إردوغان: ننتظر موافقة أميركا على صفقة «إف 16»

وقّع وثيقة انضمام السويد لـ«الناتو» بعد 48 ساعة من مصادقة البرلمان التركي

الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ يتوسط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في قمة «الناتو» بليتوانيا في 10 يوليو 2023 (رويترز)
الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ يتوسط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في قمة «الناتو» بليتوانيا في 10 يوليو 2023 (رويترز)
TT

إردوغان: ننتظر موافقة أميركا على صفقة «إف 16»

الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ يتوسط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في قمة «الناتو» بليتوانيا في 10 يوليو 2023 (رويترز)
الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ يتوسط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في قمة «الناتو» بليتوانيا في 10 يوليو 2023 (رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تنتظر موافقة الولايات المتحدة على بيع مقاتلات «إف 16»، بعدما صادق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأضاف إردوغان، في تصريحات بإسطنبول، الجمعة، أن «وزير خارجيتنا هاكان فيدان يتابع عن كثب مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن العملية الخاصة بالموافقة على بيع المقاتلات لتركيا». وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أرسل، الأربعاء، رسالة إلى قادة لجان رئيسية في الكونغرس، أبلغهم فيها نيته بدء عملية الإخطار الرسمي لبيع الطائرات التي تصنعها «لوكهيد مارتن» إلى تركيا بمجرد أن توافق أنقرة على طلب السويد الانضمام لـ«الناتو». وقال إردوغان في هذا الشأن: «نأمل أن تؤدي هذه العملية إلى تمكين نتيجة تتمثل في إرسال طائرات (إف 16) إلى تركيا».

حظر الأسلحة

قال إردوغان: «لقد أقرّ برلماننا بالأغلبية مشروع القانون الخاص ببروتوكول انضمام السويد إلى الناتو بناء على الوعد الذي قطعناه، ووقعت عليه، وتم نشر القانون في الجريدة الرسمية». وتابع الرئيس التركي: «أثبتنا (بذلك) لكندا والسويد وجميع الدول الغربية بشكل دقيق موقف تركيا، ونواصل طريقنا بالعزم نفسه».

وكانت 10 دول غربية، بينها كندا والسويد، قد فرضت حظراً على صادرات السلاح ومعدات التصنيع العسكري لتركيا بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفّذتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وعلقت السويد وفنلندا الحظر، وبدأت كندا مفاوضات مع تركيا بشأن إنهاء مماثل لهذا الحظر.

ووقّع إردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو، ليل الخميس إلى الجمعة، بعد 48 ساعة فقط من إقرار البرلمان التركي مشروع قانون يتعلق بالبروتوكول، وبعد 24 ساعة من إرسال بايدن توصيته إلى الكونغرس بشأن تزويد تركيا بمقاتلات «إف 35». ونشر القانون في الجريدة الرسمية التركية مباشرة.

ورحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتوقيع الرئيس التركي قرار الموافقة على انضمام السويد. وقال عبر حسابه في منصة «إكس»، الجمعة: «نرحب بموافقة الرئيس التركي إردوغان على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو، وننتظر (بفارغ الصبر) وصول الوثائق المتعلقة بانضمام السويد للناتو، إلى واشنطن، وأن تصبح السويد العضو الثاني والثلاثين في الحلف». وبعد توقيع إردوغان، سيتم إرسال وثيقة المصادقة إلى واشنطن، بحسب قانون الحلف.

ويتعين بعد ذلك أن يطلب بايدن أن ترسل الخارجية الأميركية الإخطار الرسمي بشأن صفقة مقاتلات «إف 16» لتركيا إلى الكونغرس. وإذا لم يعترض الكونغرس خلال 15 يوماً، فسيتم فتح باب بيع المقاتلات لتركيا.

وأرسلت تركيا خطابات طلب شراء 40 مقاتلة «إف 16 بلوك 70»، و79 مجموعة تحديث لمقاتلاتها القديمة من طراز «إف 16 فايبر» في 30 سبتمبر (أيلول) 2021 إلى الولايات المتحدة، في صفقة تبلغ 20 مليار دولار، ضمن نطاق الاحتياجات التشغيلية العاجلة للقوات الجوية التركية.

البنتاغون يدعم الصفقة

عقب توقيع إردوغان وثيقة انضمام السويد، عبّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تطلعها للعمل مع الكونغرس بشأن بيع الجيل الجديد من طائرات «إف 16» لتركيا.

ووصف المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، لوكالة «الأناضول» التركية، تركيا بأنها «حليف استراتيجي للولايات المتحدة في إطار الناتو، وتريد مواصلة تعاونها معها لضمان امتلاك جيشها قدرات متطورة». وأكد أن الوزارة تتطلع إلى مواصلة المناقشات والعمل مع الكونغرس بشأن عملية «المبيعات العسكرية الأجنبية، معرباً عن اعتقاده بأن الجيل الجديد من مقاتلات (إف 16) سيوفّر قدرة مهمة للقوات الجوية التركية، وأن الوزارة تدعم التحديث في الجيش التركي».

