تقرير: وثائق تكشف محاولات مسؤولي السفارة الإسرائيلية في بريطانيا التأثير على المحاكم

ضغطوا على مكتب النائب العام بشأن متظاهري «فلسطين أكشن»

وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني (أ.ف.ب)
TT

تقرير: وثائق تكشف محاولات مسؤولي السفارة الإسرائيلية في بريطانيا التأثير على المحاكم

وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني (أ.ف.ب)

حاول مسؤولو السفارة الإسرائيلية في لندن الضغط على مكتب النائب العام البريطاني في قضايا، بمحاكم المملكة المتحدة، المتعلقة بملاحقة المتظاهرين الفلسطينيين، وفقاً لوثائق اطلعت عليها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتُظهر الوثائق، التي تم الحصول عليها من خلال طلب الى حرية المعلومات (FoI) من قبل من منظمة العمل الفلسطيني، كشفت أن مسؤولي السفارة سعوا للضغط على المدير العام لمكتب النائب العام، دوغلاس ويلسون، للتدخل في القضايا المتعلقة بالاحتجاجات على الأراضي البريطانية.

على الرغم من أن الوثائق تم تعتيمها بشكل كبير ولا تظهر تفاصيل طلبات المسؤولين الإسرائيليين بالضبط، فإن البريد الإلكتروني الذي أرسله ويلسون إلى ممثلي السفارة بعد لقاء معهم قال فيه: «يتخذ مكتب المدعي العام قراراته في مسائل الملاحقة ويدير أعماله بشكل مستقل، لا يمكن للمسؤولين القانونيين التدخل في حالة فردية أو التعليق على قضايا تتعلق بإجراءات جارية».

وتشير محاضر الاجتماع إلى أن ويلسون أشار الى استقلالية العمل لدى مكتب المدعي العام وحساسية التعامل معهم في القضايا الفردية.

وردأ على طلب قانون حرية المعلومات، علل مكتب النائب العام بان الكشف قد يضر بعلاقات المملكة المتحدة مع إسرائيل.

«فلسطين أكشن» هي مجموعة نشطاء تستهدف بشكل أساسي مصانع الأسلحة الإسرائيلية «Elbit Systems» في المملكة المتحدة.

في فبراير (شباط) من هذا العام، كان هناك مراسلات بين مسؤولي السفارة وويلسون بشأن الاعتقالات الخاصة في المملكة المتحدة بتهم جرائم حرب. ومرة أخرى، تم تعتيم تفاصيل الطلب الإسرائيلي، فقد أصدرت المحاكم البريطانية مذكرات اعتقال لمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، بما في ذلك تسيبي ليفني، والتي صدر بحقها بلاغ في عام 2009.

ردًا على ذلك، شرح ويلسون كيف تم تشديد إجراءات إصدار مذكرات الاعتقال الخاصة، حيث يُشترط الآن موافقة مدير الادعاء العام. كما نصح بأنه من الممكن التقديم لوزارة الخارجية والتنمية الدولية للحصول على حصانة بعثة خاصة، وهو وضع نادراً ما يتم استخدامه، منحه للسابقين مثل ليفني، والذي يمنح حصانة من المحاكمة لـ بعثة مؤقتة تمثل دولة.


مقالات ذات صلة

عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)

عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

جدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، (الخميس)، مطالبته بعقد «مؤتمر دولي للسلام»، معرباً خلال زيارته إلى إسبانيا عن سعادته حال إقامة المؤتمر في مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)

نتنياهو يناور غالانت وساعر بأنباء الإقالة والتحالف

تفاعلت بقوة في إسرائيل، الاثنين، الأنباء عن مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة وزير دفاعه، يوآف غالانت، وتعيين الوزير السابق جدعون ساعر خلفاً له.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

محمود عباس يتوجه الثلاثاء إلى مدريد على خلفية اعترافها بدولة فلسطين

يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، إلى مدريد في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة، وذلك بدعوة من إسبانيا بعد اعترافها بدولة فلسطين.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)

إسرائيل تهدد بـ«تقويض السلطة الفلسطينية»

بعد أن فشلت الحكومة الإسرائيلية في ثنْي دول العالم عن التجاوب مع النشاطات الدبلوماسية الفلسطينية والعربية، قررت اللجوء إلى التهديد بتقويض السلطة الفلسطينية.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة يوم الأحد في ظل توسع الحرب (إ.ب.أ)

غالانت لزيادة الضغط في الضفة الغربية

في أول رد من مسؤولين إسرائيليين على عملية معبر «أللنبي»، قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، إن تل أبيب «ستزيد إجراءاتها في الضفة».

كفاح زبون (رام الله)

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

TT

نتنياهو يتراجع وينأى بنفسه عن اقتراح أميركي لوقف النار في لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، عن تفاهم خاص مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ونأى بنفسه عن الاقتراح الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان، الذي قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال مسؤولون أميركيون إن نتنياهو ومقربين منه شاركوا بشكل مباشر في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت، وفقاً لما ذكره موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي.

وقد يؤدي تغيير موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يأتي عقب تهديدات علنية من جانب وزراء من اليمين المتطرف في حكومته وانتقادات من جانب زعماء في المعارضة الإسرائيلية، إلى زيادة التوترات مع إدارة بايدن.

وصباح الخميس، وبينما كان نتنياهو يغادر إسرائيل متوجهاً إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا و10 دول غربية وعربية أخرى بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان. وكان نتنياهو على علم بأن البيان سيصدر.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تتوقع من جميع الأطراف - وبينهم حكومتا لبنان وإسرائيل - أن تعرب عن قبولها للاقتراح.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مسألة اقتراح وقف إطلاق النار لم يتم بحثها خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء أمس (الأربعاء)، وإن الوزراء اطلعوا بشكل رئيسي على خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال ضد «حزب الله».

وعندما غادر الوزراء الاجتماع تابعوا التقارير الصحافية حول اقتراح وقف إطلاق النار، ونشر بعضهم تصريحات شديدة اللهجة ضد هذه الخطوة.

وأوضح الوزيران القوميان المتطرفان؛ بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، أنهما يعارضان وقفاً لإطلاق النار، وهدّدا بالتصويت ضد الائتلاف الحاكم إذا وافق على الاقتراح.

وعلم نتنياهو بهذه التصريحات، وهو على متن طائرة متجهة إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي البداية، نشر مكتبه بياناً ينفي فيه أن يكون وقف إطلاق النار وشيكاً، مؤكداً أن رئيس الوزراء لم يقدم ردّه على الاقتراح بعد.

وبعد ساعات قليلة، قال أحد مساعدي نتنياهو للصحافيين، على متن الطائرة، إن «اتجاه إسرائيل حالياً ليس وقف إطلاق النار، بل مزيد من العمل العسكري ضد (حزب الله)». وشدّد نتنياهو من موقفه عندما وصل إلى نيويورك.

وحسب مسؤول إسرائيلي، فقد «تم إبلاغ إسرائيل بالاقتراح الأميركي، لكنها لم توافق عليه قط»، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال مسؤولون أميركيون إن التفاهم كان يدور حول تصريح رئيس الوزراء نتنياهو علناً بأنه «يرحب» بالاقتراح.

وبدلاً من ذلك، قال نتنياهو إن «سياسة إسرائيل واضحة، فنحن نواصل ضرب (حزب الله) بكل قوتنا. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وأولها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وهذه هي السياسة، ويجب ألا يخطئ أحد في ذلك».