مسؤول إسرائيلي رفيع: التفاؤل في صفقة التبادل جريمة بحق ذوي المخطوفين

مصدر: المحادثات انتهت بخيبة أمل

والدة الرهينة متان زانجوكر الذي اختطفته حركة «حماس» تحتج لإطلاق سراحه الفوري مع عائلات أخرى في تل أبيب إسرائيل - السبت (أ.ب)
والدة الرهينة متان زانجوكر الذي اختطفته حركة «حماس» تحتج لإطلاق سراحه الفوري مع عائلات أخرى في تل أبيب إسرائيل - السبت (أ.ب)
TT

مسؤول إسرائيلي رفيع: التفاؤل في صفقة التبادل جريمة بحق ذوي المخطوفين

والدة الرهينة متان زانجوكر الذي اختطفته حركة «حماس» تحتج لإطلاق سراحه الفوري مع عائلات أخرى في تل أبيب إسرائيل - السبت (أ.ب)
والدة الرهينة متان زانجوكر الذي اختطفته حركة «حماس» تحتج لإطلاق سراحه الفوري مع عائلات أخرى في تل أبيب إسرائيل - السبت (أ.ب)

على عكس أجواء التفاؤل التي بثها الرئيس الأميركي، جو بايدن، إزاء قرب التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و«حماس» على وقف النار، وإبرام صفقة تبادل أسرى، والتي تلقفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأتبعها ببيان رسمي تحدّث فيه عن هذا التفاؤل، خرج مسؤول إسرائيلي رفيع بتصريحات متشائمة للغاية عدّ فيها بث أنباء مثل هذه مضللة، وأنها جريمة بحق عائلات الأسرى.

وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو اعتاد في الشهور الأخيرة، بث روح التفاؤل قبيل المظاهرات التي تقام في أيام السبت من كل أسبوع، ما يخدر المواطنين ويجعل أكبر عدد من الناس يبقون في البيت ولا يخرجون إلى التظاهر ضده.

وفي البيان الذي أصدره مكتبه، مساء السبت، قبيل المظاهرات، عاد فريقه إلى التكرار التقليدي، بقوله: «الفريق المفاوض عبّر عن تفاؤل حذر بشأن المضي في صفقة التبادل. نأمل أن تؤدي الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والوسطاء على (حماس) لإزالة معارضتها للاقتراح الأميركي».

وأكد المكتب أن «الفريق أطلع رئيس الوزراء على سير محادثات الدوحة، وعبّر له عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية إبرام اتفاق على أساس أحدث مقترح أميركي، الذي يستند إلى إطار 27 مايو (أيار)».

ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليوم الأحد، تقريراً لمراسلها رونين بيرغمان، الذي يراسل أيضاً صحيفة «نيويورك تايمز»، تضمن تصريحات لـ«مصدر رفيع ذي علاقة وطيدة بالمفاوضات، ومطلع عن قرب على أدق تفاصيلها»، قال فيها، إن «كل حديث عن تفاؤل حذر هو اختراع من نتنياهو، وأقل ما يقال فيه إنه كذب».

وعدّ هذا المسؤول تكرار هذه الطريقة لبث التفاؤل تضليلاً وخداعاً، بل حتى جريمة بحق عائلات المخطوفين، الذين تتمزق أعصابهم في انتظار أنباء حقيقية عن تقدم في المفاوضات.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، وفق بيرغمان: «المحادثات انتهت بلا نتيجة مطلقة، بل بالعكس، انتهت بخيبة أمل. صحيح أن الأميركيين حاولوا طرح أفكار جديدة لكننا رأينا كيف يحاولون السير في حقل ألغام، وهم يعرفون أن مطالب نتنياهو لن تنتهي هنا. الجميع يعرف أن مطالب نتنياهو ستُفشل الصفقة، والتخلي عنها سينقذ الصفقة. فقط بالتخلي عنها تنجح الصفقة».

متظاهرون ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالبون بالإفراج عن الرهائن في غزة (رويترز)

وكانت عائلات المخطوفين، قد أقامت سلسلة مظاهرات، احتجاجاً على إهمال الأبناء في أسر «حماس» وهدر حياتهم، ترددت فيها هتافات، ورفعت فيها شعارات تدل على أنهم لا يصدقون البيان الذي صدر عن مكتبه، ويتحدث عن تفاؤل من نتائج محادثات الدوحة.

وقال الخطباء فيها إن نتنياهو يحاول التغطية على موقفه المعرقل والظهور بمظهر إيجابي حتى يتمكن من إلقاء مسؤولية فشل المفاوضات على «حماس».

وتشير المعلومات التي تنشر في تل أبيب إلى أنه في الدوحة قرر الأميركيون، بدعم من مصر وقطر، العودة إلى النص الذي أعلنه الرئيس بايدن في 27 مايو، وقال يومها إنه اقتراح نتنياهو، وحثّ نتنياهو على قبوله. وهو النص الذي تبنّاه أيضاً مجلس الأمن الدولي. وبذلك، تجاهلوا ملاحظات ومطالب «حماس» من جهة، وإضافات والتفافات نتنياهو.

وبناءً عليه شكلت 4 طواقم عمل تعنى بالمواضيع المشتعلة دون أن تكون ملتزمة بما حصل بعد تقديم المنحى في مايو. وبعد عمل الطواقم سيجري لقاء آخر في القاهرة على أمل إبرام الاتفاق.

دوريات حرس الحدود على طريق موازية لمحور فيلادلفيا وهي منطقة عازلة تفصل مصر عن غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

يذكر أن الطواقم تعمل على 4 قضايا، محور فيلادلفيا، ومحور نتساريم، والطاقمان الخاصان بهما وصلا إلى القاهرة اليوم الأحد، والطاقمان الخاصان لموضوعي الأسرى والاتفاق، سيصلان الثلاثاء. ويفترض أن يلتقي رؤساء الوفود الأربعاء والخميس في القاهرة لتلخيص المحادثات.

ووفق محرر صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل: «الأميركيون يتقدمون الآن وفق الخطة التي قاموا برسمها مسبقاً. فقمة الدوحة توّجت بنجاح دون صلة بنتائجها الفعلية. الإدارة الأميركية تنشغل بفرض تفكير إيجابي على الشرق الأوسط، وهي تطلق تنبؤات متفائلة على أمل تساوق الأطراف معها. والرئيس الأميركي يضم الجميع معاً، صفقة للتبادل في غزة (عملياً وقف لإطلاق النار يهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس»)، تندمج مع جهود تأجيل هجوم انتقام إيران و(حزب الله) ضد إسرائيل. ووفق قوله، فإنه يأمل أن يجري التوصل إلى الصفقة في الأسبوع المقبل».

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس يوم 4 أبريل 2023 (د.ب.أ)

وقال إن «الولايات المتحدة ستستمر في الضغط أيضاً في الأيام القريبة المقبلة. الآن هذا هو عرض لبايدن. فالجهود الأميركية تستهدف دفع رئيس الحكومة نتنياهو للتقدم في الخطة التي بلورها الرئيس. التقارير المقبلة حول وجود فجوات في المواقف الأساسية لإسرائيل ودول الوساطة، في قضية الوجود العسكري والوسائل التكنولوجية في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا، هي بالأساس ستار من الدخان. أيضاً إبقاء طواقم تقنية لمواصلة المفاوضات في الدوحة وإمكانية عقد قمة أخرى قبل نهاية الأسبوع في القاهرة، حتى الآن لا تدل على انعطاف. السؤال الرئيسي كان وما زال سياسياً: هل نتنياهو يمكنه السماح لنفسه بالذهاب إلى صفقة فيها تنازلات كثيرة، والمخاطرة بانسحاب أحزاب اليمين المتطرف من الائتلاف؟ عملياً، القرار لم يتم اتخاذه بعد».


