تكهنات عن تغيير وزاري وشيك في حكومة إردوغان

بدأت بجدل متصاعد عن استقالة وزير الصحة بضغوط حزبية

تكهنات حول إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تغييراً «وشيكاً جداً» في حكومته (أ.ف.ب)
تكهنات حول إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تغييراً «وشيكاً جداً» في حكومته (أ.ف.ب)
TT

تكهنات عن تغيير وزاري وشيك في حكومة إردوغان

تكهنات حول إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تغييراً «وشيكاً جداً» في حكومته (أ.ف.ب)
تكهنات حول إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تغييراً «وشيكاً جداً» في حكومته (أ.ف.ب)

تصاعدت التكهنات في كواليس السياسة في أنقرة حول إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تغييراً «وشيكاً جداً» في حكومته، يشمل عدداً من الوزراء على خلفية النتائج الصادمة للانتخابات المحلية، التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، والتي خسرها حزب العدالة والتنمية الحاكم، في مواجهة حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة.

الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل خلال لقائهما الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

وبدأت التكهنات، بعدما كشف بعض التقارير عن تقديم وزير الصحة فخر الدين كوجا، استقالته بعد تعرّضه لانتقادات حادة من جانب بعض النواب، وضغوط خلال معسكر حزب العدالة والتنمية، الذي عُقد في ضاحية كيزلجا حمام بالعاصمة أنقرة، أخيراً، لتقييم نتائج الانتخابات المحلية.

وفجّر الصحافي المعارض إسماعيل سايماز، عبر موقع «خلق تي في»، الجمعة، ادعاءات عن طلب كوجا من إردوغان إعفاءه من منصبه بعد الانتقادات التي وجّهها إليه الرئيس خلال معسكر الحزب، بسبب ضعف التفتيش على المستشفيات الخاصة والحكومية ووفاة أحد رؤساء فروع الحزب، وهو في الوقت ذاته شقيق إحدى نائباته، بسبب الإهمال في أحد المستشفيات الخاصة.

ونقل سايماز عن كوجا، تلميحه له خلال مقابلة معه، إلى أنه طلب إعفاءه من منصبه، فقد قال رداً على سؤال عن هذا الأمر: «الحياة يمكن أن تكون في أي موقف، كما تعلمون، المهم هو خدمة الوطن والدولة في كل موقف». كما أجاب كوجا، رداً على سؤال عما إذا كان التقى الرئيس إردوغان قريباً، قائلاً: «نلتقي دائماً».

ونشرت قناة «خلق تي في» خبراً عن استقالة وزير الصحة، لكنها عادت وسحبت الخبر، وسط غياب أي تعليق من كوجا أو من الرئاسة أو حزب «العدالة والتنمية».

ونقلت وسائل إعلام أخرى عن مصادر في وزارة الصحة، أن كوجا أخلى مكتبه في الوزارة، وأن إعلان تعيين خلف له سيكون وشيكاً جداً.

وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا (إكس)

كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الاسم الذي سيخلف كوجا، قائلة إنه تم الاستقرار على تعيين نائب وزير الصحة شعيب بيرنجي وزيراً للصحة. وعلى أثر ذلك توسعت التكهنات بأن إردوغان سيُجري تغييراً واسعاً يشمل إلى جانب وزير الصحة، وزير التربية والتعليم يوسف تكين، ووزير العمل والضمان الاجتماعي وداد إيشك هان، ووزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير جوكتاي، الذين تزايدت الشكاوى بشأن عملهم. وأشارت تقارير إلى أن وزراء التجارة عمر بولاط، والزراعة إبراهيم يوماكلي، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي؛ ستشملهم عملية التغيير.

وأفادت تقارير إعلامية بأن هناك عدداً من الوزراء لن يطولهم التغيير؛ أهمهم: وزراء الخارجية هاكان فيدان، والداخلية على يرلي كايا، والعدل يلماظ تونش. وتسود توقعات بأنه سيجري إعلان التغيير الجديد على أقصى تقدير، الإثنين المقبل.