خطوة المجر

بدوره، رحّب رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، بتوقيع إردوغان وثيقة انضمام بلاده إلى الحلف العسكري الغربي. وأكد استعداده للقاء نظيره المجري فيكتور أوربان في بودابست، تلبية لدعوته له لبحث مسألة انضمام بلاده للناتو.

وقال كريسترسون، في مقابلة مع قناة «تي في 4» السويدية، الجمعة، إن إستكهولم لن تتفاوض مع المجر، الدولة الوحيدة التي لم توافق على طلبها للانضمام إلى الناتو بعد، مضيفاً: «لا توجد مطالب للمجر بشأن عضوية الناتو المطروحة على الطاولة».

ومن المقرر أن يجتمع رئيسا وزراء السويد والمجر في اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل. وقال كريسترسون إن السويد لن تقدم وعداً جديداً بشأن الناتو. ولفت إلى أن بلاده والمجر لديهما كثير لمناقشته، بما في ذلك التعاون داخل الناتو، ورئاسة المجر المقبلة للاتحاد الأوروبي، ودعم أوكرانيا، وتحقيق تآزر أفضل في برنامج الطائرات المقاتلة المشتركة «جاس غريبن» (JAS Gripen).

وعلى الرغم من أن أوربان كرر دعمه لعضوية السويد بالناتو، فإنه يبدي غضبه من انتقادات الدولة الإسكندنافية للديمقراطية في المجر. وقال كريسترسون إنه لا يعرف متى ستصبح السويد العضو رقم 32 في الناتو، لكنه يتوقع أن يكون ذلك «قريباً جداً».

بدوره، أشار وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، عبر «إكس»، إلى أن «توقيع الرئيس إردوغان يعني إتمام اتخاذ القرارات في تركيا، وبعد ذلك تبقى مصادقة المجر فقط على القرار حتى تستطيع السويد أن تصبح عضواً في الناتو».


مقالات ذات صلة

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا لقطة أرشيفية لصاروخ بالستي روسي أطلق في مارس الماضي خلال تجربة للجيش (أ.ف.ب)

«الناتو»: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا

أكّد حلف شمال الأطلسي الخميس أنّ الصاروخ البالستي الفرط صوتي الجديد الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا "لن يغيّر مسار الحرب".

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سوتشي بروسيا 18 مايو 2018 (رويترز)

ماذا قالت ميركل في مذكراتها عن بوتين وترمب وأوكرانيا؟

بعد ثلاثة أعوام على تقاعدها عادت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إلى الأضواء بكتاب مذكرات عن حياتها تحدثت فيه عن أوكرانيا وعلاقتها ببوتين وترمب

راغدة بهنام (برلين)
الولايات المتحدة​ يدلي القائم بأعمال المدعي العام آنذاك مات ويتاكر بشهادته أمام لجنة القضاء في مجلس النواب الأميركي بشأن الرقابة على وزارة العدل في مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن 8 فبراير 2019 (أ.ف.ب)

ترمب يختار مات ويتاكر سفيراً لأميركا لدى حلف الناتو

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيراً لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا نظام مدفعية آرتشر من فوج المدفعية الملكية التاسع عشر التابع للقوات المسلحة البريطانية يطلق النار أثناء تدريب على إطلاق النار الحي في 18 نوفمبر 2024 في لابلاند الفنلندية (أ.ف.ب)

الجيش البريطاني يطلق مدفعاً جديداً للمرة الأولى خلال مناورة للناتو

قام جنود الجيش البريطاني بإطلاق مدفع جديد، يستخدم لأول مرة، وذلك خلال مناورة تكتيكية لحلف الناتو بفنلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل

صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني
صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني
TT

علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل

صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني
صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني

قال علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم (الأحد)، إن طهران تجهز لـ«الرد» على إسرائيل، وذلك بعدما تراجعت التهديدات الإيرانية لإسرائيل في أعقاب فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وكانت طهران قد توعدت بالرد على 3 هجمات جوية شنّتها إسرائيل على أهداف عسكرية إيرانية في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، جاءت بعد أسابيع قليلة من إطلاق إيران نحو 200 صاروخ باليستي صوب إسرائيل.

وقال لاريجاني، في مقابلة مفصلة مع وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن المسؤولين العسكريين يخططون لخيارات مختلفة للرد على إسرائيل.

وأوضح لاريجاني أنه «حمل رسالة مهمة من المرشد علي خامنئي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي، تناولت قضايا تتعلق بالأوضاع الحالية في البلدين».

