إيران... استدعاء صحافيين حذروا من حرب مباشرة مع إسرائيل

فصيل رفسنجاني يخشى خلافات داخلية

إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران... استدعاء صحافيين حذروا من حرب مباشرة مع إسرائيل

إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)

تباينت ردود الأفعال في إيران بشأن الرد الإسرائيلي المضاد على هجوم «الحرس الثوري». واستدعى القضاء الإيراني صحافيين ومحللين حذروا خلال الأيام الأخيرة من انزلاق التوتر بين طهران وتل أبيب، إلى أول حرب مباشرة، بعد عقود من العداء وحرب الظل.

وقالت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني إن «الهجوم على أهم قاعدة جوية لإسرائيل في شمال منشأة ديمونة النووية، وتدميرها تعني أن إيران لديها القدرة على تخريب جميع القدرات الاستخباراتية والعملياتية للكيان الصهيوني».

وحذر حزب «كاركزاران»، فصيل الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، من الخلافات وتضرر الوحدة الوطنية في إيران، معلناً دعمه للهجوم الإيراني. ومع ذلك، قال الحزب عبر صحيفته «سازندكي» إن «الرد الإيراني على الكيان المحتل كان دفاعاً مشروعاً، لكنه يجب أن نمنع الحرب عبر الدفاع».

وتحت عنوان «استراتيجية الرد»، كتبت الصحيفة أن «هدف نتنياهو توسيع حرب غزة إلى المنطقة، ومنع سقوط حكومته». وقالت: «كانت مواجهة الكيان الصهيوني سبب الوحدة الوطنية، يجب ألا يتحول إلى موضوع خلافات الذي هو مطلب إسرائيلي».

واتهمت الصحيفة أطراف المعارضة الإيرانية بالسعي لـ«جر الأعداء إلى التطورات الداخلية في البلاد». وقالت: «تواجه إيران معارضة غير وطنية تريد أن تستغل الاحتجاجات المستقلة للشعب الإيراني، وتستدرج الأجانب للبلاد».

على خلاف هذه الصحيفة، حذرت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية من نتائج عكسية لاستدعاء كُتاب ومحللين كتبوا عن التوتر مع إسرائيل. وقالت: «خلال الأيام الأخيرة جرى تجريم الناشطين السياسيين والإعلاميين بذريعة نشر بعض النصوص، بدعوى أنها سببت إرباكاً للأمن النفسي للمجتمع والجو الاقتصادي». وأضافت أن «هذا الإجراء ضد الوجوه السياسية والإعلامية يأتي في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، والذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التعاطف والوحدة، يثير تساؤلات».

إيرانيون يسيرون في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)

واستدعت السلطات الكاتب عباس عبدي الذي كتب في صحيفة «اعتماد» الاصلاحية مقالاً تحت عنوان «خطورة الرد وعدم الرد». كما جرى تجريم مخرج الأفلام السينمائية حسين دهباشي بسبب منشورات على منصة «إكس»، وصف فيها سيناريو الحرب بـ«المرعب».

كما جرى استدعاء الصحافي الاستقصائي ياشار سلطاني، الذي سلط الضوء على تدهور العملة الإيرانية. وخطف سلطاني خلال الشهرين الماضيين الأضواء في بلاده بعدما نشر وثائق تظهر استيلاء كاظم إمام «جمعة طهران» المؤقت وممثل خامنئي على أراض حكومية.

وأشارت صحيفة «هم ميهن» إلى ملاحقة قضائية ضد صحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية بسبب تقاريرها عن العملة مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

وأعلن الكاتب والمحلل الاستراتيجي، أحمد زيد آبادي، الاثنين، فجأةً، توفقه عن نشر التحليلات السياسية عبر حساباته على شبكات التواصل حتى إشعار آخر. وكانت كتابات زيد آبادي الأخيرة تتمحور حول التوتر الإسرائيلي-الإيراني. وانتقد في كتاباته الأخيرة عدم مصارحة الإيرانيين عن خطط الرد الإيراني.

ولم تعرف أسباب توقف زيد آبادي الذي اعتقل سابقاً ونُفي من طهران خلال الحملة التي شنتها السلطات ضد الصحافيين في أعقاب «الثورة الخضراء» ضد نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

وثيقة سرية تكشف عن تحرش قوات الأمن الإيرانية بمتظاهرة مراهقة وقتلها

شؤون إقليمية الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)

وثيقة سرية تكشف عن تحرش قوات الأمن الإيرانية بمتظاهرة مراهقة وقتلها

أظهرت وثيقة مسربة تعرض المراهقة الإيرانية الشهيرة نيكا شاكرمي (16 عاماً) للاعتداء الجنسي والقتل على يد ثلاثة من قوات الأمن الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية طائرات «لوفتهانزا» (رويترز)

«لوفتهانزا» تمدد إلغاء رحلاتها لطهران بسبب المخاوف الأمنية حتى 9 مايو

قالت شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» اليوم الاثنين إنها ستمدد إلغاء الرحلات الجوية إلى العاصمة الإيرانية طهران بسبب المخاوف الأمنية حتى التاسع من مايو (أيار)

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية كنعاني يتحدث خلال لقاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولي وسائل الإعلام وفي الصورة حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» وممثل المرشد الإيراني (الخارجية الإيرانية)

تحذير إيراني لأوروبا من تصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

حذرت الخارجية الإيرانية من أي خطوة أوروبية لتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب بوصفه «قوة رسمية» وأبدت عزمها توثيق العلاقة مع روسيا لمواجهة أميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن – طهران)
المشرق العربي 
لوحة إعلانية في طريق بدمشق تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي مايو الماضي (غيتي)

طهران تضغط لاسترداد ديونها من دمشق عبر استثمارات

أكدت مصادر متابعة في دمشق أن طهران تضغط على الحكومة السورية لتنفيذ الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين؛ ومنها استرداد ديونها البالغة 50 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية صورة نشرها ناشطون من وقفة تضامنية مع توماج صالحي في ساحة الباستيل بباريس اليوم

إدانة مغنٍ بالإعدام تعيد الاحتجاجات الإيرانية للواجهة

عاد شبح الاحتجاجات الشعبية إلى إيران، بعد إصدار حكم ثانٍ بالإعدام بحق مغني الراب توماج صالحي منذ اعتقاله على خلفية الحراك الذي هزّ البلاد في 2022.

«الشرق الأوسط» (لندن - باريس)

الشرطة الإسرائيلية تقتل مواطناً تركياً طعن شرطياً في القدس

عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمكان حادث الطعن في القدس (رويترز)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمكان حادث الطعن في القدس (رويترز)
TT

الشرطة الإسرائيلية تقتل مواطناً تركياً طعن شرطياً في القدس

عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمكان حادث الطعن في القدس (رويترز)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية بمكان حادث الطعن في القدس (رويترز)

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان اليوم الثلاثاء، أن مواطنا تركياً طعن شرطياً إسرائيلياً في القدس قبل أن تطلق قوات إسرائيلية النار عليه فترديه قتيلاً.

ونقلت قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية عن متحدث باسم الشرطة قوله: «ورد بعد ظهر اليوم عن طعن شرطي في البلدة القديمة بالقدس، ما استتبع استنفار القوات، وتم تحييد المشتبه به في عملية الطعن بإطلاق النار من قبل رجال الشرطة على الفور».

وأضاف أنه أصيب في الهجوم ضابط شرطة تم نقله سريعاً لتلقي العلاج الطبي.


وثيقة سرية تكشف عن تحرش قوات الأمن الإيرانية بمتظاهرة مراهقة وقتلها

الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
TT

وثيقة سرية تكشف عن تحرش قوات الأمن الإيرانية بمتظاهرة مراهقة وقتلها

الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)

أظهرت وثيقة مسربة تعرض المراهقة الإيرانية الشهيرة نيكا شاكرمي (16 عاماً) للاعتداء الجنسي والقتل على يد ثلاثة من قوات الأمن الإيرانية، عقب مشاركتها في أحد الاحتجاجات المناهضة للنظام في عام 2022.

وتوفيت شاكرمي في سبتمبر (أيلول) 2022 في ظروف غامضة عقب مشاركتها في احتجاج وقفت خلاله على صناديق القمامة المقلوبة وهي تلوح بحجابها الذي خلعته تحدياً للسلطات، وسط هتافات «الموت للديكتاتور»؛ في إشارة إلى المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

وزعمت السلطات الإيرانية أن الفتاة انتحرت، وهو الأمر الذي رفضه معارفها وعائلتها، مشيرين إلى أنها «قُتلت على يد قوات الأمن».

وحصلت شبكة «بي بي سي» على وثيقة مسربة تحمل علامة «سري للغاية»، وتتضمن تفاصيل تحقيق أجراه «الحرس الثوري» الإيراني لمناقشة قضية شاكرمي.

وتضمنت الوثيقة أسماء قتلة المراهقة الإيرانية وكبار القادة الذين حاولوا إخفاء الحقيقة.

كما تضمنت تفاصيل مزعجة للتحرش والضرب الذي تعرضت له الفتاة بعد القبض عليها وتقييدها والزج بها في الجزء الخلفي من شاحنة سرية، حيث قام أحد رجال الأمن بالتحرش بها، الأمر الذي دفعها لركله وسبه ليضربها الرجل بالهراوة.

وحدات أمنية سرية

أكدت الوثيقة أن هناك عدة وحدات أمنية سرية كانت تراقب المظاهرات في ذلك الوقت، وأن إحدى هذه الوحدات اشتبهت في أن المراهقة «تتولى قيادة واحدة من تلك المظاهرات، بسبب سلوكها غير التقليدي وإجرائها مكالمات متكررة بهاتفها الجوال».

وقد أرسلت الوحدة أحد عناصرها إلى المظاهرة، ليتأكد بالفعل أن شاكرمي كانت تقودها، ويستدعي فريقه لإلقاء القبض عليها، إلا أنها نجحت في الهروب منهم في البداية.

وكانت عائلة الفتاة قد قالت في وقت سابق لـ«بي بي سي» إن شاكرمي اتصلت بصديقة لها في تلك الليلة لتخبرها بأن قوات الأمن تطاردها.

القبض على شاكرمي

مرت ساعة تقريباً على هروب شاكرمي قبل أن يتم رصدها مرة أخرى، كما تقول الوثيقة، ليتم القبض عليها وتقييدها ووضعها في المقصورة الخلفية لشاحنة تبريد لا تحمل أي علامات، مع ثلاثة أعضاء الوحدة هم: أراش كالهور، وصادق منغازي، وبهروز صادقي.

وكان قائد فريقهم مرتضى جليل يجلس بجوار السائق.

وتقول الوثيقة إن المجموعة حاولت بعد ذلك العثور على مكان لإخفاء الفتاة.

وقد حاولوا تسليمها لمعسكر مؤقت للشرطة في مكان قريب لكن تم رفضهم لأنه كان مكتظاً.

