ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

يتفوّق على إردوغان وإمام أوغلو في استطلاعات الرأي

رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)
رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)
TT

ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)
رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)

كشف رئيس بلدية العاصمة التركية، أنقرة، منصور ياواش، للمرة الأولى استعداده للترشح لرئاسة البلاد في الانتخابات المقرّرة في 2028.

وقال ياواش، الذي تضعه استطلاعات الرأي التي أُجريت في الأشهر الأخيرة في المرتبة الأولى، وسط تصاعد الجدل حول إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل 2028: «بالطبع، سأتحمّل هذا العبء، سأكون مرشحاً للرئاسة إذا كان ذلك هو قرار حزب (الشعب الجمهوري)».

ونقلت وكالة أنباء «ميلت»، وقناة «تي في 100»، الثلاثاء، عن ياواش قوله: «إذا رشّحني حزبي للرئاسة سأتحمل هذا العبء، وسأكون مرشحاً بالطبع».

وأعلن ياواش، قبل ترشّحه للمرة الثانية لرئاسة بلدية أنقرة، في الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، أن هذه ستكون هي المرة الأخيرة التي سيترشح فيها لرئاسة البلدية.

في الوقت ذاته، قالت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية، إن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، يُعِدّ لمرحلة ما بعد بلدية إسطنبول، وترشّحه للرئاسة في 2028، وأضافت: «يقال إن إمام أوغلو رشّح رئيسة بلدية أوسكدار (في الشطر الآسيوي من إسطنبول) سينام ديديطاش، لخلافته في بلدية إسطنبول إذا ضمن ترشيحه لرئاسة الجمهورية».

وطُرح اسما ياواش وإمام أوغلو مرشحَين للرئاسة قبل الانتخابات الأخيرة التي أُجريت في مايو (أيار) 2023، من جانب رئيسة حزب «الجيد» السابقة ميرال أكشنار، إلا أنهما أعلنا أنهما لن يكونا مرشحَين وسيواصلان العمل في بلديتَي أنقرة وإسطنبول، وذلك بسبب الاتفاق على ترشيح رئيس الحزب السابق، كمال كليتشدار أوغلو، بين أحزاب «تحالف الأمة» المعارض، أو ما عُرف بـ«طاولة الستة».

وصعد الاسمان مجدداً بعد نجاحهما الكبير في الانتخابات المحلية الأخيرة في 31 مارس الماضي، بينما تشير استطلاعات الرأي المتعاقبة في الأشهر الأخيرة، والتي حرّكَتها الدعوات المتكررة من رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، للتوجه إلى انتخابات مبكرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل يتوسط ياواش وإمام أوغلو خلال حضورهم مباراة في كرة اليد للمنتخب التركي بأولمبياد باريس (من حساب أوزيل على «إكس»)

استطلاعات الرأي

وفي آخر استطلاع للرأي، أجرته شركة «أصال» حول الأجندة السياسية للبلاد، والشخصية السياسية الأكثر تفضيلاً، في الفترة من 10 إلى 17 يوليو (تموز) الماضي، ونشرت نتائجه السبت الماضي، تفوّق ياواش على الرئيس رجب طيب إردوغان بوصفه أكثر السياسيين إثارة للإعجاب لدى الناخب التركي.

وحصل ياواش على 20.7 في المائة، بينما حصل إردوغان على 18.8 في المائة، وحلّ رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ثالثاً بنسبة 14.5 في المائة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بالمرتبة الرابعة بنسبة 10.4 في المائة، وجاء وزير الخارجية هاكان فيدان، في المرتبة الخامسة بنسبة 4.2 في المائة.

ولم تختلف هذه النتائج عن العديد من استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز الدراسات وشركات استطلاعات الرأي، على مدى الأشهر التي أعقبت الانتخابات المحلية في نهاية مارس الماضي.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي» (الشاباك) رونين بار (وسائل إعلام إسرائيلية)

رئيس الشاباك زار تركيا للدفع بمفاوضات الأسرى مع «حماس»

كُشف النقاب عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، إلى أنقرة، السبت الماضي، التقى خلالها مع رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته بقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

إردوغان: تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، إن تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في مناقشة قمة خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في ليما ببيرو 15 نوفمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذر تركيا من استضافة قيادات «حماس»

حذرت الولايات المتحدة اليوم الاثنين تركيا من استضافة قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
TT

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان. ومثل كليتشدار أوغلو (75 عاماً) أمام القاضي في الجلسة الأولى من القضية التي يواجه فيها حكماً بالسجن 11 سنة و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.

وقرأ كيليتشدار أوغلو، دفاعه المكون من 25 صفحة، أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، واستهله قائلاً: «لم آتِ للدفاع عن نفسي بسبب جريمة، ولكن لتسجيل الجرائم المرتكبة وللمطالبة بالمحاسبة، ولتسجيل ملاحظة في التاريخ».

