدوك».

وحتى الآن، لم تعلن إسرائيل عن تفاصيل شكل الضربة المحتملة، ولا تزال النقاشات جارية حول ذلك. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن المناقشات مستمرة بشأن الرد الإسرائيلي على مدار الساعة. وأضافت أن كبار القادة السياسيين ورؤساء المؤسسة الأمنية يقومون بدراسة خيارات الهجوم على إيران، دون تحديد نهائي للهدف أو القوة المطلوبة.

وحسب الصحيفة، في إطار الاستعدادات للرد، سيقوم وزير الدفاع يوآف غالانت بزيارة سريعة إلى واشنطن لتعزيز التنسيق مع الأميركيين ومناقشة الجداول الزمنية والأهداف المحتملة للهجوم على إيران. ومن المتوقع أن يكون غالانت قد انطلق الليلة الماضية (بين الثلاثاء والأربعاء) في هذه الزيارة، التي تركز على تعزيز التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل الاستعدادات للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وأكدت «يديعوت أحرونوت» أن الهدف الرئيسي من زيارة غالانت هو دفع واشنطن لإظهار قوتها في الشرق الأوسط، مما قد يساعد على منع الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن غالانت والمؤسسة الأمنية يقودان الجهود باتجاه مهاجمة إيران، وقد طرحا الخطط على المستوى السياسي.

سوف يلتقي وزير الدفاع نظيره الأميركي لويد أوستن، الذي تربطه به علاقة شخصية مميزة، حيث تمت أكثر من 100 محادثة بينهما منذ اندلاع الحرب قبل 368 يوماً. سيلتقي أيضاً بمستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، في ظل أزمة الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس بايدن.

وأضافت «يديعوت» أن موقف غالانت واضح؛ يجب مهاجمة إيران، لكن يجب أن يتم الهجوم بأفضل طريقة ممكنة، مع أعلى درجات التنسيق مع الأميركيين، الذين لا تتوقع إسرائيل أن ينضموا إلى الهجوم، خصوصاً خلال فترة الانتخابات. لكنها تأمل أن يكونوا مستعدين لدعمها في حال ردت إيران بهجوم صاروخي آخر، من خلال التحالف الدولي الذي تم تشكيله خلال الحرب وساهم بشكل كبير في التصدي للهجمات القادمة من إيران.


مقالات ذات صلة

«حماس» تدين «العدوان» الإسرائيلي على الحوثيين في اليمن

المشرق العربي عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«حماس» تدين «العدوان» الإسرائيلي على الحوثيين في اليمن

أدانت حركة «حماس» الفلسطينية التي تخوض حرباً مع إسرائيل في قطاع غزة، الخميس، الضربات الإسرائيلية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي قذيفة مورتر أطلقها جنود إسرائيليون على غزة (رويترز) play-circle 03:06

تقرير: الجيش الإسرائيلي خفف قواعد الاشتباك مع بداية الحرب في غزة

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي خفف قواعد الاشتباك في بداية الحملة العسكرية بقطاع غزة؛ لتمكين القادة من إصدار أوامر بشن هجمات.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي يقف أفراد من الجيش اللبناني بالقرب من الأنقاض في قرية الخيام (رويترز)

توغل إسرائيلي يثير مخاوف لبنانية من تجدد الحرب

صعّدت تل أبيب بتوغلها، الخميس، في مناطق بعيدة عن الحدود، وبالتحديد في وادي الحجير الذي له رمزية بالنسبة لـ«حزب الله» وإسرائيل.

بولا أسطيح (بيروت)
العالم العربي قال مسعفون إن الصحافيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية قبل الفجر (إ.ب.أ) play-circle 00:37

مقتل 5 صحافيين بضربة إسرائيلية في غزة... وإسرائيل تقول إنها استهدفت مسلحين

قال مسؤولون في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة صحافيين فلسطينيين أمام مستشفى، اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي تصاعد الدخان بعد غارات إسرائيلية بالقرب من مطار صنعاء باليمن 26 ديسمبر 2024 (رويترز)

غارات إسرائيلية تستهدف مطار صنعاء... ونتنياهو يتوعد الحوثيين

شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، الخميس، في أعقاب ضربات شنّها جيشه في اليمن، على أن بلاده ستواصل ضرب المتمرّدين الحوثيين «حتى إنجاز المهمة».

