إردوغان يتلقى وعداً من بايدن بإتمام صفقة «إف 16» واتصالات للحصول على «يوروفايتر»

أكد سعي تركيا للحصول على العضوية الكاملة لمنظمة «شنغهاي»

إردوغان وبايدن خلال عشاء لزعماء دول «الناتو» خلال قمة واشنطن (الرئاسة التركية)
إردوغان وبايدن خلال عشاء لزعماء دول «الناتو» خلال قمة واشنطن (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يتلقى وعداً من بايدن بإتمام صفقة «إف 16» واتصالات للحصول على «يوروفايتر»

إردوغان وبايدن خلال عشاء لزعماء دول «الناتو» خلال قمة واشنطن (الرئاسة التركية)
إردوغان وبايدن خلال عشاء لزعماء دول «الناتو» خلال قمة واشنطن (الرئاسة التركية)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه حصل على وعد من الرئيس الأميركي جو بايدن، بإنهاء ملف حصول تركيا على مقاتلات «إف 16» خلال 3 أو 4 أسابيع.

وذكر إردوغان أنه تحدث مع بايدن خلال مشاركتهما في القمة 75 لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بواشنطن، بشأن صفقة مقاتلات «إف 16» التي دخلت مراحلها الأخيرة انتظاراً لتسليم الطائرات لتركيا، وأنه أبلغه بأنه سيحل المشكلة خلال من 3 إلى 4 أسابيع.

في السياق ذاته، قال مسؤولون في وزارة الدفاع التركية، الجمعة، إن إردوغان ووزير الدفاع يشار غولر ناقشا خلال القمة مع الجانب الأميركي عملية شراء المقاتلة «إف 15 - بلوك 70» ومعدات التحديث للمقاتلات القديمة الموجودة بالخدمة.

وأضاف المسؤولون: «كما هو معروف، تم توقيع العقود والعمل مستمر على التفاصيل من خلال المفاوضات بين الوفود التركية والأميركية، وفي إطار هذه العملية، التي تتعدد فيها العوامل، تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالتفاصيل الفنية في نطاق قمة (الناتو)، وستتم مشاركة القرارات التي يتم التوصل إليها لاحقاً مع الجمهور».

إردوغان بحث مع المستشار الألماني أولاف شولتس تزويد تركيا بمقاتلات «يوروفايتر» (الرئاسة التركية)

ووقعت تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، على خطاب العرض والقبول لشراء 40 مقاتلة من الطراز الحديث «إف 16- بلوك 70»، و79 من معدات تحديث الطائرات القديمة في الأسطول التركي مقابل ما يزيد على 20 مليار دولار، في خطوة تسبق إتمام الصفقة التي تسببت لفترة في توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وتقدمت تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بطلب إلى الولايات المتحدة بشأن الصفقة، وواجهت العملية صعوبات ورفضاً من الكونغرس الأميركي لأسباب مختلفة، كان آخرها شرط مصادقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف «الناتو». وأعطى الكونغرس الموافقة على الطلب في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد تصديق تركيا على طلب السويد.

في الوقت ذاته، قال إردوغان، خلال مؤتمر صحافي ليل الخميس - الجمعة، عقب انتهاء قمة «الناتو» في واشنطن، إنه بحث مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، مسألة شراء تركيا مقاتلات «يوروفايتر»، وإنه لم يرَ مقاربة سلبية تجاه الموضوع. وأضاف أنه «مع استمرار المباحثات واجتماع وزير الدفاع التركي مع نظيره الألماني، رأينا أن هناك توجهاً إيجابياً، هناك تطورات إيجابية على الجانبين البريطاني والألماني، وسنتابع الأمر ونتمنى أن يفضي لنتيجة إيجابية».

وتطرق إردوغان إلى مساعي تركيا للانضمام إلى منظمة «شنغهاي» للتنمية، قائلاً إن «هدفنا أن نصبح عضواً دائماً في المنظمة وليس عضواً مراقباً، لو نجحنا في ذلك ستصبح تركيا من الدول الخمس دائمة العضوية في المنظمة، وقد بحثت الأمر مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبينغ، والكازاخي قاسم جومرت توكاييف، وطلبت الدعم من جميع الدول دائمة العضوية في المنظمة».