لذلك واصلوا طريقهم إلى مركز احتجاز، على بعد 35 دقيقة بالسيارة، حيث وافق قائده في البداية على شاكرمي، ولكن بعد ذلك غير رأيه «لأن الفتاة كانت تصرخ وتسب القوات بشكل مستمر»، حسب قوله.

وأضاف: «في ذلك الوقت، كانت هناك 14 معتقلة أخرى في المركز، وكان تصوري أنها تستطيع إثارة الآخرين. كنت قلقاً من أنها قد تسبب أعمال شغب».

واتصل مرتضى جليل بمقر «الحرس الثوري» الإيراني للحصول على المشورة، حسبما ذكرت الوثيقة، وقد طُلب منه التوجه إلى سجن إيفين سيئ السمعة في طهران.

تحرش وضرب

وفي الطريق، قال جليل إنه بدأ يسمع أصوات ضرب واصطدام خلفه قادمة من المقصورة الخلفية المظلمة للشاحنة.

وقال بهروز صادقي في شهادته الواردة بالوثيقة، إنه بمجرد إعادتها إلى الشاحنة بعد أن رفضها مركز الاحتجاز، بدأت الفتاة الإيرانية في الشتائم والصراخ.

وأضاف: «كمّم أراش كالهور فمها بجواربه لكنها بدأت تكافح. ثم وضعها صادق منغازي على الثلاجة وجلس عليها. وعندها هدأ الوضع قليلاً. لكن بعد دقائق قليلة بدأت الفتاة تصرخ وتطلق الشتائم بصوت مرتفع. لم أكن أعرف ماذا حدث، لم أتمكن من رؤية أي شيء».

إلا أن كالهور قدم المزيد من التفاصيل المروعة، حيث قال إنه أشعل مصباح هاتفه لفترة وجيزة ورأى «منغازي يضع يده داخل بنطالها».

وقال كالهور إنهم بعد ذلك فقدوا السيطرة على الوضع، حيث «انفعلت شاكرمي وركلت منغازي ليضربها بالهراوة».

ونفى منغازي وضع يده في بنطالها، لكنه قال إنه لا يستطيع أن ينكر أنه «لمس جسمها أثناء جلوسه عليها»، مضيفاً: «لقد استفزها هذا الأمر لتركلني في وجهي بقوة. لذلك كان علي أن أدافع عن نفسي وأضربها بالعصا».

جثة هامدة

وبعد سماع أصوات ضرب واضطراب في المقصورة الخلفية، أمر جليل السائق بالتوقف، وفتح الباب الخلفي للشاحنة ليجد شاكرمي جثة هامدة.

وقال جليل إنه قام بتنظيف وجهها ورأسها من الدم.

وهذا يعكس الحالة التي تقول والدة شاكرمي إنها عثرت فيها على ابنتها في المشرحة، وشهادة وفاة الفتاة التي حصلت عليها «بي بي سي» في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، التي تنص على أنها قُتلت بسبب «إصابات متعددة ناجمة عن ضربات بجسم صلب».

واعترف جليل بأنه لم يحاول معرفة ما حدث. وقال في الوثيقة: «كنت أفكر فقط في كيفية نقلها ولم أطرح أي أسئلة على أي شخص. سألت فقط: هل تتنفس؟»، ليجيبني صادقي بقوله: «لا، لقد ماتت».

ومع وقوع جريمة قتل على يديه، اتصل جليل بالمقر الرئيسي لـ«الحرس الثوري» الإيراني مرة أخرى، وتحدث إلى ضابط يُدعى «نعيم».

وقال نعيم (16 عاماً) في شهادته بالوثيقة: «كان لدينا بالفعل وفيات في مراكزنا، ولم أرغب في أن يرتفع العدد إلى 20، فإحضارها إلى القاعدة لم يكن ليحل أي مشاكل».

ولذلك، قال نعيم لجليل بأن «يلقيها في الشارع» ببساطة. وقال جليل إنهم تركوا جثة شاكرمي في شارع هادئ أسفل طريق يادغار إمام السريعة في طهران.

ويخلص التقرير إلى أن الاعتداء الجنسي تسبب في الشجار في المقصورة الخلفية للشاحنة، وأن ضربات الوحدة الأمنية السرية تسببت في وفاة شاكرمي.


«التأهب الدائم أو الموت»... سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً شاملة مع «حزب الله»

سلك شائك يقع بالقرب من منزل مهجور وسط الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
سلك شائك يقع بالقرب من منزل مهجور وسط الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
TT

«التأهب الدائم أو الموت»... سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً شاملة مع «حزب الله»

سلك شائك يقع بالقرب من منزل مهجور وسط الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
سلك شائك يقع بالقرب من منزل مهجور وسط الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)

كان إيلي هاريل جندياً إسرائيلياً في أوائل العقد الرابع من عمره عندما أُرسل إلى لبنان في عام 2006 للمشاركة في القتال ضد مسلحي «حزب الله»، في حرب دامية استمرت شهراً كانت غير حاسمة إلى حد كبير، بحسب «رويترز».

والآن، يستعد هاريل (50 عاماً) للانضمام مرة أخرى إلى الجيش لقتال «حزب الله» نفسه إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع أقوى حليف إقليمي لإيران. وقال إن القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال. وقال لـ«رويترز»: «توجد أفخاخ في كل مكان... يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائماً وإلا سيموت».

ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، والتي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لأسلحة «حزب الله» الوصول إليه. وحث رئيس بلدية حيفا السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة.

