الجيش التركي ينفي إنشاء نقاط تفتيش في كردستان العراق

أنقرة أكدت استمرار مفاوضات العمليات المشتركة ضد «الكردستاني»

صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لجنود مشاركين في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق
صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لجنود مشاركين في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق
TT

الجيش التركي ينفي إنشاء نقاط تفتيش في كردستان العراق

صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لجنود مشاركين في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق
صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لجنود مشاركين في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق

نفت وزارة الدفاع التركية ما تردد بشأن قيام الجيش بإنشاء نقاط تفتيش في أحياء سكنية في شمال العراق، وأكدت استمرار العمل على إنشاء مركز عمليات مشتركة مع العراق لتنسيق العمليات ضد حزب العمال الكردستاني.

وقال مسؤول عسكري تركي مسؤول: «لا صحة للصور المتداولة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، التي تظهر جنوداً أتراكاً يقومون بإنشاء نقاط تفتيش في بعض المناطق السكنية في شمال العراق».

وأضاف المسؤول، لدى مشاركته في إفادة صحافية أسبوعية لمستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية زكي أكنورك، الخميس: «يشاع أن القوات المسلحة التركية تدخل المناطق السكنية التي يعيش فيها المدنيون وتقيم نقاط تفتيش هناك، هذه مسألة غير صحيحة».

وأضاف أن «نقاط التفتيش في المناطق السكنية والمناطق القريبة من منطقة عمليات القوات التركية أنشأتها السلطات المحلية في شمال العراق، وهناك تنسيق جيد مع الجانب العراقي بشأن هذه القضية».

تنسيق ضد «الكردستاني»

ورداً على سؤال بخصوص مستجدات إنشاء مركز عمليات مشتركة مع العراق، أكد المسؤول التركي أن الدراسات الفنية مستمرة، وأنه سيتم إنشاء مركز العمليات، وأن المفاوضات لتحديد التفاصيل الخاصة به مستمرة بشكل إيجابي.

وكانت أنقرة أعلنت أنه تم الاتفاق خلال اجتماع أمني رفيع المستوى، عقد في بغداد في مارس (آذار) الماضي بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن، على إنشاء مركز عمليات مشتركة لتنسيق العمليات ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وأن المفاوضات مستمرة على مستويات معينة.

وأعلن أيضاً أنه تم بحث الأمر خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد في 22 أبريل (نيسان) الماضي.

وفي مايو (أيار) الماضي، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا غيرت استراتيجيتها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وتتبنى مبدأ الذهاب إلى الإرهابيين وتدميرهم في أوكارهم.

وفيما يعد إشارة إلى التخلي عن خيار عملية عسكرية كبيرة عبر الحدود تم الحديث عنها بكثافة قبل زيارة إردوغان لبغداد، قال غولر: «لقد غيرنا مبادئنا في مكافحة الإرهاب، نحن نقاتل باستراتيجية تدمير الإرهابيين من مصدرهم».

وزير الدفاع التركي خلال تفقده أحد مراكز القيادة على الحدود العراقية الأسبوع الماضي (وزارة الدفاع التركية)

من جانبه، قال أكتورك، خلال إفادته الأسبوعية الخميس: «نحن نعمل على تطوير السيطرة على المنطقة التي حققناها حتى الآن من خلال عملية (المخلب - القفل)، المستمرة في شمال العراق منذ أبريل 2022، من خلال عمليات غير عادية وغير متوقعة بما يتماشى مع معطيات ومتطلبات الميدان».

وأضاف: «تواصل القوات التركية أنشطتها من أجل إعادة ضبط قدرة المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) على العمل والحركة، ونغلق القفل الأمني بشكل كامل في شمال العراق، بالتزامن مع اتخاذ إجراءات فعالة وديناميكية على الحدود».


