تركيا: إمام أوغلو يطلب لقاء إردوغان... وتصدّع في حزب أكشنار

عاد الحديث عن دستور جديد للواجهة بعد انتهاء «ماراثون الانتخابات»

إمام أوغلو يتسلم ولاية جديدة رئيساً لبلدية إسطنبول (أ.ف.ب)
إمام أوغلو يتسلم ولاية جديدة رئيساً لبلدية إسطنبول (أ.ف.ب)
TT

تركيا: إمام أوغلو يطلب لقاء إردوغان... وتصدّع في حزب أكشنار

إمام أوغلو يتسلم ولاية جديدة رئيساً لبلدية إسطنبول (أ.ف.ب)
إمام أوغلو يتسلم ولاية جديدة رئيساً لبلدية إسطنبول (أ.ف.ب)

عاد الحديث حول «دستور جديد» إلى واجهة النقاش السياسي في تركيا، بعد أيام من الانتخابات المحلية التي تكبّد فيها حزب الرئيس رجب طيب إردوغان الحاكم أقسى هزيمة في 22 عاماً، وتصدّر فيها حزب «الشعب الجمهوري» المشهد للمرة الأولى منذ 74 عاماً.

وبينما تجري الأحزاب تقييمات لنتائج الاقتراع، واصلت التصدعات في حزب «الجيد» الذي تقوده ميرال أكشنار والذي مُني بخسائر كبيرة في الانتخابات.

الدستور الجديد «ضرورة»

بعد أن طرح الرئيس رجب طيب إردوغان الدستور الجديد على أجندة السياسة في تركيا منذ عام 2021، وأكد عقب إعادة انتخابه في 28 مايو (أيار) الماضي أن الدستور المدني الليبرالي سيكون أولوية في المرحلة المقبلة، قال رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، إن البرلمان ملزم في دورته الحالية بصياغة دستور جديد ديمقراطي وشامل.

إردوغان يحيي أنصاره بعد الإدلاء بصوته في إسطنبول الأحد (رويترز)

وأوضح كورتولموش، خلال إفطار رمضاني بالبرلمان: «هناك فرصة في هذا البرلمان لوضع دستور تشاركي قوي، دستور يشبه دستور عام 1921، ينهي الدستور الحالي الذي وضع عام 1982، والذي يحمل البصمات المظلمة لحقبة انقلاب عام 1980 رغم تعديله مرات عدة». وتابع: «لقد حان وقت الخلاص، هذا ليس خيالاً، بل ضرورة لرفع المعايير الديمقراطية لتركيا، ونحن نتابع هذه القضية بحسن نية».

وأثار الحديث المتكرر عن الدستور الجديد من جانب إردوغان التكهنات حول رغبته في إنهاء العقبة القانونية في الدستور الحالي الذي تمنعه من الترشح للرئاسة مجدداً في 2028، وإلغاء قاعدة فوز الرئيس بـ«50 في المائة زائداً 1» من الأصوات وتخفيضها إلى 40 في المائة، لتلافي تراجع شعبية حزبه التي هبطت في الانتخابات المحلية الأخيرة إلى 35.5 في المائة.

وعن نتائج الانتخابات المحلية قال كورتولموش، إن الانتخابات «جرت بنضج كبير وقال الشعب كلمته، ونتمنى أن تعود بالخير على البلاد»، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك انتخابات جديدة قبل 4 سنوات، بينما ستستمر الإدارة المحلية 5 سنوات، وستكون هناك فرصة للعمل على الدستور الجديد بهدوء ومن خلال المشاركة والتوافق بين أحزاب البرلمان.

إردوغان و«أزمة وان»

إلى ذلك، علّق الرئيس رجب طيب إردوغان على الأزمة التي شهدتها ولاية «وان» في شرق البلاد، بسبب الاحتجاجات على عدم تسليم رئيس البلدية الفائز من حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» عبد الله زيدان، منصبه بدعوى عدم أحقيته في خوض الانتخابات، والتي تسببت في احتجاجات امتدت من وان إلى ولايات مختلفة في أنحاء البلاد، وانتهت بقرار المجلس الأعلى للانتخابات بتسليمه رئاسة البلدية.

أنصار حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» يتظاهرون في ولاية وان الأربعاء (أ.ف.ب)

وقال إردوغان، خلال إفطار رمضاني نظّمته الرئاسة التركية لمنسوبي الشرطة والدرك وخفر السواحل ليل الأربعاء إلى الخميس: «نحن لا نستخف بإرادة الأمة، لقد حاول شخص ما ترويع شوارعنا مرة أخرى، قامت قوات الشرطة بالتدخلات اللازمة ومنعت تصعيد الأحداث».

وأضاف: «من يرى في العنف والفوضى واللصوصية والتخريب وسيلة لتحقيق العدالة، سيواجه القبضة الفولاذية لدولتنا، نحترم إرادة الأمة، لكن لا يمكننا السماح لبارونات الإرهاب في قنديل (في إشارة إلى قيادات حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل شمال العراق) بقمع مواطنينا، وتهديد السلام والهدوء في مدننا، وجعل شعبنا يعاني آلام الماضي مرة أخرى».

الشعب الجمهوري يواصل احتفالاته

في الوقت ذاته، تواصلت احتفالات حزب الشعب الجمهوري بفوزه الذي تحقق في الانتخابات المحلية، وحصوله على 37.8 في المائة من الأصوات، وسيطرته على جميع البلديات الكبرى، وإدارته لـ75 في المائة من المناطق والمقاطعات والأحياء على مستوى البلاد.

وتسلّم رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش منصبه للمرة الثانية، الخميس، كما عقد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، مؤتمراً صحافياً في مقر البلدية دعا خلاله الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته إلى عدم عرقلة المشروعات التي تعمل البلدية على تنفيذها على غرار ما حدث في السنوات الخمس السابقة.

عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو يلتقط صوراً مع مؤيديه (أ.ب)

وأكد أنه على استعداد للقاء إردوغان، وأنه سيطلب لقاءه مرة ثانية كما فعل من قبل، مشيراً إلى أن محاولة عرقلة عمله رئيساً للبلدية أتت بنتائج عكسية لحزب العدالة والتنمية. وأضاف إمام أوغلو، الذي تسلّم منصبه الأربعاء: «أوصي الحكومة بالفصل بين القضايا المحلية والوطنية، والتعاون في جميع القضايا التي تهم مواطنينا... لا يجب أن تعرقل الدولة عمل البلديات، دعونا نعمل معاً».

بدوره، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، إن إردوغان لم يهنئه بعد الانتخابات، لكنه سيتصل به ليهنئه بعيد الفطر، مضيفاً: «إذا كنا الحزب الأول في البلاد، فإن الاتصال بالرئيس هو أحد واجباتنا». وأضاف أوزيل، خلال مقابلة تلفزيونية الخميس: «سأتصل به احتراما لجميع أعضاء حزب العدالة والتنمية، إردوغان الآن هو ناخب في المناطق التي فزنا بها في الانتخابات المحلية وينتظر الخدمة منا، ربما لم يصوّت لنا، لكنه ناخب يتوقع الخدمة منا، فنحن نحكم مناطق يني محلة وكيسيكلي وأسكودار، التي يقيم فيها إردوغان في إسطنبول، إضافة إلى قاسم باشا، حيث ولد ونشأ، وكذلك فزنا ببلدية كيتشي أوران، حيث كان منزله في أنقرة، نحن الآن أصحاب البيت في كل مكان، والاتصال به من مسؤولياتنا».

تصدّع حزب أكشنار

وبينما تواصل الأحزاب التي شاركت في الانتخابات المحلية تقييم النتائج، يتسع التصدع في حزب «الجيد» الذي تقوده ميرال أكشنار، والذي تراجعت أصواته إلى 3.8 في المائة.

وتقدّم مرشح الحزب في إسطنبول بوغرا كاونجو، الذي لم يحصل سوى على 0.63 في المائة من الأصوات، باستقالته من رئاسة فرع الحزب في إسطنبول. كما استقال مسؤول الحكومات المحلية بالحزب بوراك أكبوراك، من منصبه، عقب استقالة نائب رئيس الحزب للسياسات الاقتصادية، يلماظ بيلجي، ودعا أكشنار للاستقالة، لكنها أعلنت بدلاً عن ذلك عن عقد مؤتمر عام استثنائي للحزب قريباً، دون أن تحدد ما إذا كانت ستترشح مجدداً لرئاسة الحزب أم لا.

كما أعلن حزب «الديمقراطية والتقدم»، الذي يرأسه علي باباجان، عن عقد مؤتمر عام استثنائي بعد 3 أشهر، على خلفية فشل الحزب في الانتخابات المحلية، وحصوله على 0.33 في المائة فقط من الأصوات.


مقالات ذات صلة

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

شؤون إقليمية قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال فاعلية في إسطنبول الجمعة (الرئاسة التركية)

إردوغان طلب من ترمب وقف الدعم الأميركي لأكراد سوريا

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أنه طلب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)

«المركزي» التركي يكشف عن توقعات محبطة للتضخم ويتمسك بالتشديد النقدي

كشف البنك المركزي التركي عن توقعات محبطة ومخيبة للآمال، في تقريره الفصلي الرابع والأخير للتضخم هذا العام، رافعاً التوقعات بنهاية العام إلى 44 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان يتمنى أن يقول ترمب لإسرائيل: «توقفي»

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في أن يطلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من إسرائيل وقف الحرب وتعليق الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

تقرير: إردوغان دعا ترمب لزيارة تركيا بعد اتصال هاتفي «ودي»

نقلت قناة «تي آر تي» ووسائل إعلام أخرى، اليوم (الجمعة)، عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القول، إنه دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لزيارة تركيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة )

طهران: تحديات ضخمة تواجه العودة للمفاوضات حول الاتفاق النووي

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
TT

طهران: تحديات ضخمة تواجه العودة للمفاوضات حول الاتفاق النووي

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، إن العودة إلى طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي تواجه تحديات ضخمة، مشيراً إلى أن هناك حاجة لاتفاق جديد، مع قرب انتهاء أجل الاتفاق القديم في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وأضاف عراقجي في حوار مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، أن طهران مستعدة للتحدث مع الأوروبيين بشأن تعاونها مع روسيا لتجنب العقوبات، كما أنها مستعدة للحوار مع دول المنطقة حول القضايا كافة.

ورداً على سؤال حول دعم إيران لوكلائها في المنطقة مثل حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان، والحوثيين في اليمن، قال عراقجي إن بلاده تساعد كل من يشاركها قيم «الحرية والاستقلال»، حسب تعبيره.