محللون: ضربة إيران الصاروخية لإسرائيل «أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً»

الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية في سماء أشدود (أ.ف.ب)
الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية في سماء أشدود (أ.ف.ب)
TT

محللون: ضربة إيران الصاروخية لإسرائيل «أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً»

الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية في سماء أشدود (أ.ف.ب)
الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية في سماء أشدود (أ.ف.ب)

يقول خبراء إن الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، أمس الثلاثاء، كان أكبر وأكثر تعقيداً وتضمن استخدام أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي استخدمت في ضربات أبريل (نيسان) الماضي، الأمر الذي يضغط أكثر على الدفاعات الصاروخية ويسمح بمرور مزيد من الرؤوس الحربية منها.

ورغم أن حطام أكثر من 180 صاروخاً ما زال قيد التجميع والتحليل، يقول خبراء إن أحدث الهجمات استخدمت فيها فيما يبدو صواريخ «فتاح - 1» و«خيبر شكن» الإيرانية التي يبلغ مداها نحو 1400 كيلومتر حسبما أوردت وكالة «رويترز».

وقالت إيران إن الصاروخين يحملان رؤوساً حربية قادرة على المناورة، وهو ما قد يجعل الدفاع أكثر صعوبة، ويستخدم الصاروخان وقوداً صلباً، مما يعني أنه يمكن إطلاقهما بتحذير لا يكاد يُذكر.

وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا بأميركا: «التحضير لإطلاق الصواريخ في وقت أقصر يعني وصول هذه الصواريخ كلها في وقت واحد، مما يزيد الضغط على الدفاعات».

لوحة إعلانية لصواريخ باليستية إيرانية كُتب عليها «الوعد الصادق» و«إسرائيل أضعف من شبكة العنكبوت» بميدان ولي عصر وسط طهران 14 أبريل (أ.ف.ب)

وأضاف أن الرؤوس الحربية «بوسعها المناورة قليلاً ومن ثم تُعقّد عملية توزيع الصواريخ الاعتراضية، والمناورة تعني أنها قادرة على ضرب الأهداف بدقة أفضل فعلياً بعد مرورها».

وقال لويس إن بعض صواريخ «فتاح - 1» استخدم في هجوم أبريل الذي أحبطته إلى حد كبير الدفاعات الصاروخية الأميركية والإسرائيلية. لكن غالبية الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت باليستية من طراز «عماد» التي تعمل بالوقود السائل، والتي بلغ معدل فشلها 50 في المائة، وكانت دقتها لا تستطيع إلا ضرب هدف في قُطر يزيد على كيلومتر واحد.

وفي المقابل، قالت إيران إن معدل «الخطأ الدائري المحتمل» بصواريخها الباليستية الأكثر تقدماً يبلغ نحو 20 متراً، وهذا يعني أن نصف الصواريخ التي تطلق على هدف ستسقط على بعد 20 متراً منه. وقال فابيان هينز، الباحث في الشؤون الدفاعية والعسكرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن هذه هي «صواريخ إيران الباليستية الأكثر تقدماً والقادرة على الوصول إلى إسرائيل».

حطام ناري

أظهرت مقاطع مصورة للهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء ما يبدو أنها صواريخ تحمل رؤوساً حربية، أو ما يبدو أنها حطام ناري يصل إلى الأرض. وجرى اعتراض بعض هذه الصواريخ، حيث كثير منها فوق الغلاف الجوي للأرض.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية أطلقتا نحو 12 صاروخاً اعتراضياً على الصواريخ الباليستية الإيرانية.

وقال أنكيت باندا، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، إن المقارنات المباشرة مع ضربات أبريل ستكون صعبة؛ لأن الأسلحة تغيرت، بالإضافة إلى تغير هيكل الهجوم والدفاعات.

نظام «القبة الحديدية» في إسرائيل ينشط بعد أن أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية (رويترز)

وأوضح أن ضربات أبريل تضمنت، على سبيل المثال، طائرات مسيرة بطيئة الحركة وصواريخ كروز، مما وفر للدفاع وقتاً أطول للتحذير. وأضاف: «لدينا طراز هجوم مختلف... ربما مخزون أقل من صواريخ آرو الإسرائيلية الاعتراضية، وقوة (الجو فضائية) التابعة لـ(الحرس الثوري الإيراني) تلجأ فيما يبدو إلى استخدام عدد أكبر من الصواريخ الأكثر تطوراً وقدرة».

وأظهرت تقارير محدودة حدوث أضرار، وأعلنت إسرائيل في بادئ الأمر عدم سقوط قتلى نتيجة هجوم أمس الثلاثاء.

وحذر مالكوم ديفيس، وهو محلل بارز في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، من أن الهجمات في المستقبل قد تصبح أكثر تعقيداً وبعدد أكبر من الصواريخ.

وقال ديفيس: «إذا شن الإيرانيون هجوماً آخر أكبر بكثير فمن المرجح أن يمر مزيد من الصواريخ، لا سيما إذا تم تنسيق هجمات الصواريخ الباليستية مع هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة... لذا لا أعتقد أننا شهدنا أقصى نطاق للهجوم بأي حال».


مقالات ذات صلة

بزشكيان: إسرائيل اغتالت ضيفنا على أرضنا في يوم تنصيبي... وردُّنا القادم سيكون أقوى

الخليج الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس مسعود بزشكيان لدى لقائهما في الدوحة الأربعاء (الديوان الأميري القطري)

بزشكيان: إسرائيل اغتالت ضيفنا على أرضنا في يوم تنصيبي... وردُّنا القادم سيكون أقوى

أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، استعداد بلاده للردّ «بشكل أقوى وأشد إذا ردّت إسرائيل على هجوم طهران بالصواريخ، الثلاثاء.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
الولايات المتحدة​ السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب) play-circle 00:33

«ستتحمل مسؤولية أفعالها»... تحذير أميركي لإيران في مجلس الأمن

حذّرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، من استهدافها أو استهداف إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية القوات الإسرائيلية تتصدّى لصواريخ قرب مدينة باقة الغربية شمال البلاد (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: لدينا قدرات للوصول والهجوم في كل نقطة بالشرق الأوسط

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن رئيس أركان الجيش قال في قاعدة «تل نوف» الجوية إن بلاده لديها «قدرات للوصول والهجوم في كل نقطة بالشرق الأوسط».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ ينظر الناس إلى بقايا صاروخ باليستي واضح في الصحراء بعد هجوم شنته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)

مسؤول أميركي: واشنطن أيضا تفكر بخيارات الرد على هجوم إيران

أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل، اليوم (الأربعاء)، أن إسرائيل ليست وحدها التي تفكر في خيارات الرد على هجوم إيران، بل أميركا أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)

انقسام بين الإيرانيين بعد الهجوم على إسرائيل

احتفل حشد صغير من الإيرانيين في شوارع طهران بشن بلادهم هجوماً صاروخياً واسع النطاق على إسرائيل، في حين شعر آخرون بالقلق إزاء مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

انقسام بين الإيرانيين بعد الهجوم على إسرائيل

إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)
إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)
TT

انقسام بين الإيرانيين بعد الهجوم على إسرائيل

إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)
إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)

احتفل حشد صغير من الإيرانيين في شوارع طهران بشن بلادهم هجوماً صاروخياً واسع النطاق على إسرائيل، في حين شعر آخرون بالقلق إزاء مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط.

إثر الإعلان عن إطلاق الصواريخ مساء الثلاثاء، بث التلفزيون الرسمي مشاهد فرح التقطت في أنحاء البلاد، حيث لوّح أشخاص بأعلام «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران وصور زعيمه حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي.

وهتفت الحشود في الشوارع «الموت لإسرائيل! الموت لأميركا». وركزت عدسات التلفزيون الرسمي على تجمعات ينظمها «الحرس الثوري» لإحياء ذكرى حسن نصر الله.

وقالت هدية غولي زاده (29 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية خلال تجمع لأنصار «الحرس» في ساحة فلسطين في وسط طهران: «نحن مستعدون لقبول أي عواقب مهما كانت، ولا نشعر بالخوف». وأكدت أنها شعرت «بالفخر» بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ.

ورأى محللون أن إيران شنّت الهجوم بعدما اضطرت إلى الرد على سلسلة ضربات موجعة وجهتها لها إسرائيل.

وأفاد مراسلو الوكالة الفرنسية بأن ألف شخص تجمعوا بعد ظهر الأربعاء في طهران بدعوة من السلطات.

إيرانيات يحملن صور حسن نصر الله خلال تجمع في ميدان فلسطين وسط طهران (إ.ب.أ)

وأطلقت إيران هجومها الثاني خلال نحو 6 أشهر على إسرائيل مساء الثلاثاء، انتقاماً لاغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في يوليو (تموز) في طهران، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وهما حليفا طهران وينضويان في «محور المقاومة».

- «خطوة جريئة»

وهدّدت إسرائيل بالرد متوعدة طهران بأنها «ستدفع ثمن» هذا القصف، في حين أعلنت الولايات المتّحدة أنها «تدعم بالكامل» إسرائيل. وأثارت هذه التهديدات مخاوف بعض الإيرانيين من احتمال اندلاع حرب شاملة.

وقال منصور فيروزآبادي، وهو ممرض يبلغ 45 عاماً ويسكن في طهران: «أنا قلق جداً لأن اتخاذ إسرائيل إجراءات انتقامية، سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب».

وأكد محللون أن القصف الذي استهدف قواعد جوية بحسب طهران، هو رد على الانتكاسات التي ألحقتها إسرائيل بحلفاء إيران الإقليميين.

ويُتوقع أن يلقي المرشد علي خامنئي خطبة خلال صلاة الجمعة في خطوة نادرة قد يحدد خلالها مستوى التحركات الإيرانية المقبلة بعدما أكد أن خسارة نصر الله «ليست بسيطة».

وكانت آخر مرة أمّ فيها خامنئي المصلين قبل نحو 5 سنوات، عندما أطلقت إيران صواريخ باليستية على القواعد الجوية الأميركية في العراق بعد اغتيال الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2020 مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني.

إيرانيون يرفعون صور حسن نصر الله وأعلام «حزب الله» في مسيرة وسط طهران الثلاثاء (أ.ب)

«لم تنتهِ بعد»

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مؤخراً، إن إيران «حاولت عدم الرد» على اغتيال هنية خشية أن يؤدي ذلك إلى نسف الجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

لكنه أضاف أن وعود الولايات المتحدة وحلفائها بـ«وقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني... كانت كاذبة تماماً».

وتعرضت حكومة بزشكيان لضغوط متزايدة من المحافظين للرد مباشرة على إسرائيل، واشتدت الضغوط بعد اغتيال نصر الله.

وتوعدت إيران «برد ساحق» إذا ردت إسرائيل على هجومها الأخير. وحذرت من أي تدخل عسكري مباشر على أراضيها دعماً لإسرائيل.