إيران تدرس «الرد المناسب» على اغتيال نصر الله

بزشكيان يلوّح بإجراءات إذا لم يتدخل المجتمع الدولي... وظريف تحدّث عن قرار بيد أعلى مستويات القيادة

لوحة دعائية تحمل صورة نصر الله كُتب عليها بالفارسية: «(حزب الله) على قيد الحياة» في ساحة انقلاب «الثورة» وسط طهران (أ.ب)
لوحة دعائية تحمل صورة نصر الله كُتب عليها بالفارسية: «(حزب الله) على قيد الحياة» في ساحة انقلاب «الثورة» وسط طهران (أ.ب)
TT

إيران تدرس «الرد المناسب» على اغتيال نصر الله

لوحة دعائية تحمل صورة نصر الله كُتب عليها بالفارسية: «(حزب الله) على قيد الحياة» في ساحة انقلاب «الثورة» وسط طهران (أ.ب)
لوحة دعائية تحمل صورة نصر الله كُتب عليها بالفارسية: «(حزب الله) على قيد الحياة» في ساحة انقلاب «الثورة» وسط طهران (أ.ب)

تزن طهران «سيناريوهات الرد» على إسرائيل. وقال محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني إن أعلى المستويات القيادية «ستأخذ القرار»، في حين أرسل نواب البرلمان الإيراني حزمة من المقترحات إلى مجلس الأمن القومي لتحديد الإجراء الذي تتخذه طهران، وأكد وزير الخارجية، عباس عراقجي، أن طهران «سترد» على مقتل نائب عمليات «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان.

وأكد «الحرس الثوري» الإيراني، في بيان رسمي، مقتل نيلفروشان بعد یومین من غارة إسرائيلية، أثناء حضوره اجتماعاً مع أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، موضحاً: «أن العميد نيلفروشان قضى في الغارة الجوية الإسرائيلية مساء الجمعة».

وأشار «الحرس الثوري» في بيانه إلى أن نيلفروشان من «القادة القدامى والجرحى» في الحرب الإيرانية العراقية، ووصفه بـ«مستشار (الحرس الثوري)» في لبنان.

وتوجّه نيلفروشان إلى لبنان في أعقاب مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي في قصف على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل (نيسان)، ما أسفر عن أولى الضربات المباشرة بين البلدين.

وكانت صحيفة «كيهان» الرسمية قد نقلت عن مصادر غير رسمية مقتل نيلفروشان مع حلول السبت. وزادت المؤشرات على مقتله، بعدما نشرت وسائل إعلام محسوبة على «الحرس الثوري» نبذة عن سيرته، والمناصب التي تولاها.

وأشار بيان «الحرس الثوري» إلى دوره في «جبهة المقاومة»، إشارة إلى محور من الجماعات المسلحة متعددة الجنسيات التي تدين بالولاء لطهران.

وقال بيان «الحرس»: «كانت لديه مسؤوليات متنوعة، من بينها نائب عمليات في القوة البرية، ونائب عمليات هيئة الأركان في (الحرس الثوري)، ورئاسة الكلية العسكرية التابعة لـ(الحرس)...». كما دان «الحرس الثوري» الهجمات الإسرائيلية في لبنان.

لافتة في شارع وسط طهران تحمل صورة القيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان بعد تأكيد مقتله (إ.ب.أ)

ولم يتضح أسباب تأخير «الحرس الثوري» في تأكيد مقتل نيلفروشان، في وقت تسارعت ردود المسؤولين الإيرانيين على مقتل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الحليف الأبرز للمرشد الإيراني علي خامنئي في منطقة الشرق الأوسط.

بدورها، عدّت السفارة الإيرانية لدى بيروت، في بيان رسمي، مقتل نيلفروشان إلى جانب نصر الله، «تأكيداً على رابط الدم الذي يجمع شعوب أمتنا في مواجهة التهديدات».

وتوعّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، بأن مقتل نيلفروشان في بيروت «لن يمر دون رد».

وقال عراقجي في بيان موجه إلى قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي: «لا شك أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الصهيوني لن تمر دون رد»، في إشارة إلى إسرائيل.

ولا تزال طهران تعيش وقع الصدمة، في حين يراقب الإيرانيون بقلق تطورات الأوضاع خشية دخول بلادهم في حرب مباشرة مع إسرائيل، وأعلنت السلطات الحداد 5 أيام على نصر الله.

في الأثناء، توجَّه مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» إسماعيل قاآني، ونائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف، إلى مجلس عزاء استضافه المكتب التمثيلي لـ«حزب الله» في طهران.

ويظهر في الصور ممثل الحزب لدى طهران، عبد الله صفي الدين، وممثلون عن جماعة «الحوثي» اليمنية.

وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن المراسم تستمر 3 أيام.

