الجيش الإسرائيلي: صافرات الإنذار تدوي في وسط البلاد

أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يتفقدون موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يتفقدون موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: صافرات الإنذار تدوي في وسط البلاد

أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يتفقدون موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يتفقدون موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان (أ.ف.ب)

دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بعد يوم من شنه عملية برية في جنوب لبنان تستهدف مواقع تابعة لـ«حزب الله».

وقال الجيش في بيان: «دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل»، من دون تقديم تفاصيل عن المناطق المعنية.

وأعلن «حزب الله» قصف قاعدة جوية في ضواحي تل أبيب في إسرائيل في ثاني استهداف من نوعه اليوم.

وقال الحزب في بيان إنه أطلق «صلية صاروخية من نوع (فادي 4) على قاعدة سده دوف الجوية في ضواحي تل أبيب»، وذلك ردا على «استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو...».


مقالات ذات صلة

صفارات الإنذار تُدوي مجدداً في شمال إسرائيل

شؤون إقليمية مصطافون هرعوا إلى ملجأ من القنابل في تل أبيب بعد إنذار من صواريخ إيرانية (إ.ب.أ) play-circle

صفارات الإنذار تُدوي مجدداً في شمال إسرائيل

دوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة بشمال إسرائيل، بعد إعلان الجيش إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)

ترمب: أضرار هائلة لحقت بجميع المواقع النووية في إيران

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، أن الضربات الأميركية تسببت في إلحاق أضرار هائلة بجميع المواقع النووية في إيران.

الولايات المتحدة​  متظاهرون بالقرب من مشاة البحرية الأميركية خلال مظاهرة معارضة للضربات الأميركية على إيران في لوس أنجلوس (ا.ف.ب)

واشنطن تحذر مواطنيها «حول العالم» على خلفية النزاع في الشرق الأوسط

أصدرت واشنطن تحذيرا لمواطنيها «في كل أنحاء العالم» على خلفية النزاع في الشرق الأوسط الذي قد يعرّض المسافرين الأميركيين أو المقيمين منهم في الخارج لأخطار أمنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا نازحون من إسرائيل لحظة وصولهم إلى ميناء في قبرص (ا.ب)

فرنسا تنشر طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل

أعلنت فرنسا أنها تعتزم إرسال طائرة عسكرية من طراز «آيه 400 إم» إلى إسرائيل لإجلاء مواطنيها الراغبين بالمغادرة، وفق بيان لوزارتي الخارجية والدفاع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي مع نائب الرئيس ووزير الدفاع والخارجية يلقي خطاباً للأمة في أعقاب الضربات ويبدو خلفه نائب الرئيس ووزيرا الدفاع و الخارجية (إ.ب.أ)

بعد «المطرقة»... ترمب يفتح نافذة تفاوض

شنت الولايات المتحدة، فجر أمس (الأحد)، غارات جوية استهدفت مواقع نووية رئيسية في إيران، في عملية سمتها «مطرقة منتصف الليل». وجاءت هذه الضربات التي طالت منشآت.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

كيف أخفت إسرائيل ترسانتها النووية وخدعت الولايات المتحدة؟

جانب من مفاعل «ديمونة» النووي الإسرائيلي في صحراء النقب جنوب إسرائيل (غيتي)
جانب من مفاعل «ديمونة» النووي الإسرائيلي في صحراء النقب جنوب إسرائيل (غيتي)
TT

كيف أخفت إسرائيل ترسانتها النووية وخدعت الولايات المتحدة؟

جانب من مفاعل «ديمونة» النووي الإسرائيلي في صحراء النقب جنوب إسرائيل (غيتي)
جانب من مفاعل «ديمونة» النووي الإسرائيلي في صحراء النقب جنوب إسرائيل (غيتي)

بينما تتصاعد الضغوط على إيران بسبب برنامجها النووي، وتتصاعد الهجمات الإسرائيلية على مواقع داخل أراضيها، يعود ملف التسلح النووي إلى الواجهة مجدداً، ليس من زاوية طهران وحدها، بل من البوابة التي فتحتها إسرائيل نفسها قبل عقود، في ظل صمت وتواطؤ دولي، خصوصاً من واشنطن.

