السويد ستطلع الاتحاد الأوروبي على مؤامرة اغتيالات إيرانية

ستوكهولم صارحت طهران بشأن تأثير خطط قتل اليهود على علاقاتهما

وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على هامش الاجتماع الوزاري الأوروبي في بروكسل ديسمبر الماضي (أ.ب)
وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على هامش الاجتماع الوزاري الأوروبي في بروكسل ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

السويد ستطلع الاتحاد الأوروبي على مؤامرة اغتيالات إيرانية

وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على هامش الاجتماع الوزاري الأوروبي في بروكسل ديسمبر الماضي (أ.ب)
وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على هامش الاجتماع الوزاري الأوروبي في بروكسل ديسمبر الماضي (أ.ب)

قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم الخميس إنه «أمر سلبي للغاية» أن تتبع دولة أخرى مؤامرات اغتيال على أراضيها، مؤكداً أنه أعرب لنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن استيائه بعد التحقيق الذي بثته الإذاعة العامة السويدية بشأن زوجين أرسلتهما طهران لاغتيال يهود في السويد.

وصرح توبياس بيلستروم عبر الإذاعة السويدية: «إنه أمر سلبي جدا أن تضع دولة ما مؤامرات اغتيال على أراضينا. نحن لا نأخذ الأمر باستخفاف (...) إنه أمر خطير».

وكشفت الإذاعة مطلع فبراير (شباط) أن رجلا يدعى مهدي رمضاني وامرأة تدعى فرشته سناي فرد خططا لقتل أتباع من الديانة اليهودية في السويد عام 2021. وقبض عليهما في أبريل (نيسان) من العام نفسه للاشتباه في التآمر لارتكاب جريمة إرهابية، وهي تهمة نفياها.

وتم ترحيلهما من السويد عام 2022 إلى إيران لأنهما يشكلان تهديدا للأمن القومي للبلاد.

ولم تعلق طهران على التقرير السويدي، لكن عبداللهيان سارع إلى الاتصال بنظيره السويدي بعد 24 ساعة من نشر تفاصيل المؤامرة.

وأشار بيلستروم إلى أن «قيام عميلين إيرانيين بالتحضير لقتل مواطنين سويديين ومن أصل يهودي على الأراضي السويدية هو أمر نأخذه على محمل الجد». وأضاف «شرحت ذلك بوضوح لزميلي الإيراني (...) وكيف يؤثر ذلك على العلاقات بين بلدينا، بين إيران والسويد».

صورة وزّعتها الإذاعة السويدية لزوجين إيرانيين جرى ترحيلهما بعد إحباط هجوم على أهداف يهودية

والزوجان اللذان حصلا على حق اللجوء في السويد عام 2017 بعدما قدّما نفسيهما على أنهما أفغانيان، يعملان لصالح «الحرس الثوري» الإيراني وفقا لتحقيق أجرته الإذاعة.

وبحسب التحقيق، حدد العميلان المفترضان ثلاثة أهداف، وجمعا عناوينهم وصورا لهم.

وقال بيلستروم إنه سيثير هذه القضية مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي موضحا «هذه مسألة ذات اهتمام عام في الاتحاد الأوروبي ونحن (...) مهتمون بآراء الدول الأعضاء الأخرى بشأن نشاطات إيران على أراضيها».

ويمثل طرح مؤامرة الاغتيالات في السويد، محاولة جديدة في الاتحاد الأوروبي لتسليط الضوء على التهديدات الإيرانية، بعد رصد مؤامرات اغتيال في بريطانيا العام الماضي، وقبل ذلك في فرنسا وهولندا والدنمارك.

وبعد الكشف عن مؤامرة في السويد، قللت طهران من تقرير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية بتجنيد بريطانيين شيعة، للتجسس على المعارضين واليهود، بهدف جمع معلومات يمكن استخدامها لتنفيذ هجمات في الأراضي البريطانية.

أزمة دبلوماسية

شهدت العلاقات بين السويد وإيران أزمة بعد حكم أصدرته محكمة سويدية بالسجن مدى الحياة بحق حميد نوري، مسؤول سجن إيراني سابق، لضلوعه في عمليات إعدام جماعية بحقّ سجناء، أمرت بها طهران في 1988.

وأيّدت محكمة استئناف في ستوكهولم، يوم 19 ديسمبر (كانون الأول)، الحكم المذكور بحق نوري (62 عاماً)، الذي أدين بـ«ارتكاب جرائم خطرة ضد القانون الدولي» و«جرائم قتل»، لدوره في قتل 5 آلاف سجين على الأقل في حملة ضد المنشقين في إيران عام 1988.

الدبلوماسي الأوروبي السويدي يوهان فلوديروس يستمع إلى محاميه خلال جلسة محاكمته في طهران (ميزان)

ورداً على محاكمة نوري، احتجزت إيران كثيراً من مواطني السويد. ويواجه العالم الإيراني - السويدي أحمد رضا جلالي حكماً بالإعدام، بتهمة التجسس لإسرائيل. وصادقت المحكمة العليا الإيرانية على حكم إعدامه.

كما أنهت إيران، الشهر الماضي، محاكمة الدبلوماسي السويدي في الاتحاد الأوروبي يوهان فلوديروس، وواجه تهمة «التجسس» لإسرائيل. وبدأت محاكمته في ديسمبر الماضي، بعد 600 يوم من اعتقاله.


مقالات ذات صلة

«الحرس الثوري» يلتزم الصمت بشأن مصير قاآني

شؤون إقليمية قاآني في المكتب التمثيلي لـ«حزب الله» مع مبعوث الحزب عبد الله صفي الدين بطهران الأحد الماضي (التلفزيون الرسمي)

«الحرس الثوري» يلتزم الصمت بشأن مصير قاآني

التزمت طهران الصمت إزاء تقارير تفيد بإصابة قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني، وذلك وسط تأهب إيراني لرد إسرائيلي محتمل على هجوم صاروخي باليستي شنه «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

مكتب ميقاتي ينفي أن يكون اجتماعه مع وزير خارجية إيران أمس عاصفاً

نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ما تم تداوله بشأن أن اجتماعه مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي أمس كان عاصفاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية تظهر صورة جوية قاعدة نيفاتيم الجوية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأربعاء (رويترز)

إسرائيل تخطط لرد «جاد وذي تأثير» على الهجوم الباليستي الإيراني

قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الجيش يستعد لتوجيه ضربة لإيران ستكون «جادة وقاسية وذات تأثير كبير».

كفاح زبون (رام الله )
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) مع نظيره السوري بسام الصباغ (يمين) خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

وزير خارجية إيران يزور دمشق... ويأمل نجاح مساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة

جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (السبت)، من دمشق، التأكيد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نتنياهو: سنرد على إيران وسندمر «حزب الله» بعد أن دمرنا «حماس»

TT

نتنياهو: سنرد على إيران وسندمر «حزب الله» بعد أن دمرنا «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رسالة مسجلة بثتها قنوات إعلامية إسرائيلية، مساء (السبت)، إن بلاده ملتزمة بالرد على إيران وإنها ستفعل ذلك.

وجاء البيان في الوقت الذي ينتظر فيه العالم رداً إسرائيلياً على الهجوم الصاروخي الإيراني، يوم (الثلاثاء) الماضي. وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل؛ رداً على هجمات إسرائيلية قتلت قادة من «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية، في بيروت وطهران.

وشدد نتنياهو على أنه «لن تقبل أي دولة في العالم ببساطة الهجوم الذي قامت به إيران، وكذلك إسرائيل». وقال: «لقد أطلقوا علينا مئات الصواريخ في واحدة من أكبر الهجمات في التاريخ»، وأضاف: «من حقنا الدفاع عن أنفسنا بعد أن هاجمتنا إيران».

وأشار نتنياهو إلى أن «كل الهجمات من غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق تقف خلفها إيران»، وقال: «سنضع حداً لذلك... سنواجه كل التهديدات الإيرانية».

وعن الحرب في الجبهة اللبنانية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «وعدت بتغيير موازين القوى في الجبهة الشمالية، وهذا ما نفعله الآن». وأضاف أن «الحل العسكري كان ضرورياً في الشمال».

وتابع: «قضينا على حسن نصر الله وقيادة (حزب الله)، ودمرنا جزءاً كبيراً من منظومة صواريخ (حزب الله)، وقواتنا تقوم حالياً بإزالة تهديد أنفاق (حزب الله) قرب حدودنا».

وأوضح نتنياهو أن التركيز في الفترة السابقة كان مُنصبّاً على تدمير قدرات حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، والآن وجهت إسرائيل قواتها إلى الجبهة الشمالية. وقال إن الضربات التي تنفذها إسرائيل الآن «منعت مذبحة أكبر من مذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)»، في إشارة إلى هجوم حركة «حماس» غير المسبوق على إسرائيل قبل نحو عام.

وأكد نتنياهو التزامه بإعادة المختطفين الموجودين في قطاع غزة منذ ذلك الوقت إلى منازلهم.

كما ندد نتنياهو بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكف عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل. وقال «بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يتعين على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل. إلا أن الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى حظر الأسلحة على إسرائيل. يجب أن يشعروا بالعار».

وأضاف «هل تفرض إيران حظر أسلحة على حزب الله، على الحوثيين، على حماس وعلى وكلائها الآخرين؟ طبعاً لا».وتحظى الجماعات المذكورة بدعم طهران وتشكّل ما يسمى «محور المقاومة» في وجه إسرائيل.

واعتبر نتنياهو أن «محور الإرهاب هذا يقف صفاً واحداً. لكن الدول التي يُفترض أنها تعارض محور الإرهاب هذا، تدعو إلى الكف عن تزويد إسرائيل بالسلاح. يا له من عار».

وأكد أن اسرائيل ستنتصر حتى بدون دعمهم، «لكن عارهم سيستمر لوقت طويل بعد الانتصار في الحرب». وقال «اطمئنوا، إسرائيل ستقاتل حتى تنتصر في الحرب، من أجلنا ومن أجل السلام والأمن في العالم».