السلطات الإيرانية توقف باحثة دينية خلعت الحجاب

الباحثة الدينية صديقة وسمقي (إنستغرام)
الباحثة الدينية صديقة وسمقي (إنستغرام)
TT

السلطات الإيرانية توقف باحثة دينية خلعت الحجاب

الباحثة الدينية صديقة وسمقي (إنستغرام)
الباحثة الدينية صديقة وسمقي (إنستغرام)

أوقفت السلطات الإيرانية الباحثة والكاتبة المختصة في الدراسات الدينية صديقة وسمقي التي خلعت الحجاب قبل خمسة أشهر، تأييداً لحراك الإيرانيات، على خلفية الاحتجاجات التي هزت إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني.

وقال المحامي محمود علي زاده طباطبايي لوكالة «إيلنا» إن السلطات استدعت وسمقي قبل اعتقالها في منزلها، أمس السبت، مشيراً إلى أن القضاء الإيراني حكم عليها بالسجن لمدة عام.

وقال طباطبايي إن وسمقي أوكلته للدفاع عنها بعد تلقيها طلباً للمثول أمام المدعي العام، لكن الجهات المعنية طلبت حضورها، ورفضت الباحثة المختصة في الدراسات الإسلامية الحضور قبل إعلان التهمة الموجهة إليها.

وقبل عشرة أيام من توقيفها، أعلنت وسمقي على حسابها في «إنستغرام»، عن تلقيها مذكرة استدعاء من المدعي العام في سجن إيفين، دون أن تشير إلى التهمة أو الشكوى الموجهة إليها.

وقال محمد إبراهيم زاده، زوج صديقة وسمقي لموقع «امتداد» الإصلاحي إن أربعة ضباط بينهم امرأة طلبوا الدخول إلى منزلهما، وهددوا بكسر الباب، لافتاً إلى أن أحد الضباط قدم حكماً من الادعاء في سجن إيفين لدخول المنزل، واعتقال زوجته. وأشار إلى ضبط هاتفها الجوال والكمبيوتر المحمول.

وكانت صديقة وسمقي أحد الأعضاء الإصلاحيين في الدورة الأولى لمجلس بلدية طهران. وهي محسوبة على المثقفين والمفكرين الدينيين الجدد في إيران، وصدرت لها كتب تنتقد مواقف الفقهاء، خصوصاً ما يتعلق بحقوق المرأة. ومن بين أشهر مؤلفاتها «المرأة، الفقه، الإسلام».

وفي 5 مارس (آذار) الحالي، ربطت وسمقي في حديث لـ«راديو فردا» الأميركي ومقره براغ، بين مذكرة الاستدعاء وأنشطتها ومواقفها. وقالت إن «الحجاب الإلزامي في الأوضاع الحالية، أداة للقمع ولا أريد التعاون مع السلطات بارتداء وشاح الرأس».

وقالت: «لماذا الحكومة تشحن القوات الخاضعة لها لمهاجمة الناس بهذه الطريقة، وكأنهم جاءوا لمحاربة العدو؟».

وشاركت وسمقي في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في مراسم تشييع الفتاة أرميتا غراوند التي توفيت بعد شهر من دخولها في غيبوبة، في قطار الأنفاق بطهران.

وتضاربت الروايات بشأن الأسباب. ويظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من خدمات مراقبة المترو يقومون بنقل الفتاة التي لم تكن ترتدي الحجاب، بعد أن أُغشي عليها في العربة.

وقالت منظمات حقوقية إن الفتاة انهارت بعد تعرضها «لاعتداء» من قبل عناصر في «شرطة الأخلاق» المكلفين مراقبة تطبيق قانون الحجاب.

وبعد وفاة غراوند، اعتقلت السلطات المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين ستوده خلال مشاركتها في مراسم تشييع الفتاة التي أحيت مأساة الشابة مهسا أميني.

وأتت الحادثة بعيد حلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، إثر دخولها في غيبوبة، بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» في طهران أثناء توقيفها بدعوى سوء الحجاب.

