إيران: غضب من إعدام «مصاب باضطراب الهوية» وسجين سياسي كردي

محامي رجل دهس قوات الشرطة تحدى القضاء بسبب صحة موكله

قبادلو خلال إحدى جلسات محاكمته (ميزان)
قبادلو خلال إحدى جلسات محاكمته (ميزان)
TT

إيران: غضب من إعدام «مصاب باضطراب الهوية» وسجين سياسي كردي

قبادلو خلال إحدى جلسات محاكمته (ميزان)
قبادلو خلال إحدى جلسات محاكمته (ميزان)

ندد ناشطون ومنظمات حقوق إنسان بإعدام رجل يعاني من اضطرابات الهوية، بتهمة قتل شرطي دهساً، وإعدام داعية وناشط سياسي كردي بتهم أمنية.

أعدمت إيران، الثلاثاء، رجلاً أُدين بقتل شرطي وجرح آخرين في عملية دهس خلال الاحتجاجات التي هزت البلاد العام الماضي، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها على يد شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.

وذكرت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية إن «عقوبة الموت بحق محمد قبادلو... نُفذت صباحاً بعد 487 يوماً من الإجراءات القانونية».

وأُدين قبادلو الذي يعاني من «اضطراب الهوية (ثنائي القطب)»، بحسب محاميه، وأسرته، بقتل شرطي وجرح خمسة آخرين، وفق وكالة «ميزان».

أدت وفاة أميني إلى مظاهرات شهدت مقتل أكثر من 500 متظاهر، واعتقال الآلاف في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، قبل أن تنحسر الاحتجاجات.

قبادلو خلال إحدى جلسات محاكمته يمثل أمام القاضي أبو القاسم صلواتي (ميزان)

وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد الأشخاص الذين نفذت بحقهم أحكام إعدام بتهم قتل أو أعمال عنف أخرى بحق عناصر القوات الأمنية خلال الاحتجاجات. وتقول السلطات إن نحو 70 من عناصر «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» والشرطة سقطوا خلال الاضطرابات.

وحُكم على قبادلو بالإعدام في نوفمبر 2022 بتهمة «الإفساد في الأرض» لدهس عناصر من الشرطة في طهران، ما تسبب بوفاة عنصر وجرح خمسة آخرين.

وفبراير (شباط) 2023، أوقفت المحكمة العليا تنفيذ الحكم وأحالت قضيته فيما بعد إلى ولاية قضائية أخرى للتعامل مع قضايا متعلقة بصحته العقلية، وفق تقرير نشرته وكالة «مهر» الحكومية في يوليو (تموز).

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن وكالة «ميزان» أشارت إلى أن المحكمة العليا أيدت حكم الإعدام بحق قبادلو، ونفذ الحكم.

بدورها، قالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، إنه تم تنفيذ حكم الإعدام بينما أسقطت المحكمة العليا الحكم الصادر بحقه ولم تتم إعادة محاكمته على أساس اضطراب ثنائي القطب الذي يعاني منه.

وكتبت وكالة «ميزان» على منصة «إكس»: «ما يقال عن قرار المحكمة العليا بشأن إعادة محاكمة قبادلو، غير صحيح، لقد رفضت المحكمة العليا إعادة محاكمته مرتين».

وقال أمير رئيسيان، محامي قبادلو، في بيان، إنه مستعد لمناظرة مع مسؤولي القضاء «بالاستناد إلى الوثائق والأحكام الصادرة.

وأوضح رئيسيان أن السلطات أبلغته قبل ساعات من تنفيذ حكم الإعدام. وقال: «لا يوجد هناك ترخيص قانوني ينفي حق قبادلو في إعادة المحاكمة»، مشدداً على أن إعدامه «من المؤكد يعدّ إعداماً».

وقال محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تراقب عمليات الإعدام عن كثب، إنه «كان يعاني من اضطراب ثنائي القطب، وقد أبطلت المحكمة العليا حكم الإعدام الصادر بحقه». وأضاف: «إعدام قبادلو هو قتل خارج نطاق القضاء، ويجب محاسبة المرشد الإيراني علي خامئني وسلطته القضائية على هذه الجريمة».

وكتب أميري مقدم على منصة «إكس»: «هذا الإعدام يجب أن يقابل بإدانات دولية قوية».

أثار إعدام قبادلو ردود فعلٍ واسعة من قبل الناشطين السياسيين والمجتمع المدني الإيراني. ودانت الحائزتان على جائزة «نوبل» للسلام المحامية شيرين عبادي (في لندن)، والناشطة نرجس محمدي المسجونة في إيفين، إعدام قبادلو.

كما انتقدت نائبة ألمانية إعدام قبادلو، بعد عامين من قبولها كفالته السياسية.

إعدام داعية كردي

وفي قضية منفصلة، نفذت السلطة القضائية الإيرانية حكماً بالإعدام بحق الداعية السني الكردي فرهاد سليمي بتهمتي «الحرابة» و«الإفساد في الأرض» في سجن قزل حصار، بعد 14 عاماً على اعتقاله.

وبحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، كان سليمي مضرباً عن الطعام احتجاجاً على إعدام متهمين آخرين في ملفه. ولفتت إلى أن إعدام سليمي «قتل خارج نطاق القانون، ويجب محاكمة المرشد الإيراني ومسؤولي النظام القضائي الفاسد».

واعتقل سليمي في عام 2009، وأصدرت محكمة «الثورة»، برئاسة القاضي محمد مقيسه، حكماً بإعدامه، قبل أن تطعن المحكمة العليا بالقرار وتعيد مسار محاكمته. وصادق القاضي أبو القاسم صلواتي بعد نحو 8 سنوات على أحكام الإعدام.

وتدرج الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي وكندا کلاً من القاضي مقيسه وصلواتي على لائحة العقوبات التي تطول مسؤولين إيرانيين، على صلة بانتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت منظمات حقوقية إن إعدام سليمي جاء في وقت كانت أسرته في طريقها إلى السجن، بعد تلقيها دعوة لزيارة أخيرة.

