أنا وحدي... نتنياهو ينتقد المفاوضين الإسرائيليين ويتهمهم بالضعف

نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)
نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

أنا وحدي... نتنياهو ينتقد المفاوضين الإسرائيليين ويتهمهم بالضعف

نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)
نتنياهو وبايدن خلال لقاء في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)

كشفت تقارير إعلامية حديثة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعرب عن استيائه العميق من فريق التفاوض الإسرائيلي الذي يتولى إدارة محادثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

ووفقاً لتقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، أكد نتنياهو في الأيام الأخيرة لعدد من الشخصيات السياسية أن مفاوضيه يظهرون ضعفاً مستمراً ويسعون لتقديم تنازلات غير مقبولة، فيما يجد نفسه وحيداً في مواجهة هذه الضغوط لحماية المصالح الأمنية لإسرائيل.

وحسب التقرير، يتصاعد الخلاف بين نتنياهو وكبار قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، ومن بينهم رئيس الموساد دافيد برنيا، ورئيس الشاباك رونين بار، وضابط الجيش المسؤول عن العمليات نيتسان ألون.

وذكرت التقارير أن نتنياهو انتقدهم بشدة وجهاً لوجه في عدة مناسبات بسبب ما يراه من ضعف واضح في موقفهم، لكنه بدأ مؤخراً بنقل هذه الانتقادات إلى محادثات مع سياسيين آخرين.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو قد أبدى استغرابه من مواقف قادة الأمن في هذه المحادثات، في الوقت الذي يعتمد فيه على المؤسسة الأمنية لتحقيق النصر الكامل في غزة واحتواء أي تصعيد إقليمي محتمل.

وقال نتنياهو في تصريحاته: «أنا وحدي أواجه المؤسسة الأمنية بأكملها ورؤساء المفاوضات... إنهم يُظهرون الضعف ويبحثون فقط عن طرق للاستسلام، فيما أتمسك بمصالح دولة إسرائيل وأرفض تقديم تنازلات قد تضر بأمنها».

من جهة أخرى، يعزو التقرير ما وصفه بـ«الضعف الظاهر» للمفاوضين إلى رغبتهم في الإسراع بتحرير الرهائن. وأضاف أن هؤلاء المفاوضين يعدون إصرار نتنياهو على وجود إسرائيلي في ممر فيلادلفيا، على طول الحدود بين غزة ومصر، عائقاً أمام المفاوضات، في حين يراه رئيس الوزراء ضرورة أمنية.

وكانت هناك تقارير عن مكالمة هاتفية جرت بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس؛ حيث أبدى نتنياهو استعداداً لإظهار بعض المرونة.

وأرسل رئيس الوزراء المفاوضين الإسرائيليين إلى القاهرة اليوم مع خرائط محدثة تظهر تقليص انتشار الجيش الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، في محاولة لدفع المفاوضات قدماً.

التساؤل المطروح الآن هو ما إذا كانت مواقف نتنياهو الأخيرة ستدفع مصر للضغط على حركة «حماس» لقبول اتفاق، وهو ما قد يؤدي إلى عقد قمة متابعة، الأحد المقبل.


مقالات ذات صلة

وفد من عائلات الرهائن في غزة يلتقي نتنياهو ويحضّ على اتفاق للإفراج عنهم

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (قناة نتنياهو عبر «تلغرام»)

وفد من عائلات الرهائن في غزة يلتقي نتنياهو ويحضّ على اتفاق للإفراج عنهم

التقى وفد من عائلات الرهائن في قطاع غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثه على إتمام هدنة تسمح بالإفراج عن أحبائهم.