وأشعلت وفاة أميني احتجاجات واسعة في إيران، تحولت إلى أكبر تحدٍ للسلطات منذ ثورة 1979. ورغم تراجع حدتها أواخر 2022، فإنها لا تزال محور مناقشات واهتمام دولي، خصوصاً فيما يتعلق بحالة حقوق الإنسان في إيران.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دانت إيران تقرير خبراء مكلّفين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تقصي الحقائق في احتجاجات مهسا أميني، عادَّة أنه تمّ إعداده «بتصميم» من دول غربية.

في تقريرها الأول قالت اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في إيران إن العديد من الانتهاكات الواردة في التقرير «تشكّل جرائم ضد الإنسانية، وخصوصاً جرائم قتل وسجن وتعذيب واغتصابات وأشكال أخرى من التعذيب الجنسي والاضطهاد والإخفاء القسري وغيرها من الأعمال اللاإنسانية».

وخلص التقرير إلى أن «التمييز الهيكلي والمؤسسي المتفشي والمتجذر ضد النساء والفتيات... كان سبباً لانتشار انتهاكات وجرائم خطيرة لحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي».


مقالات ذات صلة

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

أوروبا الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

كشف ممثلو الادعاء أمام محكمة في لندن، الثلاثاء، أن جندياً بريطانياً سابقاً نقل معلومات حساسة إلى أشخاص على صلة بـ«الحرس الثوري الإيراني» ثم فر لاحقاً من السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)

نتنياهو يلغي رحلة غالانت إلى واشنطن

منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يواف غالانت، من السفر إلى واشنطن، لبحث التوترات مع طهران.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف 35» تحلّق جنوب إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

هل تنفذ إسرائيل ضربة مفاجئة لإيران بعد «نجاحها» مع «حزب الله»؟

في ظل التوترات بالشرق الأوسط، يسعى المسؤولون إلى تحديد أهداف الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران، خاصة بعد تراجع واشنطن عن دعوات ضبط النفس عقب هجوم إيران.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

«مركز إنساني» أسسه الحوثيون يشرف على «حرب السفن»

أظهر تحقيق من منظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون قبالة سواحل اليمن يشرف عليها مركز لتنسيق العمليات الإنسانية أسسه الانقلابيون.

أوروبا مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)

الاستخبارات الداخلية البريطانية: روسيا وإيران ترفعان عدد المؤامرات القاتلة

قال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية، إن بريطانيا تواجه «ارتفاعاً مذهلاً» في محاولات الاغتيال على الأراضي البريطانية من جانب روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد حظر 5 سنوات... ألمانيا توافق على صفقة أسلحة لتركيا

ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
TT

بعد حظر 5 سنوات... ألمانيا توافق على صفقة أسلحة لتركيا

ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)

وافقت الحكومة الألمانية على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر طبقته ودول غربية أخرى؛ بسبب التدخل العسكري التركي ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وحسب تقارير ألمانية وتركية، أقرّت الحكومة الألمانية تصدير أسلحة بمئات ملايين الدولارات إلى تركيا، بعد تقييد الشحنات في السنوات الخمس الأخيرة.

وحسب ما ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، استناداً إلى قائمة من وزارة الاقتصاد، وافقت الحكومة على صفقة أسلحة لتركيا تشمل 28 طوربيداً من نوع «سي هيك» من قسم البحرية في شركة ثيسنكروب (إيه جي) بقيمة 156 مليون يورو (171 مليون دولار)، بالإضافة إلى 100 صاروخ موجّه من شركة «إم بي دي إيه».

وبلغت القيمة الإجمالية للتراخيص الممنوحة للتصدير إلى تركيا، بما في ذلك تحديث الغوّاصات وقطع غيار لسفن بحرية أخرى، نحو 336 مليون يورو.

الحظر الأمني شمل أجزاء تستخدم في إنتاج الدبابة التركية ألطاي (موقع ديفينس تورك)

كانت ألمانيا أوقفت تصدير الأسلحة إلى تركيا ضمن دول غربية أخرى، شملت جمهورية التشيك والسويد وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة وكندا؛ بسبب تدخلها العسكري في شمال شرقي سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكوناتها، من خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التي انطلقت في 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتوقفت بعد أيام بتدخل من أميركا وروسيا.

ورفعت السويد وفنلندا وكندا الحظر على تركيا بعد موافقتها على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحسب موقع «الصناعات الدفاعية» التركي، فازت اتحادات مختلفة من شركات الدفاع الألمانية بعقد توريد حزم المواد لتحديث الغوّاصات التركية «تايب 209» بقيمة 79 مليون يورو، كما تم السماح بتسليم أجزاء المحرّك للطرادات والفرقاطات التركية مقابل 1.9 مليون يورو.

وكان الحظر الألماني قد شمل كثيراً من منتجات الصناعة الدفاعية التركية، وبخاصة مجموعة الطاقة للدبابة «ألطاي».

وفي حين وافق أعضاء كونسورتيوم على تصنيع مقاتلات «يوروفايتر»، الذي يضم إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا إلى جانب ألمانيا، على شراء 40 طائرة «يوروفايتر تايفون»، فإن عملية البيع لم تتحقق بعد بسبب معارضة ألمانيا.

ألمانيا لا تزال تعرقل حصول تركيا على مقاتلات «يورفايتر تايفون» (مواقع تركية)

وجاءت موافقة ألمانيا على تصدير الأسلحة إلى تركيا بعد فترة من العلاقات المتوترة بين الحليفين في الناتو، ومارس الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ضغوطاً وأجرى اتصالات وعقد سلسلة لقاءات مع نظيره الألماني، أولاف شولتس، في كثير من المحافل، آخرها على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، من أجل إزالة الحظر، وكذلك موافقة ألمانيا على بيع طائرات «يوروفايتر تايفون» لبلاده.

جانب من مباحثات إردوغان ونظيره الألماني في نيويورك الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

على صعيد آخر، أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، استعداده للمشاركة في أعمال الدستور الجديد، الذي يرغب «تحالف الشعب» (حزبا «العدالة والتنمية» الحاكم و«الحركة القومية») في طرحه على البرلمان بشرط أن يحقق مطالب الأكراد في إحلال السلام بالبلاد والاعتراف بحقهم في استخدام لغتهم الأم والإفراج عن الزعيم الكردي السجين الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» والرئيسة المشاركة السابقة للحزب فيجان يوكسكداغ.

وجاء موقف الحزب بعد الضجة المستمرة منذ المصافحة المفاجئة التي قام بها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي لنواب الحزب الكردي خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان في الأول من أكتوبر الحالي.

وقال الرئيس المشارك لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تونجر بكيرهان، إن حزبه لا يمانع المشاركة في أعمال دستور مدني مستقبلي لتركيا بشرط أن يضمن لجميع الأشخاص من مختلف الألوان العيش بألوانهم الخاصة، وتعلم لغاتهم الخاصة، وإعادة تعريف المواطنة، وتطوير صلاحيات الحكومات المحلية.

وأضاف: «ويجب أولاً الالتزام بقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمحكمة الدستورية، والسماح لصلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسكداغ بمغادرة السجن، وتحسين معاشات المتقاعدين وخلق الأمل للشباب».

مصافحة بهشلي لنواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» الكردي لا تزال تثير الجدل في تركيا (إعلام تركي)

في السياق ذاته، رفض بهشلي الانتقادات التي وجهت إليه بشأن مصافحة أعضاء الحزب الكردي، ووضعها في إطار التطبيع السياسي، حسب ما صرح رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغو أوزال.

وقال بهلشي، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه، الثلاثاء: «السيد أوزغور الذي ينسب مصافحتنا إلى التطبيع مخطئ مرة أخرى. يجب أن نركز على الصورة الكبيرة، ليست لدينا خلافات ميدانية مع أي شخص، تركيا في دوامة من التهديدات غير الطبيعية من خارج الحدود».

وأضاف: «لم أذهب إلى نوّاب حزب (الديمقراطية والمساواة للشعوب) وأمدّ يدي من أجل التطبيع السياسي، ولم يكن ذهابي إليهم مرتجلاً، واليد التي مددتها هي رسالة للسلام والوحدة الوطنية ودفع الحزب لأن يتخذ موقفاً ضد الإرهاب وأن يكون حزباً تركياً».