الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

منذ زمن سومر وأگد إلى آمون رع في مصر القديمة

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده
TT

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

شرفة، وليلٌ أليل بقمر خجول على سماء المدينة، يشق صمتَه صوتُ نشراتِ أخبار الحروب الطاحنة الدائرة في الأركان الأربعة من الأرض، نشرات بكل اللغات. متسللة من كل نافذة، وشرفةٍ، وشقٍّ، ومنفذٍ، وكُوَّة، وحدبٍ وصوب.

ابتسمتُ حين ارتجَّ صدى صوت فيروز العظيمة في ذاكرتي، يردد ببراءة وملائكية:

(القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!)

... وكما ترى، ها قد اندلعت الحروب الطاحنة تقريباً في كل مكان.

- هل هي مفاجئة لأحد؟

- أبداً، فقد كانت في الحساب والحسبان، وكأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده، وبداية الأزمان. لا يتوقف عنها إلا ليتهيأ لها ويعدّ لها ما استطاع من الوسائل الناجعة لسحق الآخر.

لم تتوقف الحروب منذ كان القمر المتربّع على عرش السماء وحيداً، سلطاناً، ومعبوداً أحياناً. لم تكن تزاحمه بعدُ الأقمار الاصطناعية المعدنية الجديدة، التي لا تأفل، ولا تحتجب، ولا تغيب، ولا تتحول أهلة. أقمار ليست لرصد المناخ ومراقبة المحيطات فقط، بل للاستطلاع والاستخبارات. أقمار التجسس الإلكتروني، واعتراض المكالمات والرسائل وإشارات الرادارات. أقمار تحلل الأنظمة التكنولوجية لدول أخرى، وتتجسس على الهواتف والاتصالات العسكرية، وتراقب النشاط النووي، وتتتبع السفن والغواصات والطائرات. أقمار تسجل الحركات والأنفاس، وتتلصص على ما يدور في الأدمغة والصدور والبطون. أقمار آلية متوحشة بعيون يقظة، تضمر الغيظ، وترتب مناخ الحروب القديمة-المتجددة.

ألم تبدأ حكاية البشر مع «الحرب» بقصة الفلاح قابيل الذي قتل أخاه راعي الغنم هابيل، منذ بداية البراءة والخبز الساخن، رمزاً للصراع الأول بين الخير والشر، والأنانية والتقوى، إذ اغتاظ قابيل لأن السماء اختارت قربان هابيل وأشاحت بزرقتها عن قربانه.

دعاه:

- تعال نخرج إلى الحقل يا أخي!

«لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ»

ومع ذلك بسط يده وقتله، فلبس الإنسانُ لعنة السماء إلى الأبد:

- «أين هابيل أخوك؟»

- «أَحارسٌ أنا لأخي؟»

- «دمُ أخيك صارخ إليّ من الأرض»

ثم ماذا لو لم يأتِ الغرابُ الحكيم، معلمُ البشر الأولُ لطقوس الدفن، وزرع شاهدات قبور المقتولين، ليكتشفوا حرارة الدمع وحرقة العويل وربما الندم؟

لا شك... إنه أول تكوين لصلصال الحرب، وبداية شك البشرية في قيمة الحُبّ والأخوّة. فرُفعت جبال الحزن والوجع فوق أكتافها، إذ تبدى لها أن مساحة الأرض الشاسعة لا تكفي الإِخْوَةَ. إنها ليست مجرد قصة راجت في الأدبيات الدينية والروائية والفلسفية لتفسير نشأة العنف الإنساني وشرعية القتل، بين ظالم ومظلوم، بل إنها تأريخ لم تنقطع بعده أخبار حروب البشر منذ فجر التاريخ.

تقاتلوا بقسوة، وغلفوا حروبهم - غالباً - برداء السماء يُشرْعِنُها، وآلهة أسطورية تُخاض باسمها المعارك، لترضى، وتصفح، وتمنح. تخبرنا بذلك (مسلة النسور - Stèle des vautours)، أقدم وثيقة حجرية سومرية، فلتت من عوامل الزمن، وترقد الآن بعينين مفتوحتين في متحف اللوفر تحت رقم AO16373، بقسم الآثار الشرقية القديمة، تُوثق لأول نموذج حرب سياسية - دينية، لمدينة «لَكش» ضد جارتها «أمّا»، معتبرة أن الأرض المتنازع عليها ملكٌ لإلهها «ننورتا»، وأن أي اعتداء عليها يعتبر تدنيساً دينياً وخيانة للآلهة. كل ذلك بسرد ديني - حربي، وبنصوص وصور، قادمة إلينا من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويبدو على أحد أوجه القطعة الأثرية الإله ننورتا وهو يحمل سلاحاً فوق جيش يقوده الملك «إيناتوم»، وتظهر النسور تلتهم جثث المهزومين.

