ليبرمان يطالب غانتس ولبيد بقطع الحوار مع الحكومة

قيادة الاحتجاج الميدانية قررت الاستمرار في المظاهرات الأسبوعية

ليبرمان يطالب غانتس ولبيد بقطع الحوار مع الحكومة
TT

ليبرمان يطالب غانتس ولبيد بقطع الحوار مع الحكومة

ليبرمان يطالب غانتس ولبيد بقطع الحوار مع الحكومة

توجه رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» لليهود الروس، أفيغدور ليبرمان، إلى حليفيه في المعارضة، يائير لبيد، رئيس حزب «يش عتيد»، وبيني غانتس، رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، يطالبهما بأن ينسحبا من الحوار مع الحكومة حول «خطة الإصلاح القضائي»، وتركيز جهودهما على معركة لإسقاط الحكومة، «التي تسعى لتدمير إسرائيل في سبيل إرضاء غرائز قادتها الفاسدين».

وقال ليبرمان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يريد سوى كسب الوقت حتى يتمكن من المصادقة على الموازنة العامة، وبعدها سيعود إلى الخطة لتطبيقها بحذافيرها. وحتى نصل إلى هذه المرحلة، لا يهمه ما يجري من تدهور في قوة الردع وفي تدهور مكانتنا العالمية والإقليمية، ولذلك فإن الاستمرار في الحوار يقود إلى تقوية نتنياهو. وأنا أدعوهما لوقف المفاوضات فوراً».

وأضاف ليبرمان: «غانتس ولبيد مخطئان، فمنذ البداية كان واضحاً أن هذه ليست مفاوضات، إنما هي بالفعل لعبة اتهامات، وفي الواقع اشتراكهما فيها يعطي شرعية لنتنياهو، في أمر غير شرعي بتاتاً».

وأكد ليبرمان أن نتنياهو يقود حكومته وسط مسلسل أزمات تهدد ائتلافه، وهذا بدوره يترك أثره على مصالح إسرائيل الاستراتيجية. ولذلك يجب تقصير عمر حكومته، لتقليل الضرر على الدولة.

وكان رئيس لجنة الدستور والقضاء البرلمانية، النائب سمحا روتمان من حزب «الصهيونية الدينية»، الذي يقود عملية تنفيذ خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء، قد اعترف بأن المفاوضات بين الحكومة وأحزاب المعارضة التي تجري برعاية رئيس الدولة، يتسحاك هيرتسوغ، «لا تشهد أي تقدم».

وقال روتمان، في حديث إذاعي، الاثنين: «للأسف الشديد نكتشف يوماً بعد يوم، أن الطرف الثاني غير معني بتسوية، بل معني فقط بتقليصات وتنازلات من طرفنا». وتابع: «التوصل إلى تفاهمات أمر غير معقّد بتاتاً، الفجوات بيننا صغيرة، وواضح للجميع أنني إذا قلت اليوم لممثلي المعارضة، جدعون ساعر أو متان كهانا أو زئيف الكين، أنا مستعد أن آخذ كل المواضيع التي تحدثتم عنها طوال السنوات الماضية وأنفذها فقط هي، ولا أقوم بأي شيء آخر، فإنهم لن يوافقوا. ما يريدونه هو استنزاف قوانا».

وفي ظل هذه الأجواء، يشهد الائتلاف الحاكم، وكذلك أحزاب المعارضة، خلافات داخلية شديدة. وتنشر وسائل الإعلام مزيداً من الاستطلاعات التي تشير إلى أن الحكومة ستخسر من خمس إلى ربع قوتها الشعبية، وستفقد الحكم في حال إجراء انتخابات جديدة.

ومن جهتها، فإن قيادة الاحتجاج الميدانية قررت الاستمرار في المظاهرات الأسبوعية وتشديدها أكثر وتوسيعها، بغض النظر عما يجري في ديوان رئيس الدولة من حوار. ويؤكدون أنهم لا يبنون أي آمال عليها، وأن ما يرضيهم فقط إلغاء خطة الحكومة تماماً، واستبدال جهود حقيقية «لإقرار دستور إسرائيلي يبنى بطريقة تمنع أي فرصة للانقلاب على الحكم» بها. وبناء عليه، قرروا التظاهر للأسبوع التاسع عشر مساء السبت المقبل، والقيام بنشاطات أخرى يوم الخميس، للتشويش على الحياة الرتيبة في البلاد.

يذكر أن الأزمة التي افتعلها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مع الاتحاد الأوروبي، جوبهت بحملة انتقادات شديدة ضد الحكومة واتهامات لرئيسها نتنياهو بأنه يفقد الرسن ولم تعد له أي سيطرة على الحكم. وقد استهجن هؤلاء كيف يقوم وزير بمحاولة لفرض نفسه، على احتفال السفارة وهم يشرحون له أنه غير مرغوب فيه. وتساءلت: «أين الكرامة؟».

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي في تل أبيب قد أعلنت، الاثنين، إلغاء الاستقبال الدبلوماسي للاحتفال بيوم أوروبا، الثلاثاء، «لأننا لا نريد أن نقدم منصة لشخص تتعارض آراؤه مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي»، في إشارة إلى الوزير بن غفير. وأضافت البعثة أنه «سيتم الحفاظ على حدث يوم أوروبا الثقافي للجمهور الإسرائيلي للاحتفال مع أصدقائنا وشركائنا في إسرائيل بالعلاقة الثنائية القوية والبناءة».

وردّ بن غفير على إلغاء الحفل، معتبراً أنه «خسارة أن الاتحاد الأوروبي الذي يدعي أنه يمثل قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية، يمارس كم أفواه غير دبلوماسي. وإنه تشريف وتكليف بالنسبة لي أن أمثّل حكومة إسرائيل، جنود الجيش الإسرائيلي الأبطال وشعب إسرائيل في أي محفل، والأصدقاء يعرفون كيف يوجهون انتقادات، والأصدقاء الحقيقيون يمكنهم أن يستمعوا إليها».



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».