وتتبادل إسرائيل و«حزب الله» الضربات يومياً عبر الحدود على مدى الأشهر الستة الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار تزايد نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

وكوّن «حزب الله» ترسانة مهولة من الأسلحة منذ عام 2006.

ومثل حركة «حماس» التي تخوض قتالاً مع إسرائيل في غزة، يمتلك «حزب الله» شبكة من الأنفاق لنقل المقاتلين والأسلحة. ويتدرب مقاتلوه منذ أكثر من عقد مع قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

واقتصرت هجمات «حزب الله» حتى الآن على قطاع في شمال إسرائيل، في محاولة لتشتيت القوات الإسرائيلية بعيداً عن غزة. وقالت إسرائيل إنها مستعدة لإبعاد «حزب الله» عن الحدود لكن لم توضح السبيل لتحقيق ذلك.

«منفيون في بلدهم»

اضطر نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة، ولا يمكنهم العودة بأمان، مما أدى إلى تصاعد الدعوات داخل إسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد «حزب الله». وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفاً في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية.

وقال إيال حولاتا المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي إن إسرائيل يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة «حزب الله» بشكل فعال لتقليص الضربات، أو خوض حرب شاملة.

وأضاف: «لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين. وهو ما فشلنا فيه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)»، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته «حماس» على جنوب إسرائيل وأشعل فتيل أحدث حرب في قطاع غزة.

ولم يرد «حزب الله» على طلب للتعليق. وقال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في فبراير (شباط) إن سكان شمال إسرائيل «لن يعودوا» إلى منازلهم.

وقال الجيش الإسرائيلي هذا الشهر إنه أكمل خطوة أخرى في التجهيز لحرب محتملة مع «حزب الله» تركزت على الأمور اللوجيستية منها الاستعدادات «لتعبئة واسعة النطاق» لجنود الاحتياط.

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

ومن المحتمل أن يؤدي الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» إلى دمار هائل في كلا البلدين. وفي حرب 2006 قتل 1200 شخص في لبنان و158 في إسرائيل.

ومنذ أكتوبر، قُتل أكثر من 300 شخص في القتال في المنطقة الحدودية معظمهم من مقاتلي «حزب الله».

وإذا اندلعت حرب، فمن المحتمل أن تقصف إسرائيل أهدافاً في جنوب لبنان قبل أن يحاول جنودها التقدم لمسافة 10 كيلومترات على الأقل عبر الحدود. ومن المرجح أن يستخدم «حزب الله» ترسانته المقدرة بأكثر من 150 ألف صاروخ لاستهداف مدن إسرائيلية. وفي حرب 2006 أطلقت الجماعة نحو أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل.

أضرار «هائلة» محتملة

وقال أساف أوريون وهو بريجادير إسرائيلي متقاعد لـ«رويترز» إن هناك احتمالاً متزايداً لاندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله» إما بسبب تصعيد غير مخطط له في الاشتباكات، أو بسبب نفاد صبر إسرائيل مع عدم قدرة مواطنيها على العودة إلى ديارهم.

وأضاف أوريون أن شدة القصف في أي حرب يمكن أن تكون أكبر بعشرة أمثال مما يحدث في غزة.

وأوضح أن «الأضرار ستكون هائلة... سيبدو القتال في غزة وكأنه لا شيء مقارنة بهذا المستوى من القتال».

وفي عام 2006، جرى استهداف مدينة حيفا الساحلية التي يمكن منها رؤية الحدود اللبنانية في يوم صافٍ. وقُتل ثمانية أشخاص في أسوأ هجوم.

وهدد نصر الله في عام 2016 بأن يستهدف «حزب الله» صهاريج تخزين الأمونيا في حيفا، محذراً من أن النتيجة ستكون «مثل قنبلة نووية».

الإحساس السائد في حيفا هو مزيج من القلق وتقبل القضاء والقدر.

وانتقل المئات من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى المدينة، وقال كثيرون إن حرباً أخرى قد تكون السبيل الوحيد للعودة إلى ديارهم.

وقال أساف هيسد (35 عاماً)، الذي كان يعيش في تجمع سكني على بعد كيلومترين من الحدود، إن أمام الجيش مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لإجبار «حزب الله» على التراجع، وإلا سينتقل السكان إلى أماكن أخرى.

وأوضح أنه «علينا أن نتخذ قريباً قراراً بشأن المكان الذي سنعيش فيه، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول».


إسرائيل خفضت عدد المحتجزين التي تريد من «حماس» الإفراج عنهم في المرحلة الأولى للهدنة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل خفضت عدد المحتجزين التي تريد من «حماس» الإفراج عنهم في المرحلة الأولى للهدنة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن 3 مسؤولين إسرائيليين القول إن فريق التفاوض الإسرائيلي خفض عدد المحتجزين المفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة المنتظرة مع حركة «حماس» لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال المسؤولون الذين لم تسمهم الصحيفة، إن إسرائيل تطلب الآن الإفراج عن 33 من المحتجزين بدلاً من 40.

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة تعطي بارقة أمل بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن وفداً إسرائيلياً يخطط للسفر للقاهرة، اليوم (الثلاثاء)، لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار إذا وافقت «حماس» على الحضور أيضاً، وذلك في ضوء المقترح الأخير الذي يدرسه الطرفان.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد بحث هاتفياً مع كل من الرئيس المصري وأمير قطر، الاتفاق المطروح لإطلاق سراح المحتجزين وإعلان وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ودعاهما إلى «بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح المحتجزين في غزة».

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن أكد أن الولايات المتحدة ستعمل مع مصر وقطر على ضمان التنفيذ الكامل لشروط الاتفاق المقترح بشأن غزة.

وأفاد تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أمس، بأن وفد حركة «حماس» غادر العاصمة المصرية، وسيعود مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة التهدئة.

وكان محمود المرداوي القيادي في «حماس» قال إن الحركة تدرس حالياً مقترحاً جديداً بشأن غزة تم تقديمه من الجانب المصري بالتعاون مع القطريين، مشدداً على أن الحركة لم تصدر حتى الآن تعليقاً على هذا المقترح.

وقال المرداوي للوكالة: «هناك مقترح جديد (لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى)، قدمه إلينا الجانب المصري بالتعاون مع الأشقاء القطريين، ونقوم حالياً بدراسته وسنرد عليه».


مقتل جنديين إسرائيليين في غزة يرتفع الإجمالي إلى 263 منذ بدء الهجوم البري

عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 263 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 263 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
TT

مقتل جنديين إسرائيليين في غزة يرتفع الإجمالي إلى 263 منذ بدء الهجوم البري

عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 263 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 263 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين)، مقتل 2 من جنوده خلال معارك في وسط قطاع غزة.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن بيان للجيش، قوله إن القتيلين هما كالكيدان مهري زال (37 عاماً)، وايدو أفيف (28 عاماً). وأوضحت الصحيفة أن عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 263 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.


«لوفتهانزا» تمدد إلغاء رحلاتها لطهران بسبب المخاوف الأمنية حتى 9 مايو

طائرات «لوفتهانزا» (رويترز)
طائرات «لوفتهانزا» (رويترز)
TT

«لوفتهانزا» تمدد إلغاء رحلاتها لطهران بسبب المخاوف الأمنية حتى 9 مايو

طائرات «لوفتهانزا» (رويترز)
طائرات «لوفتهانزا» (رويترز)

قالت شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» اليوم الاثنين إنها ستمدد إلغاء الرحلات الجوية إلى العاصمة الإيرانية طهران بسبب المخاوف الأمنية حتى التاسع من مايو (أيار).

وغيرت شركات الطيران مسارات رحلاتها فوق إيران وألغت بعض الرحلات الجوية وحولت أخرى إلى مطارات بديلة أو أعادت الطائرات إلى أماكن إقلاعها اليوم الجمعة بسبب إغلاق المجال الجوي ومطارات فضلا عن المخاوف الأمنية في أعقاب هجوم إسرائيلي على إيران.


تقديرات إسرائيلية أن نتنياهو روّج لأوامر اعتقاله في محكمة الجنايات

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
TT

تقديرات إسرائيلية أن نتنياهو روّج لأوامر اعتقاله في محكمة الجنايات

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

في الوقت الذي أعلن فيه عن أن «الحكومة الإسرائيلية تدرس بقلق شديد احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال دولية ضد قادة من المستويين السياسي والعسكري»، وبدأت وسائل الإعلام العربية والغربية تتناول الموضوع بشكل درامي، كشفت أوساط سياسية في تل أبيب عن أن «المصدر الأول لهذا النبأ هو مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو»، معربة عن اعتقادها أن الهدف منه هو الضغط على حلفائه، أمثال الوزيرين، إيتمار بن غفير وبتسليل سموترتش، وغيرهما من قادة اليمين المتطرف.

وقالت هذه المصادر إن نتنياهو يتعرّض لحملة ضغوط شديدة من الإدارة الأميركية، بلغت أوجها في المكالمة الهاتفية مع الرئيس جو بايدن، والمظاهرات التي تجتاح الجامعات الأميركية وعائلات الأسرى التي تصعّد من خطابها ضده لكي يذهب باتجاه التوصل إلى صفقة لوقف النار وتبادل الأسرى، وفي الوقت نفسه يتعرض لضغوط من مجموعة كبيرة من المتطرفين في حزب الليكود، ومن بن غفير وسموترتش اللذين يهدّدان بالانسحاب من الحكومة. لذا ألقى القنبلة السياسية حول خطر صدور أوامر اعتقال دولية ضده وضد وزرائه ورئيس أركان الجيش كي يحرف النقاش إلى مسار آخر، فيقول: «تهددون بإسقاط الحكومة في وقت يتعرض فيها قادتها إلى خطر الاعتقال».

إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش يحضران تجمعاً مع أنصارهما جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

وفي الوقت نفسه، يستغل الموضوع للتحريض على السلطة الفلسطينية، التي يتهمها بالوقوف وراء رفع قضايا ضد إسرائيل حول ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة والضفة الغربية، حتى قبل الحرب.

وكانت مصادر إعلامية في تل أبيب قد ذكرت نقلاً عن أوساط في الحكومة الإسرائيلية أنها تتوقع إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد نتنياهو، وكذلك ضد وزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي هذا الأسبوع.

وبحسب «القناة 12»، فإنه من المرجّح أن يتحقق سيناريو صدور أوامر الاعتقال الذي يتحضر له في مكتب رئيس الحكومة خلال الأسبوع المقبل. وقالت إن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته، رون دريمر، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية والنيابة العامة، يجرون اتصالات مكثفة خاصة مع واشنطن لمنع صدور مذكرات اعتقال كهذه.

وقالت صحيفة «معاريف»، إن نتنياهو يحاول بشكل غير مباشر الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن للتحرك بهذا الخصوص. ووفقاً للصحيفة، فإن هناك اعتقادا بأن صدور مذكرة الاعتقال مسألة وقت. وإنه «في نقاشات عاجلة جرت مؤخراً في مكتب رئيس الوزراء، برز قلق جدي بشأن مذكرات الاعتقال».

شبح المجاعة الذي يضرب غزة ويهدد بتفاقم المأساة الإنسانية (أ.ف.ب)

وأضافت: «من المرجح أن يتم إصدار مذكرات الاعتقال على خلفية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تصريحات دول مختلفة بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، فيما يتعلق بأوضاع السكان المدنيين في غزة وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة».

وأفادت «القناة 11» للتلفزيون الرسمي، بأن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عقد يوم الأربعاء الماضي، جلسة سرية بحث خلالها احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية بحق قيادات إسرائيلية سياسية وعسكرية، وتقرر اتخاذ سلسلة من الإجراءات تتمثل بإطلاق حملة ضغط دبلوماسية وتفعيل أدوات إسرائيل الدولية لمنع محكمة الجنائية الدولية من إصدار أوامر اعتقال.

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

ولكن عدداً من كبار الخبراء الإسرائيليين قالوا إن أوامر الاعتقال هذه ليست جدية، وحتى لو صدرت فلن تكون فاعلة؛ إذ إن المسؤولين يتمتعون بحصانة دبلوماسية، ولكنها مؤذية من الناحية المعنوية والإعلامية؛ كونها ستضع إسرائيل في مصاف الدول المنبوذة وستزيد من الاعتداءات على اليهود في العالم وتشوش على الجهود لإقامة سلام إقليمي.

ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقريراً التقت خلاله مجموعة من الخبراء في القانون الدولي، أكدوا فيه أن المدعي العام في محكمة لاهاي، كريم أحمد خان، لم يتخذ قراراً بإصدار مذكرات اعتقال، وحتى لو قرر ذلك فــلكي يتحول قراره إلى مذكرات رسمية يحتاج إلى أشهر عدة. وإذا اتخذ القرار، فلا شيء يضمن أن ينفذ في الدول الغربية.

وأوضح الخبراء أن الإدارة الأميركية لا يمكن أن توافق على إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة الجيش الإسرائيلي؛ ولذلك كله فإن المرجح هو ألا يكون هناك شيء جدي في موضوع الاعتقالات، وأن وراء الأمر توجد ألاعيب سياسية.


إسرائيل تحذّر سفاراتها من خطر «موجة شديدة من معاداة السامية»

إسرائيل تحذّر سفاراتها من خطر «موجة شديدة من معاداة السامية»
TT

إسرائيل تحذّر سفاراتها من خطر «موجة شديدة من معاداة السامية»

إسرائيل تحذّر سفاراتها من خطر «موجة شديدة من معاداة السامية»

حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، السفارات الإسرائيلية من خطر مواجهة «موجة شديدة من معاداة السامية» مطالباً بتعزيز إجراءاتها الأمنية.

وعبّرت إسرائيل عن قلقها من احتمال أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق مسؤولين حكوميين بتهم تتعلق بالحرب على حركة «حماس». وتحقق المحكمة الجنائية الدولية، التي يمكنها توجيه اتهامات للأفراد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، في الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تديره «حماس».

وفي رد فعل على تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بأن المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، ربما تصدر قريباً أوامر اعتقال بحق مسؤولين حكوميين وعسكريين إسرائيليين كبار، حذر وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الأحد، السفارات الإسرائيلية من خطر مواجهة «موجة شديدة من معاداة السامية» مطالباً بتعزيز إجراءاتها الأمنية. وقال كاتس: «نتوقع إحجام المحكمة (الجنائية الدولية) عن إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار في إسرائيل». وأضاف: «لن نحني رؤوسنا، ولن يردعنا ذلك، وسنواصل القتال».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إن أي قرارات للمحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر في الإجراءات التي تتخذها إسرائيل لكنها ستشكل سابقة خطيرة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق من احتمال أن تصدر المحكمة أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين بسبب انتهاكات مزعومة للقانون الإنساني الدولي في غزة. وقالوا إن المحكمة الجنائية الدولية تدرس أيضاً إصدار أوامر اعتقال بحق قياديين في «حماس». ولم ترد المحكمة الجنائية الدولية أو «حماس» حتى الآن على طلبات التعليق.

وإسرائيل ليست عضواً في المحكمة، ولا تعترف بولايتها القضائية، لكن جرى قبول الأراضي الفلسطينية كدولة عضو في عام 2015. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين، الاثنين: «المحكمة الجنائية الدولية مستقلة وتنجز عملها دون تواصل مع واشنطن أو تدخل منها»، والولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة أيضاً.


انتخاب رئاسة البرلمان الإيراني يهيمن على أوساط المحافظين

قاليباف خلال اجتماع ثلاثي مع رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي في 6 أبريل الحالي (الرئاسة الإيرانية)
قاليباف خلال اجتماع ثلاثي مع رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي في 6 أبريل الحالي (الرئاسة الإيرانية)
TT

انتخاب رئاسة البرلمان الإيراني يهيمن على أوساط المحافظين

قاليباف خلال اجتماع ثلاثي مع رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي في 6 أبريل الحالي (الرئاسة الإيرانية)
قاليباف خلال اجتماع ثلاثي مع رئيس الحكومة إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي في 6 أبريل الحالي (الرئاسة الإيرانية)

تستعد طهران وعدد من المحافظات الإيرانية لجولة حاسمة في الانتخابات التشريعية الإيرانية، مع سيطرة المحافظين المتشددين على البرلمان الذي يبدأ ولايته نهایة الشهر المقبل، وسط توقعات باستمرار محمد باقر قاليباف على رأس البرلمان، رغم محاولات إزاحته.

