الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين مع بدء عملية برية «محدودة» بجنوب لبنان

«حزب الله» تعهد «صدّ العدوان»

TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين مع بدء عملية برية «محدودة» بجنوب لبنان

الدخان يتصاعد مع تواصل القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» (رويترز)
الدخان يتصاعد مع تواصل القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، أن فرقة «الجليل 91» بدأت أمس عملية برية محدودة ومحددة الهدف في جنوب لبنان، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية»، فيما تعهد «حزب الله» بمواصلة «صدّ العدوان» الإسرائيلي، رغم «الأثمان الباهظة».

وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن جنديين قُتلا وأصيب اثنان آخران بجروح بالغة في اشتباك على الحدود اللبنانية. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة «إكس» إلى أن الفرقة «التي تضم لواء الاحتياط 3 ولواء الاحتياط 8 ولواء الناحال الشمالي 228 تشن عملية برية محدودة ومحددة الهدف في منطقة جنوب لبنان».

وأشار إلى أنه «منذ بداية الحرب تخوض فرقة الجليل قتالاً دفاعياً منسجماً مع عمليات هجومية كثيرة لاستهداف العدو وبناه التحتية في جنوب لبنان جواً وبراً».

ولفت إلى أنه «على مدار الأسابيع الأخيرة نفذت قوات الفرقة مئات الهجمات وقضت على عشرات المخربين»، موضحاً أن قوات اللواء 769 تواصل الأعمال الدفاعية على الحدود.

ودعا أدرعي جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم إلى عدم العودة حتى إشعار آخر حفاظاً على سلامتهم لأن غارات الجيش مستمرة.

«صدّ العدوان» رغم «الأثمان الباهظة»

من جانبه، قال «حزب الله»، اليوم، في الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إنه سيواصل «صدّ العدوان» الإسرائيلي، رغم «الأثمان الباهظة» التي يتكبّدها، واصفاً إسرائيل بأنها «غدة سرطانية» في المنطقة «لا بدّ من إزالتها ولو طال الزمن». وأورد الحزب في بيان: «قرار (حزب الله) فتح جبهة الإسناد... هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه مقاومتنا وشعبنا أثماناً باهظة». وأضاف: «غير أننا واثقون إن شاء الله بقدرة مقاومتنا على صد العدوان»، مؤكداً أنه «لا مكان لهذا الكيان الصهيوني المؤقت في منطقتنا... وكان وسيبقى غدة سرطانية عدوانية قاتلة لا بدّ من إزالتها».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يقصف حيفا في مسعى لاستعادة الردع

المشرق العربي فرق إنقاذ إسرائيلية تتفقد موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» في مدينة حيفا (رويترز)

«حزب الله» يقصف حيفا في مسعى لاستعادة الردع

دخلت الأحياء المدنية في مدينة حيفا إلى قائمة استهدافات «حزب الله»، للمرة الأولى منذ عام، رغم أن الحزب يصرّ على أن الأهداف كانت عسكرية.

نذير رضا (بيروت)
العالم العربي طيران الإمارات (رويترز)

«طيران الإمارات» تواصل إلغاء رحلاتها من وإلى بيروت حتى 15 أكتوبر... وتستأنف خدماتها للعراق

أعلنت خطوط «طيران الإمارات» مواصلة إلغاء رحلاتها من بيروت وإليها حتى 15 أكتوبر (تشرين الأول).

المشرق العربي الجمعيات الخيري السورية تساعد في توزيع المساعدات على النازحين من لبنان (وزارة الشؤون)

دمشق تفتح حدودها للنازحين بيد وتطلب المساعدات باليد الأخرى

رغم محاولات دمشق تحييد نفسها عن التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» في لبنان، فإنها تجد نفسها منخرطة في تحمل أعباء تداعيات نزوح مئات الآلاف نحو أراضيها.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي مسلحون حوثيون في صنعاء يبدون تضامنهم مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

زعيم الحوثيين يسوّق نفسه خليفة لنصر الله

استغلّ زعيم الحوثيين باليمن عبد الملك الحوثي، مقتل حسن نصر الله زعيم «حزب الله» اللبناني، ليقدّم نفسه خليفة له بخصوص الحديث عن مواقف ما يُسمّى «محور المقاومة».

