قررت لجنة الإفراج المبكر التابعة لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، الأربعاء، رفض الإفراج عن الأسير الفلسطيني وليد دقة رغم حالته الصحية الخطيرة، فيما قام رجال شرطتها بقمع تجمع لعائلة الأسير وأصدقائه، في حين قال نائب عن حزب إيتمار بن غفير إنه يصلي لـ«كي يأكل مرض السرطان جسد دقة».
وقد حضر النائب الموغ كوهن، من حزب «عوتمساه يهوديت» (عظمة يهودية)، سوية مع عائلة الجندي اليهودي الذي قتل بعملية شارك فيها دقة قبل 37 سنة، وقال: «هذا إرهابي كان وما زال يتمنى زوال اليهود. ويجب أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في الزنزانة».
والأسير دقة (62 عاماً) من سكان باقة الغربية، إحدى المدن العربية في إسرائيل (فلسطينيي 48)، معتقل منذ 25 مارس (آذار) 1986. وقد شارك في حينه في عملية خطف وقتل جندي إسرائيلي، وحكم عليه بالسجن المؤبد. وقد أصدر الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس أمر عفو عنه يحدد محكوميته بـ37 سنة. إلا أنه خضع لمحاكمة ثانية، سنة 2018، بعد أن حاول عضو الكنيست عن حزب التجمع الديمقراطي تهريب هواتف نقالة إليه. وحكم عليه بالسجن سنتين إضافيتين. وانتهت فترة محكوميته في 24 مارس (آذار) الماضي.
زواج ونطفة مهربة
وخلال مكوثه في السجن، تزوج وليد من الإعلامية سناء سلامة عام 1999، بعدما زارته في سجن عسقلان لنقل معاناة الأسرى الفلسطينيين. ولم تسمح سلطات السجون للزوجين بالإنجاب، لكنهما رزقا بطفلة في فبراير (شباط) 2020، عبر نطفة مهربة. وإبان ذلك، اكتشفت إصابته بنوع نادر من السرطان في النخاع، وهو بحاجة إلى علاج ومتابعة حثيثة. ولكنه لم يحظ بالعلاج المطلوب. فتوجه إلى لجنة الإفراج لتخفيض محكوميته حتى يحصل في الخارج على علاج.
وعقدت اللجنة (الأربعاء)، جلسة قررت في ختامها تحويل قضيته إلى لجنة خاصة مسؤولة عن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، عدم التداول في طلب الإفراج المبكر عن وليد دقة استجابة لمطلب الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
ميلاد ابنة الأسير وليد دقة تنتظره(بدي بابا وليد)#الحرية_لوليد_دقة #Free_Walid_Daqqah pic.twitter.com/2xQMH4orHI
— نادي الأسير Prisoner’s society (@PpsmoMedia) May 23, 2023
وخلال المداولات في اللجنة، شارك العشرات من فلسطيني 1948، في وقفة تضامن نظمتها عائلة الأسير وليد دقة والحركة الوطنية الأسيرة، أمام سجن الرملة للمطالبة بإطلاق سراحه لتلقي العلاجات الطبية اللازمة. ورفع المشاركون لافتات كُتبت عليها شعارات تطالب بإطلاق سراح الأسير، بينها «الحرية لوليد دقة» و«وليد دقة مطلبنا» و«حق وليد تلقي العلاجات». وشهد مدخل سجن الرملة أجواء مشحونة، وذلك بعد تنظيم وقفة لليمين الإسرائيلي المتطرف أمام الوقفة الداعمة للأسير وليد دقة، مع وصول قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية. واعتدى المتطرفون بحماية الشرطة على عائلة وليد دقة والعدد القليل من المناصرين الذين تمكنوا من الوصول إلى المكان، وبضمنهم زوجته سناء سلامة وابنته ميلاد ذات الثلاث سنوات، وذلك بإطلاق الشعارات العنصرية والتهديد بالموت وملاقاة مصير الأسير وليد دقة، وعلى مرأى من شرطة الاحتلال وبحمايتها.
مقتطفات مما كتب الأسير والمفكر وليد دقة من زنزانته. #الحرية_لوليد_دقة #Free_Walid_Daqqah pic.twitter.com/j6MltzyU6H
— نادي الأسير Prisoner’s society (@PpsmoMedia) May 23, 2023
وجاء في بيان لعائلة دقة وحملة إطلاق سراحه: «نعتبر قرار اللجنة اليوم تصريحاً بإعدامه عبر المماطلة في البت في الإفراج عنه رغم درجة الخطورة العالية جدّاً في حالته الصحية التي اعترف بها حتى تقرير مصلحة السجون الاحتلالية».