رئيسي: القوات الأميركية في الشرق الأوسط «تهديد للأمن»

انتقد مواقف القوى الغربية من البرنامج النووي الإيراني

رئيسي يلقي كلمة أمام سفراء ودبلوماسيين معتمدين في طهران (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يلقي كلمة أمام سفراء ودبلوماسيين معتمدين في طهران (الرئاسة الإيرانية)
TT

رئيسي: القوات الأميركية في الشرق الأوسط «تهديد للأمن»

رئيسي يلقي كلمة أمام سفراء ودبلوماسيين معتمدين في طهران (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يلقي كلمة أمام سفراء ودبلوماسيين معتمدين في طهران (الرئاسة الإيرانية)

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأربعاء إن بقاء القوات الأميركية «غير مبرر» في الشرق الأوسط معتبراً وجودها يمثل «تهديدا للأمن».

وفي كلمة ألقاها أمام السفراء المعتمدين في طهران مع اقتراب الذكرى الـ45 لثورة 1979 في 12 فبراير (شباط)، رأى أن قضايا الشرق الأوسط يجب «أن تتم معالجتها من قبل قادة المنطقة».

وقال «وجود القوات الأميركية لا يحل المشكلات فحسب وإنما يزيدها».

وأضاف في هذا السياق: «لقد أثبتنا أننا أفضل أصدقاء للدول المجاورة وللمنطقة في الأوقات الحرجة، سياستنا هي التعامل والتعاون مع جميع الدول»، معتبراً أن «وجود القوات الأميركية في منطقتنا ليس له أي مبرر». وأضاف أن «الوجود الأميركي في العراق وسوريا وأفغانستان لا يشكل عاملاً أمنياً، بل يمثل تهديداً للأمن. أينما تواجد الأميركيون، كانوا مصدر الشر».

ويأتي تصريح رئيسي بينما يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجولة جديدة في الشرق الأوسط لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها الخامس.

وقال رئيسي: «نحن نعتقد أنه لا ينبغي للغرب والولايات المتحدة التدخل في مستقبل فلسطين، بل يجب على فلسطين أن تقرر مصيرها بنفسها».

وذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية» أن الرئيس الإيراني استنكر «الترهيب من الجمهورية الإسلامية» في الولايات المتحدة، الدولة التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع طهران منذ عام 1980، في أعقاب اقتحام السفارة الأميركية على يد متشددين من أنصار الثورة في 1979.

بدوره نقل موقع الرئاسة الإيرانية، عن رئيسي أن «الثورة الإسلامية في إيران على خلاف الكثير من الثورات والحركات في العالم، التي شهدت تراجعاً في مواقفها، لا تزال متمسكة بالمبادئ والشعارات». وقال «كان شعارنا: لا شرقية - لا غربية جمهورية إسلامية ولا يزال شعارنا نفسه».

كما انتقد رئيسي مواقف القوى الكبرى من البرنامج النووي الإيراني. وقال إن «معارضة تقدم الشعب الإيراني هو السبب الأساسي لمعارضة الغرب للأنشطة السلمية الإيرانية». وأضاف «أعلنا مرراً أنه لا مكان للأسلحة النووية في عقيدة الجمهورية الإسلامية، بناء على أساس فتوى المرشد».

وتابع: «أكثر من 15 مرة، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها أن إيران لم تنحرف في أنشطتها النووية».

وأضاف رئيسي أن «الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي تمتلك أسلحة نووية تريد حرمان الشعب الإيراني من هذا الحق».

ودانت طهران الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيات متحالفة معه، الأسبوع الماضي في سوريا والعراق، في إطار الرد على الهجوم الذي استهدف قاعدة أميركية في الأردن في 28 يناير (كانون الثاني) وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وأفادت شبكة تلفزيون «إن بي سي نيوز» الثلاثاء عن ثلاثة مسؤولين أميركيين ومسؤول شرق أوسطي قولهم إن إيران تواصل تزويد وكلائها بالأسلحة ومعلومات الاستخبارات رغم الضربات واسعة النطاق التي نفذتها القوات الأميركية ضد الجماعات المسلحة التي تدعمها طهران في أنحاء الشرق الأوسط.

وقالت مصادر الشبكة إن تدفق الأسلحة ومعلومات الاستخبارات الإيرانية إلى وكلائها، الذين نفذوا مؤخراً هجوما بطائرة مسيرة في الأردن، ما زال مستمرا، حتى رغم تأكيد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن طهران لا تريد حرباً أوسع في المنطقة.

وقال المسؤولون الأميركيون إن المساعدات المقدمة من إيران شملت معلومات استخباراتية لقوات الحوثيين في اليمن تساعدهم على مهاجمة المواقع التي تتمركز فيها القوات الأميركية في المنطقة بشكل أكثر دقة، وكذلك استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

ونفذت الولايات المتحدة غاراتها الجوية التي شملت استخدام قاذفات بي - 1 بعيدة المدى على أكثر من 85 هدفاً في كل من العراق وسوريا.

وقال الجيش الأميركي في بيان إن القصف أصاب أهدافاً تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين الصواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وكذلك منشآت لوجيستية وسلاسل إمداد ذخيرة. ورغم وقوع ضحايا فإنه لم يتضح ما إذا كان أي عنصر من الفصائل التابعة لإيران قد قتل.

كان الرئيس بايدن قد أعلن أن هذه الضربات التي استهدفت مواقع لـ«فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني والفصائل المرتبطة به في العراق وسوريا، جاءت ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 34 آخرين في هجوم بطائرة مسيّرةٍ مفخخة على قاعدة على الحدود السورية الأردنية في 28 يناير.


مقالات ذات صلة

غروسي: أود لقاء بزشكيان في أقرب فرصة

شؤون إقليمية إسلامي يتحدّث إلى غروسي على هامش مؤتمر «الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية» في أصفهان مايو الماضي (أ.ب)

غروسي: أود لقاء بزشكيان في أقرب فرصة

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، رغبته في زيارة طهران، خلال رسالة وجّهها إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​  المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يتطرّق في منشور إلى «محو إيران عن وجه الأرض»

تطرّق المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى القضاء على إيران، وذلك في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي استعاد فيه أسلوبه الناري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ناقلة النفط «سانت نيكولاس» التي تحتجزها إيران (رويترز)

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

أفرجت إيران اليوم الخميس عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة «سانت نيكولاس» التي كانت قد احتجزتها بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)

السلطات الإيرانية تعدم سجيناً سياسياً كردياً بعد 15 عاماً على اعتقاله

قالت مجموعات حقوقية إن السلطات الإيرانية نفذت الخميس حكم الإعدام بحق السجين السياسي الكردي كامران شيخه، بتهمة «الحرابة»، و«الإفساد في الأرض».

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها السفير البريطاني في طهران لرفع علم أوكرانيا في مقر السفارة تضامناً مع كييف في فبراير 2022

طهران تستدعي سفير بريطانيا لتسليم إيراني للولايات المتحدة

استدعت إيران سفير بريطانيا؛ احتجاجاً على تسليم لندن مواطناً إيرانياً للولايات المتحدة، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية في تصدير «تطبيقات عسكرية» لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.