وأوضحت المنظمة أن سليمي والمتهمين الستة معه «تعرضوا للتعذيب للحصول على اعترافات كاذبة، وتمت محاكمتهم دون مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة». وهو رابع ناشط كردي يتم إعدامه خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وحذرت المنظمة من إعدام ثلاثة ناشطين من الأكراد: أنور خضري وخسرو بشارت وكامران شيخه. وأعلن السجناء الثلاثة إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على إعدام سليمي.

واعتُقل الناشطون السبعة في مدينة كرمانشاه بتهمة التورط في اغتيال رجل دين سني في كرمانشاه، قبل أن توجه إليهم اتهامات «تهديد الأمن القومي والدعاية ضد النظام والعضوية في جماعة متشددة والإفساد في الأرض».

تخفيف حكم إعدام

كما خففت المحكمة العليا الحكم الصادر بحق سجين آخر محكوم عليه بالإعدام هو ماهان صدرات، إلى السجن 10 سنوات في سجن كاليبار بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.

وأُدين صدرات بجريمة «الحرابة» إلى جانب تهم أخرى تتعلق باحتجاجات 2022.

صورة نشرتها وكالة «ميزان» من محاكمة صدرات

وتقول مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية، إن إيران تنفذ أكبر عدد من أحكام الإعدام بين دول العالم باستثناء الصين.

ووفق منظمات حقوقية إيرانية مقرها خارج البلاد، أعدمت طهران نحو 800 شخص في عام 2023، وهو أعلى عدد منذ ثماني سنوات.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، اليوم، إن السلطات «أعدمت 51 شخصاً على الأقل في أول 23 يوماً من عام 2024».


مقالات ذات صلة

الإعدام لقطب عقارات في أكبر قضية احتيال مالي بفيتنام

آسيا صدور حكم بالإعدام بحق قطب العقارات الفيتنامية ترونغ ماي لان (إ.ب.أ)

الإعدام لقطب عقارات في أكبر قضية احتيال مالي بفيتنام

أعلنت وسائل الإعلام الفيتنامية صدور حكم بالإعدام بحق قطب العقارات الفيتنامية، ترونغ ماي لان، اليوم (الخميس)، من جانب محكمة في مدينة هو تشي مينه سيتي.

«الشرق الأوسط» (هانوي)
آسيا الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)

فتوى «طالبان» باستئناف رجم النساء حتى الموت تثير الرعب

يقول نشطاء إن عودة النظام الأفغاني إلى الرجم والجلد العلني؛ بسبب عدم وجود «مَن يحاسبهم على الانتهاكات».

«الشرق الأوسط» (لندن - كابل)
شمال افريقيا  شكري بلعيد (أ.ف.ب)

حقوقيون تونسيون يرفضون أحكام الإعدام في ملف اغتيال بلعيد

عبّر «الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام» عن رفضه للأحكام القضائية الابتدائية في قضية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، التي قضت بإعدام أربعة متهمين.

المنجي السعيداني (تونس)
المشرق العربي قوات إسرائيلية تحتجز فلسطينياً في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين قيام إسرائيل بتنفيذ «إعدامات» في الضفة

أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية قيام إسرائيل بتنفيذ «إعدامات» خارج القانون في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي أشخاص يحضرون جنازة فلسطينيين قُتلوا بغارة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية (رويترز)

إعدام فلسطيني متّهم بالعمالة... وسط دعوات لمحاكمات قانونية

أثارت قضية إعدام مسلحين فلسطينيين شخصاً اتهموه بالتخابر لصالح إسرائيل في مدينة جنين شمال الضفة الغربية رد فعل شعبياً مؤيداً؛ لكن المؤسسات الحقوقية أبدت تحفظها.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

باريس تندد بسياسة «الابتزاز المستمر» الإيرانية وتطالب بـ«الإفراج الفوري» عن 4 من مواطنيها

متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

باريس تندد بسياسة «الابتزاز المستمر» الإيرانية وتطالب بـ«الإفراج الفوري» عن 4 من مواطنيها

متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية في إيران سيسيل كوهلر المعتقلة منذ عامين في 23 مارس الماضي (أ.ف.ب)

مرة أخرى، ترفع فرنسا الصوت بوجه إيران للمطالبة بالإفراج «الفوري» عن أربعة فرنسيين، ثلاثة منهم معروفو الهوية وهم: سيسيل كوهلر، وجاك باريس، ولويس أرنو، فيما تتكتم السلطات الفرنسية والإيرانية عن هوية الشخص الرابع. وثمة من يزعم، في باريس، أنه عميل للمخابرات الفرنسية. والمدهش أن الجانب الإيراني الذي يلصق تهمة التجسس أو الاعتداء على المصالح العليا للجمهورية الإسلامية، أو التحضير لأعمال تخريبية، امتنع، حتى تاريخه، عن كشف هوية الشخص الرابع، أو عن الاتهامات الموجهة إليه، والتي تبرر اعتقاله.

ويوم الثلاثاء، عادت مسألة الفرنسيين الأربعة إلى الواجهة بمناسبة مرور عامين على اعتقال كوهلر، وباريس، فعمدت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إصدار بيان متشدد، اتهمت فيه إيران بممارسة «سياسة رهائن الدولة»، ونددت بـ«الابتزاز المستمر» الذي لا تتوقف عن ممارسته.

وثمة قناعة مترسخة، ليس فقط في باريس، وإنما في كل العواصم التي لديها رهائن في إيران، بأن طهران تستخدم الرهائن الغربيين إما للحصول على امتيازات، أو لتحرير مواطنين لها معتقلين في هذه البلدان.