مقالات ذات صلة

تصاعد التوتر الشعبي السوري ــ التركي

شؤون إقليمية 
إردوغان عد خطاب المعارضة «مسموماً» (الرئاسة التركية)

تصاعد التوتر الشعبي السوري ــ التركي

بينما عاد الهدوء إلى عدد من أحياء مدينة قيصري وسط تركيا بعد ليلة متوترة (الأحد)، شهدت إحراق أتراك غاضبين منزلاً ومحلات تجارية وتحطيم ممتلكات وسيارات لسوريين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية سنان أتيش الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية» القومية التركية فجر اغتياله جدلاً سياسياً حاداً واتهامات من جانب المعارضة (أرشيفية)

تركيا: انطلاق محاكمة قتلة الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية»

انطلقت في أنقرة الاثنين محاكمة 22 متهماً في قضية اغتيال الرئيس السابق لحركة «الذئاب الرمادية» (أولكو أوجاكلاري) القومية، سنان أتيش.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

إردوغان يُحمِّل المعارضة التركية المسؤولية عن كراهية السوريين والأجانب

قال إردوغان إنه لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع، في تعليق بعد إحراق منازل ومتاجر لسوريين في ولاية قيصري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة من مقطع متداول على موقع التواصل «إكس» يُظهر اشتعال النيران فى متاجر بقيصري وسط تركيا

على أثر واقعة «تحرش بطفلة»... مهاجمة متاجر وممتلكات سوريين في تركيا

ذكرت وسائل إعلام تركية أن مجموعات من الرجال استهدفت متاجر وممتلكات لسوريين في قيصري بوسط تركيا مساء الأحد بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
أوروبا صورة من موقع الانفجار (متداولة)

5 قتلى و57 مصاباً في انفجار بمطعم في غرب تركيا

لقي 5 أشخاص حتفهم وأصيب 57 آخرون نتيجة انفجار أسطوانة غاز طبيعي في أحد المطاعم في مدينة إزمير غرب تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )

إيران: روحاني وظريف يصفان الجولة الثانية بـ«الاستفتاء»

إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
TT

إيران: روحاني وظريف يصفان الجولة الثانية بـ«الاستفتاء»

إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)
إيرانية دون حجاب تمر أمام ملصق بزشكيان وُضع فوق جدارية في شارع وسط طهران (رويترز)

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف إن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة، «استفتاء» لتحديد مصير الإيرانيين.

وشدد روحاني في بيان على موقعه الرسمي على ضرورة المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، محذراً من أن «انتخاب حكومة متشددة سيدفع إيران نحو الحرب والعقوبات والفقر».

وانخفضت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات إلى 39.99 في المائة؛ ما يجعلها الأدنى في تاريخ الاستحقاقات الإيرانية.

وقال بعض المنتقدين للمؤسسة الحاكمة إن المشاركة بهذا الحجم «لا كبيرة للسلطات». وكانت السلطات تأمل أن يكون الإقبال كبيراً في ظل مواجهتها أزمة شرعية أجّجتها حالة من السخط العام؛ بسبب الأزمة الاقتصادية، وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية.

وقال روحاني إن الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي «حملت رسالة واضحة وصريحة لأولئك الذين يريدون أن يروا ويسمعوا»، لافتاً إلى عدم مشاركة أكثر من نصف الشعب الإيراني، معتبراً ذلك استمراراً للانخفاض الذي شهدته الاستحقاقات الانتخابية، منذ انتخابات الرئاسة لعام 2021ـ والتي فاز بها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي دون منافس حقيقي، في مشاركة بلغت أكثر بقليل من 48 في المائة.

وألقى روحاني باللوم على «هندسة الانتخابات»، ومن ينفذونها «دون أن يتحملوا المسؤولية أمام الشعب»، معتبراً الإحجام عن التصويت سببه «الاحتجاج على تأييد الأهلية التعسفي»، دون أن يذكر مجلس صيانة الدستور الذي يبتّ في أهلية المرشحين. وقال إن الذين شاركوا «قالوا لا لوسائل الإعلام التي تنشر الخوف واليأس... لقد استمع الملايين إلى الخطابات واختاروا الأفضل دون أن يهتموا بالتقارير المشوهة والادعاءات الباطلة».

وقال روحاني إن «مقاطعة الانتخابات تشبه الانتحار الجماعي الذي يعزز قوة الفصائل المتشددة»، مشدداً على أن «المقاطعة ليست حلاً، بل هي عامل لإضعاف وتفكيك قوة إيران»، متحدثاً عن منافسة في «السياسة الداخلية» بين من يدعون للمقاطعة ومن هم ضد المقاطعة. و«بين أولئك الذين يؤيدون التصويت لتغيير الوضع وأولئك الذين يدافعون عن عدم التصويت لتغيير الوضع؛ نية كلا الجانبين واحدة (التغيير)، لكن أحدهما يؤيد المشاركة في الانتخابات والآخر يدافع عن مقاطعتها».

يعبر راكبو الدراجات النارية أمام صندوق اقتراع رمزي في شارع وسط طهران (أ.ف.ب)

وقال روحاني: «إما نغرق جميعاً أو نصل جميعاً إلى الشاطئ». وأضاف: «إيران بيتنا المشترك ولا يمكننا أن نقول إننا لسنا مسؤولين أمام الفيضانات المدمرة».

من جهة «السياسة الخارجية»، قال روحاني أيضاً إن المنافسة بين مؤيدي المقاطعة ومعارضيها. وقال: لدينا مرشحان، أحدهما يعتبر المقاطعة في السياسة الخارجية والاقتصاد نعمة، والآخر يراها كارثة. أحدهما يعتبر قطع العلاقات مع العالم فرصة، والآخر يعتبره فقدان الفرص».

وتابع: «فن أحدهم هو بناء الجدران والحواجز حول إيران، وفن الآخر هو إزالة الجدران والحواجز بمساعدة أفضل الدبلوماسيين والخبراء. أحدهم هو الأب الروحي لقرارات مجلس الأمن الدولي ضد إيران، وقد حصل على سبعة قرارات ضد إيران خلال ثماني سنوات، والآخر بمساعدة الدبلوماسيين والخبراء أبطل هذه الألغام الدولية ضد إيران خلال ثماني سنوات».

في إشارة إلى جليلي، قال روحاني: «أحدهم يدعي الحرب والآخر يدافع عن السلام؛ ليس فقط الحرب الخارجية، بل الحرب الداخلية؛ عندما يعتبر الفتيات والنساء والشباب في إيران عمقاً استراتيجياً (...)، فإنه يسبب التوتر والتمرد في البلاد».

أما عن بزشكيان، فقد قال: «يرى أن العقوبات ليست نعمة، بل ألمٌ ومعاناة ويعمل لعلاجها». وأضاف: «يفكر بإلغاء العقوبات، وتحسين العلاقات، وتعزيز التجارة ونمو الصادرات، يؤمن بتبادل التكنولوجيا ويعتبر عرض النطاق الترددي للإنترنت الطريق الرئيسية للتنمية».

وأكد: «أمامنا جمعة مصيرية، في هذه الانتخابات ليس الأشخاص من يتعرضون لهذا الاستفتاء الوطني، إنما الانتخاب بين اتجاهين مختلفين، تماماً يحددان مسار البلاد ومكانة إيران في المجتمع الدولي».

لافتة للمرشح الرئاسي مسعود بزشكيان في شارع وسط طهران (رويترز)

وأضاف: «أحد التيارات يسعى للوحدة والانسجام في الداخل والتفاعل البنّاء في الخارج. يريد كل شيء لإيران ويرى كل الإيرانيين مشاركين في العزة والكرامة والثروة والصحة. لكن التيار المقابل لا يرى سوى مجموعته ولا يعرف سوى التضاد ولا يعرف شيئاً عن التفاوض والاتفاق المشرف ولا يتحمل مسؤولية معاناة الشعب والمعاناة الناتجة من العقوبات».

وختم: «أيها الشعب الإيراني العزيز! اليوم أمامكم خياران واضحان: المشاركة أو المقاطعة (الانتخابات)، والمقاطعة أو التفاعل مع العالم، واختيار بين التقدم الواقعي أو التراجع الناجم عن الأوهام، واختيار بين التفاعل المشرف أو الإهانة الدولية».

من جانبه، حذّر وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف الذي يساند بزشكيان في حملته، من تولي جليلي الرئاسة. وقال: «إذا أصبح رئيساً، سيكون من عرقل الأمور يتولاها عملياً، يريد أن يخفض نطاق الإنترنت، ويحجب كل شيء».

وقال: «من أجل إلغاء من يعرقل الأمور يجب التصويت لمن لا يتعاون معه». وفي سياق متصل، كتب ظريف على منصة «إكس» إن تصويت الجمعة المقبل «استفتاء لتحديد مصير المستقبل». وأضاف «خصوم بزشكيان قلقون من مشاركتكم، في هذا الاستفتاء التاريخي، لقد جاءوا بكل الأدوار السياسية والمالية والدعائية لاستمرار وتشديد الوضع الحالي». وقال: «فرصة الجمعة المقبل ليست كبيرة لهذا النهج الخطير».

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي في العامين الماضيين العديد من الدعوات لإجراء استفتاء حول السياسة الداخلية والخارجية، بما في ذلك من روحاني نفسه، الذي اقترح عرض نهجه في الانفتاح على الغرب للاستفتاء.