مقالات ذات صلة

«الناتو» يدين التدخل الكوري الشمالي في أوكرانيا

أوروبا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يراجع إحدى الخطط القتالية خلال زيارته لأحد معسكرات الجيش (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

«الناتو» يدين التدخل الكوري الشمالي في أوكرانيا

أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاؤه في آسيا (كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا) «بشدة» تدخُّل كوريا الشمالية إلى جانب روسيا في حربها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جندي أوكراني يرتدي جهاز تحكم في طائرة من دون طيار في الجبهة قرب خاركيف (أ.ب)

دراسة: أوروبا تزيد الإنفاق الدفاعي وتعاني من نقص في الجنود

زادت أوروبا الإنفاق على قطاع الدفاع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن إمكاناتها الدفاعية بما في ذلك القوة البشرية العسكرية ما زالت غير كافية.

«الشرق الأوسط» (براغ)
شؤون إقليمية جانب من مباحثات وزيرَي الخارجية التركي واليوناني بأنقرة في سبتمبر 2023 (الخارجية التركية)

وزيرا خارجية تركيا واليونان أكدا أن مشاكل البلدين ستُحل بالحوار

سادت أجواء إيجابية بين أنقرة وأثينا قبل زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي إلى اليونان، الجمعة. وأبدى البلدان توافقاً على حل المشاكل العالقة بينهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا عمال الإنقاذ يزيلون أنقاض مبنى سكني دمرته غارة جوية روسية في زابوريجيا (أوكرانيا) يوم الخميس (أ.ب)

الأوروبيون حائرون في التعاطي مع مرحلة ما بعد بايدن

الأوروبيون يناقشون في بودابست تبعات انتخاب ترمب على أمنهم الجماعي وماكرون يدعو أوروبا إلى «الاستقلالية الاستراتيجية» ويحذر من انتصار روسيا على أوكرانيا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ينتظر حضور اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي في الكرملين بموسكو أمس (أ.ب)

لافروف: روسيا سترد على أي عدوان من «الناتو» بكل الوسائل الممكنة

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده سترد على أي عدوان محتمل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بكل الوسائل الممكنة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«حادث دبلوماسي» يفاقم توتر العلاقات بين تل أبيب وباريس

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

«حادث دبلوماسي» يفاقم توتر العلاقات بين تل أبيب وباريس

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

تسبّبت الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس بـ«إشكال» دبلوماسي بين باريس وتل أبيب، وهو أمر يمكن أن يفاقم العلاقات المتوترة أصلاً بين الطرفين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتصرف فيها الشرطة الإسرائيلية بطريقة غير لائقة، بحسب رأي الفرنسيين الذين يعتقدون أن هناك رغبة في تقليص نفوذهم في المدينة المقدسة من خلال التضييق على المسؤولين الفرنسيين خلال زياراتهم لها. وما زالت حاضرة في الأذهان قضية غضب الرئيس الأسبق جاك شيراك في عام 1996 لدى زيارته القدس عندما تبين له أن مرافقيه من الأمن الإسرائيلي يسعون لمنع تواصله مع الفلسطينيين في المدينة، فصرخ بوجه المسؤول عنهم: «هل تريدني أن أذهب إلى المطار وأستقل طائرتي للعودة إلى بلدي؟».

والأمر نفسه حصل مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في عام 2020 عندما كان في زيارة رسمية لإسرائيل والأراضي المحتلة، إذ عمدت الشرطة الإسرائيلية إلى إعاقة دخوله إلى كنيسة القديسة حنة القائمة في المدينة القديمة، التي هي ملك للدولة الفرنسية منذ أكثر من 150 عاماً. وما كان لماكرون إلا أن توجه إلى المسؤول الأمني بقوله: «لا يعجبني ما فعلته أمامي، من فضلك، ارحل من هنا»، ما دفع الشرطة إلى إخلاء المكان.

الوزير بارو لدى لقائه يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي (وهو وزير الخارجية السابق) (أ.ف.ب)

وما حصل الخميس لا يختلف كثيراً عن هذا السيناريو. فوزير خارجية فرنسا كان في زيارة رسمية لإسرائيل للمرة الثانية خلال شهر واحد، وغايته - كما قال - الدفع باتجاه وقف الحرب، سواء في غزة أو بين إسرائيل و«حزب الله». ولأن فرنسا تمتلك 4 مواقع دينية في القدس، ولأنها، منذ عقود، تعد رسمياً برعايتها، وتتولى الاعتناء بها عن طريق قنصليتها في القدس، فقد أراد الوزير جان نويل بارو زيارة أحدها، وهو المجمع المسمى «أليونا» الذي يضم ديراً وكنيسة «باتر نوستر» القائمة على «جبل الزيتون» المشرف على المدنية القديمة.

حصل «الإشكال» عندما سعى أفراد من الشرطة الإسرائيلية إلى الدخول إلى الكنيسة بسلاحهم ومن غير إذن من السلطات الفرنسية، ممثلة بقنصليتها في القدس. وحصل تلاسن بين هؤلاء وبين عنصرين من الدرك الفرنسي تابعين للقنصلية، ويتمتعان بالحصانة الدبلوماسية، لأنهما سعيا إلى منع الإسرائيليين من الدخول إلى حرم الكنيسة. وما كان من الشرطة، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو، إلا أن دفعت أحد العنصرين أرضاً والانبطاح فوقه وتكبيل يديه وسوقه إلى سيارة تابعة لها ونقلته مع زميله إلى أحد المخافر. ولم يفرج عن الاثنين إلا بعد تدخل الوزير بارو مباشرة لدى السلطات. وبسبب هذا الحادث، الذي لم تعره إسرائيل أي اهتمام، نافية عنها أي تهمة أو تقصير، فقد ألغى بارو زيارة المجمع، واتهم الشرطة الإسرائيلية بأنها وصلت حاملة سلاحها ومن غير إذن، معتبراً أن ما حصل «أمر لا يمكن القبول به». واستطرد قائلاً: «من المرجح أن يتسبب هذا الاعتداء على سلامة مكان تحت إشراف فرنسا، في إضعاف الروابط التي جئت في الواقع لتنميتها مع إسرائيل، في وقت نحتاج فيه جميعاً إلى إحراز تقدم في المنطقة على طريق السلام».

من جانبها، أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً، اعتبرت فيه أن «تصرفات (الشرطة الإسرائيلية) غير مقبولة»، وأن فرنسا «تدينها بشدة، خصوصاً أنها تأتي في وقت تبذل فيه (باريس) كل ما في وسعها للعمل على تهدئة العنف في المنطقة». وأوضح البيان أنه «سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي في فرنسا إلى الوزارة في الأيام القليلة المقبلة»، ولكن من غير تحديد يوم بعينه.

رجال شرطة إسرائيليون يعتدون الخميس على عنصر أمني فرنسي عند مدخل مجمع «إليونا» الديني في القدس (أ.ف.ب)

النقمة الفرنسية إزاء الإهانة التي لحقت بباريس من دولة تعتبرها حليفة وصديقة لها، واجهتها إسرائيل بنفي أي مسؤولية عن شرطتها، وبالتأكيد على أن تنسيقاً مسبقاً حول الزيارة تم بين الطرفين. الأمر الذي نقضته المصادر الفرنسية. وإذا صحت الرواية الفرنسية، فإن عدة أسئلة تطرح نفسها حول الأغراض التي دفعت تل أبيب لافتعال «حادث دبلوماسي» جديد مع فرنسا.

وليس سراً أن علاقات البلدين تجتاز مرحلة من الفتور، بل التباعد، بعد السجال الذي حصل بين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد دعوة الأول إلى وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل كوسيلة وحيدة لوقف الحرب، أو طلب الحكومة الفرنسية استبعاد الشركات الإسرائيلية من معرضين عسكريين في فرنسا، في يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واتهام ماكرون الجيش الإسرائيلي مداورة بارتكاب «مجازر» في غزة، أو تذكير نتنياهو بأن إسرائيل قامت بفضل قرار من الأمم المتحدة، وبالتالي عليه ألا ينسى دور المنظمة الدولية التي يرفض الانصياع لقراراتها.

ويأخذ ماكرون على نتنياهو طريقة تعامله مع المبادرة الفرنسية - الأميركية لوقف الحرب، التي قبلها رئيس الوزراء الإسرائيلي ثم انقلب عليها.

ورجّح مصدر سياسي فرنسي أن تكون إسرائيل بصدد «توجيه رسالة مزدوجة» إلى باريس: أولاً، التأكيد على سيادتها التامة على القدس، وعلى ما تشتمله، بما في ذلك الأماكن العائدة لفرنسا والمستفيدة من حمايتها. وثانياً، إفهامها أنها لا تحتاج إليها، بل إنها تعتبرها عائقاً دون تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية من الحرب المزدوجة (لبنان وغزة). والملفت أن ماكرون سعى لإصلاح ذات البين بينه وبين نتنياهو، وداوم على الاتصال به والإعلان عن تمسكه بأمن إسرائيل وبحقّها في الدفاع عن النفس. لكن محاولات الرئيس الفرنسي تظل، كما يبدو، دون نتيجة حتى اليوم.