قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تنتظر موافقة الولايات المتحدة على بيع مقاتلات «إف 16»، بعدما صادق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف إردوغان، في تصريحات بإسطنبول، الجمعة، أن «وزير خارجيتنا هاكان فيدان يتابع عن كثب مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن العملية الخاصة بالموافقة على بيع المقاتلات لتركيا». وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أرسل، الأربعاء، رسالة إلى قادة لجان رئيسية في الكونغرس، أبلغهم فيها نيته بدء عملية الإخطار الرسمي لبيع الطائرات التي تصنعها «لوكهيد مارتن» إلى تركيا بمجرد أن توافق أنقرة على طلب السويد الانضمام لـ«الناتو». وقال إردوغان في هذا الشأن: «نأمل أن تؤدي هذه العملية إلى تمكين نتيجة تتمثل في إرسال طائرات (إف 16) إلى تركيا».
حظر الأسلحة
قال إردوغان: «لقد أقرّ برلماننا بالأغلبية مشروع القانون الخاص ببروتوكول انضمام السويد إلى الناتو بناء على الوعد الذي قطعناه، ووقعت عليه، وتم نشر القانون في الجريدة الرسمية». وتابع الرئيس التركي: «أثبتنا (بذلك) لكندا والسويد وجميع الدول الغربية بشكل دقيق موقف تركيا، ونواصل طريقنا بالعزم نفسه».
وكانت 10 دول غربية، بينها كندا والسويد، قد فرضت حظراً على صادرات السلاح ومعدات التصنيع العسكري لتركيا بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفّذتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وعلقت السويد وفنلندا الحظر، وبدأت كندا مفاوضات مع تركيا بشأن إنهاء مماثل لهذا الحظر.
ووقّع إردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو، ليل الخميس إلى الجمعة، بعد 48 ساعة فقط من إقرار البرلمان التركي مشروع قانون يتعلق بالبروتوكول، وبعد 24 ساعة من إرسال بايدن توصيته إلى الكونغرس بشأن تزويد تركيا بمقاتلات «إف 35». ونشر القانون في الجريدة الرسمية التركية مباشرة.
ورحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتوقيع الرئيس التركي قرار الموافقة على انضمام السويد. وقال عبر حسابه في منصة «إكس»، الجمعة: «نرحب بموافقة الرئيس التركي إردوغان على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو، وننتظر (بفارغ الصبر) وصول الوثائق المتعلقة بانضمام السويد للناتو، إلى واشنطن، وأن تصبح السويد العضو الثاني والثلاثين في الحلف». وبعد توقيع إردوغان، سيتم إرسال وثيقة المصادقة إلى واشنطن، بحسب قانون الحلف.
ويتعين بعد ذلك أن يطلب بايدن أن ترسل الخارجية الأميركية الإخطار الرسمي بشأن صفقة مقاتلات «إف 16» لتركيا إلى الكونغرس. وإذا لم يعترض الكونغرس خلال 15 يوماً، فسيتم فتح باب بيع المقاتلات لتركيا.
وأرسلت تركيا خطابات طلب شراء 40 مقاتلة «إف 16 بلوك 70»، و79 مجموعة تحديث لمقاتلاتها القديمة من طراز «إف 16 فايبر» في 30 سبتمبر (أيلول) 2021 إلى الولايات المتحدة، في صفقة تبلغ 20 مليار دولار، ضمن نطاق الاحتياجات التشغيلية العاجلة للقوات الجوية التركية.
البنتاغون يدعم الصفقة
عقب توقيع إردوغان وثيقة انضمام السويد، عبّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تطلعها للعمل مع الكونغرس بشأن بيع الجيل الجديد من طائرات «إف 16» لتركيا.
ووصف المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، لوكالة «الأناضول» التركية، تركيا بأنها «حليف استراتيجي للولايات المتحدة في إطار الناتو، وتريد مواصلة تعاونها معها لضمان امتلاك جيشها قدرات متطورة». وأكد أن الوزارة تتطلع إلى مواصلة المناقشات والعمل مع الكونغرس بشأن عملية «المبيعات العسكرية الأجنبية، معرباً عن اعتقاده بأن الجيل الجديد من مقاتلات (إف 16) سيوفّر قدرة مهمة للقوات الجوية التركية، وأن الوزارة تدعم التحديث في الجيش التركي».
خطوة المجر
بدوره، رحّب رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، بتوقيع إردوغان وثيقة انضمام بلاده إلى الحلف العسكري الغربي. وأكد استعداده للقاء نظيره المجري فيكتور أوربان في بودابست، تلبية لدعوته له لبحث مسألة انضمام بلاده للناتو.
وقال كريسترسون، في مقابلة مع قناة «تي في 4» السويدية، الجمعة، إن إستكهولم لن تتفاوض مع المجر، الدولة الوحيدة التي لم توافق على طلبها للانضمام إلى الناتو بعد، مضيفاً: «لا توجد مطالب للمجر بشأن عضوية الناتو المطروحة على الطاولة».
ومن المقرر أن يجتمع رئيسا وزراء السويد والمجر في اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل. وقال كريسترسون إن السويد لن تقدم وعداً جديداً بشأن الناتو. ولفت إلى أن بلاده والمجر لديهما كثير لمناقشته، بما في ذلك التعاون داخل الناتو، ورئاسة المجر المقبلة للاتحاد الأوروبي، ودعم أوكرانيا، وتحقيق تآزر أفضل في برنامج الطائرات المقاتلة المشتركة «جاس غريبن» (JAS Gripen).
وعلى الرغم من أن أوربان كرر دعمه لعضوية السويد بالناتو، فإنه يبدي غضبه من انتقادات الدولة الإسكندنافية للديمقراطية في المجر. وقال كريسترسون إنه لا يعرف متى ستصبح السويد العضو رقم 32 في الناتو، لكنه يتوقع أن يكون ذلك «قريباً جداً».
بدوره، أشار وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، عبر «إكس»، إلى أن «توقيع الرئيس إردوغان يعني إتمام اتخاذ القرارات في تركيا، وبعد ذلك تبقى مصادقة المجر فقط على القرار حتى تستطيع السويد أن تصبح عضواً في الناتو».