جاك باريس رفيق درب سيسيل كوهلر اعتقل في اليوم نفسه وما زال محتجزا في سجن آلفين في طهران (أ.ف.ب)

وسبق للتلفزة الإيرانية أن بثت «اعترافات» لاثنين من الرهائن الأربعة، أعلنا خلالها بأنهما «عميلان للمخابرات الفرنسية». وفي هذا الخصوص، أدانت فرنسا «الممارسة المقيتة التي تمارسها الجمهورية الإسلامية المتمثلة في الاعترافات القسرية والعلنية» كما نددت بـ«ظروف الاحتجاز اللاإنسانية والمهينة التي يتعرض لها مواطنونا».

وإذ حملت الخارجية الفرنسية السلطات الإيرانية «المسؤولية عن مصير الرهائن ومعاملتهم»، فإنها طالبت بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم». وانتهى البيان الفرنسي بالإعراب عن «التعاطف مع جميع الرهائن الأوروبيين الآخرين المحتجزين في السجون الإيرانية، وهم أبرياء من التهم العبثية الموجهة إليهم في محاكمات صورية»، مؤكداً أن «السلطات الفرنسية لا تزال ملتزمة التزاماً كاملاً بتأمين إطلاق سراح مواطنيها الأربعة»، وهي تواظب على التواصل مع عائلاتهم. وبحسب معلومات متداولة في باريس، فإن هناك ما بين 20 و30 رهينة غربية في إيران يندرج وضعها تحت خانة «دبلوماسية الرهائن» التي دأبت طهران على ممارستها.

وفي 7 مايو (أيار) من العام 2022، ألقى الأمن الإيراني القبض على سيسيل كوهلر ورفيق دربها جاك باريس بنهاية زيارة سياحية دامت ثلاثة أسابيع. كلاهما منخرط في التعليم: الأولى أستاذة الآداب المعاصرة في إحدى مدارس منطقة «إيفلين» القريبة من باريس، والثاني أستاذ رياضيات متقاعد. وهما معتقلان في سجن «إيفين» القريب من طهران. وحتى تاريخه، لم تتم محاكمتهما، كما أن المحامين المكلفين بالدفاع عنهما لم يطلعوا بعد على ملفيهما فيما التواصل بين المحتجزين وعائلتيهما متقطع.

سيسيل كوهلر وشقيقتها ناعومي في صورة تعود للعام 2020 (أ.ف.ب)

في المقابل، فإن الرهينة الثالثة لويس أرنو تمت محاكمته وإدانته بـ«التجسس لحساب قوى خارجية»... وصدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات. وتسعى لجان تشكلت للدفاع عن كوهلر وباريس للضغط على الحكومة الفرنسية لدفعها لمزيد من التحرك، علماً بأن أي اتصال رسمي بين باريس وطهران يأتي دوماً على ملف الرهائن الأربعة.

ورغم الدعوات الفرنسية المتكررة المطالبة، على كافة المستويات، بإطلاق سراح الأربعة، فإن الطرف الإيراني يصم أذنيه عن المطالب الفرنسية. وبحسب مطلعين على هذا الملف، فإن مشكلة باريس هي أن الاتصالات لا تتم مع الجهات التي بيدها الحل والربط أي «الحرس الثوري»، والجهاز القضائي المرتبط به. ومن جهة ثانية، تسعى هذه اللجان إلى المحافظة على اهتمام الرأي العام بالرهائن، حتى لا يلفهم عالم النسيان.

وكان باريس وكوهلر ينشطان في العمل النقابي في قطاع التربية. وجاء القبض عليهما في سياق حراك الجسم التعليمي في إيران (نهاية العام 2021)، الأمر الذي يفسر اتهامهما بـ«التعاون والتواطؤ للنيل من أمن البلاد».

وقبل أيام، تحدثت ناعومي كوهلر، شقيقة سيسيل، عن ظروف اعتقالها، فأكدت أنها فيما يسمى «القسم 9» في سجن «إيفين» الذي نقلت إليه بعد أن أمضت عدة أشهر في عزلة تامة، وهي حالياً تتقاسم خليتها في السجن التي تبلغ مساحتها تسعة أمتار مربعة مع نساء أخريات.

وأفادت ناعومي بأن سيسيل لم تحظ سوى بثلاث زيارات قنصلية منذ اعتقالها، وقد تمت تحت مراقبة شديدة من حراس السجن. وباستثناء الاتصالات الهاتفية النادرة مع عائلتها، فإنها «معزولة عن العالم الخارجي». ويسمح للرهينة الفرنسية، بحسب شقيقتها، بثلاث نزهات قصيرة في فناء السجن. وخلاصتها أن شقيقتها «رهينة لعبة تتخطاها، إذ إنها تتناول مصالح أبعد بكثير مما تمثله».

صورة لسيسيل كوهلر تعود لأيام قبل اعتقالها وتظهرها في زيارة لمسجد في مدينة أصفهان (صورة مصدرها عائلة كوهلر)

والمناشدات والضغوط الفرنسية لم تجدِ حتى اليوم في إخراج الرهائن الأربعة من إيران، بعكس ما حصل عند الإفراج عن رهينتين فرنسيتين قبل عام تماماً هما بنجامين بريير (37 عاماً) وبرنار فيلان (64 عاماً) «لأسباب إنسانية». وتأمل عائلتا كوهلر وباريس أن تعمد طهران لبادرة إنسانية مشابهة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وكان الاثنان محتجزين في سجن «وكيل آباد» في مدينة مشهد حيث كان حكم على بريير بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة التجسس. إلا أن محكمة استئناف برأته من التهمة لكنه بقي معتقلاً. أما فيلان الذي يحمل أيضاً الجنسية الآيرلندية، إلى جانب جنسيته الفرنسية، فكان يعمل في القطاع السياحي، وأدين بتهمة «المساس بالأمن القومي» الإيراني، وحكم عليه بالسجن لست سنوات ونصف.