وهذا أول ظهور لقاآني بعدما نفى «الحرس الثوري» الجمعة الأنباء عن مقتله في الغارة التي استهدفت معقل قيادة «حزب الله».

قاآني في المكتب التمثيلي لـ«حزب الله» مع مبعوث الحزب عبد الله صفي الدين في طهران (التلفزيون الرسمي)

الوقت المناسب

كما توجّه محمد جواد ظريف إلى مكتب «حزب الله» الواقع قرب مقر التلفزيون الرسمي، في شمال طهران.

وقال ظريف للصحافيين هناك: «إن الخروج المذل للإسرائيليين في عام 2000 كان مكلفاً للصهاينة، ومنذ ذلك الحين، خططوا لاغتياله». وأضاف: «الصهاينة لا يمكنهم إضعاف المقاومة من خلال اغتيال حسن نصر الله». وأشار ضمناً إلى جماعات «محور المقاومة»، قائلاً: «إن شعوب المنطقة التي أركعت إسرائيل المجرمة في غزة لمدة 11 شهراً، ستركعها كذلك في لبنان».

وبشأن موقف طهران، قال ظريف: «إن إيران ستختار الوقت المناسب للرد على جرائم النظام الصهيوني»، مشدداً على أن القرار «سيجري اتخاذه على أعلى مستويات القيادة»، في إشارة ضمنية إلى المرشد علي خامنئي.

وفي وقت لاحق، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اجتماع الحكومة: «إذا لم يوقف المجتمع الدولي إسرائيل فسنقوم بالرد المناسب».

وأضاف: «يجب عدم ترك المقاتلين اللبنانيين وحدهم لكيلا يهاجم النظام الصهيوني (إسرائيل) دول محور المقاومة واحدة تلو الأخرى».

وكان خامنئي قد أصدر بيانين، أمس، أشار في الأول إلى عدم تأثر «حزب الله»، وجاء بيانه الثاني بعد تأكيد «حزب الله» مقتل أمينه العام.

وأضاف خامنئي أن «قوى المقاومة كلّها في المنطقة تقف إلى جانب (حزب الله) وتسانده، وسوف تقرّر قوى المقاومة مصير هذه المنطقة، وعلى رأسها (حزب الله)».

غضب برلماني

وقال النائب أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، إن المشرعين الإيرانيين عقدوا جلسة مغلقة، وناقشوا مقترحات بشأن الرد الإيراني، ومن المقرر أن ترسل إلى مجلس الأمن القومي، بهدف تبادل الآراء حول الرد المناسب، و«ليتم اتخاذ أفضل إجراء في مواجهة إسرائيل».

وأوضح نادري أن قاليباف طرح بعض النقاط على النواب، وجرى التوصل إلى خلاصة حول كيفية الرد على إسرائيل.

وقال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الأحد، إن الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة طهران عقب مقتل نصر الله.

وردد نواب البرلمان هتافات: «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، وقطع قاليباف كلمته الافتتاحية لجلسة البرلمان، وردّد الشعارات مع النواب، الذين تركوا مقاعدهم وتقدموا إلى منصة الرئاسة.

وقال قاليباف، وهو قيادي في «الحرس الثوري»: «لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة». كما أصدر تحذيراً للولايات المتحدة، واتهم واشنطن بتقديم الدعم المالي والاقتصادي والعسكري والاستخباراتي.

وقال: «إن الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم... وعليها أن تقبل العواقب ما دامت لم تلزم إسرائيل باحترام القواعد الدولية» حسب «رويترز».

نواب البرلمان یهتفون ضد أميركا وإسرائيل في جلسة اليوم (مهر)

جاء ذلك في وقت دعت إيران مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اجتماع بخصوص تصرفات إسرائيل في لبنان وفي أنحاء المنطقة، وحذّرت من أي هجوم يستهدف مقارها الدبلوماسية أو ممثليها.

وقال أمير سعيد إيرواني، مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة في الرسالة الموجهة للمجلس، المؤلف من 15 عضواً: «إيران لن تتردد في ممارسة حقوقها المتأصلة بموجب القانون الدولي في اتخاذ كل الإجراءات للدفاع عن مصالحها الوطنية والأمنية الحيوية».

وفي وقت لاحق، قال عراقجي لمراسل وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» في نيويورك، إنه بعد مقتل نصر الله، فإن كل شيء ممكن في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب، وصرح: «يجب على الجميع أن يدركوا أن الوضع متفجر للغاية، وأن كل شيء ممكن... حتى الحرب».

