للمرة الأولى في ناريخها، تتجه تركيا نحو جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، بعد نتيجة متقاربة للسباق الذي خاضه الرئيس رجب طيب إردوغان في مواجهة مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
وتصدر إردوغان نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدت إقبالاً كبيراً، بعد فرز 93.67 في المائة من بطاقات الاقتراع، وفق وسائل إعلام رسمية. وحاز الرئيس التركي 49.63 في المائة من الأصوات، مقابل 44.63 في المائة لمنافسه كمال كليتشدار أوغلو، بحسب نتائج نقلتها وكالة أنباء الأناضول.
وقال أحمد ينار رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، إن الرئيس رجب طيب إردوغان، يتقدم في انتخابات الرئاسة بحصوله على 49.49 في المائة بعد فرز 91.93 في المائة من الأصوات، مشيراً إلى أن كمال كليتشدار أوغلو، مرشح المعارضة ومنافس أردوغان الرئيسي، حصل على 44.49 بالمئة من الأصوات.
في المقابل، قال ناطق باسم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليتشدار أوغلو إنَّ الإحصاء الداخلي للمعارضة أظهر نتيجة «إيجابية». فيما طالب رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، الذي قد يعيّن نائباً للرئيس إذا فاز كليتشدار أوغلو، المواطنين بعدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية.
من جهته تعهد كمال كيليتشدار أوغلو، صباح اليوم (الاثنين)، بالفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50 في المائة زائد صوت المطلوبة.وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين: «إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتماً»، مضيفاً أن «إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50 في المائة».
وبدوره أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه سيحترم قرار الشعب إذا تبين أن انتخابات الرئاسة تتجه صوب جولة إعادة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يتقدم بما يصل إلى 2.6 مليون صوت على منافسه.
وبعد إدلائه بصوته في إسطنبول، عبّر إردوغان عن أمله في «مستقبل جيد للبلاد وللديمقراطية التركية»، مؤكداً «حماسة الناخبين» خصوصاً في المناطق المتضررة من جراء زلزال 6 فبراير (شباط) الذي أوقع 50 ألف قتيل وتجنب توقع نتائج الاقتراع.
أما مرشح المعارضة، فقال خارج مكتب اقتراع بأنقرة: «اشتقنا جميعاً للديمقراطية ونفتقد وقوفنا معاً ومعانقتنا لبعضنا بعضاً»، مؤكداً «سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمر إلى الأبد».
وفي ظل الغموض والتضارب اللذين خيما على النتائج حتى لحظة كتابة هذا الخبر, حبس الناخبون أنفاسهم في انتظار ما سيجلبه اليوم التالي.
وتنافس في الانتخابات 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان عن تحالف «الشعب»، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو عن تحالف «الأمة»، وسنان أوغان مرشح تحالف «أتا». وانسحب من السباق رئيس حزب «البلد»، محرم إينجه، الخميس، إثر نشر صور تزعم تورطه في فضيحة أخلاقية.