غالانت يدين الاحتجاجات في إسرائيل بعد احتجاز جنود في قاعدة عسكرية

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
TT

غالانت يدين الاحتجاجات في إسرائيل بعد احتجاز جنود في قاعدة عسكرية

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

أدان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم (الثلاثاء)، بشدة الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في إسرائيل أمس، عقب احتجاز الشرطة لجنود في قاعدة عسكرية لاتهامهم بالاعتداء الجنسي على سجين فلسطيني، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

واقتحم المتظاهرون سجن سدي تيمان بالقرب من مدينة بئر سبع، حيث تم احتجاز تسعة جنود أمس، في ظل اشتباكات مع الشرطة العسكرية، عقب ما تردد عن نقل سجين فلسطيني للمستشفى بعد تعرضه لاعتداءات جنسية خطيرة. وتم تنظيم احتجاجات أخرى في عدة أماكن، من بينها قاعدة بيت ليد بشمال شرقي تل أبيب.

وقال غالانت في خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاحتجاجات تمثل «تهديداً خطيراً على أمن الدولة»، مطالباً رئيس الوزراء باتخاذ «إجراء حاسم ضد أعضاء الائتلاف المتورطين في الاضطرابات».

وخلال زيارته لمعسكر بيت ليد، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هيلفي إن محاولات مثيري الشغب التسلل لقواعد عسكرية حدودية ترقى لكونها عملاً فوضوياً، وسوف يتم التعامل معها على أنها سلوك إجرامي. وأضاف أن الاحتجاجات تضر بالجيش وأمن الدولة والمجهود الحربي.

ونشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو زعيم بارز في الكتلة القومية الدينية بحكومة نتنياهو ومنتقد دائم لقيادة الجيش، مقطعاً مصوراً على «إكس» قال فيه إن الجنود يجب أن يعاملوا أبطالاً وليس كمجرمين. واستنكر نتنياهو عمليات الاقتحام، ودعا إلى الهدوء.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: اتهامات «عرقلة» المفاوضات تربك جهود الوسطاء

تحليل إخباري فلسطينيون يشقون طريقهم للعودة للأحياء في الجانب الشرقي من خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (رويترز)

«هدنة غزة»: اتهامات «عرقلة» المفاوضات تربك جهود الوسطاء

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحركة «حماس» بـ«عرقلة التوصل لاتفاق» تجعل مفاوضات الهدنة في قطاع غزة «تراوح مكانها»، قبيل اجتماعات جديدة للوسطاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أعمدة الدخان تتصاعد من موقع استهدفه الجيش الإسرائيلي في قرية كفركلا الحدودية بجنوب لبنان في 29 يوليو 2024 وسط اشتباكات حدودية مستمرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي «حزب الله» (أ.ف.ب)

واشنطن تساند ضربة إسرائيلية «قوية ومحدودة» ضد «حزب الله» دون توسيع الصراع

ألقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية على «حزب الله»، واتهمته بإطلاق صاروخ فلق إيراني الصنع باتجاه بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

«حماس» وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة

تبادلت حركة «حماس» وإسرائيل الاتهامات اليوم (الاثنين) فيما يتعلق بعدم إحراز تقدم في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)

رغم تصفيق الكونغرس... «صورة نتنياهو تشوهت في أميركا»

بعد أن عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من واشنطن، أعرب عدد من المسؤولين والخبراء في تل أبيب عن قلقهم من أن صورة نتنياهو قد تشوهت في أميركا.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: نتنياهو أضاف شروطاً ومطالب للمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار

قالت حركة «حماس» في بيان، اليوم (الاثنين)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطا ومطالب جديدة إلى المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تركيا: صدام بين الحكومة والمعارضة حول «عسكرة السياسة الخارجية»

سفن حربية تركية حرست سفينة تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط عام 2020 مما أثار توتراً مع اليونان (أرشيفية)
سفن حربية تركية حرست سفينة تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط عام 2020 مما أثار توتراً مع اليونان (أرشيفية)
TT