أفريقيا دخان يتصاعد من مبنى ضربته غارة إسرائيلية في حي الرمال وسط غزة (أ ف ب)

«محور فيلادلفيا» يفاقم صعوبات «هدنة غزة»

يسابق الوسطاء الوقت لـ«جسر هوة الخلافات» بين طرفي الحرب في غزة، في ظل تمسك رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ببقاء القوات في محور «فيلادلفيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة عام 2007 (أ.ب) play-circle 01:35

لماذا يمثل ممر «فيلادلفيا» عقبة في مفاوضات هدنة غزة؟

بات «ممر فيلادلفيا» إحدى العقبات الرئيسية في المباحثات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، فما أهمية هذه المنطقة العازلة الواقعة عند الحدود بين مصر وقطاع غزة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حظيت هاريس بدعم واسع خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي (أ.ف.ب)

هاريس نجحت في الحفاظ على «وحدة الحزب» رغم الخلاف حول دعم إسرائيل

على الرغم من الاعتراضات التي أثارها التيار التقدمي على سياسات إدارة بايدن تجاه الحرب في غزة، بدا أن نائبته كامالا هاريس نجحت في منع حدوث تداعيات على وحدة الحزب.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي (د.ب.أ)

واشنطن تتحدث عن «تقدم» في محادثات هدنة غزة

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن المحادثات بشأن غزة في القاهرة بنّاءة.

هبة القدسي (واشنطن)

استمرار الاحتجاج على فتح معبر أبو الزندين وتركيا تتدخل عسكرياً

القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)
القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)
TT

استمرار الاحتجاج على فتح معبر أبو الزندين وتركيا تتدخل عسكرياً

القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)
القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)

دفع الجيش التركي بتعزيزات من قواته إلى معبر أبو الزندين بريف الباب، في شرق حلب، في ظل استمرار الاعتصام الشعبي رفضاً لفتح المعبر الفاصل بين مناطق سيطرة القوات الحكومية ومناطق «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا فيما يعرف بمنطقة «درع الفرات».

في الوقت ذاته، عادت الدوريات التركية - الروسية المشتركة على خطوط التماس بين مناطق سيطرة القوات التركية والجيش الوطني ومناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا.

ويواصل المئات الاعتصام في ريف الباب أمام معبر أبو الزندين، ويحاولون منع الشاحنات التجارية المتجهة من مناطق سيطرة الجيش الوطني والقوات التركية باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومة السورية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن هناك حالة انقسام بين الأهالي الرافضين لخطوة فتح المعبر، التي جاءت بتنسيق روسي - تركي مع دمشق، على اعتبار أنها تصبّ في صالح الحكومة السورية فقط، وبعض التجار وسكان المنطقة، الذين يرون أن فتح المعبر سيعود بفوائد اقتصادية على المنطقة ككل؛ لأنه يساهم في تنشيط التجارة.

استمرار الاحتجاجات على فتح معبر أبو الزندين بين مناطق سيطرة القوات السورية والمعارضة في الباب شرق حلب (المرصد السوري)

ولفت «المرصد» إلى قيام بعض فصائل الجيش الوطني، التي تسيطر على معابر تهريب مع مناطق سيطرة القوات الحكومية، باستغلال المظاهرات الشعبية والاعتصامات في إدخال مجموعات من عناصرها باللباس المدني والسلاح للتصدي للشاحنات والاعتداء على القوات المتواجدة بالمعبر بهدف إغلاقه لضمان استمرار مكاسبها من أنشطة التهريب.

وانضم ناشطون، الجمعة، من مدينة أعزاز إلى الاعتصام المناهض للمصالحات التركية مع روسيا ودمشق عند معبر أبو الزندين. وقال «المرصد» إن الفصائل العسكرية تكفلت نقل المتظاهرين إلى المنطقة وحشدهم فيها، وأن مجموعات من سكان مدينة مارع وصلت إلى موقع الاعتصام بعد ساعات من انطلاقه.

وأرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية تضم عشرات المدرعات وناقلات محملة بالجنود إلى منطقة المعبر، في ظل استمرار اعتصام الأهالي الرافضين لفتحه.

عودة الدوريات التركية - الروسية

في غضون ذلك، عاودت القوات التركية والروسية تسيير دورياتها المشتركة التي توقفت نحو عام حول مناطق سيطرة «قسد» في شمال شرقي سوريا؛ تنفيذاً لتفاهم «سوتشي» الموقّع بين الجانبين في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 على خلفية عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع «قسد» في شرق الفرات.