وأكدت كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية وقتها، أن باريس «ستواصل العمل مع شركائها الأوروبيين للإفراج عن مواطنيها، وعددهم أربعة، وعن جميع المواطنين الأوروبيين، وعددهم كبير للأسف، وهم معتقلون من دون سبب في إيران». وفي شهر فبراير (شباط) الماضي، أفرجت طهران عن الباحثة فريبا عادلخاه من سجن إيفين حيث كانت تمضي عقوبة بالسجن خمسة أعوام صدرت بحقها في 2020 لإدانتها بتهمة «المساس بالأمن القومي»، وهي تهمة سبق لها أن نفتها. لكن حتى اليوم، لم يسمح لها بمغادرة إيران.

ويحظى جاك باريس بتعبئة شبيهة بما تحظى به سيسيل كوهلر. ونشر 16 عالماً في مجال الرياضيات رسالة طلبوا فيها «الإفراج الفوري» عنه، مؤكدين أن إيران «تخالف القوانين الدولية في العديد من النقاط، منها انتزاع اعترافات بالقوة، وظروف اعتقال مهينة إنسانياً، ومنع المحامين من الاطلاع على ملفه القضائي، وحجزه مع أربعة آخرين في خلية سجن ضيقة، ومنعه من التواصل مع الخارج، واحتجاز سلطات السجن ما يرسل إليه من كتب، وأموال»... وتؤكد الرسالة أن ما سبق «يبين أن إيران تخالف المواد 9 و10 و14 من الشرعة الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والمبادئ التي تحكم ظروف وشروط الاعتقال».


منظمات يهودية في المجر تحتج على زيارة أحمدي نجاد

صورة نشرها الموقع الرسمي لأحمدي نجاد من وصوله إلى بودابست
صورة نشرها الموقع الرسمي لأحمدي نجاد من وصوله إلى بودابست
TT

منظمات يهودية في المجر تحتج على زيارة أحمدي نجاد

صورة نشرها الموقع الرسمي لأحمدي نجاد من وصوله إلى بودابست
صورة نشرها الموقع الرسمي لأحمدي نجاد من وصوله إلى بودابست

نددت منظمات يهودية وسفارة إسرائيل في المجر بزيارة الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد إلى بودابست هذا الأسبوع بدعوة من جامعة حكومية.

ويرتبط اسم أحمدي نجاد في الغرب ارتباطاً وثيقاً بقمع موجة المظاهرات ضد إعادة انتخابه في عام 2009، وبتصريحاته الحادة التي دعا فيها إلى محو إسرائيل «من الخريطة» واصفاً المحرقة «بالأسطورة».

وكتبت ثلاث جمعيات تمثل الجالية اليهودية في المجر، الأربعاء، أن «أحمدي نجاد معاد للسامية بشكل علني»، وحضّت إدارة «جامعة لودوفيكا» على الامتناع عن «إعطائه الفرصة لنشر أفكاره الخطيرة والسامة».

كما احتجت أكبر منظمة يهودية في المجر، واسمها «رابطة التجمعات اليهودية المجرية» (ماسيهيسز) على زيارته، وطالبت المؤسسة الجامعية باعتذار.

صورة نشرها الموقع الرسمي لأحمدي نجاد من خطابه في جامعة بودابست

وقالت في بيان: «هذا الأمر يتناقض تماماً مع مبدأ عدم التسامح المطلق الذي رفعته الحكومة ضد معاداة السامية».

من جهتها، اعتبرت السفارة الإسرائيلية أنها «إهانة شديدة (...) لذكرى» نحو 600 ألف يهودي مجري قُتلوا خلال المحرقة.

وتضم البلاد أكبر جالية يهودية في وسط أوروبا مؤلفة من نحو مائة ألف يهودي.وكان أحمدي نجاد وصل إلى بودابست الاثنين لإلقاء كلمة والمشاركة في اجتماع حول القضايا البيئية، ومن المقرر أن يبقى حتى الجمعة.

ويقدم رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان دعماً غير مشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحربه على غزة... لكن المجر تحافظ أيضاً على علاقات ودية مع إيران، وزارها وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في فبراير (شباط) الماضي.

وترأس محمود أحمدي نجاد، البالغ 67 عاماً، الجمهورية الإسلامية من عام 2005 حتى 2013، وهو حالياً عضو في «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، الذي يتولى تقديم النصائح للمرشد الأعلى علي خامنئي.


روب مالي يواجه اتهامات «مثيرة للقلق» من الجمهوريين في الكونغرس

المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي (أرشيفية - أ.ب)
المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي (أرشيفية - أ.ب)
TT

روب مالي يواجه اتهامات «مثيرة للقلق» من الجمهوريين في الكونغرس

المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي (أرشيفية - أ.ب)
المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي (أرشيفية - أ.ب)

كشف مشرعون جمهوريون كبار في الكونغرس عن أسباب إبعاد روبرت مالي المبعوث الخاص لإدارة الرئيس جو بايدن إلى إيران عن منصبه، وطالبوا في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تأكيد تلك الأسباب التي عدّوها «مثيرة للقلق».

وكان مالي موضع جدل وتدقيق منذ أبريل (نيسان) في العام الماضي، عندما أعرب المشرعون عن غضبهم من مراوغة الإدارة بشأن أسباب إيقافه عن العمل من دون أجر وإلغاء تصريحه الأمني في يونيو (حزيران) 2023 دون شرح ملابسات وأسباب هذا الإيقاف، ووضعه قيد التحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

إنريكي مورا وروبرت مالي على هامش مفاوضات «النووي» الإيراني في فيينا 20 يونيو 2021 (إ.ب.أ)

وأرسل السيناتور الجمهوري عن ولاية إيداهو جيمس ريش، والنائب عن ولاية تكساس مايك ماكول، رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن طالبا فيها «بتوضيح تفصيلي لأسباب إيقاف مالي والتحقيق معه»، وأوضحا أن تحقيقاتهما الخاصة كشفت عن «أن مالي خزّن بشكل غير صحيح بيانات سرية على هاتفه الشخصي الخلوي وسرقها أحد المتسللين بعد ذلك».

