في وقت اهتمت الحلبة السياسية والإعلامية في إسرائيل بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً عن شروط السلام مع تل أبيب، وأبرزتها على رأس العناوين، خرج التيار المتشدد في الحكومة بتصريحات قلقة من اشتراط حل القضية الفلسطينية.
وقال كبير وزراء هذا التيار وزير المالية بتسلئيل سموترتش إنه يؤيد التطبيع مع السعودية، لكنه يرفض أن تكون هناك تنازلات إسرائيلية في الموضوع الفلسطيني. وأضاف أن ما يقبله في موضوع التطبيع هو اتخاذ خطوات ترمي إلى دفع الاقتصاد الفلسطيني نحو التقدم وبشكل خاص في مجال تطوير مناطق صناعية ومراكز تجارية. ورفض أن يربط التطبيع مع السعودية بالموضوع الفلسطيني.
شرخ في الائتلاف الحكومي
وبدأ التوجه إلى التطبيع مع السعودية وما يتطلبه من مقاربة جديدة في الموضوع الفلسطيني، بإحداث شرخ في الائتلاف الحكومي. ورأت مصادر مقربة من تكتل الصهيونية الدينية الذي يضم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، أن الاستجابة لمطالب السعودية يمكن أن تفرط الائتلاف، خصوصاً بعد أن تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد لقائه الرئيس جو بايدن، الأربعاء، عن سلام مع الشعب الفلسطيني.
ونقل موقع «واي نت» العبري عن مسؤول كبير أن نتنياهو اطلع سموترتش على التطورات في موضوع التطبيع، عندما كانت في بدايتها، ووعده بألا يكون هناك اتفاق أوسلو ثانٍ ولا تجميد البناء الاستيطاني ولا تسليم أراضٍ من الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية. ولكنه أضاف أنه إذا تبين أن هناك توجهاً آخر في مفاوضات التطبيع، فإنه سيعمل بكل قوته لمنعه. وطلب من سموترتش وبن غفير عدم المسارعة بترك الحكومة، مؤكداً أنه لا يسعى لإخراجهما منها. لكنه سيفتح الباب أمام دخول حزب معتدل إليها مثل حرب بيني غانتس.
يذكر أن الاعلام الإسرائيلي نشر ملخصات كبيرة لتصريحات الأمير محمد بن سلمان أيضاً في المواضيع الأخرى، وبشكل خاص في الموضوع النووي. واعتبر موقع «واللا» هذه التصريحات «نادرة».