ولفت لاريجاني، وهو عضو في مجلس «تشخيص مصلحة النظام»، إلى أن الرسالة «تضمنت أفكاراً وحلولاً لمواجهة التحديات الحالية»، مشيراً إلى ضرورة التمسك بالعوامل التي أدت إلى «النجاحات السابقة». لكن لاريجاني رفض الكشف عن التفاصيل، وأوضح أن طبيعة الرسالة «تتطلب احترام السرية، وأن الكشف عن تفاصيلها يعود للأطراف المعنية». لكنه أشار إلى أن الرسالة «لاقت استجابة إيجابية»، معرباً عن أمله في أن «تسهم في تعزيز الحلول المطروحة واستمرار الطريق بثبات».

وأكد لاريجاني أن الرسالة الخطية التي نقلها إلى بشار الأسد ونبيه بري «عكست دعم إيران المستمر لمحور المقاومة»، لافتاً إلى أنها «حظيت بترحيب كبير من الجانبين السوري واللبناني».

وفيما يخص القصف الإسرائيلي على حي المزة بدمشق أثناء زيارته، وصفه لاريجاني بمحاولة لـ«إظهار القوة»، مشيراً إلى أن مثل هذه التحركات «لن تعيق خطط إيران وحلفائها».

كما حذّر لاريجاني مما وصفه بـ«احتمالات سعي إسرائيل لإعادة تنشيط الجماعات الإرهابية جنوب سوريا لإشغال محور المقاومة»، لكنه قال إن «هذه المحاولات لن تحقق أهدافها»، متحدثاً عن «وعي القيادة السورية بالمخططات الإسرائيلية».

وتساءل لاريجاني عما إذا حقق نتنياهو «نجاحاً أم فشلاً» في تحقيق مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، وقال إن «الواقع الميداني سيجيب على ذلك».

وأوضح لاريجاني أن مباحثاته مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، «ركزت على أهمية تحقيق مصالح لبنان وشعبه بعيداً عن أي انحياز مذهبي»، موضحاً أن «دعم إيران لـ(حزب الله) يأتي لدوره كدرع في مواجهة إسرائيل»، مشدداً على «احترام إيران الأطياف اللبنانية كافة»، مضيفاً أن «الطرفين ناقشا آليات إيصال المساعدات الإيرانية للشعب اللبناني بفاعلية».

وقال لاريجاني إن محاولة إسرائيل والغرب «إضعاف (حزب الله) سياسياً وعسكرياً كانت جزءاً من خطة قديمة باءت بالفشل». وأوضح أن «(حزب الله) استعاد قوته بعد خسائره السابقة، وأظهر قدرة عالية على المواجهة، ما أحرج إسرائيل التي تعاني من ارتباك سياسي وأمني». وبيّن أن «الواقع الميداني تغير لصالح المقاومة، وأن (حزب الله) أصبح ركيزة أساسية لأمن لبنان والمنطقة، رغم محاولات إعلامية غربية وإسرائيلية لتشويه الحقائق وفرض تصورات خاطئة على الأطراف الدولية».

وأضاف لاريجاني: «(حزب الله) اليوم يمثل دعامة قوية للدفاع عن أمن لبنان، بل المنطقة بأسرها، والمسؤولون اللبنانيون يدركون هذا الواقع أثناء متابعتهم لمواضيع وقف إطلاق النار».

وأجاب لاريجاني، بشأن محاولات في لبنان، لعزل «حزب الله» سياسياً، قائلاً: «لا، لم أسمع بمثل هذه الأحاديث؛ فالمقاومة هي واقع مهم في لبنان. اللبنانيون هم من يجب أن يقرروا، ونحن لا نتدخل في شؤونهم».

وبشأن خطة وقف إطلاق النار التي طرحها المبعوث الأميركي في لبنان، آموس هوكستين، قال لاريجاني إنها تتضمن «جوانب منطقية، هي أن هؤلاء قبلوا بأنهم يجب أن يتوجهوا نحو وقف إطلاق النار، وهذا أمر جيد رغم أن السبب يعود إلى الفشل الميداني»، أما «النقطة الإيجابية الأخرى فهي أنهم عادوا إلى القرار 1701 كمرجعية وهو أمر مهم».

وزعم لاريجاني أن هناك «دلائل قوية على أن الأميركيين يديرون الحرب من وراء الكواليس». وأضاف أن الولايات المتحدة قدّمت دعماً عسكرياً واستخبارياً كبيراً لإسرائيل، وقال: «الأميركيون هم من يديرون الوضع، ويسعون للحفاظ على (الحرب في الظل)، حيث لا يظهرون بأنفسهم بل يرمون المصائب على الآخرين».

وعاد لاريجاني إلى واجهة المشهد السياسي الإيراني في الأيام الأخيرة، بعدما حمل رسالة من المرشد علي خامنئي إلى سوريا ولبنان، وذلك بعد أشهر من رفض طلبه الترشح للانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المدعوم من الإصلاحيين، مسعود بزشكيان.

ورفض لاريجاني تأكيد أو نفي الأنباء عن عودته لمنصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، وقال إن «الحديث عن تعييني أميناً عاماً للمجلس الأعلى ظهر في وسائل الإعلام فقط»، ولم يقدم أي عرض.