تقارير ترجح تنفيذ تركيا عملية عسكرية لمنع الانتخابات بمناطق «قسد»

المعارضة تطالب بكشف أبعاد تورط قادة عسكريين في تهريب سوريين عبر الحدود

المدفعية التركية استهدفت عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» حاولوا إطلاق نار على منطقة «درع الفرات» شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
المدفعية التركية استهدفت عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» حاولوا إطلاق نار على منطقة «درع الفرات» شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تقارير ترجح تنفيذ تركيا عملية عسكرية لمنع الانتخابات بمناطق «قسد»

المدفعية التركية استهدفت عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» حاولوا إطلاق نار على منطقة «درع الفرات» شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
المدفعية التركية استهدفت عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» حاولوا إطلاق نار على منطقة «درع الفرات» شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

رجّحت مصادر عسكرية تركية القيام بعملية عسكرية تستهدف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال الصيف الحالي؛ بهدف منع إجراء انتخابات محلية كانت مقررة الثلاثاء المقبل، وأجلتها «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا» إلى أغسطس (آب) المقبل.

في الوقت ذاته، تواصل المعارضة التركية ضغوطها للكشف عن ملابسات تورط أحد القادة العسكريين الأتراك في سوريا في تهريب سوريين عبر الحدود بسيارته الرسمية، وما إذا كان بين من تم تهريبهم منتمون إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، والتي تعدّها تركيا تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا.

عناصر من القوات التركية في منطقة «درع الفرات» شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

وقال الكاتب في صحيفة «حرييت»، القريب من دوائر الحكم في تركيا، عبد القادر سيلفي، إن تركيا ينتظرها صيف ساخن في سوريا هذا العام، ففي حال فشلت بالتنسيق مع اللاعبين الإقليميين في تأجيل الانتخابات في مناطق سيطرة «قسد» في أغسطس (آب)، فقد تكون مسألة العمل العسكري على جدول الأعمال.

وأكد سيلفي أن تركيا مستعدة لكلا الخيارين، مشيراً إلى أن «حزب (العمال الكردستاني) ينوي إجراء انتخابات محلية بدعم أميركي في أغسطس المقبل في المناطق السورية التي يسيطر عليها». ولفت إلى أن الولايات المتحدة عارضت إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في 11 يونيو (حزيران) الحالي، والتي أعلن عن تأجيلها إلى أغسطس، لكنها لم تقل إن الانتخابات «غير شرعية».

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في «الإدارة الذاتية» (الكردية) تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في 11 يونيو الحالي، لتُجرى في أغسطس المقبل، لاختيار رؤساء البلديات وأعضاء المجالس على مستوى 1792 مركزاً في 7 كانتونات تابعة لنفوذها في شمال وشمال شرقي سوريا.

جندي تركي خلف الخط الحدودي مع سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت المفوضية، في بيان، إن «التأجيل جاء استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، بموجب كتب رسمية منها، وحرصاً على تنفيذ العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي، وإن سبب التأجيل هو ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية، ولتأمين المدة اللازمة لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير الانتخابات»، ودعت 4 أحزاب وتحالفات إلى تأجيل الانتخابات.

تأجيل غير كاف

وقال سيلفي، في مقال الجمعة: «تم تأجيل الانتخابات التي خطط لها حزب (العمال الكردستاني) لإجرائها في سوريا في 11 يونيو مرة أخرى، بسبب الموقف التركي الحازم»، لكن الخطر لم يتم القضاء عليه بالكامل، وأعلن «التنظيم الإرهابي أن الانتخابات ستجرى في أغسطس»، وأضاف: «يجب إلغاء هذه الانتخابات المزعومة بشكل كامل؛ لأنه من غير المقبول لمنظمة إرهابية أن تختار الحصول على وضع مستقل لنفسها... اليوم حزب (العمال الكردستاني)، وغداً (داعش)، يعقدون انتخابات على أراضي الدولة السورية باستخدام الأسلوب نفسه، ويعلنون الحكم الذاتي، وبعد ذلك الشيء التالي الذي تعرفونه... إنشاء دولة إرهابية».

وانتقد سيلفي صمت دمشق وطهران وموسكو تجاه الإعلان عن الانتخابات في شمال سوريا، قائلاً: «تنظيم حزب (العمال الكردستاني) الإرهابي يعلن أنه سيجري انتخابات، ويعلن إدارة ذاتية في جزء من الأراضي السورية، لكن الدولة السورية لم تتكلم وكأن الانتخابات ستجرى في بلد آخر»، وأضاف: «والتزمت إيران الصمت، التي قالت إن الدفاع عن طهران يبدأ من دمشق، فقط تركيا اعترضت، لكن تركيا لديها ما يكفي، كان موقف تركيا الحازم كافياً لتأجيل الانتخابات للمرة الثانية، لكن ألا يُزعج إيران قيامُ إسرائيل ثانية في سوريا وإعلان دولة إرهابية بتوجيه من الولايات المتحدة؟ ألا يتعلق الأمر بروسيا؟ أليست سوريا تعاني من مثل هذه المشكلة؟ لسوء الحظ، لم يتمكن أي منهم من إجراء اختبار دقيق».

عناصر من فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا (أرشيفية - إكس)

في الوقت ذاته، أعاد حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، قضية تورط أحد القادة العسكريين الأتراك في شمال سوريا في تهريب سوريين عبر الحدود.

وأثار نائب الحزب عن مدينة تشناق قلعة، أوزغور جيلان، القضية خلال المناقشات الجارية في البرلمان حول تعديل قانون موظفي القوات المسلحة، مطالباً بالكشف عن صحة ما تردد من مزاعم بشأن وجود عناصر إرهابية تنتمي إلى «وجدات حماية الشعب الكردية - حزب العمال الكردستاني»، ضمن السوريين الذين تم تهريبهم بواسطة عميد تركي كان قائداً لإحدى الوحدات التي تتحكم في معابر على الحدود مع سوريا.

حشد من دبابات تركية بمواجهة مناطق سيطرة «قسد» في شمال سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

وأشار إلى أنه تم إحالة العميد وحارسه الشخصي وضابط صف ورقيب متخصص من اللواء 20 مدرع إلى التقاعد بعد انتشار فضيحة تهريبه سوريين إلى داخل تركيا في سيارته الرسمية، وتردد أن بعضهم من العناصر الإرهابية. وتساءل عن صحة هذه المزاعم وعن الإجراءات والاحتياطات التي تم اتخاذها من جانب قيادة القوات المسلحة التركية.

كانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، منذ أسبوعين، إحالة ضابط كبير من قادة العمليات في سوريا على التقاعد لتورطه مع آخرين في عملية تهريب للبشر، لافتة إلى أن مثل هذه الحوادث الفردية لا يجوز استخدامها لوضع الجيش التركي موضع الشك. وقالت الوزارة، في بيان، إنه «رداً على ما تردد حول حادثة قيام ضابط برتبة عميد كان مسؤولاً عن أحد المعابر الحدودية مع سوريا بتهريب سوريين إلى تركيا في سيارته الرسمية، فقد تمت إحالته إلى التقاعد، وأحيلت الواقعة إلى النيابة العامة وتم إجراء تحقيقات قضائية وإدارية». وتفجرت القضية من خلال معلومات نشرها الصحافي باريش تورك أوغلو، حول تورط جنرالات بالجيش في تهريب سوريين عبر الحدود في سياراتهم الرسمية، مستغلين مواقعهم الوظيفية من أجل التربح، وتم فتح تحقيق ضده بسبب نشر هذه المعلومات.


مقالات ذات صلة

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

شؤون إقليمية وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

استبعد وزير الدفاع التركي يشار غولر شن عملية عسكرية تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا سبق أن لوح بها الرئيس رجب طيب إردوغان مراراً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قصف تركي على مواقع لـ«قسد» شمال شرقي سوريا (أرشيفية - إكس)

«المرصد السوري»: 11 قتيلاً في هجوم شنته «قسد» على مقاتلين موالين لأنقرة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصاً، بينهم مدنيون، قتلوا الاثنين في هجمات شنتها قوة يقودها الأكراد على مواقع مقاتلين مدعومين من تركيا شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

وزير الدفاع الإسرائيلي يوافق على استمرار العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز-أرشيفية)
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز-أرشيفية)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي يوافق على استمرار العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز-أرشيفية)
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز-أرشيفية)

قال متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الثلاثاء)، إن الوزير وافق على استمرار العمليات العسكرية الهجومية على الجبهة الشمالية، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.