- هل تغير الأمر كثيراً أو قليلاً عبر الأزمنة؟ منذ زمن سومر وأگد، إلى آمون رع في مصر القديمة، ويهوه إسرائيل، وإندرا ڤرونا الهندية، والسماء «تيان» في الصين القديمة، والإله إيتزامنا - كوكولكان في حضارة المايا، إلى الحضارة الفارسية... هل تبدل الأمر، أم أن دار لقمان ظلت على حالها؟ وما فتئ التاريخ البشري يشهد العديد من الحروب التي تتخذ طابعاً دينياً، سواء بدوافع إيمانية مباشرة أو مغلّفة بخطاب الدين، الذي في جوهره - في كل الأديان الكبرى - يدعو إلى السلام والعدالة والرحمة، وغالباً ما تستخدمه يد السياسي كسلاح رمزي فتاك، وغطاء، أو مبرر في الصراعات السياسية، والاقتصادية، والقومية؟

لا... مع الأسف. فالحروب ذات الطابع الديني لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها وتلاعبت بها القوى السياسية، وتستمر النزاعات في العصر الحديث والمعاصر. فكان «القتال المقدسُ» الشبح الخلفيّ للحربين العالميتين. أفلم تُعلن الإمبراطورية العثمانية الجهاد ضد الحلفاء؟ وألم تستخدم بريطانيا وفرنسا رجال الدين لحشد الشعوب المستعمَرة؟ ألم تُبارك الكنائس في أوروبا الحرب في بدايتها، باعتبارها دفاعاً عن القيم المسيحية؟ والنازية، سيئة السمعة تلك، ألم تستخدم في حروبها عنصر الدين كواجهة، فكُتب على أحزمة الجنود شعار «الله معنا»، وتحدث هتلر عن «القدر الإلهي» في كتابه «كفاحي»، وحروب الهندوس والمسلمين التي لا تزال بؤرة توتر حتى اليوم؟ والحرب الأهلية ذات الطابع الديني - الطائفي في لبنان التي لم تندمل جراحها بعد، و«القاعدة» و«داعش» في العراق، و«بوكو حرام» في نيجيريا، والعنف البوذي ضد المسلمين في ميانمار، وموجة «الهندوتفا» في الهند، التي تشجع عودة الهندوسية وتصاعد خطاب يستهدف المسلمين والمسيحيين بوصفهم دخلاء؟ وهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاستيطاني، هذه النكبة المتواصلة والنزيف المستمر. نعيش هذه الأيام العصيبة أمرّ فصوله وأبشعها، وأكثرها وحشية، تفجع العالمَ صورُ القتل الحي، والتشريد، والإبادة الجماعية. إنه الهولوكوست الصامت.

ثم ماذا؟ حروب آلية قد تأتي غداً في صمت معدني - لا قدر الله - الذي باسمه ستشتعل، وتُفني مخلوقاتُه البشريةُ ما خلقه، بقنابل نووية، وذكاء اصطناعي قاتل، وروبوتات ميدانية، ودرونز انتحارية، وهجمات سيبرانية، وحروب فضاء، وقنابل جينية، وتشويش عصبي يخوض المعارك في وعي الإنسان، بفتك شامل، وبلا دماء تُرى، وانفجارات فيزيائية، تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، ولا تبقي ولا تذر، كأنها شمس صغيرة لا تضيء الكون بل تحيل نوره إلى رماد.

لكن... أيُعقل أن هذا الكوكب الذي خلقه الله، يعدمه صاروخٌ فيه من جينات شطط البشر؟ وهو الذي غرس نبتة الحب في بعض قلوب قاطنيه، وجعلها أقوى من البلوتونيوم، وأشد بقاءً من اليورانيوم المخصّب. وجعل البشر ناطقين، ومسح على ألسنتهم لغات رائعة وذات بيان، قد يفسُد العالم إذا ما فسدت، ويكاد يتفق الفلاسفة من أفلاطون إلى الجاحظ أن فساد اللغة مقدّمة لفساد العالم، في آثارهم عن البيان والسياسة، وأن أثر السيف يمحو أثر الكلام، كما غرّد جرير، أثيري بين الشعراء، عن إمكانية قوة البيان في مواجهة العنف:

«سبقن كسْبَقِ السيف ما قال عاذله».

ألا ترى... يا لهذا الكوكب الجميل، الذي يعج بموسيقى مكوّناته كلِّها، لا بد أن تذوي صفارة الإنذار، وتبكم أمام أغنية فيروز، علّها توقظ الضمائر:

(القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!)

* كاتبة جزائرية.


مقالات ذات صلة

شعراء سوريون... ابتداع «لغة ثالثة»

ثقافة وفنون نزار قباني

شعراء سوريون... ابتداع «لغة ثالثة»

منحت سوريا الأدب العربي عبر السنين قامتين من أعلى القامات الشعرية في اللغة العربية: المعري قديماً، وأدونيس حديثاً. على أن هذين الاثنين –وإن احتلّا منزلةً رفيعةً

د. ماهر شفيق فريد
ثقافة وفنون رواية «أيتام الجبال» للسورية نجاة عبد الصمد

رواية «أيتام الجبال» للسورية نجاة عبد الصمد

«الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ وُلد حلمه بها، بدأت»، بهذه العبارة تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها «أيام الجبال» التي صدرت أخيراً عن دار «ضفا

«الشرق الأوسط» (برلين)
ثقافة وفنون هل كتب توفيق الحكيم ويوسف السباعي أدب «الفنتازيا»؟

هل كتب توفيق الحكيم ويوسف السباعي أدب «الفنتازيا»؟

يتناول العدد الثالث (يوليو / تموز) من مجلة «الإيسيسكو»، موضوعاً مهماً هو علاقة الأدب العربي بأدب «الميتافيرس» و«الفنتازيا».