وجاء في الرسالة: «نفهم أن التصريح الأمني لمالي تم تعليقه لأنه نقل وثائق سرية إلى حساب بريده الإلكتروني الشخصي، وقام بتنزيل هذه الوثائق على هاتفه الخلوي الشخصي... لكن من غير الواضح لمن كان ينوي إرسال هذه الوثائق، ويُعتقد أن جهة فاعلة إلكترونية معادية، كانت قادرة على الوصول إلى بريده الإلكتروني وهاتفه للحصول على المعلومات التي تم تنزيلها».

النائب الجمهوري مايك ماكول في مؤتمر صحافي بالكونغرس 29 يناير 2024 (أ.ف.ب)

وأضاف عضوا الكونغرس أن «الادعاءات التي اطلعنا عليها مثيرة للقلق للغاية وتتطلب إجابات فورية». وأضاف: «هذه الادعاءات لها تأثير كبير على أمننا القومي وتجب محاسبة الأشخاص بسرعة وبقوة. ونحن نتطلع إلى ردكم الفوري».

وطالبت رسالة ماكول وريش من وزير الخارجية بلينكن الإجابة عن «قائمة طويلة من الأسئلة، بما في ذلك عما إذا كان المتسللون المزعومون الذين وصلوا إلى هاتفه، تابعين لإيران».

ورغم أنه لا يزال في إجازة غير مدفوعة الأجر، فإنه لم يتم طرد مالي من منصب المبعوث الرئاسي إلى إيران، بل تم وضعه تحت المراقبة والكشف عن دائرة معارفه وحلفائه ومساعديه داخل الولايات المتحدة وخارجها... وتم اكتشاف علاقاته بعدد من الإيرانيين الأعضاء في مبادرة خبراء إيران (IEI)، وهو برنامج تأثير سعى إلى تجنيد علماء وباحثين غربيين لتعزيز سمعة إيران وأهدافها على الساحة الدولية. وأثار ذلك المخاوف من «لوبي إيراني» يزداد نفوذه في واشنطن ولتعزيز صورة إيران.

وكانت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي قد طلبت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وثائق من وزارة الخارجية الأميركية، واستدعاء مالي للشهادة أمام اللجنة، لمعرفة الأسباب وراء إلغاء تصريحه الأمني في أبريل 2023، والمخاوف حول سوء التعامل مع معلومات سرية من قبله، إضافة إلى مساعديه؛ حيث أشارت اللجنة إلى أريان طبطبائي، المسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية، التي عملت في فريق مالي التفاوضي.

المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي على هامش محادثات فيينا في مارس العام الماضي (إ.ب.أ)

وأشار موقع «سيمافور» الأميركي إلى مشاركة طبطبائي في برنامج تدعمه الحكومة الإيرانية يسمى «مبادرة خبراء إيران». وطالب الكونغرس بمزيد من المعلومات حول ذلك، والدور الذي لعبته طبطبائي وغيرها من الأعضاء في البرنامج، في تشكيل السياسة الأميركية تجاه إيران، خصوصاً أن توصيات مالي كانت تؤيد بشدة التجاوب مع النظام الإيراني، وتشيد «باستجابة» المسؤولين الإيرانيين في المفاوضات غير المباشرة التي كانت تعقد بشكل دوري في عواصم أوروبية عدة.

وظلت التحقيقات حول أسباب إيقاف مالي في دائرة الغموض والألغاز السياسية لفترة طويلة. ودارت الشبهات حول محاولات الإدارة الأميركية الدفاع عن دوره، وعدم الكشف عن تفاصيل وفحوى عمل برنامج «مبادرة خبراء إيران» وتعيين طبطبائي في فريقه... وكيفية حصولها على تصريح أمني قبل انضمامها إلى وزارة الخارجية الأميركية.

ومع ازدياد الأسئلة حول أسباب إيقافه عن العمل، نشر موقع «سيمافور» تقارير معمقة أشارت إلى أن مالي لعب دوراً حيوياً في عمليات استخباراتية إيرانية استمرت لسنوات ضد الولايات المتحدة... وأشار الموقع، في أحد تقاريره، إلى أن مالي «ساعد في تمويل ودعم وتوجيه عملية استخباراتية إيرانية للتأثير على الولايات المتحدة والحكومات الحليفة»، بل وصل الأمر إلى قيام الموقع باتهام مالي بأنه «عميل لإيران عمل مع مجموعة من الأكاديميين الموالين للنظام لتعزيز المصالح الإيرانية والسعي للتأثير على السياسة الأميركية تجاه إيران»، لكن هذه الاتهامات لم تستند إلى أدلة موثوق بها.

شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقرها بفيينا (رويترز - أرشيفية)

وقالت وزارة الخارجية الأميركية لـمؤسسة «ديلي كولر نيوز»: «في ظل سياسة طويلة الأمد تعود إلى عقود من الزمن، لا تعلق الوزارة على التصاريح الأمنية الفردية. ومع ذلك، فقد زوّدت الوزارة الكونغرس بالمعلومات ذات الصلة بشأن استفسارات الموظفين المتعلقة بالسياسة تجاه إيران، ولقد كنا وسنظل على اتصال متكرر مع الكونغرس بشأن القضايا المتعلقة بإيران».

من هو روبرت مالي؟

ويعد روبرت مالي من الشخصيات التي ظلت تشغل منصباً مهماً في الإدارات الديمقراطية، خصوصاً أنه يتمتع بصداقة مع زميل الدراسة في جامعة هارفارد باراك أوباما الذي عينه مسؤولاً عن مكافحة تنظيم «داعش» في خلال ولايته الثانية... وشارك مع وزير الخارجية آنذاك جون كيري في مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران حتى تم التوصل إليه في 2015.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وبعد مجيء إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب انتقل مالي للعمل مرة أخرى، من عام 2018 إلى عام 2021، في منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية (ICG)، وهي منظمة عالمية غير حكومية، وكان مرتبطاً بهذه المنظمة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. ووقعت مجموعة الأزمات الدولية «مذكرة تفاهم» مع مركز أبحاث مقره إيران في عام 2016، ولكن يبدو أن هذه العلاقة لم يتم الكشف عنها للكونغرس قط.