وأعلن أمين مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، أن إسرائيل «ستتلقى ردّاً قوياً»، مهدداً بـ«محو الكيان الصهيوني»، وفق وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

انقسام «الأمن القومي»

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الموقف بشأن الرد على مقتل نصر الله، أحدث انقساماً بين المسؤولين الإيرانيين؛ حيث يطالب «صقور المحافظين» بضرورة الرد بقوة، في حين يميل «المعتدلون» بقيادة الرئيس بزشكيان إلى «ضبط النفس»، مشيرة إلى أن هذا التباين «ترك إيران والمرشد علي خامنئي في وضع ضعيف».

وكان كل من بزشكيان والقيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، قد وجّها رسالة واحدة الأسبوع الماضي، بأن إيران «لن تجر إلى فخ إسرائيل لدخول حرب مباشرة»، وذهب بزشكيان أبعد من ذلك، عندما أعلن استعداد بلاده لنزع سلاح متبادل مع إسرائيل، أما رضائي فقد طالب باستعداد قواته لتوسع نطاق الحرب.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن 4 مسؤولين، بينهم عضوان في «الحرس الثوري»، أن خامنئي «كان متأثراً بشدة بعد وفاة نصر الله، وكان في حالة حداد، لكنه اتخذ موقفاً هادئاً وعملياً».

وحسب مصادر الصحيفة، ألقى خبر وفاة نصر الله بظلال من الصدمة والقلق على كبار المسؤولين الذين تساءلوا في مكالمات هاتفية خاصة وأثناء اجتماعات طارئة عما إذا كانت إسرائيل ستضرب إيران بعد ذلك، وما إذا كان خامنئي سيكون الهدف التالي، وفقاً لما ذكره المسؤولون الإيرانيون الأربعة في مقابلات هاتفية.

وقالت مصادر لـ«رويترز» إن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي نُقل لموقع آمن بعد مقتل نصر الله.

ودعا خامنئي إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين. خلال الاجتماع، انقسم الحضور حول كيفية الرد، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». ويجاور مقر مجلس الأمن القومي مقر المرشد الإيراني في منطقة باستور شديدة التحصين وسط طهران.

وحسب رواية «نيويورك تايمز»، فإن سعيد جليلي، ممثل المرشد الإيراني في مجلس الأمن القومي، أصر على توجيه رد سريع من خلال ضربة على إسرائيل، قبل أن يجلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب إلى طهران. ونقلت المصادر عن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قوله في الاجتماع: «إن إيران يجب ألا تقع في فخ ينصبه نتنياهو لحرب أوسع».

لوحة دعائية تحمل صورة حسن نصر الله في ميدان وسط طهران (رويترز)

وقال مسؤولون آخرون بأن نتنياهو قد تجاوز الخطوط الحمر، محذرين من أن شن هجمات إيرانية على إسرائيل سيُهدد بتعرض إيران لهجمات مدمرة على بنيتها التحتية الحيوية، وهو شيء لا يمكن للبلاد تحمله، خصوصاً بالنظر إلى حالة الاقتصاد السيئة.

وقال علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق، مستشار المرشد الإيراني، للتلفزيون الرسمي، مساء السبت: «إن مسألة المقاومة قضية استراتيجية للجمهورية الإسلامية، وإن إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء لإيران».

وكانت إيران تُخطط لإرسال قائد كبير من «فيلق القدس» إلى بيروت عبر سوريا، للمساعدة في توجيه تعافي «حزب الله»، وفقاً لاثنين من أعضاء «الحرس الثوري»، حسبما نقلت «نيويورك تايمز».

وقال أعضاء «الحرس الثوري» إن الأولوية الفورية لإيران مساعدة «حزب الله» في العودة إلى قوته، وتسمية خلف لنصر الله، وتنسيق هيكل قيادة جديد، وإعادة بناء شبكة اتصالات آمنة، ثم يمكن لـ«حزب الله» أن يُخطط لانتقامه ضد إسرائيل.

الاحتياطات الاستراتيجية

وقال القيادي في «الحرس الثوري» أحمد وحيدي: «إن جميع قادة (حزب الله) الذين جرى اغتيالهم قد تم استبدالهم».

ووصف وحيدي مقتل نصر الله وقادة حزبه بـ«الخسارة الكبيرة»، لكنه قلل من تأثير ذلك على «متانة البنية التنظيمية للحزب». وقال: «لا يزال (حزب الله) حاضراً بقوة في الميدان».

وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان لدى الحزب القدرة على تعويض قادته، قال وحيدي: «وفق معلوماتي، تم استبدال القادة الجدد...يمكننا القول إن جميع المناصب القيادية في هيكل قيادة (حزب الله) ليست شاغرة، وتم استبدال جميع القادة، ولذلك أؤكد بصفتي مطلعاً أن جميع القادة قد تم استبدالهم، وأن عملهم مستمر بقوة».

وأضاف: «لو لم يتم استبدال القادة بسرعة، لتوقفت عمليات (حزب الله) ضد الكيان الصهيوني». وأشار إلى استخدام إسرائيل قنابل أميركية خارقة للتحصينات لاستهداف مقر «حزب الله».

