تركيا تعدّ بيان مجلس الأمن حول قبرص «منفصلاً عن الواقع»

فيدان: الأمم المتحدة فقدت حيادها وسنواصل دعم قبرص الشمالية

الرئيس القبرصي - اليوناني نيكوس أناستاسيادس والرئيس القبرصي - التركي إرسين تاتار (أ.ف.ب)
الرئيس القبرصي - اليوناني نيكوس أناستاسيادس والرئيس القبرصي - التركي إرسين تاتار (أ.ف.ب)
TT

تركيا تعدّ بيان مجلس الأمن حول قبرص «منفصلاً عن الواقع»

الرئيس القبرصي - اليوناني نيكوس أناستاسيادس والرئيس القبرصي - التركي إرسين تاتار (أ.ف.ب)
الرئيس القبرصي - اليوناني نيكوس أناستاسيادس والرئيس القبرصي - التركي إرسين تاتار (أ.ف.ب)

اتّهمت تركيا، اليوم (الثلاثاء)، مجلس الأمن الدولي، بأنّه «منفصل عن الواقع»، لإصداره بياناً عدّ فيه محاولة قبارصة أتراك شقّ طريق في المنطقة العازلة بين شطري جزيرة قبرص واعتدائهم على عناصر حفظ السلام التابعين للأمم المتّحدة الأسبوع الماضي، «انتهاكاً للوضع القائم». وقالت وزارة الخارجية التركية إنّ البيان الصادر عن المجلس الذي يضمّ 15 عضواً «منفصل بالكامل عن الواقع على الأرض»، مضيفة: «بدلاً من تقديم أيّ مساهمة إيجابية للقضية، يجعل البيان العملية أصعب».

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الأمم المتحدة فقدت حيادها في حادثة مشروع الطريق بشمال قبرص، مشيراً إلى مواصلة بلاده ما وصفه بأنه «دعم الموقف العادل للقبارصة الأتراك حتى النهاية».

وأضاف في تصريحات نقلها تلفزيون «تي آر تي» التركي، أن التدخل الأخير لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص يظهر «مرة أخرى أن ممارساتها تتعارض مع روح تأسيس الأمم المتحدة».

وأكد أن بلاده ستواصل دعم قبرص الشمالية في كل المجالات، بما في ذلك حصولها على الاعتراف العالمي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان ما وصفه بأنه «اعتداء على حفظة سلام أمميين يعملون في قوة الأمم المتحدة بقبرص، من قبل أفراد أمن قبارصة أتراك».

وذكر بيان صحافي منسوب للمتحدث باسم الأمين العام، أن الواقعة، التي حدثت يوم الجمعة، أدت إلى إصابة حفظة السلام وتضرر سيارات تابعة للأمم المتحدة.

وشدد الأمين العام على أن تهديد سلامة حفظة السلام الأمميين والإضرار بممتلكات الأمم المتحدة أمر غير مقبول، وقد يصل إلى درجة الجرائم الخطيرة بموجب القانون الدولي.

وحث الأمين العام الجانب القبرصي - التركي، على احترام سلطة البعثة وفق التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن الدولي وسحب جميع أفراده ومعداته من المنطقة العازلة على الفور.

ودعا الجانب القبرصي - التركي إلى العودة للانخراط بشكل بناء مع بعثة الأمم المتحدة لإيجاد سبيل متفق عليه في منطقة بيلا للتحرك قدماً.



عميلان سابقان بالموساد يرويان تفاصيل جديدة عن تفجيرات «البيجر» في لبنان

سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت بعد انفجار أجهزة «البيجر» في عناصر من «حزب الله» (أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت بعد انفجار أجهزة «البيجر» في عناصر من «حزب الله» (أ.ف.ب)
TT

عميلان سابقان بالموساد يرويان تفاصيل جديدة عن تفجيرات «البيجر» في لبنان

سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت بعد انفجار أجهزة «البيجر» في عناصر من «حزب الله» (أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت بعد انفجار أجهزة «البيجر» في عناصر من «حزب الله» (أ.ف.ب)

أدلى اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين بتفاصيل جديدة عن عملية سرية قاتلة كانت تخطط لها إسرائيل على مدار سنوات، واستهدفت قبل ثلاثة أشهر، عناصر «حزب الله» في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة نداء «بيجر» وأجهزة اتصال لاسلكية «ووكي توكي» مفخخة.

وبدأ «حزب الله» في ضرب إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وتحدث العميلان مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس»، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، حسب ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

عنصر أمن في «حزب الله» يحمل جهاز «توكي ووكي» بعد إزالة البطارية خلال تشييع عناصر في الحزب قتلوا في تفجيرات «البيجر» الثلاثاء (أ.ف.ب)

وقال أحد العملاء إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة «ووكي توكي» تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك «حزب الله» أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته. ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة (البيجر).

وأضاف الضابط الذي أطلق عليه اسم «مايكل»: «أنشأنا عالماً وهمياً».

أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة «البيجر» المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن «حزب الله» كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان، كما ذكر العميل الثاني.

وزعم أنه كان لا بد من جعل أجهزة «البيجر» أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين.

كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلةبما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه، حسب ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم «غابرييل»، إن إقناع «حزب الله» بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على «يوتيوب» تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل.

كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة «غولد أبولو» التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد.

وكان «حزب الله» أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل. وقال غابرييل: «عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد. كنا نبدو مثل (ترومان شو)، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100في المائة، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء».

وبحلول سبتمبر، كان لدى «حزب الله» 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم.

وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.

مقاتلون من «حزب الله» يحملون أحد نعوش رفاقهم الأربعة الذين قُتلوا بعد انفجار أجهزة «البيجر» الخاصة بهم في الضاحية الجنوبية لبيروت بلبنان يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024 (أ.ب)

وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة «الووكي توكي»، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.

وقال غابرييل إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر «حزب الله».

وفي الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وتم اغتيال زعيم «حزب الله»، حسن نصر الله، عندما ألقت إسرائيل قنابل على ملجئه.

وقال العميل الذي استخدم اسم (مايكل) إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. وأضاف: «كان هناك خوف حقيقي».

وعند سؤاله إذا كان ذلك مقصوداً، قال: «نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي».