من هو «باهوز زاغروس» الذي قتلته المخابرات التركية في شمال العراق؟

صحف أنقرة تتهم واشنطن و«الموساد» بالتخطيط لهجمات ضد الجنود الأتراك

تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب - أرشيفية)
تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

من هو «باهوز زاغروس» الذي قتلته المخابرات التركية في شمال العراق؟

تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب - أرشيفية)
تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» (أ.ف.ب - أرشيفية)

كشفت المخابرات التركية مقتل «محمد شفا أكمان» الذي كان يحمل الاسم الحركي «باهوز زاغروس»، ويوصف بـ«مسؤول السليمانية» في تنظيم «المجتمعات الكردستانية» التابع لحزب العمال الكردستاني.

وقالت مصادر أمنية، اليوم (الثلاثاء)، إن المخابرات التركية «حيّدت (قتلت) أكمان في عملية دقيقة نفذتها في السليمانية (شمال العراق)، بعد متابعة لتحركاته ورصد مكانه، إذ كان يعد لعملية ضد القوات التركية الموجودة في المنطقة».

وانضم أكمان إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، عام 2005، وكان ينشط في صفوفه تحت مسمى «مسؤول السليمانية» شمال العراق، وفقاً للمصادر الأمنية التركية.

وجاء إعلان مقتل أكمان، بعد أن كشفت المخابرات التركية، أول أمس (الاثنين)، عن مقتل القيادي في تنظيم «المجتمعات الكردستانية» إردينتش بولجال، الذي كان يعرف بالاسم الحركي «علي خبات»، في عملية نفذتها في السليمانية أيضاً.

وتتهم أنقرة السلطات المحلية في السليمانية، إحدى مدن إقليم كردستان، بالتغطية على أنشطة حزب العمال الكردستاني، وقررت منذ أشهر وقف الرحلات الجوية مع مطار المدينة.

وكان بولجال مسؤولاً عن «أكاديمية شيلان جوي» التي تتولى التدريب العسكري والآيديولوجي في التنظيم.

وقالت المصادر التركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «خبات» كان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف الوجود العسكري التركي في كركوك (شمال بغداد).

وبحسب المصادر، فإن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل عدد من مرافقي «خبات» في «عملية دقيقة للمخابرات التركية في السليمانية بعد متابعة ورصد موقعه وأعوانه قبل تنفيذ العملية مباشرة».

وقدّم بولجال «تدريباً آيديولوجياً» في مدن تركية كبرى، مثل إسطنبول وإزمير، نيابة عن «حزب العمال الكردستاني»، كما عمل على تجنيد الشباب في الكوادر الريفية للحزب من خلال أنشطته الدعائية وممارسة الضغوط عليهم، وفقاً لتعبير المصادر.

صورة وزعتها المخابرات التركية لمحمد أكمان المعروف بالاسم الحركي «باهوز زاغروس»

وجاء الكشف عن العمليتين في إطار رد أنقرة على مقتل 12 من جنودها وإصابة 13 آخرين، في هجومين لـ«حزب العمال الكردستاني»، يومي الجمعة والسبت الماضيين، في مناطق العملية العسكرية التركية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أشهر ضد مسلحي الحزب في عدد من المناطق بشمال العراق.

ونفّذت القوات الجوية التركية، ليل السبت - الأحد، عملية موسعة شملت مناطق في شمال العراق وسوريا، رداً على مقتل الجنود الأتراك أدت إلى مقتل 26 مسلحاً كردياً.

وتشهد العلاقات بين أنقرة وبغداد توتراً، بين الحين والآخر، بسبب العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية التي تستهدف «حزب العمال الكردستاني».

«مخطط لقتل الجنود»

في السياق، اتهمت صحف قريبة من الحكومة التركية، إسرائيل والولايات المتحدة، ودولاً غربية أخرى، بالتخطيط لقتل الجنود الأتراك في شمال العراق.

وقالت صحيفة «تركيا» إن «جهاز الموساد أعد الخطة، وكلف ضابطاً برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي و3 عملاء بتدريب عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا».

بدورها، قالت صحيفة «يني شفق» إن القوات المسلحة التركية اقتربت نحو 20 كيلومتراً من المنشأة النفطية التي تديرها الولايات المتحدة في «غارا» بشمال العراق، وإن أميركا كانت قلقة بشأن ذلك، وقد يكون لها دور في الهجوم.

إلى ذلك، أوقفت السلطات التركية 20 شخصاً بتهمة الدعاية لحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة أمنية نُفّذت في أنقرة.

وكانت الشرطة التركية ألقت القبض، الاثنين الماضي، على 52 من أعضاء حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، خلال اجتماع لجناح الشباب في ديار بكر، جنوب شرقي البلاد.


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يؤكد للرئيس التركي الحرص على توحيد الجهود لدعم الشعب الفلسطيني

الخليج الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يؤكد للرئيس التركي الحرص على توحيد الجهود لدعم الشعب الفلسطيني

أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، اتصالاً هاتفياً، بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» التركي في شمال العراق (أرشيفية - أ.ف.ب)

تركيا: تحييد 6 عناصر من حزب العمال الكردستاني شمال العراق وسوريا

أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، «تحييد» 6 عناصر من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية (بي كيه كيه - واي بي جي) شمال العراق وسوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية موقع سقوط المسيّرة التركية في كركوك (إكس) play-circle 00:24

أنقرة تتحرى مع بغداد عن مسيّرة «أُسقطت» في كركوك

أكدت تركيا أنها والعراق لديهما إرادة قوية ومشتركة بمجال مكافحة الإرهاب كما عدّ البلدان أن تعاونهما بمشروع «طريق التنمية» سيقدم مساهمة كبيرة لجميع الدول المشاركة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شمال افريقيا جانب من لقاء السيسي وإردوغان في القاهرة (الرئاسة المصرية)

تركيا تترقب زيارة السيسي لتعزيز مسار المصالحة

قال سفير أنقرة بالقاهرة، صالح موتلو شن، مساء الخميس، إن «بلاده تتطلع لإتمام زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شؤون إقليمية تركيا تواصل حملاتها المكثفة على «داعش» (أرشيفية)

تركيا: القبض على 127 من «داعش» في عملية أمنية موسعة

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 127 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي خطط أحدهم لتنفيذ هجوم إرهابي في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مسؤول إسرائيلي: ضغوط أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن

TT

مسؤول إسرائيلي: ضغوط أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن

ضغوط أميركية للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن (رويترز)
ضغوط أميركية للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن (رويترز)

أوضح مسؤول بارز بالحكومة الإسرائيلية، شارك في اجتماعات حساسة، متعلقة بمحور فيلادلفيا أن تحديد مكان الرهائن الستة، الذين قتلوا وإعادتهم ربما «يغير المعادلة»، التي وافق عليها مجلس الوزراء، يوم الخميس الماضي.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أضاف المسؤول أن «الضغط الأميركي تكثف أضعافاً مضاعفة. من المحتمل ألا يكون هناك أي خيار، سوى المضي قدماً في إبرام اتفاق»، حسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد.

غير أنه لم يتضح ما إذا كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يمكن أن يعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء ويغير قراره، فيما يتعلق بسيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا أم لا.

وكان غالانت قد قال في وقت سابق على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «يجب أن ينعقد مجلس الوزراء الأمني على الفور ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس الماضي»، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحد.

وأضاف: «لقد فات الآوان بالنسبة للرهائن، الذين قتلوا بدم بارد... يجب إعادة الرهائن، الذين ما زالوا في أسر (حماس) إلى وطنهم».

وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد قرر المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر.

وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، الجمعة، بأنه تمت الموافقة على هذه الخطوة بعد موافقة أغلبية من 8 وزراء، وصوَّت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، في حين امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.