وأضاف: «ما تم تداوله حول تدمير الاحتياطات الاستراتيجية لـ(حزب الله) هو مجرد عملية نفسية، فهذه الاحتياطات لم تُستخدم بعد، وفي المستقبل سيدرك الكيان الصهيوني في أي وضع سيكون».

قبل الضربة التي استهدفت نصر الله، قالت ثلاثة مصادر إيرانية لرويترز إن طهران تخطط لإرسال مزيد من الصواريخ إلى «حزب الله» تأهبا لحرب يطول أمدها.وذكر أحد المصدرين أن الأسلحة التي كان من المقرر إرسالها تشمل صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى منها صواريخ زلزال الإيرانية ونسخة مطورة تتميز بالدقة تعرف باسم فاتح 110.ورغم استعداد إيران لتقديم الدعم العسكري، فإن المصدرين الإيرانيين الآخرين أكدا أنها لا ترغب في التورط بشكل مباشر في مواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل.


مقالات ذات صلة

إيران تقول إنها ستشغل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)

إيران تقول إنها ستشغل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الثلاثاء أن بلاده ستقوم بتشغيل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

تجد إيران نفسها مضطرة إلى تغليب خيار الحوار مع «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة داخلياً وخارجياً.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تحليل إخباري دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيس صدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا play-circle 02:19

خاص جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

يؤكد جمال مصطفى السلطان أن الرئيس صدام رفض اغتيال ضيفه الخميني، ويعتبر تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.

غسان شربل

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
TT

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

وستجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، (الجمعة) في جنيف، بعد أسبوع من القرار الذي حرّكته القوى الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران)

وأشارت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إلى عقد اجتماع نواب وزراء خارجية إيران والدول الثلاث استناداً إلى «المصلحة التي أكد عليها المرشد».

وأوضحت مهاجراني، أن «المحادثات ستتمحور حول القضايا الثنائية، الإقليمية والدولية، وتبادل الأوضاع فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان، وإحلال السلام في المنطقة».

وأضافت مهاجراني: «للأسف الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، أثبتت مراراً وتكراراً أنها لا تفي بوعدها، لكن الأمر المؤكد هو أن مصالح الشعب الإيراني سيتم فحصها في إطار المصالح العامة للنظام».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع واشنطن، قالت مهاجراني، إن طهران «مستعدة لمناقشة أي مقترح في إطار مصالحها القومية». وأوضحت أن «الحوار بحاجة إلى الاحترام وبناء الثقة، وهذا لا يمكن إثباته بالكلام فقط».

وسيمثل الجانب الإيراني، نائب وزير الخارجية في الشؤون الدولية، مجيد تخت روانتشي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

جنيف فرصة نجاح

وعبّرت وسائل إعلام مقربة من «الحرس الثوري» الإيراني عن أملها في أن تنجح المحادثات «رغم أن التوقعات بشأن نجاحها ليست كبيرة».

وقال موقع «نور نيوز» الإيراني، إن «محادثات جنيف بين دبلوماسيي إيران من جهة، والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة ثانية تمثل فرصةً صغيرةً، لكنها مهمة للجانبين لإيجاد لغة مشتركة من أجل تقليل التوترات غير الضرورية التي ألقت بظلالها على علاقاتهما في السنوات الأخيرة».

وأوضح الموقع التابع لـ«الحرس الثوري»، أن «الجانبين مستعدّان للسير على طريق خفض التوتر، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل القضايا المتنازع عليها».

ونقل الموقع عن مراقبين أنهم وصفوا المحادثات بأنها «خطوة مهمة في بناء الثقة بين إيران والأوروبيين، التي، إذا استمرَّت، فيمكن أن تنهي التوقف الذي دام عامين في مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، قد صرَّح في وقت سابق بأن «إيران ستعتمد سياسة التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى»، وعدّ المحادثات المقبلة مع الدول الأوروبية الثلاث استمراراً للمحادثات التي عُقدت معها على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وزعم الموقع الإيراني، أن طهران «امتنعت عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعقيد مسار المفاوضات والجهود الرامية إلى إحياء خطة العمل المشترك الشاملة على مدى الشهرين الماضيين».

وقال الموقع: «الأطراف الأوروبية لم تتخذ إجراءات مضادة فحسب، بل عقّدت أيضاً مسار الدبلوماسية بإجراءات غير بنّاءة».

رافائيل غروسي متحدثاً في مطار فيينا عقب عودته من طهران في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومُحدَّث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه «غير كافٍ وغير صادق».

ورداً على القرار، أعلنت طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشأتَي تخصيب اليورانيوم؛ «فوردو»، و«نطنز».