وحينما انضم مالي إلى إدارة الرئيس جو بايدن في يناير (كانون الثاني) 2021 جلب معه العديد من الأكاديميين والنشطاء الإيرانيين، ومنهم علي فايز، النائب الأول لمالي في «مجموعة الأزمات الدولية»، لكن الحكومة الأميركية رفضت إعطاء فايز تصريحاً أمنياً.

ورغم أن مالي لم يواجه بعد عواقب قانونية، فإن الآخرين الذين ارتكبوا أفعالاً مماثلة واجهوا تداعيات أكثر خطورة بكثير. وتمكن جاك تيكسيرا، أحد أفراد الحرس الوطني الجوي، من الوصول إلى معلومات سرية ونشرها على منصة التواصل الاجتماعي «Discord» في عام 2023، وتم القبض عليه في وقت لاحق من ذلك العام، وحصل على اتفاق إقرار بالذنب في مارس (آذار) 2024 ليقضي 16 عاماً في السجن.


«الديمقراطيّ الكردستاني»: زيارة بارزاني لطهران «انعطافة مهمّة» في العلاقات الثنائية

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
TT

«الديمقراطيّ الكردستاني»: زيارة بارزاني لطهران «انعطافة مهمّة» في العلاقات الثنائية

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)

قال مصدر في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» إن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، لطهران «ستُمثّل انعطافة مهمّة في علاقة الإقليم بإيران بعد سنوات من البرود».

كان بارزاني قد وصل إلى طهران، يوم الأحد الماضي، في زيارة هي الخامسة له في أقل من عام. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي أكد، خلال اجتماعه معه، الاثنين، أن بلاده «تتوقع من الإقليم منع استغلال أراضيه» ضدها.

الرئيس الإيراني يستقبل نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق له (الرئاسة الإيرانية)

وقال المصدر، في تصريح خاص لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «قناعات طهران بوجود مكاتب لجهات مُعادية لها في إقليم كردستان العراق تقف وراء حوادث أمنيّة في بعض المدن الإيرانية، كانت عامل توتر مستمر، ونتج عنها أن قامت إيران بقصف عدّة مواقع في محافظة أربيل».

واستهلّ بارزاني زيارته إلى طهران بتصريحات قال فيها إن «دعم إيران للأكراد، سواء في عهد نظام صدّام (الرئيس العراقي السابق صدّام حسين)، أم في مجزرة حلبجة أم هجوم داعـش، تُثبت أن إيران هي سند وصديق كبير في الأيّام الصعبة التي يمرّ بها العراق وكردستان».

وقال المصدر إن لقاءات بارزاني مع المسؤولين الإيرانيين «كانت عبارة عن جلسات مصارحة عن التداخلات الدولية المعقّدة على ساحة الإقليم، يمتدّ أغلبها إلى عشرات السنين، وساهم النظام السابق بشكل كبير فيها... أبلغهم (بارزاني) أنّ عمليّة تصفية هذه التعقيدات تحتاج إلى وقت ودعم من دول جوار العراق».

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ب)

ووفق المصدر، فإنّ رئيس الإقليم «تعهّد للإيرانيين بإنهاء وجود المنظّمات المعادية لهم في كردستان العراق، من خلال تشكيل لجان أمنيّة مشتركة لتحديد مصادر التهديدات الأمنيّة داخل مُدن الإقليم، وأخرى لمنع أيّ عمليات تسلّل عبر الحدود المشتركة».

وكان رئيس «ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق» فوزي حريري، قد قال، في تصريح صحافيّ، عند مغادرة بارزاني أربيل إلى طهران، يوم الأحد الماضي: «نحن لن نسمح بأن يكون هناك تهديد من إقليم كردستان، لإيران أو تركيا أو سوريا».

وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، في تصريح سابق لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن الاتفاقيّة الأمنيّة، التي وُقّعت في الآونة الأخيرة بين طهران وبغداد، بوجود ممثّلي إقليم كردستان، أكدت للجانب الإيراني أنّه «جرى إبعاد تلك العناصر التي يُفترض أنّها كانت تقوم بتلك العمليّات عن المناطق الحدوديّة إلى عمق كردستان».

صورة وزعتها «وكالة فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» لإطلاق صاروخ إيراني باتجاه كردستان في سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

وذكر بيان عن «رئاسة إقليم كردستان»، تناقلته وسائل إعلام كرديّة، أن بارزاني اجتمع، الثلاثاء، مع القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، في طهران، حيث بحثا «علاقات إيران مع العراق والإقليم، خصوصاً في المجال الأمني».

وأوضح البيان أن الجانبين شدّدا على أهميّة مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنيّة في إيران مع العراق والإقليم للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود، ومكافحة التهديدات الأمنيّة من أيّ جانب، وناقشا أيضاً تأثير وعواقب الصراع في الشرق الأوسط على الوضع في المنطقة.

وحول ما ستُقدّمه طهران للإقليم، تحدّث المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن «من القادة الإيرانيّين من قام بالتوسّط لدى بغداد لإيجاد حلول بشأن المشكلات العالقة بين الإقليم والحكومة والبرلمان الاتحاديين، وأيضاً لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأكراد».

وكان جبار ياور، عضو المجلس القياديّ في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، قد أفاد، قبل الزيارة، بأن الخلافات السياسية في الإقليم والقضايا الاقتصادية وأمن الحدود ستكون ضمن أجندة بارزاني. وقال: «هذا أمر مهمّ جداً لإيران... الإيرانيّون كثيراً ما لعبوا دوراً في حلّ الخلافات بين الأحزاب الكرديّة، وأيضاً بين الإقليم والحكومة الاتحادية».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويرى المستشار الإعلامي لرئيس «الحزب الديمقراطي»، «أنّ الإيرانيّين يدركون جيّداً أن مصالحهم كبيرة جداً في إقليم كردستان، خصوصاً أنها سوق استراتيجية لبضائعهم؛ وهناك أكثر من عشرة مليارات من الدولارات سنويّاً من صادراتها واستثماراتها فيه، وهو يُعدّ بوّابتها إلى العراق وإلى الخليج».

