العقوبات الأميركية على إيران باقية حتى بعد «غروب» القيود الأممية

مشروع قانون مشترك لضمان استمرار الضغط بعد أكتوبر المقبل

الكونغرس الأميركي من الخارج (إ.ب.أ)
الكونغرس الأميركي من الخارج (إ.ب.أ)
TT

العقوبات الأميركية على إيران باقية حتى بعد «غروب» القيود الأممية

الكونغرس الأميركي من الخارج (إ.ب.أ)
الكونغرس الأميركي من الخارج (إ.ب.أ)

قدّم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، والسيناتور الجمهوري بيل هاغرتي، مشروع قانون يحظى بتأييد من الحزبين، لفرض عقوبات على برنامج إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في تحرك إضافيّ لمواجهة عواقب الاتفاق النووي لعام 2015.

وتزامنت هذه الخطوة مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أمام الكونغرس الأميركي، وفيه اتهم إيران بأنها «تنشر الكراهية والخطر والإرهاب في الشرق الأوسط، وتدعو علانيةً إلى تدمير دولة إسرائيل».

الكونغرس الأميركي (أ.ب)

ويخشى مسؤولون أميركيون مما تسمى فترة «الغروب» التي تَلوح في الأفق في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما تنتهي صلاحية القيود الرئيسية التي فرضها مجلس الأمن على إنتاج وتطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية، بما في ذلك عمليات النقل المحتملة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، بموجب الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، مما «يؤكد الحاجة إلى هذا التشريع العاجل»، وفقاً لمينينديز وهاغرتي.

ويقنن مشروع القانون، العقوبات على برنامج إيران للصواريخ والطائرات من دون طيار، بموجب الاتفاق المصادق عليه بقرار مجلس الأمن رقم 2231، ويضمن أن يظل تطوير إيران المزعزع للاستقرار وانتشار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية خاضعاً لعقوبات مناسبة من الولايات المتحدة، في حالة احتمال قيام روسيا والصين بمنع تمديد قيود الأمم المتحدة في مجلس الأمن.

من جلسات مجلس الأمن (رويترز)

وقال مينينديز: «لن تتوقف إيران عن تطوير برامج الصواريخ والطائرات من دون طيار، ولن تتوقف عن توفير هذه التكنولوجيا الخطيرة لوكلائها وللحرب الروسية غير القانونية ضد أوكرانيا». وأضاف أنه «من الأهمية بمكان أن تعكس سياسة عقوباتنا تلك الحقيقة في حال انتهت القيود التي تفرضها الأمم المتحدة في أكتوبر. يجب على الولايات المتحدة أن تواصل تعطيل انتشار الصواريخ والطائرات من دون طيار في إيران، فضلاً عن إمدادها بوكلائها وروسيا».

ودعا حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها إلى «الانضمام إلينا في التصدي للتهديدات التي يشكّلها برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني».

وقال هاغرتي: «يستمر النظام الإيراني الراعي للإرهاب في انتهاك الحظر الدولي الذي يفرضه مجلس الأمن على تصدير الصواريخ والطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة المزعزعة للاستقرار إلى جهات أجنبية دون عقاب». وأضاف أن «هذا التشريع من الحزبين يفرض عقوبات بعيدة المدى على أي فرد أو كيان أو حكومة أجنبية منخرطة في نشاطات تتعلق بالصواريخ الإيرانية وطائراتها من دون طيار وغيرها من الأسلحة المزعزعة للاستقرار، حتى لو سُمح للحظر الدولي لمجلس الأمن بشكل غير مسؤول بالانقضاء في أكتوبر 2023».

صواريخ باليستية إيرانية على هامش مظاهرة ذكرى الثورة في فبراير الماضي (إرنا)

ويصف المسؤولون الأميركيون هذا التحرك بأنه يهدف إلى تثبيت العقوبات على إيران بدلاً من قانون إنهاء العقوبات. ويدعون إلى استمرار العقوبات على الأشخاص الأجانب المنخرطين في نشاط متعلق بالصواريخ الإيرانية بغض النظر عمّا إذا كانت قيود الأمم المتحدة على هذا النشاط ستظل سارية بعد «غروب» موعد أكتوبر 2023، وفرض عقوبات على الأشخاص الأجانب المشاركين في تطوير أو انتشار الصواريخ الإيرانية أو تكنولوجيا الطائرات من دون طيار.