مقالات ذات صلة

بلينكن: المحادثات بشأن غزة «ربما آخر فرصة» للتوصل إلى هدنة

شؤون إقليمية هرتسوغ وبلينكن خلال لقائهما في تل أبيب اليوم (رويترز)

بلينكن: المحادثات بشأن غزة «ربما آخر فرصة» للتوصل إلى هدنة

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، من أن المفاوضات الحالية بشأن هدنة بقطاع غزة هي «ربما آخِر فرصة» للتوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صفقة تهدئة غزة «على قلق»

صفقة تهدئة غزة «على قلق»

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة «حماس» صفقة التهدئة المنتظرة في غزة على قلق، أمس، بعد إفادات عن «إصرار» إسرائيلي على بعض البنود، واتهامات.

كفاح زبون (رام الله) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على مبنى سكني وسط قطاع غزة (رويترز)

«حماس»: واشنطن ترضخ لنتنياهو الذي يعرقل إنجاز اتفاق الهدنة

اتهمت حركة «حماس»، الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضع «عراقيل أمام التوصل لاتفاق» لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن بعد جولة المفاوضات الأخيرة بالدوحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون مصابون من غارة إسرائيلية على خان يونس يصلون إلى مستشفى ناصر بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

«حماس»: الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق «وهم»... وإسرائيل تواصل عرقلة المفاوضات

اتهم قيادي في حركة «حماس» الفلسطينية، يوم السبت، إسرائيل بمواصلة عرقلة كافة المساعي لإتمام أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيان يحملان جثة قتيل سقط بغارة جوية إسرائيلية على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة السبت (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يدعم اتفاقاً مع «حماس»... ويمهد لإنهاء العمليات الواسعة

قيادة الجيش تتفق مع باقي المسؤولين الأمنيين بأن هذا هو الوقت المناسب لبلورة صفقة تبادل مع «حماس»

كفاح زبون (رام الله)

نتنياهو: نخوض مفاوضات معقدة لإعادة الرهائن... ويجب الضغط على «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: نخوض مفاوضات معقدة لإعادة الرهائن... ويجب الضغط على «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن «إسرائيل منخرطة في مفاوضات معقدة من أجل إعادة رهائنها المحتجزين في غزة، لكن لديها أيضاً مبادئ يجب الحفاظ عليها لأنها حيوية لأمنها».

وأضاف في بداية اجتماع لمجلس الوزراء: «هناك أمور يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نُصر عليها. نحن نعرف جيداً كيف نفرّق بين الاثنين».

ودعا نتنياهو إلى «مزيد من الضغط على (حماس)» لمواجهة «رفضها» مقترح الهدنة في غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، إلى إسرائيل، مع سعي الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يؤمل أن يَحول دون تصعيد إضافي في الشرق الأوسط، وذلك غداة رفض قيادي في حركة «حماس» الفلسطينية «الإملاءات الأميركية» في المفاوضات.

وأقلعت طائرة بلينكن ليلاً من قاعدة «أندروز» في ولاية ماريلاند الأميركية. ويتوقع أن يصل في وقت لاحق (الأحد) إلى تل أبيب، حيث سيلتقي مسؤولين إسرائيليين، قبل أيام من استئناف مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة.

وقال مسؤول أميركي يرافق بلينكن، لم يشأ الكشف عن هويته: «الشعور هو (...) أن نقاط الخلاف المتنوعة التي كانت موجودة من قبل يمكن تجاوزها، وأن العمل سيستمر».

وبعد مباحثات ليومين في الدوحة هذا الأسبوع، غابت عنها الحركة الفلسطينية، أعلنت دول الوساطة (الولايات المتحدة وقطر ومصر) تقديم مقترح جديد «يقلّص الفجوات» بين إسرائيل و«حماس»، لوقف إطلاق النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الاتفاق بات «أقرب من أي وقت مضى»، فيما قال القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، في بيان، إن ذلك «وهم»، مشدداً على أن «الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق». وأضاف: «لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية بل أمام فرض إملاءات أميركية».