وتوقّع كفاح محمود أن تنتقل العلاقات بين إيران وإقليم كردستان إلى «مرحلة استراتيجية»، قائلاً إن زيارة بارزاني ربما سيتمخض عنها «صفحة جديدة في العلاقات تُنهي التشنجات، وتنتقل إلى مرحلة استراتيجية في التعامل أو التعاون بين طهران وأربيل».

وأشار إلى وجود أربعة منافذ تجاريّة واقتصاديّة على الحدود بين إيران وإقليم كردستان، قائلاً إنّ «من مصلحة الطرفين أن تكون العلاقات إيجابيّة، وأنا أعتقد أن الزيارة فتحت آفاقاً جديدة لعلاقات متميزة بين إيران وإقليم كردستان».

وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)

ووصف رئيس إقليم كردستان علاقات الإقليم مع طهران بـ«التاريخية»، وأكد، في مؤتمر صحافيّ بطهران، الثلاثاء، أنه جرى الاتفاق مع المسؤولين الإيرانيين على «آلية لحل المشاكل».

وذكرت شبكة «رووداو» الكرديّة أن بارزاني شدد على أن «سياسة الإقليم الثابتة هي البقاء عامل استقرار في المنطقة».

وحول ما إذا كان قد جرى التوصل إلى اتفاقيات أو تفاهمات مهمة خلال الزيارة، قال محمود: «نحن نقع ضمن الدولة الاتحادية العراقية، وهذه الاتفاقيات تُوقّع عادة في بغداد، ولكن بالتأكيد يحصل الإقليم على حصة الأسد فيها».


عبداللهيان: إيران ومصر تتجهان لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
TT

عبداللهيان: إيران ومصر تتجهان لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)

أكد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أنه «كان هناك اتفاق غير مكتوب مع الأطراف الغربية بشأن التركيز علي الهدنة في غزة، وقال لنا الغربيون إنه سيجري التحرك باتجاه ذلك، واليوم نشهد آثاره الإيجابية»... وأعلن في سياق آخر أن إيران ومصر «تسيران علي طريق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي».

وأشار عبداللهيان، الأربعاء، إلى زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، إلى إيران، وقال: «أرى أن الزيارة إيجابية، وهناك أفكار مهمة للتعاون الأقوى بين إيران والوكالة».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يستقبل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في طهران (رويترز)

ورداً على احتمال وقف إطلاق النار في غزة، قال إنه كانت هناك «اتصالات مكثفة من الغربيين مع إيران، ومطلبهم الرئيسي تَمثَّل في دعوة إيران للتحلي بضبط النفس وعدم الرد على ممارسات الكيان الصهيوني... وأتصور أنه إذا التزم الأميركيون والغربيون وعودهم، وكذلك الهدنة في هذه المرحلة، فسيكون كل شيء متاحاً لإقرار الهدنة المستدامة، لكنَّ نتنياهو وعدداً من مسؤوليه المتطرفين لا يدّخرون جهداً في استمرار الحرب لأن الهدنة من شأنها أن تعني أزمة جديدة داخل الأراضي المحتلة».

كما لفت أمير عبداللهيان إلى «أن (حماس) ردَّت على المقترح المصري والقطري وفق مبادئها وبناءً على خطة حقيقية».

من لقاء سابق بين وزير الخارجية المصري سامح شكري وعبداللهيان (الخارجية المصرية)

وفي جزء آخر من تصريحاته قال: «إن إيران ومصر تسيران على مسار ترسيم خريطة طريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي».

وأكد أيضاً أن «هناك علاقات وطيدة مع الجيران، وقبل يومين من بدء العملية العقابية (بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق) قلنا لدول فيها قواعد أميركية وللجانب الأميركي إن هدف إيران ليس الجيران أو أميركا، بل معاقبة الكيان الإسرائيلي على ممارساته الوقحة المعارضة للقوانين الدولية واتفاقية فيينا».

دخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق بعد الغارة الإسرائيلية في 1 أبريل 2024 (رويترز)

وأضاف: «حذَّرنا أميركا من أنه إذا تدخلت في أي مرحلة من العملية ضد مصالح إيران، فسيكون استهداف قواعدها في المنطقة فورياً ونهائياً. وأبلغنا الدول الصديقة التي تقع فيها القواعد الأميركية بأن علاقاتنا معكم تقوم على الصداقة والأخوّة والدفاع المشروع أيضاً يأتي في سياق تعزيز التعاون والأمن الإقليمي، لكن إذا ارتكبت أميركا خطأً فسيتم ضرب قواعدها في المنطقة».

وأعرب أمير عبداللهيان عن أمله «أن يسهم الرد الإيراني على الوقاحة الصهيونية في تخفيف حدة الأزمة في المنطقة بأسرع وقت وأن تراعى حقوق الفلسطينيين في هذا الإطار».


تشاؤم إسرائيلي حيال محادثات هدنة غزة

رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
TT

تشاؤم إسرائيلي حيال محادثات هدنة غزة

رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي اليوم (الأربعاء)، إن إسرائيل لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات التي تتوسط فيها مصر بشأن هدنة مع حركة «حماس» من شأنها إطلاق سراح بعض الرهائن في غزة، لكنها تُبقي على وفد مفاوضيها متوسطي المستوى في القاهرة حالياً.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح أمس (الثلاثاء)، بأن أحدث اقتراح للهدنة قدمته حركة «حماس» لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً أن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نتنياهو إنه طلب من الوفد المفاوض الموجود في العاصمة المصرية القاهرة، الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة. ونقل المتحدث باسم نتنياهو أوفير جندلمان عنه القول: «أوعزتُ إلى الوفد الذي اتجه اليوم إلى القاهرة بمواصلة الإصرار بحزم على الشروط المطلوبة للإفراج عن مختطفينا، ومواصلة الإصرار بحزم على المطالب الضرورية لضمان أمن إسرائيل».