مقالات ذات صلة

تركيا: انطلاق محاكمة قتلة الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية»

شؤون إقليمية سنان أتيش الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية» القومية التركية فجر اغتياله جدلاً سياسياً حاداً واتهامات من جانب المعارضة (أرشيفية)

تركيا: انطلاق محاكمة قتلة الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية»

انطلقت في أنقرة الاثنين محاكمة 22 متهماً في قضية اغتيال الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية» (أولكو أوجاكلاري) القومية، سنان أتيش.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

قال إردوغان إنه لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع، في تعليق بعد إحراق منازل ومتاجر لسوريين في ولاية قيصري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة من مقطع متداول على موقع التواصل «إكس» يُظهر اشتعال النيران فى متاجر بقيصري وسط تركيا

على أثر واقعة «تحرش بطفلة»... مهاجمة متاجر وممتلكات سوريين في تركيا

ذكرت وسائل إعلام تركية أن مجموعات من الرجال استهدفت متاجر وممتلكات لسوريين في قيصري بوسط تركيا مساء الأحد بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
أوروبا صورة من موقع الانفجار (متداولة)

5 قتلى و57 مصاباً في انفجار بمطعم في غرب تركيا

لقي 5 أشخاص حتفهم وأصيب 57 آخرون نتيجة انفجار أسطوانة غاز طبيعي في أحد المطاعم في مدينة إزمير غرب تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
المشرق العربي 
إردوغان أكد أمس أنه لا يوجد سبب يمنع عودة العلاقات مع سوريا (الرئاسة التركية)

إردوغان يؤكد استعداده للتطبيع مع الأسد

أكَّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، استعداده للعمل على تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد إبداء الأسد انفتاحَه على أي مبادرات للتطبيع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران: روحاني وظريف يصفان الجولة الثانية بـ«الاستفتاء»

إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
TT

إيران: روحاني وظريف يصفان الجولة الثانية بـ«الاستفتاء»

إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف إن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة، «استفتاء» لتحديد مصير الإيرانيين.

وشدد روحاني في بيان على موقعه الرسمي على ضرورة المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، محذراً من أن «انتخاب حكومة متشددة سيدفع إيران نحو الحرب والعقوبات والفقر».

وانخفضت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات إلى 39.99 في المائة؛ ما يجعلها الأدنى في تاريخ الاستحقاقات الإيرانية.

وقال بعض المنتقدين للمؤسسة الحاكمة إن المشاركة بهذا الحجم «لا كبيرة للسلطات». وكانت السلطات تأمل أن يكون الإقبال كبيراً في ظل مواجهتها أزمة شرعية أجّجتها حالة من السخط العام؛ بسبب الأزمة الاقتصادية، وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية.

وقال روحاني إن الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي «حملت رسالة واضحة وصريحة لأولئك الذين يريدون أن يروا ويسمعوا»، لافتاً إلى عدم مشاركة أكثر من نصف الشعب الإيراني، معتبراً ذلك استمراراً للانخفاض الذي شهدته الاستحقاقات الانتخابية، منذ انتخابات الرئاسة لعام 2021ـ والتي فاز بها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي دون منافس حقيقي، في مشاركة بلغت أكثر بقليل من 48 في المائة.

وألقى روحاني باللوم على «هندسة الانتخابات»، ومن ينفذونها «دون أن يتحملوا المسؤولية أمام الشعب»، معتبراً الإحجام عن التصويت سببه «الاحتجاج على تأييد الأهلية التعسفي»، دون أن يذكر مجلس صيانة الدستور الذي يبتّ في أهلية المرشحين. وقال إن الذين شاركوا «قالوا لا لوسائل الإعلام التي تنشر الخوف واليأس... لقد استمع الملايين إلى الخطابات واختاروا الأفضل دون أن يهتموا بالتقارير المشوهة والادعاءات الباطلة».

وقال روحاني إن «مقاطعة الانتخابات تشبه الانتحار الجماعي الذي يعزز قوة الفصائل المتشددة»، مشدداً على أن «المقاطعة ليست حلاً، بل هي عامل لإضعاف وتفكيك قوة إيران»، متحدثاً عن منافسة في «السياسة الداخلية» بين من يدعون للمقاطعة ومن هم ضد المقاطعة. و«بين أولئك الذين يؤيدون التصويت لتغيير الوضع وأولئك الذين يدافعون عن عدم التصويت لتغيير الوضع؛ نية كلا الجانبين واحدة (التغيير)، لكن أحدهما يؤيد المشاركة في الانتخابات والآخر يدافع عن مقاطعتها».