كليتشدار أوغلو وإلى جانبه رئيس «الشعب الجمهوري» ورئيس بلدية أنقرة وعدد من الشخصيات الذين جاءوا لمساندته في قاعة المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وأضاف: «من حسن حظي أنه لم يجرِ تقديمي أمامكم بجريمة سرقة واختلاس حقوق الأيتام، ومرة أخرى، أنا محظوظ لأنني لم أمثُل أمامكم بتهمة الخيانة». وحيا كل الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء الدولة وسيادة الوطن، وللملازمين الشباب الذين طردوا من الخدمة عقب تخرجهم مباشرة بسبب أداء قسم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في حفل تخرجهم في أغسطس (آب) الماضي».

دعم واسع

تَجَمَّعَ مئات من أنصار كليتشدار أوغلو و«الشعب الجمهوري» وأحزاب المعارضة أمام المحكمة مطالبين بالعدالة، حيث نمكن من الوصول إلى قاعة المحكمة بصعوبة بالغة.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزلل، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، وعائلة كليتشدار أوغلو، وعائشة أتيش زوجة رئيس منظمة «الذئاب الرمادية» سنان أتيش، الذي اغتيل في أنقرة قبل عامين، فضلاً عن ممثلي أحزاب معارضة ورؤساء بلديات من أنحاء تركيا، بينما غاب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بسبب حضوره مؤتمراً في ألمانيا.

تجمع حاشد حول كليتشدار أوغلو أثناء دخوله المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وقال كليتشدار أوغلو إنه حضر إلى المحكمة ليقول مجدداً للص إنه لص، وليعيد التذكير بقضية الـ128 مليار دولار التي أهدرها إردوغان من احتياطي البنك المركزي لصالح «عصابة المقاولين الخمسة». وأضاف: «إذا كان الرجل الذي قال ليس لديَّ سوى خاتم واحد، إذا أصبحت غنياً، فاعلموا أنني سرقت، (في إشارة إلى إردوغان)، أصبح ثرياً، فإنني أقولها مرة أخرى هو لص».

وطلب من القاضي أن يسمح له بالابتعاد عن موضوع القضية، مشيراً إلى أن إردوغان زج بتركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل تأسيس حكم الرجل الواحد في تركيا، الذي جُعلت كل السلطات في يده، كما يواصل الآن سياسته من أجل البقاء عبر تقديم تنازلات في قبرص وبحر إيجه. وأضاف: «لقد كانت هذه هي الحال دائماً في التاريخ الحديث، فنظام ضعف اقتصاده أو حتى انهار، ولا يستطيع حماية حدوده، حيث نظام العدالة مرتبط برجل واحد، وحيث جرى تدمير آلية الرقابة، وحيث لا توجد شفافية ومحاسبة، وحيث التعيين في مناصب الدولة وليس على أساس الجدارة والكفاءة، لن يدوم».

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى مسيرته المهنية حيث كان مسؤولاً عن مؤسسة التأمين الاجتماعي، قائلاً إنه كان يدير أموال آلاف المواطنين، ولم يأخذ قرشاً واحداً من أموال الدولة إلى بيته، ولم يصبح من الأثرياء، ولا يملك سوى البيت الذي يعيش فيه أنقرة، مع أنه ظل أيضاً رئيسا لـ«الشعب الجمهوري» 13 عاماً.

كمال كليتشدار أوغلو (من حسابه في إكس)

ولفت إلى أنه تعرض للطعن في الظهر في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، من جانب من كانوا يقولون: «إننا وطنيون قوميون، وسنكتبك في وصية عائلتنا»، في إشارة إلى الرئيسة السابقة لحزب «الجيد»، ميرال أكشنار، لنكتشف لاحقاً أنهم كانوا يتعاونون مع إردوغان من أجل إدامة نظام الرجل الواحد الذي تَسَبَّبَ في معاناة البلاد بسبب الفساد والرشوة وتدهور الاقتصاد.

جدل واتهامات

وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمة كليتشدار أوغلو وسط جدل واسع وتراشق مع وزير العدل الذي أدلى بتصريحات، الخميس عشية الجلسة، قال فيها إن هناك حالياً 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بالزعيم السابق لـ«الشعب الجمهوري»، وجرى فتح تحقيق بسبب تصريحاته. وأضاف تونتش: «أقول للسياسيين من (الشعب الجمهوري) إنهم إذا استمروا على السياسة ذلتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق».

كليتشدار أوغلو خلال أحد التجمعات قبل الانتخابات الرئاسية عام 2023 (من حسابه في إكس)

ورد كليتشدار أوغلو على تونتش في كلمة مصورة عبر حسابه في «إكس»، قائلاً: «إذا كانت لديك الشجاعة، فتعال إلى المحكمة غداً، واستمع إلى ما سأقوله لسيدك، ربما تتعلم درساً». واستنكرت قيادات «الشعب الجمهوري» تصريحات وزير العدل مؤكدين أنها جاءت قبل المحاكمة بيوم واحد، توجيهاً أو «أمراً» للقاضي لإدانة كليتشدار أوغلو، وحظر نشاطه السياسي.