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح، لممارسة الضغط العسكري على «حماس» من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب.

وأشار البيان في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل قررت إرسال وفد لاستكمال المفاوضات التي تستضيفها القاهرة.

ونصّ اتفاق الهدنة الجديد الذي وافقت عليه حركة «حماس» على مبادئ أساسية تتضمن تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وعودة الهدوء المستدام.

وحسب نص الاتفاق، يهدف الاتفاق الإطاري إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء أكانوا على قيد الحياة أم غير ذلك، ومن جميع الفترات والأزمنة مقابل أعداد من الأسرى في السجون الإسرائيلية يُتفَق عليها، والعودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة الإعمار. كما أن الاتفاق الإطاري مكوّن من 3 مراحل متصلة ومترابطة.

وتصاعد التوتر على الحدود المصرية - الإسرائيلية في الساعات الأخيرة، عقب أنباء عن قصف إسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ثم سيطرة القوات الإسرائيلية على المعبر في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، وسط معلومات عن حشود إسرائيلية في المنطقة الحدودية.


الجيش الإسرائيلي: نُجري عملية دقيقة في مناطق محدودة شرق رفح

مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي: نُجري عملية دقيقة في مناطق محدودة شرق رفح

مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن طائراته قصفت أكثر من 100 هدف في أنحاء قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وذكر الجيش، في بيان، أن مِن بين هذه الأهداف منشآت عسكرية ونقاط مراقبة ومواقع إطلاق، إلى جانب بعض البنية التحتية العسكرية الأخرى.

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي يُجري ما وصفها بأنها عملية «دقيقة» في مناطق محدودة بشرق رفح، في جنوب قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


كاتس: الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع تكرار «7 أكتوبر»

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
TT

كاتس: الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع تكرار «7 أكتوبر»

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إن الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع احتمال تكرار هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وذكر الوزير، في حسابه على منصة «إكس»، أن «السبيل الوحيدة لتعزيز السلام هي من خلال المفاوضات المباشرة، في إطار عملية تطبيع إقليمية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

كان مجلس الأمن قد أخفق، الشهر الماضي، في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» ضد مشروع القرار.


إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم مجددا بعد إدخال شاحنة وقود واحدة

جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم مجددا بعد إدخال شاحنة وقود واحدة

جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الأربعاء إن السلطات الإسرائيلية أغلقت معبر كرم أبو سالم من جديد بعد إدخاله شاحنة وقود واحدة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).وجاء ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إعادة فتح المعبر "لإدخال المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة.

وذكر الجيش في بيان أن شاحنات قادمة من مصر وصلت بالفعل إلى المعبر، محملة بمساعدات تشمل أغذية ومياها ومستلزمات إيواء وأدوية ومعدات طبية.كما أكد مصدر في الهلال الأحمر المصري لوكالة أنباء العالم العربي أن إسرائيل أبلغت الجانب المصري اليوم بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، بعد إغلاقه لمدة ثلاثة أيام.وقال المصدر إن الهلال الأحمر أرسل 120 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لإدخالها إلى غزة، مضيفا أن معبر رفح الحدودي مع القطاع لا يزال مفتوحا من الجانب المصري لكن القوات الإسرائيلية تغلقه من الجانب الفلسطيني.وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقتا سابق اليوم، إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه، في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة جنود. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع «كوغات» (وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والتي تشرف على إدخال المساعدات): «تصل الشاحنات القادمة من مصر بالفعل إلى المعبر»، مشيراً إلى أنها «تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومُعدات الإيواء والأدوية والمُعدات الطبية التي تبرّع بها المجتمع الدولي»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

صورة بالأقمار الصناعية تُظهر مركبات عسكرية إسرائيلية تتجمع في منطقة بجنوب إسرائيل بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأضاف البيان أنه «بعد تفتيش المساعدات سيجري نقلها إلى جانب غزة من المعبر». وذكر البيان أن معبر إيريز الآخر يواصل العمل لإيصال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.

وجرى إغلاق معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة بعد هجوم صاروخي، يوم الأحد، تبنّته «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، وأدى إلى مقتل أربعة جنود، وإصابة أكثر من عشرة آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ أُطلقت من منطقة متاخمة لمدينة رفح بجنوب غزة، وبعد ذلك توغل هناك وسيطر على معبر رفح مع مصر، الثلاثاء. وانتقدت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وواشنطن إغلاق هذه المعابر التي تُعد شريان حياة لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة، حيث حذّرت وكالات الإغاثة مراراً من مجاعة تلوح في الأفق مع احتدام الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وكان موقع «أكسيوس» الإخباري قد ذكر أن الرئيس جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، أمس، إعادة فتح المعبر الذي جرى إغلاقه، يوم الأحد، بعد هجوم لـ«حماس» على موقع قريب للجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة جنود.


غارات إسرائيلية فجرا على 6 أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
TT

غارات إسرائيلية فجرا على 6 أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم (الأربعاء) شن غارات على أهداف لـ«حزب الله» في 6 مناطق جنوب لبنان، الليلة الماضية.

وأضاف عبر منصة «إكس»: «خلال ساعات الليلة الماضية، أغارت طائرات حربية على مبانٍ عسكرية لـ(حزب الله) في كفر كلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس». وقال إن الطيران قصف أهدافاً أيضاً لـ«حزب الله» في حولا وعيترون جنوب لبنان، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وتابع بأن الجيش شن هجمات «لإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين».