تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل تريد إيذاء «حزب الله» اللبناني لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».
وارتفعت المخاوف اللبنانية من تطور الوضع الميداني في الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حزب الله»، بعد ضربة استهدفت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل أدت إلى مقتل وجرح العشرات.
وبادر «حزب الله» إلى إصدار بيان رسمي نفى فيه بشكل «قاطع» قيامه بإطلاق الصواريخ، بينما تصاعدت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بـ«رد قوي»، خصوصاً أنها أتت بعد ساعات على إعلان إسرائيلي عن إسقاط مسيرة تابعة للحزب كانت تتجه نحو حقل «كاريش» في البحر المتوسط.
وبينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو «سيجري تقييماً للوضع الأمني مع قادة المنظومة الأمنية»، توعد نتنياهو نفسه بـ«رد قوي». وحمل وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لبنان و«حزب الله» مسؤولية الهجوم، قائلاً: «إننا نقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال»، بينما نقل إعلام إسرائيلي عن مصادر أن واشنطن «طلبت رداً مدروساً على الهجوم».
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم الاثنين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على جماعة حزب الله اللبنانية بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان
تراجعت وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها «حزب الله» في جنوب لبنان بشكل لافت خلال يومي الأحد والاثنين بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة على لبنان
قال وزير الخارجية القبرصي، الاثنين، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إجلاء مدنيين من الشرق الأوسط إذا تصاعدت المواجهة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية.
رغم تصفيق الكونغرس... «صورة نتنياهو تشوهت في أميركا»https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5045045-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D8%B1%D8%B3-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%87%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7
رغم تصفيق الكونغرس... «صورة نتنياهو تشوهت في أميركا»
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن (أ.ف.ب)
بعد أن عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من واشنطن، أعرب عدد من المسؤولين والخبراء في تل أبيب، بينهم مقربون منه ومسؤولون في حزبه الليكود، عن قلقهم من أن صورة نتنياهو قد تشوهت في الولايات المتحدة، رغم التصفيق الذي صاحب خطابه أمام الكونغرس.
كما عبَّر هؤلاء عن قلقهم من تبعات ذلك الخطاب وأيضاً لقاءات نتنياهو مع القيادات الأميركية، خصوصاً مع كامالا هاريس، مؤكدين أن كثيراً من وسائل الإعلام الأميركية وشخصيات سياسة بارزة بدأت تتحدث عن أن أميركا تعرضت لخدعة سياسية غير مسبوقة أظهرت قادة الكونغرس كأنهم بلهاء لا يفقهون في السياسة.
وأشار عدد من مراسلي الصحف الإسرائيلية إلى أن العديد من السياسيين الأميركيين، حتى من الذين صفقوا لنتنياهو ووقفوا احتراماً له، يدركون أنه لم يكن صادقاً في كل ما قاله، وأن هدفه الأول كان رفع أسهمه لدى الجمهور الإسرائيلي. وأشاروا أيضاً إلى أن هدفاً آخر من زيارة نتنياهو لأميركا هو تبرير التراجع عن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي كان قد عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار) ووافق عليها نتنياهو، بل شارك في وضعها.
مظاهرة لعائلات رهائن إسرائيليين قرب الكونغرس قبل إلقاء نتنياهو خطابه أمام المُشرعين الأميركيين (رويترز)
الخداع الذاتي
وقال عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس» إن «درجة الخداع الذاتي والإعجاب الجماعي بالأكاذيب وصلت إلى رقم قياسي جديد وخطير في أعقاب خطاب نتنياهو في الكونغرس. لنبدأ بنانسي بيلوسي التي كتبت في تغريدة أن ظهور نتنياهو كان أسوأ بكثير من ظهور أي زعيم أجنبي آخر حصل على شرف التحدث في الكونغرس». وبن رودس، الذي تولى مناصب رفيعة في فترة ولاية باراك أوباما قال: «فقط تخيلوا كيف يُسمَع هذا الخطاب من العالم. تخيلوا زعيماً لم يحظَ في أي يوم باستقبال كهذا في بلاده، يحصل على منبر لتشويه سمعة الكونغرس».
وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن نتنياهو كسب الرأي العام الأميركي لساعة واحدة، لكنه خسر نصف أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي وأكثر من 70 في المائة من الإعلام الأميركي. وأكدت القناة أنه «لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين نلاحظ كمية كبيرة من الأميركيين يكرهون رئيس حكومة إسرائيلياً أو يحتقرونه، ويعتقدون أن الخطاب كان مخجلاً، ولا يفهمون كيف يمكن لزعيم دولة أجنبية أن يقف (في الكونغرس) وينتقد متظاهرين أميركيين يمارسون حقهم الدستوري الأساسي في التجمع والاحتجاج»، وذلك في إشارة إلى مئات المتظاهرين الذين وقفوا أمام مبنى الكونغرس وهتفوا ضد نتنياهو وأبدوا تعاطفاً مع الفلسطينيين في غزة.
جانب من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس (أ.ف.ب)
العلاقة مع هاريس
وأشارت الكاتبة إيريس ليعال إلى أن نتنياهو كسب بعض عناوين الإعلام للحظة، لكنه خسر المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس التي أظهرت نفورها منه. وهذا يجب أن يُقلق كل إسرائيلي حريص على العلاقات بين البلدين.
كما هاجم الكاتب جدعون ليفي نواب الكونغرس على استقبالهم نتنياهو بهذا الشكل، فتوجه إليهم مباشرةً قائلاً: «يجب أن تخجلوا يا أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب. في الأسبوع الماضي قمتم بعقد جلسة مشينة غير مسبوقة في الكابيتول. قمتم بالتصفيق لسياسي غير مرغوب فيه الآن في أي عاصمة ديمقراطية في العالم. أنتم قمتم بمنح احترام الملوك والتصفيق لشخص يمكن أن يصبح في القريب شخصاً مطلوباً لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي، شخص متهم بجرائم حرب خطيرة ويشرف على أكثر الهجمات وحشية على مدنيين عاجزين. أنتم صفّقتم لبنيامين نتنياهو».
واختتم ليفي قائلاً: «لقد انطلت عليكم خدعة إسرائيل بأنها تقف مع «جبهة الحضارة» من دون أن تسألوا: «أي نوع من الحضارة التي تقوم بقتل عشرات آلاف الأشخاص من دون تمييز؟ أي بربرية تلك التي يطلق بها جنود الكلاب على فتى معاق وتركه ليموت؟ لقد انطلت عليكم خدعة أن إسرائيل تدافع عنكم حتى إنها تطور من أجلكم منظومات سلاح أنتم غير قادرين على إنتاجها. وقد انطلت عليكم أيضاً مقارنة نفسه بتشرشل، وبين خطاب تهديد النازيين للعالم وتهديد (حماس). كل ذلك انطلى عليكم».