محمد ناصر (تعز)
تحليل إخباري نار ولهب فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة جوية إسرائيلية الأحد (أ.ب)

تحليل إخباري حرب لبنان... و«الخبرة» العسكرية الإسرائيلية من غزة

يختلف المسرح الجغرافي والطوبوغرافي في غزّة عن جبهة لبنان في عدّة أبعاد. مساحة غزّة لا تتجاوز 365كلم2، بينما جبهة لبنان تبلغ ما يقارب 1000كلم2.

المحلل العسكري

بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة

شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)
شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)
TT

بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة

شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)
شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)

يقيم الإسرائيليون، اليوم (الاثنين)، احتفالات كئيبة لإحياء ذكرى مرور عام على الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. لقد حطمت الغارة التي قادتها «حماس»، العام الماضي، شعور الإسرائيليين بالأمن، وأشعلت حروباً على جبهتين دون نهاية في الأفق، وفق تقرير من وكالة «أسوشييتد برس».

وأحيت «حماس» الذكرى السنوية لهجومها في 7 أكتوبر بإطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، مما يؤكد قدرتها على الصمود بعد عام من الحرب والدمار في غزة. وتعهد «حزب الله» اللبناني بمواصلة إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل دعماً لحركة «حماس» والفلسطينيين على الرغم من خسائره الأخيرة. ولم يطلَق سراح نحو 100 رهينة إسرائيلي أُسروا في ذلك اليوم، ويعتقد أن ثلثهم ماتوا. كما توقفت جهود وقف إطلاق النار.

هز الهجوم المفاجئ عبر الحدود قبل عام واحد، الذي جاء على حين غرة في عطلة يهودية كبيرة، إيمان الإسرائيليين بقادتهم وجيشهم، ولا تزال توابعه تتردد في جميع أنحاء المنطقة.

وتستمر الحرب في غزة، وتخوض إسرائيل حرباً جديدة ضد «حزب الله»، وهناك أيضاً صراع متصاعد مع إيران؛ التي تدعم «حماس» و«حزب الله»، مما يهدد بجر المنطقة إلى حريق أكثر خطورة.

ولم يخطَّط لإقامة أي حدث تذكاري رسمي في غزة، حيث لا يزال القتال مستمراً، ودُمرت مناطق شاسعة بالكامل في القطاع، وهُجّر معظم السكان من منازلهم.

شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)

الإسرائيليون يقيمون احتفالات تذكارية

يزور الإسرائيليون المقابر والمواقع التذكارية في مختلف أنحاء البلاد، لإحياء ذكرى مئات الضحايا، وعشرات الرهائن الذين ما زالوا في الأسر، والجنود الذين قُتلوا في المعركة. كما خُطط لإقامة احتفالات تذكارية في مختلف أنحاء أوروبا وأماكن أخرى.

في 7 أكتوبر الماضي، قتل مسلحون من «حماس» نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا 250 آخرين.

قبل الفجر، تجمعت مئات من عائلات القتلى في «مهرجان نوفا الموسيقي»، برفقة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، في الموقع الذي قُتل فيه ما لا يقل عن 364 من المحتفلين واختطف منه آخرون. ومع شروق الشمس، عزف المنظمون مقطوعة هادئة توقفت فجأة عندما بدأ وابل الصواريخ في السقوط.

في الساعة الـ6:29 صباحاً - وهي الدقيقة التي شنت فيها «حماس» هجومها - وقف الحشد دقيقة صمت. كسر صراخ امرأة الصمت وترددت أصوات الانفجارات من القتال في غزة، على بعد بضعة كيلومترات فقط.

قالت سيغال بار أون، التي قُتلت ابنة أخيها يوفال بار أون (25 عاماً) وخطيبها موشيه شوفا (34 عاماً) في الهجوم، قبل شهرين من زفافهما: «عندما نكون هنا، نكون بالقرب من أحبائنا».