ويطلب مشروع القانون تقريراً مفصلاً عن نشاط الصواريخ الإيرانية يتضمن استراتيجية دبلوماسية أميركية لتأمين تجديد قيود الأمم المتحدة على الأنشطة المتعلقة بالصواريخ الإيرانية، فضلاً عن استراتيجية لردع النشاطات المتعلقة بالصواريخ الإيرانية في غياب مثل هذا التقييد.


مقالات ذات صلة

كردستان العراق يسلّم طهران ناشطاً كردياً إيرانياً

المشرق العربي قوات من البيشمركة الكردية خلال احتفال في أربيل عاصمة إقليم كردستان 22 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

كردستان العراق يسلّم طهران ناشطاً كردياً إيرانياً

سلّمت قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في السليمانية ثاني أكبر مدن كردستان العراق، السلطات الإيرانية ناشطاً كردياً إيرانياً ينتمي إلى حزب معارض بارز.

«الشرق الأوسط» (السليمانية)
شؤون إقليمية عناصر من القوات البيشمركة في حزب «كوملة» الكردستاني الإيراني المعارض في معسكر تدريبي بموقع شمال العراق (إكس)

تحركات في كردستان ضد المعارضة الإيرانية تستبق زيارة بزشكيان

أثار اعتقال معارض إيراني في مدينة السليمانية وتسليمه إلى السلطات الإيرانية أسئلة سياسية في إقليم كردستان.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا رجال إنقاذ يعملون على إخماد حريق تسبب فيه القصف الروسي بمنطقة أوديسا يوم 26 أغسطس (أ.ف.ب)

كييف «قلقة» من احتمال نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا

واشنطن تعدُّه تصعيداً للحرب وترجح أن تقابَل الخطوة بمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقاء مجموعة «خاتم الأنبياء» (وكالة مهر الحكومية)

«الحرس الثوري» يكشف «حرب السفن» مع إسرائيل أيام ترمب

كشف قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، تفاصيل مثيرة عن «حرب السفن» بين إيران وإسرائيل خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ عاملة في إحدى لجان الانتخابات تحضر بطاقات الانتخاب عبر البريد في كارولينا الشمالية (رويترز)

مسؤول بالمخابرات الأميركية: إيران وروسيا والصين تحاول التأثير على الانتخابات

قال مسؤول كبير بالمخابرات الأميركية، الجمعة، إن إيران أصبحت أكثر نشاطاً من ذي قبل، وتُصعد من نشاطها للتأثير على الناخبين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران تكشف صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل

أرشيفية لسفينة «روبيمار» البريطانية خلال غرقها بهجوم في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
أرشيفية لسفينة «روبيمار» البريطانية خلال غرقها بهجوم في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

إيران تكشف صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل

أرشيفية لسفينة «روبيمار» البريطانية خلال غرقها بهجوم في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
أرشيفية لسفينة «روبيمار» البريطانية خلال غرقها بهجوم في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

كشف قائد «الحرس الثوري» الإيراني، للمرة الأولى، صفحة من «حرب السفن» مع إسرائيل، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وقال اللواء حسين سلامي، أمس (السبت)، إنَّ إسرائيل ضربت 14 سفينة إيرانية، قبل أن يرد «الحرس الثوري» باستهداف 12 سفينة إسرائيلية.

ولم يربط سلامي «حرب السفن» بتاريخ محدد، لكنه تحدّث عن «فترة ترمب ومواجهة فيروس (كورونا)»، ما يعني نطاقاً زمنياً بين 2017 و2021.

ووصف سلامي تلك المرحلة بـ«العصيبة»، وقال إنَّ «الهجمات على السفن الإيرانية في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط كانت تستهدف منع طهران من تصدير النفط».

وأضاف سلامي: «في البداية لم نفهم مَن يضربنا، وبعد فترة أدركنا أن إسرائيل هي مَن كانت تضرب. فعلت ذلك بشكل غامض للغاية، فضربنا 12 من سفنهم. وبعد ضرب السفينة الخامسة رفعت إسرائيل الأيدي، وقالت: دعونا نُوقف معركة السفن».