تواصل تركيا إطلاق مواقف سياسية حازمة بشأن خطتها الأمنية المقبلة لتصفية حزب «العمال الكردستاني»، وأكدت أنها لن تسمح بإقامة ممر إرهابي على حدودها الجنوبية، وستتخذ جميع التدابير اللازمة بالتعاون مع دول الجوار «دون إذن من أحد».
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «لن نسمح أبداً بإقامة ممر إرهابي يمتد من العراق إلى سوريا، وبغض النظر عمن يقف وراء الإرهابيين (يقصد مسلحي حزب العمال الكردستاني)، فإننا اتخذنا ونتخذ وسنتخذ جميع التدابير اللازمة فيما يتعلق بأمننا القومي، ولن ننتظر إذناً من أحد للقيام بذلك».
وأضاف فيدان، في كلمة خلال تجمع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس، أن «تركيا عازمة على القضاء على الإرهاب بالتعاون مع دول الجوار، وأنها اتخذت الخطوة الأولى في هذا الصدد مع العراق».
وتسعى تركيا للقضاء على وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، وقطع صلته مع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً، في إطار الحرب على «داعش» بالتعاون مع بغداد.
وفي هذا الإطار عقدت سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية، بدأت باجتماع أمني رفيع المستوى في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبته زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي المخابرات والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.
وعقدت الجولة الثانية من الاجتماعات الأمنية رفيعة المستوى في 13 مارس (آذار) الحالي في بغداد، تمخضت عن الاتفاق على إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.
أعمال عنف في أوروبا
وأشار فيدان إلى أن حزب «العمال الكردستاني»، «بدأ يرهب البلدان التي تسامحت معه لسنوات طويلة، وأن ما يحدث أخيراً في أوروبا من أعمال عنف يدعو للتفكر وأخذ العبر».
وذكر فيدان أن «أنصار (العمال الكردستاني) هاجموا مواطنين بتركيا في مدينتين مختلفتين في بلجيكا، وتدخلنا مباشرةً وطلبنا من السلطات هناك التدخل سريعاً، بعد أن تحدثت مع نظيرتي البلجيكية، وأبلغتها مطالبنا، وحساسيتنا في هذا الشأن».
وأضاف قائلاً: «بفضل الهدوء الذي تحلى به المواطنون الأتراك وتدخل السلطات البلجيكية، تمت السيطرة على الأحداث قبل أن تتصاعد، وكذلك طالبنا السلطات الألمانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط منفذي الهجوم على مقر القنصلية التركية في هانوفر».
وشدّد فيدان على أن أنقرة «تراقب عن كثب الاعتداءات على المواطنين الأتراك الذين يعيشون في أوروبا، ولن نسمح أبداً للإرهابيين والعنصريين وأعداء الأتراك والإسلام بإلحاق الضرر بهم».
وقال الوزير التركي: «قصمنا ظهر الإرهابيين ولم نترك لهم مساحة للتجول».
في السياق، قال مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك في إفادة صحافية أسبوعية الخميس، إنه تم القضاء على 38 إرهابياً (مسلحاً كردياً) خلال عمليات عسكرية جرت خلال الأسبوع الأخير في شمال سوريا والعراق، وبلغ عدد العناصر الذين تم القضاء عليهم منذ مطلع العام الحالي 646 إرهابياً، 268 في شمال العراق، و378 في شمال سوريا.