ورغم أن الرؤساء الأميركيين تعاقبوا منذ عام 2002 على إطلاق تصريحات صارمة بشأن منع إيران من حيازة أسلحة نووية، فإن التاريخ يكشف أن إسرائيل اتبعت المسار نفسه قبل طهران، بل مهّدت له أيضاً، مستفيدة من دعم سري فرنسي وتواطؤ أميركي مدروس، وفقاً لتقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

رسائل متكررة من واشنطن... ولكن!

من الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إلى باراك أوباما ودونالد ترمب، توالت التحذيرات بشأن منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية. قال ترمب، على سبيل المثال، في 17 يونيو (حزيران) 2025: «تذكّروا، لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية. الأمر بسيط جداً».

لكن ما تغفله هذه التصريحات هو أن إسرائيل، حليفة واشنطن الأوثق في الشرق الأوسط، سلكت منذ منتصف القرن الماضي مساراً نووياً سرياً، انتهى بامتلاكها ترسانة يُقدّرها «اتحاد العلماء الأميركيين» بنحو 90 رأساً نووياً حتى عام 2021.

بن غوريون والقرار الاستراتيجي

الانطلاقة كانت بقرار استراتيجي اتخذه أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، في خمسينات القرن الماضي، يقضي بامتلاك سلاح نووي يشكّل «وثيقة تأمين وجودية» في وجه المحيط العربي.

وبعد العدوان الثلاثي عام 1956، قدمت فرنسا دعماً سرياً لبناء مفاعل «ديمونة» في صحراء النقب، إضافة إلى منشأة لإعادة المعالجة النووية، أُنشئت تحت الأرض من دون إشراف دولي. النرويج أيضاً قدمت «الماء الثقيل» تحت غطاء «الاستخدام السلمي».

التعتيم على واشنطن

عندما بدأت الاستخبارات الأميركية برصد النشاط النووي الإسرائيلي في أواخر الخمسينات، أنكر المسؤولون الإسرائيليون، وادعوا أن المنشأة مجرد «مصنع نسيج». ومع تصاعد الشكوك، وافقت إسرائيل على زيارات محدودة من خبراء أميركيين، لكنها خدعتهم بمواقع وهمية، وغرف تحكم مزيفة، كما أورد الصحافي سيمور هيرش في كتابه «خيار شمشون».

وكانت إسرائيل قد بنت بالفعل منشأة تحت الأرض لإعادة المعالجة، وأخفتها بجدران سميكة ومصاعد خفية، بينما خضع العاملون لتدريبات تمنع كشف الأنشطة الحقيقية خلال الزيارات.

اتفاق الصمت مع نيكسون

وفي عام 1969، توصلت رئيسة الوزراء غولدا مائير والرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى اتفاق غير معلن: إسرائيل لا تعلن امتلاكها السلاح النووي، ولا تُجري تجارب علنية، في مقابل أن تمتنع واشنطن عن المطالبة بالرقابة، أو توقيع تل أبيب على معاهدة عدم الانتشار.

المذكرة التي كتبها مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر كشفت أن نيكسون طلب إبقاء الترسانة النووية الإسرائيلية «خارج إطار العلن».

ولكن الشكوك تجددت عام 1979 عندما رصد قمر أميركي ما يُعتقد أنه تجربة نووية في المحيط الهندي، وُجّهت أصابع الاتهام حينها لإسرائيل وجنوب أفريقيا، وهو ما دعمه لاحقاً المستشار في الكونغرس ليونارد وايس، قائلاً إن الأدلة كانت دامغة، لكن الإدارتين الأميركيتين (كارتر وريغان) اختارتا تجاهلها.

ازدواجية المعايير

تُظهر قصة البرنامج النووي الإسرائيلي، بما تتضمنه من تضليل وتواطؤ، التحديات المعقدة التي تواجهها السياسات الدولية في منع الانتشار النووي. فعلى مدى عقود، اتبعت واشنطن سياسة الكيل بمكيالين: تسامح مطلق مع تل أبيب، مقابل تشدد مع إيران ودول أخرى.

وفي ظل عالم يحفل بالقوى النووية في المنطقة، من روسيا إلى باكستان، مروراً بإسرائيل، لا يبدو مستغرباً أن تحاول طهران، هي الأخرى، البحث عن «وثيقة تأمين» كما فعل الشاه في الماضي.

وحتى إذا تغيّرت القيادة الإيرانية، فإنه من غير المؤكد أن تنتهي هذه الطموحات، بل قد تجد طريقاً آخر، كما فعلت إسرائيل ذات يوم... بدعم من أقرب حلفائها.