يعبر راكبو الدراجات النارية أمام صندوق اقتراع رمزي في شارع وسط طهران (أ.ف.ب)

وقال روحاني: «إما نغرق جميعاً أو نصل جميعاً إلى الشاطئ». وأضاف: «إيران بيتنا المشترك ولا يمكننا أن نقول إننا لسنا مسؤولين أمام الفيضانات المدمرة».

من جهة «السياسة الخارجية»، قال روحاني أيضاً إن المنافسة بين مؤيدي المقاطعة ومعارضيها. وقال: لدينا مرشحان، أحدهما يعتبر المقاطعة في السياسة الخارجية والاقتصاد نعمة، والآخر يراها كارثة. أحدهما يعتبر قطع العلاقات مع العالم فرصة، والآخر يعتبره فقدان الفرص».

وتابع: «فن أحدهم هو بناء الجدران والحواجز حول إيران، وفن الآخر هو إزالة الجدران والحواجز بمساعدة أفضل الدبلوماسيين والخبراء. أحدهم هو الأب الروحي لقرارات مجلس الأمن الدولي ضد إيران، وقد حصل على سبعة قرارات ضد إيران خلال ثماني سنوات، والآخر بمساعدة الدبلوماسيين والخبراء أبطل هذه الألغام الدولية ضد إيران خلال ثماني سنوات».

في إشارة إلى جليلي، قال روحاني: «أحدهم يدعي الحرب والآخر يدافع عن السلام؛ ليس فقط الحرب الخارجية، بل الحرب الداخلية؛ عندما يعتبر الفتيات والنساء والشباب في إيران عمقاً استراتيجياً (...)، فإنه يسبب التوتر والتمرد في البلاد».

أما عن بزشكيان، فقد قال: «يرى أن العقوبات ليست نعمة، بل ألمٌ ومعاناة ويعمل لعلاجها». وأضاف: «يفكر بإلغاء العقوبات، وتحسين العلاقات، وتعزيز التجارة ونمو الصادرات، يؤمن بتبادل التكنولوجيا ويعتبر عرض النطاق الترددي للإنترنت الطريق الرئيسية للتنمية».

وأكد: «أمامنا جمعة مصيرية، في هذه الانتخابات ليس الأشخاص من يتعرضون لهذا الاستفتاء الوطني، إنما الانتخاب بين اتجاهين مختلفين، تماماً يحددان مسار البلاد ومكانة إيران في المجتمع الدولي».

لافتة للمرشح الرئاسي مسعود بزشكيان في شارع وسط طهران (رويترز)

وأضاف: «أحد التيارات يسعى للوحدة والانسجام في الداخل والتفاعل البنّاء في الخارج. يريد كل شيء لإيران ويرى كل الإيرانيين مشاركين في العزة والكرامة والثروة والصحة. لكن التيار المقابل لا يرى سوى مجموعته ولا يعرف سوى التضاد ولا يعرف شيئاً عن التفاوض والاتفاق المشرف ولا يتحمل مسؤولية معاناة الشعب والمعاناة الناتجة من العقوبات».

وختم: «أيها الشعب الإيراني العزيز! اليوم أمامكم خياران واضحان: المشاركة أو المقاطعة (الانتخابات)، والمقاطعة أو التفاعل مع العالم، واختيار بين التقدم الواقعي أو التراجع الناجم عن الأوهام، واختيار بين التفاعل المشرف أو الإهانة الدولية».

من جانبه، حذّر وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف الذي يساند بزشكيان في حملته، من تولي جليلي الرئاسة. وقال: «إذا أصبح رئيساً، سيكون من عرقل الأمور يتولاها عملياً، يريد أن يخفض نطاق الإنترنت، ويحجب كل شيء».

وقال: «من أجل إلغاء من يعرقل الأمور يجب التصويت لمن لا يتعاون معه». وفي سياق متصل، كتب ظريف على منصة «إكس» إن تصويت الجمعة المقبل «استفتاء لتحديد مصير المستقبل». وأضاف «خصوم بزشكيان قلقون من مشاركتكم، في هذا الاستفتاء التاريخي، لقد جاءوا بكل الأدوار السياسية والمالية والدعائية لاستمرار وتشديد الوضع الحالي». وقال: «فرصة الجمعة المقبل ليست كبيرة لهذا النهج الخطير».

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي في العامين الماضيين العديد من الدعوات لإجراء استفتاء حول السياسة الداخلية والخارجية، بما في ذلك من روحاني نفسه، الذي اقترح عرض نهجه في الانفتاح على الغرب للاستفتاء.