ولم تحسم نتائج الانتخابات في 45 مقعداً من أصل 290، ويتواجه 90 مرشحاً في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، التي سجلت أولى جولاتها مطلع الشهر الماضي، عزوفاً قياسياً في تاريخ الانتخابات الإيرانية.

وفي العاصمة، أكبر الدوائر الانتخابية في البلاد، يتنافس 32 مرشحاً محافظاً على 16 مقعداً، بعد حصول 14 مرشحاً على نسبة الأصوات المطلوبة لحجز مقاعدهم في البرلمان.

ورفض نواب البرلمان المنتهية ولايته، الأحد، خطةً لزيادة عدد المشرعين في البرلمان الإيراني من 290 إلى 330 نائباً. وذکرت وسائل إعلام إيرانية أن جلسة مساء الاثنين ألغيت لعدم اكتمال النصاب القانوني. وهي المشكلة التي واجهت عدداً من جلسات البرلمان، بعد فشل عدد من النواب في الحفاظ على مقاعدهم.

وقبل أن تبدأ حملة المرشحين للجولة الثانية التي تجري نهاية الأسبوع المقبل، بدأت الصحف الإيرانية تسليط الضوء على مشاورات الأغلبية الفائزة لانتخاب رئيس البرلمان الجديد، في ظل التوقعات برغبة محمد باقر قاليباف، وهو جنرال سابق في «الحرس الثوري» للإبقاء على منصبه للعام الخامس على التوالي.

وإذا لم ينجح قاليباف في حسم منصبه عبر المشاورات الحالية، قد يتنافس مع وزير الخارجية الأسبق منوشهر متقي، وهو من صقور المحافظين في البرلمان المقبل، والنائب مجتبى ذور النوري، نائب رئيس البرلمان الحالي، ومرتضى آقا طهراني كبير جماعة «بايداري» المتشددة.

وقال النائب جلال رشيدي كوتشكي إن قاليباف ينوي إعادة خطة معطلة بشأن فرض الرقابة المشددة على شبكات التواصل الاجتماعي، في تنازل للمحافظين المتشددين بهدف الإبقاء على معقد رئاسة البرلمان.

ونقلت وكالة «إيلنا» العمالية، شبه الرسمية عن كوتشكي قوله إن «خطة حماية مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي»، ستعود في آخر جلسات البرلمان الحالي.

وقال النائب: «أتمنى ألا يحدث ذلك، لأنها ستكون صفقة مع تيار خاص على حساب مصالح الناس»، محذراً من «تهديد الأمن النفسي للناس، وتكرار المسارات الخاطئة في السابق».

يأتي الحديث عن إعادة الخطة، بعد أيام من تنفيذ خطة جديدة لفرض قانون الحجاب باسم «نور»، التي أثارت جدلاً واسعاً في إيران.

ونفى النائب غلام رضا نوري قزلجه، في حديث لموقع «خبر أونلاين»، أن يكون النواب اطلعوا على خطة عودة شرطة الأخلاق، وقال: «ربما سُئل قاليباف عن عودة شرطة الأخلاق لكن أحداً لم يسأل النواب».

وأضاف قزلجه الذي يترأس كتلة المستقلين في البرلمان، أن «رئاسة قاليباف مدعومة من خارج البرلمان». ومع ذلك، قال إن «المرشحين لرئاسة البرلمان يجب أن يوضحوا مواقفهم من القضايا المعيشية ورفع العقوبات... يجب أن يقولوا هل يسعون وراء مشروع مثل مشروع إلغاء العقوبات الذي زاد من سوء الأوضاع أو هناك انفراجة».

كان النائب يشير إلى الخطة التي أقرها البرلمان في مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2020، ورفعت طهران بموجبها مستوى انتهاكاتها للاتفاق النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 و60 في المائة، وتقليص مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بدورها، قالت صحيفة «آرمان ملي» إن «معقد البرلمان الثاني عشر هو الأكثر إثارةً للجدل حتى الآن». وأضافت: «سيكون الوضع في البرلمان المقبل مختلفاً قليلاً عن الحالي، لأن القوى التي تدخل البرلمان ستصعب الأمور على قاليباف وجماعته والسؤال المطروح هل يستطيع الدفاع عن منصبه كرئيس للبرلمان؟».


جنرالات مقربون من «الصهيونية الدينية» والمستوطنين لتولي أهم المناصب العسكرية

مسيرة استيطانية إلى بؤرة إفياتار شمال الضفة بمشاركة وزراء من اليمين أبريل 2023 (أ.ب)
مسيرة استيطانية إلى بؤرة إفياتار شمال الضفة بمشاركة وزراء من اليمين أبريل 2023 (أ.ب)
TT

جنرالات مقربون من «الصهيونية الدينية» والمستوطنين لتولي أهم المناصب العسكرية

مسيرة استيطانية إلى بؤرة إفياتار شمال الضفة بمشاركة وزراء من اليمين أبريل 2023 (أ.ب)
مسيرة استيطانية إلى بؤرة إفياتار شمال الضفة بمشاركة وزراء من اليمين أبريل 2023 (أ.ب)

عبرت جهات عسكرية في إسرائيل عن القلق من الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتنفيذ سلسلة تعيينات لضباط ينتمون لتيار الصهيونية الدينية اليميني المتطرف ومقربين من قادة المستوطنين في الضفة الغربية. وقالت في تسريبات لوسائل الإعلام العبرية، إن هناك محاولات لتسييس الأجهزة الأمنية، وهذا بحد ذاته خطير، لكنه يصبح أخطر عندما يلاحظ أن هناك محاولة لنشر فكر متطرف سيلحق ضرراً سياسياً واستراتيجياً بإسرائيل.

