أكثر من ثلث الإسرائيليين يرون أن نتنياهو شنّ الحرب ليستعيد شعبيته

4 استطلاعات تدل على أن وضعه تحسن لكنه لن يستطيع تشكيل حكومة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس جلسة لمجلس الوزراء في مكتبه بالقدس الأحد (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس جلسة لمجلس الوزراء في مكتبه بالقدس الأحد (أ.ف.ب)
TT

أكثر من ثلث الإسرائيليين يرون أن نتنياهو شنّ الحرب ليستعيد شعبيته

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس جلسة لمجلس الوزراء في مكتبه بالقدس الأحد (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس جلسة لمجلس الوزراء في مكتبه بالقدس الأحد (أ.ف.ب)

بينت 4 استطلاعات رأي جديدة بثت في القنوات التلفزيونية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو أول وأكبر المستفيدين من العملية الحربية الأخيرة على «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة.

وقال 36 في المائة من الإسرائيليين إنه شن الحرب بسبب تراجع قوة «الليكود» في استطلاعات الرأي ورغبته في تحسين وضعه، وقال 44 في المائة إن هذه العملية لم تغيّر في معادلة الردع مقابل فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر، وأكدوا أن المواجهة المقبلة «مسألة وقت».

ونشرت 4 قنوات استطلاعات رأي حول النتائج المحتملة للانتخابات، أظهرت كلها أن حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، سيرتفع بنسبة تتراوح بين 4 و5 بالمائة عن نسبته في الاستطلاعات الأخيرة. فقد كانت الاستطلاعات التي أُجريت خلال الشهور الأربعة الماضية، تشير إلى أن الليكود بدأ يخسر من قوته بين الجمهور، منذ أعلن خطة الحكومة لتغيير منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وخرجت مظاهرات أسبوعية بمشاركة مئات الألوف في كل أسبوع.

الجيش الإسرائيلي وسط مدينة ريحوفوت حيث أصاب صاروخ أطلق من غزة الخميس مبنى سكنياً (إ.ب.أ)

وفي الاستطلاع الأخير قبل أسبوعين، كانت خسارته كبيرة (من 32 مقعداً له اليوم إلى 24 مقعداً)، وبدا واضحاً أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإن معسكره كله سينهار ويخسر الحكم. ولكن، مع انطلاق العملية الحربية في غزة، التي انتهت يوم الثلاثاء، بدا واضحاً أنه أخذ يسترد شعبيته.

وبحسب استطلاع «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، قال 63 في المائة من الإسرائيليين، إن نتنياهو كان جيداً في أدائه بقيادة العملية الحربية، مقابل 29 في المائة يعتقدون أنه كان سيئاً. وبشأن أداء وزير الدفاع، يوآف غالانت، وهو أيضاً من الليكود، قال 74 في المائة من الإسرائيليين، إن أداءه كان جيداً، مقابل 17 في المائة يرونه سيئاً. في حين رأى 81 في المائة من المستطلعة آراؤهم، أن رئيس أركان الجيش أبلى بلاءً حسناً، مقابل 13 في المائة يرون أن أداءه كان سيئاً.

وسئل الإسرائيليون عن الردع الإسرائيلي للتنظيمات الفلسطينية، فقال 42 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن العملية الحربية أسهمت في تعزيز الردع، مقابل 44 في المائة يرون أن الردع لم يتغير، في حين قال 5 في المائة إن الردع تراجع. ورأى 26 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، أن جولة المواجهة المقبلة هي مسألة أسابيع؛ في حين قال 52 في المائة إننا سنشهد مواجهة جديدة بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية في غزة خلال أشهر، فيما قال 3 في المائة إن المواجهة المقبلة قد تتأجل لسنوات.

وفي استطلاع «القناة 13»، قال 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن جولة التصعيد المقبلة في غزة، قد تحدث خلال أشهر، مقابل 17 في المائة قالوا إنها ستتأجل عاماً أو أكثر، فيما قال 12 في المائة إن المواجهة المقبلة ستحصل خلال «أيام».