تركيا: صدام بين الحكومة والمعارضة حول «عسكرة السياسة الخارجية»

سفن حربية تركية حرست سفينة تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط عام 2020 مما أثار توتراً مع اليونان (أرشيفية)
سفن حربية تركية حرست سفينة تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط عام 2020 مما أثار توتراً مع اليونان (أرشيفية)

وقع صدام حاد بين الحكومة التركية والمعارضة، على خلفية التوسع في التدخل العسكري واعتماده بديلاً للسبل الدبلوماسية للبلاد، وذلك على خلفية انتقادات من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض لاستراتيجية السياسة الخارجية المعروفة باسم «عقيدة الوطن الأزرق» ووصْفها بأنها «قصة خيالية».

وانتقل الصدام إلى خارج البرلمان، ليتحول إلى سجال بين «الشعب الجمهوري»؛ أكبر أحزاب المعارضة، وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، اللذين بدا في الفترة الأخيرة أنهما تحولا إلى المواجهة الصريحة في كثير من الملفات، بعد فترة تهدئة في إطار ما عُرف بـ«التطبيع السياسي» في البلاد.

«قصة خيالية»

وبدأ الصدام خلال مناقشة البرلمان إرسال قوات إلى الصومال لمدة عامين، بموجب مذكرة مقدمة من الرئاسة التركية، وذلك بموجب اتفاقية تعاون عسكري واقتصادي موقعة مع الصومال في فبراير (شباط) الماضي، وبعد الاتفاق مع مقديشو مؤخراً على بدء سفينة تركية عمليات للتنقيب عن النفط والغاز في 3 مناطق قبالة سواحل الصومال في سبتمبر (أيلول) المقبل.

ووجه نائب «الشعب الجمهوري» عن مدينة إسطنبول، نامق تان، وهو دبلوماسي تركي سابق، انتقادات حادة لاستراتيجية السياسة الخارجية المعروفة باسم «عقيدة الوطن الأزرق» التي تقوم على وجود تركيا في البحار المحيطة بها مثل البحرين المتوسط والأسود وبحر إيجه وغيرها، التي كانت تشكل مناطق نفوذ في السابق، ووصفها بأنها «قصة خيالية».

وقال نامق تان إن «حزب (العدالة والتنمية) الحاكم كان يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية، ولم يكن راضياً عن العمليات عبر الحدود، وحاول القيام بمغامرات في الخارج، ولحسن الحظ، سرعان ما تخلى عن قصة (الوطن الأزرق) الخيالية، التي كان يتابعها منذ فترة، بسبب ضغط الظروف، عندما بدأ يلوح في الأفق إفلاس الاقتصاد».

من تدريبات للقوات البحرية التركية في بحر إيجه (وزارة الدفاع التركية)

وتسببت انتقادات تان، الذي رافق رئيس «الشعب الجمهوري»، أوغور أوزيل، في لقاءيه مع الرئيس رجب طيب إردوغان في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين في إطار «عملية التطبيع السياسي»، في رد فعل من جانب حزبه نفسه.

ودافع نائب عن الحزب الحاكم عن «عقيدة الوطن الأزرق»، قائلاً إنها «تعبير ملموس عن حقوق ومصالح الجمهورية التركية في البحار، ومن واجبي بصفتي أميرالاً تركياً أن أشرح وأعلم وأدافع عن مفهوم (الوطن الأزرق)».

دعوات متبادلة للاعتذار

على الجانب الآخر، قال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان نائب «العدالة والتنمية» عن مدينة قيصري (وسط) وزير الدفاع السابق، خلوصي أكار، إن وصْف تان استراتيجية «عقيدة الوطن الأزرق» بأنها «قصة خيالية» هو «عار».

وأشار إلى أن هناك عقائد راسخة لدى القوات المسلحة التركية هي «الوطن الأم»، و«السماء الزرقاء» و«الوطن الأزرق»، وأن «كفاح القوات التركية داخل البلاد وخارج الحدود سواء في البر والبحر والجو من أجل حماية أمنها القومي لا يمكن وصفه بـ(القصص أو الحكايات الخيالية)، كما لا يمكن وصف التقدم الذي حققته تركيا في مجال الصناعات الدفاعية بأنه (قصة خيالية)».

جانب من تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال متين غوراك للسفينة الحربية التركية «تي جي جي كمال رئيس» بميناء مصراتة الليبي في وقت سابق من الشهر الحالي (وزارة الدفاع التركية)

بدوره، رفض نائب رئيس «العدالة والتنمية» المتحدث الرسمي باسم الحزب، عمر تشيليك، ما جاء على لسان تان، قائلاً إنه يشكل تصريحات «غير مقبولة، وغير مسؤولة، وغير مناسبة».

وقال تشيليك، في مؤتمر صحافي ليل الاثنين- الثلاثاء، عقب اجتماع «مجلس القرار المركزي التنفيذي» للحزب الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن «هذا النهج يدعم أطروحات اليونان والقبارصة اليونانيين (جمهورية قبرص) ضد السياسة الوطنية لتركيا، وقد فقد السيد تان بوصلته السياسية»، مشيراً إلى أن تصريحاته «لاقت حماساً كبيراً في الصحافتين اليونانية والقبرصية، ولا يمكن وضع كلماته في سياق النقد السياسي وتقييمها ضمن تلك المعادلة».

وبسبب التوتر الذي اندلع في البرلمان وخارجه، عقد «الشعب الجمهوري» مؤتمراً صحافياً بحضور نائبه نامق تان، وقال المتحدث باسم الحزب، دنيز يوجال، خلال المؤتمر، إن «موقف الحزب معروف، وهو يدافع عن مصالح تركيا، ويؤيد كل جهد يتخذ في هذا الاتجاه».

ودافع يوجال عن موقف تان، قائلاً إنه جرى «حذف جزء من كلمته أمام البرلمان، التي تحتوي ملاحظات وتعريفات مناسبة للغاية، وأُطلقت ضده حملة إعدام خارج نطاق القانون على وسائل التواصل الاجتماعي القريبة من الحكومة».

ودعا المتحدث باسم «العدالة والتنمية» عمر تشيليك إلى الاعتذار عن تصريحات التي استهدف فيها نامق تان «عقيدة الوطن الأزرق».

وترجمت «عقيدة الوطن الأزرق»، بشكل عملي، في الوجود التركي المزداد عبر الحدود والقواعد العسكرية في السنوات الأخيرة، وكثيراً ما استخدم إردوغان مفهوم «الوطن الأزرق» في تصريحاته. لكن هناك من ينتقدها بدعوى أنها تقلل من تأثير الدبلوماسية في السياسة الخارجية لتركيا وتعمل على عسكرتها.

وتستند تلك العقيدة، التي طرحها أول مرة الأدميرال المتقاعد جيم غوردينيز عام 2006 وطورها الأميرال المتقاعد الأكاديمي جهاد يايجي، إلى مبدأ أن حقوق تركيا في مياهها الإقليمية لا تقل أهمية عن حدودها البرية.

ويرى غوردينيز ويايجي أن مساحة قدرها 462 ألف كيلومتر مربع في البحار المحيطة بتركيا يجب أن تكون تحت سلطة أنقرة في إطار القانون الدولي. ويؤكدان ضرورة ذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والطاقة.

ويعتقد خبراء استراتيجيون أن مبادئ «عقيدة الوطن الأزرق» تكمن وراء المبادرات الدبلوماسية والعسكرية التركية في شرق البحر المتوسط ​​في السنوات الأخيرة، وأن هذه الاستراتيجية يجري تنفيذها، ليس فقط في البحار، بل أيضاً على الأرض، في منطقة واسعة تشمل سوريا والعراق والصومال وليبيا، حيث نشرت تركيا قواعد برية وبحرية وثبتت وجودها العسكري في هذه الدول.

وفي هذا السياق يُنظر إلى مذكرة التفاهم الخاصة بتحديد مناطق الولاية البحرية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة برئاسة فائز السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، على أنها من الخطوات الملموسة لـ«عقيدة الوطن الأزرق».