إسرائيل تدشن موسم الأعياد اليهودية بتصعيد واسع في الضفة: 6 قتلى في 24 ساعة

السلطة و«حماس» تتهمان حكومة نتنياهو بتحويل الضفة ساحة حرب «رداً على دعوات إحياء السلام»

TT

إسرائيل تدشن موسم الأعياد اليهودية بتصعيد واسع في الضفة: 6 قتلى في 24 ساعة

جانب من التشييع في جنين (أ.ف.ب)
جانب من التشييع في جنين (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل الأربعاء، فلسطينياً في مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا في الضفة الغربية، ليرتفع عدد الذين قتلتهم في أقل من 24 ساعة إلى 6 فلسطينيين، 4 منهم في جنين شمال الضفة، والسادس في قطاع غزة، في تصعيد قالت السلطة الفلسطينية: إنه يمثل «رداً إسرائيلياً رسمياً، على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة».

وهاجم الجيش الإسرائيلي مخيم عقبة جبر في أريحا، الأربعاء، وقتل ضرغام الأخرس (19 عاماً)، أثناء مواجهات، متهماً إيّاه بأنه ألقى عبوات ناسفة تجاه الجنود.

من التشييع في جنين الأربعاء (أ.ف.ب)

وإلى جانب العملية في عقبة جبر، قال الجيش، إن قواته قامت بعمليات في الخليل والكثير من البلدات الفلسطينية الأخرى، واعتقلت 12 فلسطينياً، وصادرت الكثير من الأسلحة والذخائر.

والعمليات الواسعة في الضفة، جاءت بعد ساعات فقط من اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، قتل خلالها الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين، مستخدماً طائرات انتحارية. كما قُتل فلسطيني خلال مظاهرات على الحدود مع قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الثلاثاء، أن إسرائيل قتلت كلاً من: محمود السعدي (23 عاماً) ورأفت خمايسة (22 عاماً) ومحمود عرعراوي (24 عاماً)، وعطا موسى (29 عاماً)، في جنين، كما قتلت في قطاع غزة يوسف رضوان (25 عاماً).

وكانت إسرائيل رفعت حالة التأهب قبل عيد رأس السنه العبرية بداية الأسبوع الحالي، في ضوء تلقي أجهزة الأمن أكثر من 200 إنذار حول احتمال وقوع عمليات خلال فترة الأعياد.

عناصر من «كتائب القسام» في جنين (إ.ب.أ)

وعيد رأس السنة العبرية، هو بداية سلسلة من الأعياد اليهودية هذا الشهر وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يحتفل اليهود بـ«يوم الغفران»، في 24 سبتمبر (أيلول) الحالي، و «عيد العرش» لمدة ثمانية أيام كاملة، من يوم 29 سبتمبر حتى نهاية 7 أكتوبر المقبل.

ويعتقد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون، أن التصعيد «سيبدأ في الضفة الغربية، وقد ينتقل إلى غزة ولبنان في ظل سعي (حزب الله) و(حماس) و(الجهاد)، إلى الربط بين هذه الساحات».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حذّر ​​«من وجود خطط لهجمات فلسطينية ضد اليهود أثناء عطلة الأعياد»، قائلاً: «أقترح على جميع الجماعات الإرهابية: لا تجربونا».

وفي حين حاول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، تبرير الهجمات في الضفة الغربية «بأنها لإحباط هجمات فلسطينية قاتلة محتملة»، قالت السلطة الفلسطينية و«حماس»: إن إسرائيل «تسعى إلى أوسع تصعيد ضد الفلسطينيين».

مدخل مخيم جنين بعد العملية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، «جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين»، قائلاً: إنها «مخطط لها، وتأتي بتعليمات مباشرة من الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، وبتوجيه من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير».

وأضاف، أن الجرائم التي ارتُكبت في جنين وغزة وأريحا، «تمثل رسالة إلى زعماء العالم المجتمعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن إسرائيل دولة فوق القانون، وتحكمها مجموعة من الإرهابيين القتلة، وتعتمد على صمت المجتمع الدولي وحصانته من المساءلة والملاحقة الجنائية».

وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً قالت فيه: إن «جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة، التي كان آخرها استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، هي رد إسرائيلي رسمي على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة». واتهمت إسرائيل «بتعمد تحويل الأرض الفلسطينية إلى ما يشبه ساحة حرب».

صورة جوية لمدينة جنين (رويترز)

وقالت حركة «حماس»: إن إسرائيل «واهمة إذا اعتقدت أنها قادرة على حسم الصراع». وأكد الناطق باسمها حازم قاسم، أن «حكومة الاحتلال الفاشية تسعى إلى تصعيد الصراع مع شعبنا الفلسطيني إلى أقصى مرحلة، وهي واهمة بأنها قادرة على حسمه». وأضاف: «حركة (حماس) وفصائل المقاومة في قلب معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى».


مقالات ذات صلة

قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية

المشرق العربي جنود إسرائيليون يظهرون في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ب)

قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب وإصابة تسعة فلسطينيين آخرين، بينهم أربعة جروحهم خطرة، في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيّم بلاطة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية أنصار حركة «فتح» يلوحون بالأعلام الفلسطينية وأعلام الحركة خلال مسيرة لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة جنين بالضفة الغربية

استمرار الاشتباكات والاتهامات في الضفة

عمَّقت السلطة الفلسطينية عمليتها في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وسط اشتباكات متصاعدة مع مسلحين بداخله.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية مشيعون حول جثمان الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ التي أصيبت برصاصة خلال اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية (رويترز)

نتنياهو يرفض نقل أسلحة للسلطة الفلسطينية... متجاهلاً طلباً أميركياً

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلباً من واشنطن بنقل أسلحة وذخيرة إلى السلطة الفلسطينية، على الرغم من حملتها في مخيم جنين التي تُعدها إسرائيل مفيدة لها أمنياً.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي ضباط أمن فلسطينيون خلال مداهمة على مسلحين في مخيم جنين للاجئين (أرشيفية - د.ب.أ)

اشتباكات جنين تتواصل وتنذر بتوسع الانقسام الفلسطيني

بدأت السلطة قبل نحو 3 أسابيع عملية واسعة في جنين ضد مسلحين، في بداية تحرك هو الأقوى والأوسع من سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي آلية لقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين (أ.ب)

مقتل ضابط من الحرس الرئاسي الفلسطيني بإطلاق نار في مخيم جنين

أعلن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطينية العميد أنور رجب، اليوم (السبت)، مقتل ضابط في الحرس الرئاسي بإطلاق نار في مخيم جنين بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نواب «ائتلاف نتنياهو» يطالبونه بتنفيذ «خطة الجنرالات»

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام مطبوخ في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام مطبوخ في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

نواب «ائتلاف نتنياهو» يطالبونه بتنفيذ «خطة الجنرالات»

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام مطبوخ في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام مطبوخ في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

بينما تحدثت مصادر سياسية في تل أبيب عن تقديم حركة «حماس» تنازلاً كبيراً قد يفتح الطريق لصفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، تحرك نواب من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمنع هذا التطور وتنفيذ «خطة الجنرالات» في قطاع غزة بدلاً من ذلك.

ودفع الحديث عن تنازل محتمل من «حماس» ثمانية أعضاء في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية من حزب «الليكود» وحزبي «عظمة يهودية»، و«الصهيونية الدينية»، للتوقيع على عريضة تطالب وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بتغيير خطة العمليات الحربية في غزة، وتطبيق «خطة الجنرالات» في أقرب وقت.

وتقضي «خطة الجنرالات» بمحاصرة وإخلاء السكان من شمال غزة، وبعد ذلك تدمير كل مصادر الطاقة والغذاء، تمهيداً لدخول الجيش تدريجياً وإحكام السيطرة بالكامل.

وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن «حماس» وافقت على تأجيل مطلبها بوقف نار دائم، إلى المرحلة الثانية من الصفقة.