وقال شيمعون بوسيكا، الذي قُتل ابنه ياردن بوسيكا (25 عاماً) في المهرجان: «لا نستطيع أن نفهم كيف مر عام. إنه المكان الأكثر طبيعية أن نكون هنا من أجل هذه اللحظة من الصمت».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه في الساعة الـ6:31 صباحاً، أُطلقت 4 قذائف من غزة باتجاه المجتمعات نفسها التي تعرضت لهجوم عنيف العام الماضي. ولم يتعطل الحفل.

وقال الجيش إن 5 صواريخ أخرى أطلقت من مدينة خان يونس بجنوب غزة باتجاه وسط إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب. وأصيبت امرأتان بجروح طفيفة، وكانت هناك أضرار طفيفة.

وفي الوقت نفسه، تجمعت عائلات الرهائن؛ الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس، ووقفوا في أثناء صفارات الإنذار لمدة دقيقتين.

وقالت شيري الباغ، التي كانت ابنتها ليري من بين الأسرى: «نحن هنا لتذكير (الرهائن) بأننا لن ننساهم». وفي حديثها أمام الحشد ومخاطبة نتنياهو، قالت: «لن ندعكم ترتاحون حتى يعودوا جميعاً... كل واحد منهم».

وأصدر نتنياهو بياناً تكريماً لأولئك الذين قُتلوا أو أُسروا، قائلاً: «لقد مررنا بمذبحة رهيبة قبل عام، وقمنا كأمة كالأسود».

ونُكست الأعلام في الكنيست الإسرائيلي إلى نصف السارية، ومن المقرر بث حفل رسمي لإسرائيل مساء الاثنين. سُجل الحفل مسبقاً دون جمهور - على ما يبدو لتجنب الاضطرابات المحتملة - في مدينة أوفاكيم الجنوبية، التي كانت من بين كثير من المجتمعات والقواعد العسكرية التي تعرضت للهجوم قبل عام.

الغضب من فشل الحكومة في منع الهجوم، والإحباط المستمر من أن إسرائيل لم تُعد الرهائن المتبقين، دفعا بعائلات القتلى والأسرى إلى تنظيم حدث منفصل في تل أبيب. كان من المقرر أن يجذب هذا الحدث عشرات الآلاف من الأشخاص، ولكنه قُلص بشكل كبير بسبب الحظر المفروض على التجمعات الكبيرة بسبب التهديد بهجمات صاروخية من إيران و«حزب الله».

أشخاص يمسك كل منهم بيد الآخر خلال حفل تذكاري في تل أبيب بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته «حماس» على غلاف غزة يوم 7 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«حماس» و«حزب الله» يتعهدان بمواصلة القتال

لقد أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأثارت أزمة إنسانية أدت إلى انتشار الجوع على نطاق واسع. لكن «حماس» لا تزال تسيطر على القطاع، وقد أعادت قواتها تجميع صفوفها مراراً وتكراراً في المناطق التي نفذت فيها إسرائيل عمليات كبرى.

يوم الأحد، حاصرت القوات الإسرائيلية بلدة جباليا الشمالية، وأطلقت عملية كبرى أخرى هناك يقول الجيش الإسرائيلي إنها تهدف إلى استئصال المسلحين.

في لبنان، واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار على إسرائيل حتى بعد أن أدت موجة من الضربات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة إلى مقتل معظم قيادات «حزب الله» العليا بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله، وطالت أيضاً مناطق واسعة من لبنان.

وشنت إسرائيل حتى الآن عملية برية محدودة عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

وقُتل ما لا يقل عن 1400 لبناني؛ بمن فيهم مدنيون ومسعفون ومقاتلون من «حزب الله»، ونزح 1.2 مليون شخص من منازلهم.

وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى طرد جماعة «حزب الله» المسلحة من على حدودها حتى يتمكن عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من العودة إلى ديارهم. كما تعهدت إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي باليستي إيراني الأسبوع الماضي قالت طهران إنه كان رداً على مقتل نصر الله وزعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية وأحد جنرالات «الحرس الثوري» الإيراني.