الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة من مناطق في غزة مع استمرار القتال

فلسطيني يتفقد منزله المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة... 14 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد منزله المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة... 14 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة من مناطق في غزة مع استمرار القتال

فلسطيني يتفقد منزله المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة... 14 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد منزله المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة... 14 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا جديدا، اليوم (الجمعة)، بإخلاء مناطق في جنوب ووسط غزة كانت محددة في السابق مناطق إنسانية آمنة، قائلا إن هذه المناطق تستخدمها حركة «حماس» قاعدة لإطلاق قذائف المورتر والصواريخ نحو إسرائيل.

وذكر أنه أرسل منشورات ورسائل نصية تحذيرية إلى سكان المنطقة الواقعة في شمال مدينة خان يونس بجنوب القطاع وفي شرق دير البلح حيث يحتمي عشرات الآلاف من القتال الدائر في مناطق أخرى من القطاع، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال الجيش في بيان: «يهدف التحذير المسبق إلى تخفيف الضرر عن المدنيين وتمكينهم من الابتعاد عن منطقة القتال».

وذكر الجيش في وقت سابق أنه قصف منطقة في خان يونس أُطلقت منها صواريخ باتجاه مستوطنة كيسوفيم أمس الخميس، وأنه عثر على أسلحة بينها صواريخ تطلق من على الكتف ومتفجرات.

تأتي تحذيرات الإخلاء الأخيرة في الوقت الذي من المقرر أن يجتمع فيه المفاوضون في الدوحة لليوم الثاني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب.

ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة ردا على هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وترد تقارير بانتظام عن سقوط قتلى في الضربات الإسرائيلية حتى في المناطق المعلنة مناطق إنسانية آمنة.

وتتهم إسرائيل «حماس» وجماعات مسلحة أخرى بإخفاء مقاتليها في مناطق مدنية عمدا، وهو ما تنفيه «حماس».


مقالات ذات صلة

«قبور فوق قبور»... وحفارون مُنهكون في غزة

المشرق العربي الحفار سعدي حسن بركة قرب مقبرة دير البلح (أرشيفية - أ.ف.ب)

«قبور فوق قبور»... وحفارون مُنهكون في غزة

في مقبرة السويد بدير البلح بقطاع غزة يضطر الحفارون لبناء «قبور فوق قبور» بسبب عدد القتلى الكبير جراء النزاع المتواصل منذ عشرة أشهر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة سابقة في الكنيست (د.ب.أ)

محادثات الدوحة تتقدم ببطء لكنها ما زالت تحتاج إلى مزيد من الجولات

أكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين تمكنوا من سد بعض الفجوات في مواقف إسرائيل و«حماس»، بخصوص صفقة لوقف إطلاق النار في غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)

إيران: تأخر الرد أشد عقاباً... والحرب خدعة

تفاخر مسؤولون ورجال دين في إيران بأن «العالم ما زال ينتظر» رد بلادهم على إسرائيل وأشاروا إلى أنها تتعامل مع «حرب نفسية» وأن «تأخر الرد أشد عقاباً من الرد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيات يبكين خلال مغادرتهن مدرسة كن قد لجأن إليها في دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

مصر وقطر وأميركا: قدمنا اقتراحاً يقلص الفجوات بين إسرائيل و«حماس»

أصدرت الولايات المتحدة ومصر وقطر، الجمعة، بياناً مشتركاً حول مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وصفها بأنها كانت «جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية».


إيران: تأخر الرد أشد عقاباً... والحرب خدعة

لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
TT

إيران: تأخر الرد أشد عقاباً... والحرب خدعة

لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)

متى ستردُّ إيران على إسرائيل؟ قدَّم مسؤولون إيرانيون ورجال دين وكُتاب مقرّبون من المرشد علي خامنئي، الجمعة، إجابات مختلفة عن هذا السؤال تميل، في الغالب، إلى «التفاخر بأن العالم ما زال ينتظر»، وأن التأخر في الرد «عقاب بحدّ ذاته». وكرر كثيرون استخدام عبارات مثل «الحرب النفسية»، و«الخدعة» في التعامل مع «الانتقام».

الأسبوع الماضي، كانت صحيفة كيهان، المقرَّبة من خامنئي، قد تغنّت بما وصفته «جهل العالم بكيفية رد إيران». وقالت، في مقال حمل توقيع «المحرر السياسي»، إن «الرعب الذي تشعر به إسرائيل بسبب جهلها بكيفية الانتقام الإيراني».

ومع ذلك، جدّد وزير الخارجية بالوكالة، علي باقري كني، الحديث عن «وجوب الرد»، وقال إن «حق إيران الطبيعي والمشروع في اتخاذ إجراءات مضادة محفوظ، ولن تتردد إيران في استخدامه».

ودعا كني «جميع حكومات العالم إلى إدانة اغتيال هنية؛ لأنه فعلٌ انتهك السيادة الإيرانية»، وفقاً لوكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

من جهته، قال عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام»، محسن رضائي، إن إيران «لن تتراجع عن المبادئ الاستراتيجية في معاقبة المعتدي»، لكنه أضاف: «يجب اتباع (المبادئ) بحكمة وشجاعة»، وفقاً لما نقلته وكالة «مهر» الحكومية.

وبعد أكثر من أسبوعين على اغتيال هنية، واصلت إيران إطلاق الرسالة نفسها بشأن «واجب» الرد على إسرائيل، لكن ثمة متغيرات فرضت نفسها على خطة «الانتقام»؛ من بينها انتظار صفقة لوقف النار في غزة، كما أفادت تقارير غربية.

إيرانيون يمرون أمام لافتة تحمل صورة إسماعيل هنية في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)

وساطة ورسائل

وشدّد خطيب جمعة طهران، محمد حسن أبو ترابي فرد، الجمعة، على أن «التاريخ أثبت أن إيران لم تترك تحركاً من إسرائيل دون أن تردّ عليه»، مذكّراً بـ«وعد المرشد الإيراني بتنفيذ العقوبة القاسية».

وادّعى أبو ترابي فرد أن إسرائيل طلبت من إيران، قبل أشهر، «عدم جعل انتقامها مؤلماً، من خلال وساطة بعض الدول»؛ في إشارة إلى الهجوم الإيراني في أبريل (نيسان) الماضي.

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى أن إيران وإسرائيل ودولاً أخرى؛ من بينها الولايات المتحدة، تبادلوا الرسائل عبر قنوات غير علنية بشأن التصعيد الأخير.

ويُعتقد أن رسائل التحذير الأميركية أجبرت طهران على تغيير خططها، أو على الأقل العودة إلى قواعد الاشتباك السابقة، وآخِرها ما فعلته في أبريل الماضي؛ ضربة مدروسة تحفظ التوازن الحرِج.

وطغى الحديث عن «الخديعة» و«الحرب النفسية» والضغط الإعلامي على خُطب الجمعة في مدن إيرانية مختلفة.

ومن المعروف أن خطباء الجمعة في إيران، خصوصاً في العاصمة طهران، يعكسون مواقف المرشد الإيراني، علي خامنئي، بوصفهم ممثلين لـ«ولي الفقيه».

المرشد الإيراني خلال استقباله مسؤولين إيرانيين (موقع خامنئي)

«الحرب النفسية» خدعة

وقال خطيب طهران: «العدو استخدم كل الأدوات؛ بما في ذلك الحرب النفسية، والضغط، والتهديد، لتحقيق غرضه، لكن أحرار إيران تحولوا إلى مجموعة منظمة ومتماسكة».

من جهته، قال کاظم فتاح دماوندی، خطيب جمعة دماوند، شرق طهران، إن «البعض يقول إن الثأر لدماء جبهة المقاومة مكلِّف لنا؛ غير مدرك أن تكلفة إذلال عدم الرد أكبر من تكلفة الانتقام».

وتُدافع الصحافة الإصلاحية في إيران عن «قرار عدم الرد» بأنه «سيزيد هيبة إيران في المنطقة، ويزيد عزلة إسرائيل».

لكن فتاح دماوندي شدد على أن «رد إيران على اغتيال هنية في طهران قاطع وقاسٍ ومجمع وشامل»، وأشار إلى أن «الانتقام لدماء قادة المقاومة منفصل عن الانتقام لدماء 40 ألف قتيل في غزة».

وكرر خطيب دماوند حديث الصحافة الإيرانية المحافِظة بأن «الناس في إسرائيل فقدوا الإحساس أمنياً، كما أنهم يفتقرون إلى الأمن الاقتصادي. وتعرضت 46 ألف شركة في إسرائيل للإفلاس، وتوقفت مشاريع اقتصادية كبيرة وصناعة البناء»؛ في إشارة إلى الاستعداد للرد الإيراني.

وكانت صحيفة «كيهان» قد اقتبست، الأسبوع الماضي، من مواقع إسرائيلية أن الإيرانيين يديرون حرباً نفسية، وأن «الجيش الإسرائيلي عالق في حرب استنزاف».

وتابعت: «يستمتع الإيرانيون بإثارة التوتر والقلق إلى حد الرعب في إسرائيل؛ لأنهم يُحدثون تأثيراً استراتيجياً دون إطلاق رصاصة واحدة».

وادّعت الصحيفة أن «قادة إيران و(حزب الله) وحركة (حماس) نجحوا في الانتصار في الحرب»؛ لأن «الإعلام الإيراني يخدع الجميع».

صورة يحيى السنوار في ميدان فلسطين بطهران يوم 12 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

«متى سترد إيران؟»

وفي عدد «كيهان»، الصادر الجمعة، كتب جعفر بلوري أن إيران «تدير حرباً ناعمة ونفسية موازية لحرب قاسية؛ بهدف تغيير حسابات الخصم، وإحداث فجوة في الرأي العام وجعله غير مستقر».

وقال بلوري: «مرَّ أسبوعان منذ اغتيال هنية (...) ومحور المقاومة يعذب إسرائيل بسياسة الغموض؛ لأن توقع الموت أصبح أكثر إيلاماً من الموت نفسه».

وكان علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، قد قال إن إيران انتهت من «العمليات القانونية والدبلوماسية والإعلامية اللازمة لإنزال عقاب شديد على إسرائيل».

وكتب بلوري أنه «في الساعات الأولى من خبر الاغتيال، اتصل عدد من الأصدقاء، وبدا عليهم الغضب، وتساءلوا: متى سنردُّ على إسرائيل؟ ومع مرور الوقت تضررت مصداقية أن إيران سترد».

وأضاف: «إيران ستردُّ 100 في المائة، وحين يكون الرد قوياً فمن الطبيعي أن يزداد الوقت لدراسة جوانبه (...) يمكن أن يكون سر إطالة وقت الانتقام هو عظمة الانتقام».

وطالب بلوري بأن «يكون الرد مصحوباً بحملة إعلامية تسبق التوقيت وتستمر بعده بتقديم رواية إيرانية تبرز حجم الانتقام أكثر مما فعلنا في أبريل الماضي».