«الشرق الأوسط» (لندن)

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
TT

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)

أكدّت مصادر سياسية في تل أبيب أن توتراً شديداً ينتاب العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان، بسبب التصريحات التي أدلى بها البابا فرنسيس تضامناً مع أهل غزة، واستخدام كلمة «وحشية» لوصف الغارات على النازحين الفلسطينيين وقتل الأطفال، ما جعل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ يسعى لزيارة روما، في محاولة لتهدئة الوضع، لكن اليمين المتطرف الحاكم يُحاول ثنيه عن هذه الزيارة، «التي لا يوجد لها تفسير سوى أنها خُنوع أمام مَن ينتقدوننا».

وقال أحد الوزراء الإسرائيليين إن زيارة هيرتسوغ غير مفهومة. ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أضاف الوزير -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن «البابا لا يوفر مناسبة لتلطيخ سمعة إسرائيل. يهاجمها باستمرار ويتحيّز للفلسطينيين. فقط في الشهر الماضي أدّى صلاة في كنيسة، وقد وضع أمامه تمثالاً للمسيح وهو ملفع بالكوفية، وذلك في رمزية واضحة ترسخ الادعاء بأن المسيح كان فلسطينياً. فلماذا ينبغي لرئيسنا أن يركع أمام هذا البابا؟».

علما الفاتيكان وإسرائيل خلال إقامة البابا فرنسيس صلاة الملائكة في ساحة الفاتيكان الخميس (رويترز)

وكان رجال الدين المسيحيون في معظم الكنائس المسيحية في العالم قد تطرقوا خلال كرازة عيد الميلاد المجيد، للأوضاع في غزة، متعاطفين مع الضحايا الفلسطينيين. ودان البابا فرنسيس بنفسه ما سمّاه «قسوة الغارات على قطاع غزة، وإطلاق الرصاص على الأطفال هناك». وعدّها وحشية.

وقال الحبر الأعظم، الذي ينضوي تحت قيادته الروحية 1.2 مليار مسيحي في العالم، بعد صلاة التبشير الأحد الماضي: «بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرّضون لزخات إطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة».

وكشف النقاب، الخميس، أن هيرتسوغ كان قد اتصل بالبابا فرنسيس، هاتفياً، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واحتجّ على تصريحاته ضد إسرائيل. وقال له إن «الجيش الإسرائيلي ملتزم بالقوانين الدولية، ولا يطلق الرصاص على المدنيين، بل (حماس) الإرهابية هي التي يندس قادتها بين المدنيين، فتضطره إلى تصويب ناره عليهم». وردّ البابا: «الرد على الإرهاب لا يكون بالإرهاب». وفي اليوم التالي لهذه المكالمة عاد البابا واستخدم كلمة إرهاب في وصف العمليات الحربية الإسرائيلية، وقال: «أيضاً في الحرب توجد قوانين. قتل الأطفال بهذه الوحشية ليس حرباً، بل إرهاب».

الزوجان المسيحيان طوني وأمل وهما من النازحين خارج خيمتهما في منطقة المواصي بخان يونس الأربعاء (إ.ب.أ)

وفي محاولة استفزازية للرد على هذه التصريحات، حاول الجيش الإسرائيلي منع الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا، بطريرك القدس للاتين، من دخول غزة في مطلع الأسبوع؛ حيث أراد أن يترأس قداس تباشير بالميلاد، فأثار قراره موجة احتجاج غاضبة في العالم فتراجع. ودخل الكردينال مدينة غزة في زيارة وصفها أهل غزة بأنها «تاريخية وإنسانية». ولم تقتصر الزيارة على الكنيسة الكاثوليكية، بل راح يتجوّل في الشوارع والأحياء التي دمّرتها العمليات الحربية الإسرائيلية، والتقى أفراداً من العائلات المتبقية من المسيحيين، الذين فقدوا نحو 20 مواطناً قتلوا بالغارات، والتقى عائلات من المسلمين الذين يعيشون وسط ظروف إنسانية قاسية، نتيجة الحصار والدمار والقتل المستمر. وعلى مدى 4 أيام، حرص الكاردينال على زيارة البيوت المتضررة، مستمعاً إلى معاناة سكان القطاع، ومعبراً عن تضامنه العميق معهم. فيما حملت زيارته رسالة رجاء وسلام؛ حيث قدّم كلمات تعزية ودعم للأسر التي فقدت منازلها وأحباءها.

وأكد أهمية الصمود والإيمان وسط هذه المحنة العصيبة، مشدداً على أن وجودهم هو شهادة حية للإيمان والثبات، ليؤكد أهمية الوحدة الإنسانية والتكاتف بين مختلف الأديان في مواجهة الأزمات.

وخلال القداس، قال الكاردينال إن معاناة أهل غزة ليست منسية، وأن الكنيسة ستظل حاضرة لدعمهم ومساندتهم، كما دعا إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وإحلال السلام والعدالة في المنطقة.

وعاد الكردينال باتيستا، وهو إيطالي الجنسية، لتكرار رسائله في قداس ليلة الميلاد في كنيسة المهد في بيت لحم، الذي تم بثه عبر التلفزيون الفلسطيني الرسمي إلى كل أرجاء العالم. وأشار إلى أن رسالته للمؤمنين ألا يخافوا.

وقال: «ليست لديّ مشكلة هذه السنة في الاعتراف بصعوبة الإعلان عن فرح ميلاد المسيح لكم، أنتم الحاضرون هنا، ولكل مَن ينظر إلى بيت لحم من جميع أنحاء العالم. نشيد الملائكة، الذين ينشدون المجد والفرح والسلام، يبدو لي نشازاً بعد عام مليء بالمشقة، والدموع والدماء والمعاناة، بسبب آمال خابت وخطط للسَّلام والعدل تحطَّمَت. يبدو أَن النواح يتغلَّب على النشيد، والغضب يشلُّ كل طريق للرجاء».

الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بطريرك القدس للاتين يحيي فلسطينية في بيت لحم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأجرى مقارنة بين درب الآلام التي خاضها مريم ويوسف، «بينما يبدو أنّهما يُطيعان صاغرين قوة أكبر منهما، إلا أنهما كانا في الواقع ينظران إلى التاريخ بعيون الله، ويريان فيه مشروعاً إلهياً، فيه يدخلان المجد والسلام. ونحن أيضاً يمكننا ويجب علينا أن نبقى في أرضنا، وأن نعيش واقعنا، غير مُجبرين أو مستسلمين، ولا حتى مستعدّين للهرب في أوَّل فرصة. نحن مدعوُّون من قِبل الملائكة كي نعيش هذه الليلة بإيمان ورجاء. نحن أيضاً، على غرار يوسف ومريم، والرعاة، يجب أن نختار وأن نُقرّر: هل نقبل بإِيمان بشارة الملاك، أم نمضي في طريقنا؟ طفل بيت لحم يأخذ بيدنا في هذه الليلة، ويرافقنا في معارج التاريخ، ويساعدنا كي نقبله حتى النهاية، فنسير فيه بثقة ورجاء. ولم يخش الموت. ويطلب منَّا ألّا نخاف من قوى هذا العالم، بل أن نثابر في طريقِ العدل والسلام».

وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدان بار طال، قد استدعى سفير الفاتيكان في تل أبيب، المطران أدولفو طيطو يلينا، الثلاثاء، لجلسة احتجاج، عبّر فيها عن الشعور بالمرارة من تصريحات البابا فرنسيس، وعدّها «ازدواجاً بالمعايير». وقال بار طال إن هذه التصريحات مخيبة للآمال بشكل خاص؛ لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضد الإرهاب الجهادي، وهي حرب متعددة الجبهات، فُرضت عليها منذ 7 أكتوبر 2023.