تركيا: الشرطة تصطدم بالمعلمين... والمتقاعدون يطالبون بزيادة رواتبهم

تجمعات حاشدة ومسيرات لتحسين أوضاعهم بدعمٍ من زعيم المعارضة

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال التجمع الكبير للمتقاعدين في أنقرة الأحد (من حسابه على إكس)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال التجمع الكبير للمتقاعدين في أنقرة الأحد (من حسابه على إكس)
TT

تركيا: الشرطة تصطدم بالمعلمين... والمتقاعدون يطالبون بزيادة رواتبهم

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال التجمع الكبير للمتقاعدين في أنقرة الأحد (من حسابه على إكس)
زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال التجمع الكبير للمتقاعدين في أنقرة الأحد (من حسابه على إكس)

منعت الشرطة التركية آلاف المعلمين من تنظيم مسيرة من أمام مقر وزارة التربية والتعليم إلى مبنى البرلمان في أنقرة، للتعبير عن مطالبهم بزيادة الأجور، في الوقت الذي نظم فيه «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، تجمعاً حاشداً للمتقاعدين للمطالبة بتحسين أوضاعهم.

ونظّم «اتحاد معلّمي القطاع الخاص» في تركيا، الأحد، مسيرةً إلى وزارة التربية والتعليم (الأحد) للمطالبة بحقوقهم في التعيين، وفي تنفيذ الوعود بزيادة أجورهم عن الحد الأدنى للأجور. واتهم المعلمون الحكومة بالخضوع لضغوط أصحاب المدارس الخاصة، مطالبين باستقالة وزير التعليم يوسف تكين.

تدخل «عنيف»

تدخلّت قوات مكافحة الشغب، بعنفٍ، ضد المعلمين المشاركين في المسيرة التي تحرّكت أولاً إلى وزارة التعليم، وذلك عندما أرادوا السير إلى مبنى البرلمان لعرض مطالبهم، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوفهم بعدما أطلق أحد الضباط النار في الهواء من سلاحه.

وتعهد الأمين العام لاتحاد المعلمين، حسين أكصوي، رداً على تدخل الشرطة العنيف، بمواصلة «هذا النضال»، متهماً الحكومة بالوقوف إلى جانب أصحاب المدارس، ومشيراً إلى أن وزير التعليم يوسف تكين كان قد وعد بزيادة الراتب الأجر الأساسي عن الحد الأدنى اعتباراً من أبريل (نيسان) الماضي.

ودعا أكصوي «حزب الشعب الجمهوري»، وجميع الأحزاب الأخرى، إلى اتخاذ الموقف الصحيح عندما يصل قانون مهنة التدريس إلى لجنة التعليم بالبرلمان.

وكان «حزب الشعب الجمهوري»، نظم «تجمع المعلمين الكبير في ميدان ساراتشهانه في إسطنبول، بمشاركة رئيس الحزب أوزغور أوزيل، دعماً لمطالب المعلمين وللضغط على الحكومة لتنفيذ تعهداتها بتعيين مليون معلم».

تجمع المتقاعدين

وبينما كانت مسيرة المعلمين تحاول الوصول إلى البرلمان، نظم «حزب الشعب الجمهوري»، «تجمع المتقاعدين الكبير» في ميدان تان دوغان في العاصمة أنقرة شارك فيه آلاف المتقاعدين من جميع ولايات تركيا.

وطالب أوزيل، في كلمة خلال التجمع بتحسين أوضاع 16 مليون متقاعد، لا يحصلون حتى على الحد الأدنى للأجور (17 ألف ليرة)، حيث يبلغ المعاش 10 آلاف ليرة، قائلاً إن «10 آلاف ليرة هي الأغنية الأكثر حزناً التي تغنيها أكبر جوقة في العالم». وانتقد صمت الحكومة تجاه صرخات المتقاعدين الجائعين «الذين لا يستطيعون العيش برواتبهم لأسبوع واحد».

من جانبه، قال رئيس «اتحاد المتقاعدين» زينل عابدين ارغين إن الحكومة في وضع يسمح لها بإجبار مواطن يبلغ من العمر 84 عاماً على البحث عن عمل، لمتقاعدين جائعين، ولا يستطيعون العيش بهذه الرواتب، الديمقراطية ليست مجرد انتخابات الديمقراطية هي أسلوب حياة، وسوف نعلمهم هذا الدرس في السنوات الأربع المقبلة حتى موعد الانتخابات في 2028. ورفع المتقاعدون شعارات تطالب بالحياة الكريمة، ورفع رواتبهم إلى الحد الذي يكفل لهم حياة كريمة.



ماذا بعد الحكم بتجنيد طلاب «الحريديم» في إسرائيل؟

يهود من «الحريديم» يصطفون لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل يوم 28 مارس 2024 (رويترز)
يهود من «الحريديم» يصطفون لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل يوم 28 مارس 2024 (رويترز)
TT

ماذا بعد الحكم بتجنيد طلاب «الحريديم» في إسرائيل؟

يهود من «الحريديم» يصطفون لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل يوم 28 مارس 2024 (رويترز)
يهود من «الحريديم» يصطفون لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل يوم 28 مارس 2024 (رويترز)

قضت المحكمة العليا في إسرائيل بأنه يتعين على الحكومة بدء تجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتزمتين دينياً (الحريديم) في الجيش، في قرار ينهي إعفاء هذه الفئة منذ مدة طويلة من الخدمة العسكرية، ومن المرجح أن يقوض ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ومع وجود فرصة أمام نتنياهو للسعي إلى التوصل لحل وسط يحافظ على تماسك الائتلاف الحاكم، قال النائب العام الإسرائيلي إنه يتعين البدء على الفور في تجنيد نحو 3 آلاف من طلاب المعاهد الدينية المتزمتين دينياً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وصار الإعفاء، المعمول به منذ عقود والذي أعفى على مر السنين عدداً كبيراً من الأشخاص، نقطة شائكة بشدة في إسرائيل مع انخراط الجيش في الحرب بقطاع غزة وازدياد حدة الصراع على الحدود مع لبنان.

* ماذا يحدث الآن؟

يستعد اليهود المتزمتون دينياً لاحتجاج في القدس الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش اليوم الأربعاء، للتعبير عن غضبهم إزاء الحكم الذي يشمل أيضاً قطع التمويل الحكومي عن المعاهد التي لا يمتثل طلابها للتجنيد.

ويعول نتنياهو في تماسك حكومته على دعم اثنين من الأحزاب المتزمتة دينياً. وتحاول الحكومة بالفعل صياغة قانون يتوافق مع قرار المحكمة العليا دون إثارة غضب شركائه في الائتلاف.

ولا يزال مشروع القانون قيد المناقشة في الكنيست، ومن الممكن أن يقضي بتجنيد تدريجي لعدد مُزداد من «الحريديم» في الجيش.

ويمكن للحكومة أن تروج لهذا القانون حال موافقة الكنيست عليه في دليل على أنها تنفذ حكم المحكمة مع توفير تعديلات قانونية من شأنها تخفيف التأثير على طلاب المعاهد الدينية من «الحريديم».

ولكن إذا تعثر مشروع القانون ولم يبق سوى الحكم القضائي، فقد يضع ضغوطاً إضافية على ائتلاف نتنياهو، مما قد يدفع بإسرائيل نحو إجراء انتخابات جديدة.

* ماذا يكمن وراء الخلاف؟

يعود إعفاء «الحريديم» إلى الأيام الأولى بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 1948 حينما أعفى الاشتراكي ديفيد بن غوريون، الذي كان أول رئيس للوزراء، نحو 400 طالب من الخدمة العسكرية ليتسنى لهم تكريس أنفسهم للدراسة الدينية. وكان بن غوريون يأمل من خلال ذلك في حماية المعرفة والتقاليد اليهودية بعد أن كادت تُمحى خلال المحرقة النازية (الهولوكوست).

ومنذ ذلك الحين، صارت الإعفاءات مصدر إزعاج كبيراً مع توسع الطائفة سريعة النمو لتشكل أكثر من 13 في المائة من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن ترتفع إلى نحو ثلث السكان في غضون 40 عاماً بسبب ارتفاع معدل المواليد بينهم.

وترتكز معارضة «الحريديم» للانضمام إلى الجيش على إحساسهم القوي بالهوية الدينية، وهو شعور يخشى كثير من الأسر أن يضعف بفعل الخدمة في الجيش.

ويؤدي بعض رجال «الحريديم» الخدمة العسكرية، لكن معظمهم لا يؤدونها، وهو شيء يشعر كثير من العلمانيين الإسرائيليين بأنه يفاقم الانقسامات الاجتماعية.

ولا يعمل كثير من رجال «الحريديم» لكسب المال؛ بل يعيشون على التبرعات والمعونات الحكومية وعلى أجور زوجاتهم اللائي تعمل كثيرات منهن بأجور زهيدة غالباً. ويعيش اليهود «الحريديم» في الغالب داخل أحياء معظم سكانها من المتدينين ويكرسون حياتهم لدراسة الدين.

وبالنسبة إلى العلمانيين الإسرائيليين الملزمين بالخدمة في الجيش والذين تسهم ضرائبهم في دعم «الحريديم»، فإن الإعفاءات تثير لديهم شعوراً بالاستياء منذ مدة طويلة. وازداد هذا الاستياء منذ اندلاع الحرب في غزة.

وينظر كثير من الإسرائيليين إلى الحرب على حركة «حماس» على أنها معركة وجودية من أجل مستقبل الدولة. وانضم نحو 300 ألف من قوات الاحتياط إلى القتال.

وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود تأييد شعبي واسع للغاية لإلغاء إعفاء «الحريديم» من التجنيد.

* ما المخاطر بالنسبة إلى نتنياهو؟

بالنسبة إلى نتنياهو، فالمخاطر كبيرة. فمع أن الرأي العام يبدو مؤيداً لإلغاء الإعفاء، فإن حكومته تضم حزبين دينيين يمكن أن يؤدي انسحابهما من الائتلاف إلى إجراء انتخابات جديدة تشير استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو سيخسرها.

وفي السابق، تعهد الحزبان المتزمتان دينياً؛ حزب «يهودية التوراة المتحدة» وحزب «شاس»، بالتصدي لأي محاولات لإلغاء الإعفاء.

وأظهر البعض داخل حزب «الليكود»؛ الذي يتزعمه نتنياهو، عدم الارتياح أو المعارضة للإعفاء؛ منهم وزير الدفاع يوآف غالانت، وهو جنرال سابق وعضو بارز في حزب «الليكود».