وقد أجمعت القنوات الإسرائيلية الأربع على أن الليكود عاد ليرتفع في الاستطلاعات. فقد أظهر استطلاع «القناة 13» أن معسكر نتنياهو المتمثل بأحزاب الائتلاف الحالي سيحصل على 56 مقعداً في انتخابات تُجرى اليوم، موزعة على النحو التالي: الليكود - 25 مقعداً، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 8 مقاعد، «الصهيونية الدينية» - 8 مقاعد، «عوتسما يهوديت» - 5 مقاعد.

وتحصل أحزاب المعارضة الحالية على 59 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 30 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية» - 6 مقاعد، «يسرائيل بيتينو» - 5 مقاعد.

ويكون لسان الميزان بيد التحالف العربي للجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، إذ يحصل على 5 مقاعد ويبقى خارج الائتلافات. بينما يفشل حزبا «العمل» و«ميرتس» في تجاوز نسبة الحسم.

وبحسب استطلاع «القناة 12»، يحصل معسكر نتنياهو على 54 مقعداً موزعة على النحو الآتي: الليكود - 27 مقعداً، تحالف «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» - 10 مقاعد، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد. وتحصل أحزاب المعارضة على 61 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 27 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «ميرتس» - 5 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة والعربية للتغيير على 5 مقاعد.

وأظهر استطلاع «كان 11» حصول معسكر نتنياهو على 55 مقعداً، موزعة على النحو التالي: الليكود - 28 مقعداً، تحالف «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» - 10 مقاعد، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد. وبيّن الاستطلاع حصول أحزاب المعارضة الحالية على 60 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 26 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «ميرتس» - 5 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة والتغيير على 5 مقاعد.

وبحسب القناة 14 اليمينية، يحصل معسكر نتنياهو على 58 مقعداً موزعة على النحو التالي: الليكود - 31 مقعداً، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد، «الصهيونية الدينية» - 5 مقاعد، «عوتسما يهوديت» - 5 مقاعد. كما تحصل أحزاب المعارضة على 58 مقعداً: «المعسكر الوطني» - 27 مقعداً، «ييش عتيد» - 16 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، «ميرتس» - 4 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة التغيير على 4 مقاعد.



تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

تعمق الجدل والانقسام حول احتمالات انطلاق عملية جديدة لحل المشكلة الكردية في تركيا، وذهبت المعارضة إلى وجود أزمة داخل «تحالف الشعب» الحاكم وأنه قد يكون هناك توجه نحو الانتخابات المبكرة التي ترحب بها.

وقال زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، إنه علم من مقربين للرئيس رجب طيب إردوغان بأنه لم يكن على دراية مسبقاً بالدعوة التي أطلقها للسماح بحضور أوجلان من سجنه في إيمرالي (غرب تركيا) للحديث في البرلمان وإعلان «انتهاء الإرهاب» وحل منظمة حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحتها، وأنه طلب تسجيلاً لما قاله بهشلي من أجل الاستماع إليه.

رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال أكد استعداده للتعاون مع إردوغان إذا أراد الانتخابات المبكرة (من حسابه في إكس)

وأضاف أوزال، في تصريحات الأربعاء: «بهشلي أكد، بطريقة ما، أن هناك مفاوضات تجريها الحكومة مع أوجلان، ومن يتابع التطورات في تركيا يدرك أن هناك أزمة أو خلل فني داخل تحالف الشعب».

وكان إردوغان قد أيّد مصافحة بهشلي نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» خلال افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد صمت استمر لأسبوع، لكنه تجنب التعليق على دعوة بهشلي أوجلان للحديث في البرلمان.

المشكلة الكردية

وفي تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من السعودية وأذربيجان، الأربعاء، عقب مشاركته في القمة العربية الإسلامية في الرياض وقمة المناخ في أذربيجان، علّق إردوغان على الجدل الدائر بشأن انطلاق عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، وتصريحات أوزال التي أيّد فيها دعوة بهشلي، قائلاً: «لا أعتقد أن أوزال صادق أو مخلص في موقفه».

ورفض إردوغان ما يتردد عن وجود خلاف في الرأي مع بهشلي، قائلاً: «لا يوجد مجال للإرهاب أو السياسات المدعومة من الإرهاب في مستقبل تركيا، باعتبارنا (تحالف الشعب)، نحن متفقون تماماً بشأن هذه القضية».

إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

بدوره، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في مقابلة تلفزيونية، إنه «إذا كان هناك توجه للسلام في البلاد فلا يجب أن تنظر منظمة (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية إلى ذلك على أنه فرصة بالنسبة لها، فالمنظمات الإرهابية لا تتأسس حتى تلقي سلاحها، وليس لدينا خيار لصنع السلام مع (العمال الكردستاني)».

ورأى أوزال أن جوهر الأمر هو أن يعترفوا أولاً (تحالف الشعب) بأن هناك مشكلة كردية في تركيا.

الانتخابات المبكرة

وتطرق إلى إعلان بهشلي، الأسبوع الماضي، أن الدستور الجديد الذي ينتظر طرحه على البرلمان قريباً، يهدف إلى فتح الطريق لترشح إردوغان للرئاسة مرة أخرى، بعدما لم يصبح من حقه الترشح بموجب الدستور الحالي.

وقال: «لا يمكن ترشيح إردوغان بموجب قرار من المجلس الأعلى للانتخابات، ولا يمكنه الترشح إلا عن طريق تجديد الانتخابات بطلب من 360 نائباً بالبرلمان».

وأضاف: «وجهنا من قبل نداء إلى إردوغان: لقد انتُخبت في مايو (أيار) 2023 لمدة 5 سنوات، وطرحنا فكرة التعاون في البرلمان لتجديد الانتخابات لتجري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 بعد انقضاء نصف مدته الرئاسية الحالية».

بهشلي تسبب في جدل كبير بدعوة أوجلان للحديث بالبرلمان (موقع حزب الحركة القومية)

وأضاف: «لن يكون من الصواب بالنسبة لي أن أمد يدي عندما لا يمدون أيديهم، من لديهم خطة لن يصبحوا جزءاً من خطة شخص آخر، ونحن في حزب الشعب الجمهوري لدينا خطتنا الخاصة، وجوهرها ليس تغيير الدستور مع هؤلاء الذين لا يلتزمون بالدستور الحالي، وإجراء الانتخابات وتغيير الحكومة والبقاء على الولاء للتحالف القائم مع الشعب».

وقال أوزال: «أعلم أن إردوغان لديه بعض الخطوات التي يعمل عليها من أجل الانتخابات المبكرة، لن أبقي بابي مغلقاً، وسأمد له يدي إذا كان سيتخذ خطوة، لأنه دون انتخابات مبكرة سيتم التدهور في البلاد».

قانون التجسس

على صعيد آخر، أعلن نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، مراد أمير، سحب مشروع قانون «التجسس التأثيري»، الذي قدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم، لإعادة دراسته في ضوء اعتراضات المعارضة والمنظمات المدنية والشارع التركي على ما جاء به.

وكان مشروع القانون يتضمن تشديد العقوبات ضد مَن يثبت تورطه في جمع معلومات لصالح جهات خارجية، ويُجري أبحاثاً عن المواطنين الأتراك أو المؤسسات والمنظمات أو المقيمين الأجانب في تركيا لصالح جهات خارجية أو تنظيمات بناءً على توجيهات أو مصالح استراتيجية، لتكون الحبس بين 3 و7 سنوات، تزيد في حال ارتكاب هذه الجريمة خلال فترة الحرب أو التحضير لها، إلى ما يتراوح بين 8 و12 سنة، وتتضاعف العقوبات إذا تم ارتكاب جرائم أخرى إلى جانب التجسس.

وقال أمير، في تصريحات، الأربعاء: «تم سحب مشروع القانون، للمرة الثانية، نتيجة لجهودنا في إعلام الرأي العام، وبدعم كبير من شعبنا، وعملنا وانتقاداتنا في البرلمان، وهو الأمر الذي واصلناه منذ أسابيع». وأضاف: «نأمل ألا يعيدوا مثل هذا القانون الذي من شأنه أن يعيد الديمقراطية في تركيا إلى الوراء ويمكن أن يتحول إلى سيف في يد كل مدعٍ عام».