وبحسب التسريبات، ستجري تعيينات في أرفع المناصب العسكرية خلال الشهرين المقبلين، في ظل توقع استقالة ضباط، على خلفية تحملهم مسؤولية الإخفاق الأمني الذي أدى إلى هجوم «حماس» الواسع والمباغت على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي حينه، أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون هاليفا، عن استقالته من الجيش فور تعيين خلف له في المنصب، وذلك على خلفية فشل «أمان» في توقع هجوم «حماس» ورصد استعداداتها لهذا الهجوم. وأفادت القناة «12»، الاثنين، بأن نتنياهو يحض قيادة جهاز الأمن على تعيين الجنرال إليعازر طوليدانو رئيساً لـ«أمان».

رئيس شعبة الاستخبارات أهارون هاليفا خلال زيارة للجنود الإسرائيليين في غزة نهاية ديسمبر الماضي (موقع الجيش الإسرائيلي)

ولفتت القناة إلى أن موقف نتنياهو بهذا الخصوص يثير استغراباً في الجيش الإسرائيلي، لأن طوليدانو معروف بأنه أحد الذين روجوا للاعتقاد في إسرائيل، بأن «(حماس) مرتدعة ومعنية بتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة»، حيث إن طوليدانو كان القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش، وقبلها قائداً لفرقة غزة العسكرية؛ ما يعني أنه متورط تماماً بالإخفاقات. ولكن نتنياهو يريده لأنه جربه في العمل معه بانتماء شديد وإخلاص كبير عندما كان سكرتيراً عسكرياً لرئيس الوزراء.

وأما في مكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان)، أهارون هاليفا، الذي استقال قبل أسبوعين على خلفية تحمله جانباً من المسؤولية عن فشل «أمان» في توقع هجوم «حماس» ورصد استعداداتها لهذا الهجوم، فينوي نتنياهو تعيين الجنرال إليعازر طوليدانو.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أغسطس الماضي (رويترز)

وأفادت القناة «12»، الاثنين، بأن موقف نتنياهو بهذا الخصوص يثير استغراباً في الجيش الإسرائيلي، لأن طوليدانو معروف بأنه كان قائداً للواء الجنوبي في الجيش؛ أي المسؤول أيضاً عن قطاع غزة لثلاث سنوات، وبقي في منصبه هذا حتى إلى ما قبل بضعة شهور من هجوم «حماس». وهو معروف بوصفه أحد الذين روجوا للاعتقاد في إسرائيل بأن «(حماس) مرتدعة ومعنية بتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، ولذلك لا تنوي أن تحارب». وهو نفسه كان قائداً لفرقة غزة في اللواء الجنوبي في الجيش، أي أنه أكثر قائد عسكري في إسرائيل يعرف غزة وتعاطى معها في السنوات الست الماضية. فإذا كان هناك إخفاق، فسوف يكون طوليدانو أمه وأباه. ولكن هناك مهمة أخرى أنيطت بطوليدانو وتجعله مرشحاً للمنصب الكبير، ألا وهي السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، بالطبع في فترة نتنياهو.

وبحسب القناة، فإن نتنياهو لمح إلى أنه يريد أن يعين قائد فيلق هيئة الأركان العامة، الجنرال ديفيد زيني، أو العميد في جيش الاحتياط، عوفِر فينتر، قائداً لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن الضفة الغربية خلفاً للجنرال يهودا فوكس الذي أعلن مؤخراً عزمه الاستقالة من منصبه، في شهر أغسطس المقبل.

ووفقاً للقناة، فإن زيني وفينتر «ضابطان يعدّان أكثر موالاة من ضباط آخرين لقيادة جمهور المستوطنين». واشتهر فينتر إثر خطابه الديني أمام جنوده قبيل العدوان على غزة، في عام 2014، الذي قال فيه مخاطباً الرب: «إننا ماضون إلى القتال من أجل شعبك إسرائيل ضد عدو يكره اسمك».

جنود إسرائيليون يتابعون لقطات توفرها طائرة استطلاع أثناء المعارك في غزة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)

وأفادت مصادر سياسية أيضاً بأن هناك ثلاثة مرشحين لتولي منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، هيرتسي هليفي، عندما يأتي دوره للاستقالة من منصبه قبل نهاية دورته، بصفته جزءاً من تحمل المسؤولية عن إخفاقات 7 أكتوبر.

وبحسب موقع «واينت» الإلكتروني، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، هؤلاء المرشحون هم: قائد قيادة المنطقة الشمالية، الجنرال أوي غوردين، ومدير عام وزارة الأمن الحالي، الجنرال في الاحتياط إيال زامير، الذي تولى في الماضي منصب مستشار نتنياهو العسكري، والمرشح الثالث هو نائب رئيس أركان الجيش الحالي، الجنرال أمير بارعام، وتولى في الماضي قيادة المنطقة الشمالية.

ويعدّ زامير الأوفر حظاً لتولي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي. وأشار «واينت» إلى أن المرة الأخيرة التي عُيّن فيها مديراً عاماً لوزارة الأمن رئيساً لأركان الجيش، كان غابي أشكنازي، في أعقاب استقالة سلفه، دان حالوتس، في نهاية حرب لبنان الثانية وعلى إثر إخفاق أمني.