وسيَّرت القوات التركية والسورية دورية مشتركة في ريف الدرباسية الغربي في محافظة الحسكة، تألفت من 4 مدرعات عسكرية لكل جانب، ورافقتها طائرتان روسيتان، طافت قرى شيري، ودليك، وملك، وعباس، وتعلك، وبركة، وعالية، وظهر العرب وحاجز الكسرى بريف أبو راسين الشمالي، في جولة تفقدية استطلاعية.

إحدى الدوريات التركية - الروسية المشتركة في عين العرب (كوباني) (أرشيفية)

وعادت المدرعات التركية بعد انتهاء الدورية إلى داخل الأراضي التركية، بينما توجهت المدرعات الروسية إلى مطار القامشلي بريف الحسكة.

وتعدّ هذه هي الدورية التركية - الروسية المشتركة الأولى، منذ توقف الدوريات بعد 21 سبتمبر (أيلول) 2023.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية إن الدورية المشتركة شملت محافظة الحسكة بالقرب من مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، وقطعت، خلال ساعة واحدة، طريقاً يزيد طولها على 30 كيلومتراً وقامت بمراقبة الوضع في المنطقة.

مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)

وتأتي عودة الدوريات في الوقت الذي تصاعدت فيه الاشتباكات بين قوات من قبائل عربية مدعومة من دمشق والميليشيات الإيرانية، من جانب، وقوات «قسد» المدعومة أميركياً، من جانب آخر، في ريف دير الزور الشرقي، وسط مراقبة من تركيا.

وتوصل الجيش السوري و«قسد» إلى اتفاق برعاية روسيا لرفع الحصار عن المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، مشروط بإيقاف الهجمات على نقاط «قسد» في دير الزور.

وعقد الجانبان، التركي والروسي، أكثر من اجتماع في الفترة الأخيرة، في النقطة العسكرية الروسية في ترنبه، شرق إدلب، تناولت فتح المعابر، ومنها معبر أبو الزندين، والاستعدادات لفتح طريق حلب - اللاذقية الدولية (إم 4)، التي تعد آخر عقدة تسيطر عليها المعارضة وتربط بين شرق سوريا وغربها.

دورية روسية مع «قسد» في تل رفعت (أرشيفية)

كما تم خلال هذه الاجتماعات بحث التصعيد العسكري المتبادل والمتكرر بين الفصائل المسلحة في إدلب والقوات السورية، والقصف الذي تتعرض له النقاط العسكرية التركية في منطقة خفض التصعيد (بوتين – إردوغان) في إدلب من جانب الجيش السوري، بشكل مستمر.

تصعيد تركي ضد «قسد»

وجاء استئناف الدوريات التركية - الروسية في شمال شرقي سوريا، وسط تصعيد في هجمات المسيّرات التركية على مواقع «قسد»، في القامشلي بمحافظة الحسكة على وجه الخصوص.

وشملت الاستهدافات موقعاً لقوى الأمن الداخلي، التابعة لـ«قسد»، (الأسايش) في منطقة صناعية بالقرب من حي العنترية في القامشلي.

تركيا صعَّدت من قصفها بالطيران المسيَّر على مواقع «قسد» في الحسكة في الأيام الأخيرة (إكس)

ونفذت المسيّرات التركية منذ مطلع العام الحالي 92 هجمة على مناطق سيطرة «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، تسببت بمقتل 29 من العناصر المسلحة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 27 من المسلحين و16 مدنياً بينهم 3 نساء و3 أطفال، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي غضون ذلك، استقدمت القوات التركية رتلاً عسكرياً، يتألف من 12 عربة تحمل معدات عسكرية ومواد لوجيستية، من معبر باب السلامة الحدودي إلى النقاط المتمركزة على أطراف كفرجنة وأطراف مدينة عفرين لتعزيز قواعدها العسكرية في منطقة «غصن الزيتون»، التي تشهد استهدافات متبادلة ومحاولات تسلل بين فصال الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، و«قسد».