ميرزا الخويلدي (الدمام)
ثقافة وفنون ف. ر. ليفيز

هل ما زال الأدب قادراً على تغيير العالم؟

كان الناقد والأكاديمي الإنجليزي الأشهر ف. ر. ليفيز يؤمن أن الأدب لا يجب أن يقف بمعزل عن الحياة، وإنما يجب أن يغذيها بقيمها الحضارية والأخلاقية،

د. رشيد العناني
ثقافة وفنون سردية القتل الأول

سردية القتل الأول

في روايتها «فوق رأسي سحابة» الصادرة أخيراً عن «دار العين» بالقاهرة تشيّد الكاتبة الروائية المصرية دعاء إبراهيم عالماً تخييلياً ينهض على واحدة من أقدم قصص التراث

منى أبو النصر (القاهرة)

شعراء سوريون... ابتداع «لغة ثالثة»

نزار قباني
نزار قباني
TT

شعراء سوريون... ابتداع «لغة ثالثة»

نزار قباني
نزار قباني

منحت سوريا الأدب العربي عبر السنين قامتين من أعلى القامات الشعرية في اللغة العربية: المعري قديماً، وأدونيس حديثاً. على أن هذين الاثنين –وإن احتلّا منزلةً رفيعةً لدي مؤرخي الأدب والمتضلعين في اللغة العربية وآدابها وأنصار الحداثة من شعراء ونقاد وقراء- لم يكونا قط شاعرين «جماهيريين» ولا جزءاً من وعي الرجل العادي أو رجل الشارع، إن كان هذا الأخير يقرأ الشعر أساساً.

فوعورة لغة رهين المحبسين ولزومه ما لا يلزم، وحداثة شاعر التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار وحفول لغته بالإشارات الأسطورية والتاريخية والشخصية، إلى جانب ما اتسم به عمل الرجلين من عمق فلسفي وتأمل ميتافيزيقي كانت كلها بمثابة حائط صلب يَحول بين المتلقي وبين ولوج عالمهما، ويجعلهما شاعرين للنخبة المثقفة او الصفوة القليلة من أصحاب الذائقة الرفيعة والمعرفة الواسعة.

ولأن لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويضاده في الاتجاه، كما يقول علماء الطبيعة، فقد كان من المتوقع أن يولِّد هذا اللون من الشعر بعيد التناول رد فعل عكسياً، وأن يحدو بشعراء آخرين إلى استخدام لغة قريبة من لغة الحياة اليومية، والحكي العادي، وتطعيم الفصحى بالعامية، واجتناب مفردات القواميس وكتب الأدب القديمة.

بندرعبد الحميد

رد الفعل هذا موضوع كتاب صدر في هذه الأيام عنوانه «شعراء سوريون والحداثة الشفوية أو المحكية»، Syrian Poets and Vernacular Modernity، من تأليف دانيل بيهار Daniel Behar الأستاذ المساعد للأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة العبرية في القدس.

والكتاب هو أحدث إصدارات سلسلة «دراسات إدنبره في الأدب العربي الحديث» التي تصدر في اسكوتلندا، ويشرف عليها الدكتور رشيد العناني.

وبصدور كتابها الجديد هذا تكون قائمة إصدارات السلسلة قد ضمت ثلاثين كتاباً عن مختلف الأجناس الأدبية؛ شعراً وقصاً ومسرحاً ونقداً ومقالاً منذ مطلع القرن التاسع عشر حتي يومنا هذا.

أهم معالم الطريق التي يتوقف عندها الكتاب ثلاثة: نزار قباني (1923 - 1998)، ومحمد الماغوط (1934 - 2006)، وشعراء قصيدة النثر مثل منذر المصري، ورياض الصالح الحسين، وبندر عبد الحميد،، وعادل محمود، وصالح دياب.

فنزار قباني هو الشاعر واسع الانتشار (خصوصاً وقد ترنَّم بشعره عبد الحليم حافظ وكاظم الساهر ونجاة الصغيرة وماجدة الرومي) الذي لمس وترين حساسين في نفوس القراء: الوتر الأول هو الإيروسية والحوار بين الجنسين وتحليل عاطفة الحب والحديث من منظور المرأة (كما في قصيدة «شؤون صغيرة»)، والآخر هو مخاطبة الروح القومية والعاطفة الوطنية واستجاشة الهمم كما في قصائده عن المقاومة الفلسطينية والفدائيين وهوامشه على دفتر نكسة يونيو (حزيران) 1967. وإلى هذين الوترين أضاف وتراً ثالثاً هو النقد الجريء لجوانب من المجتمع العربي كما في قصيدة «خبز وحشيش وقمر».

محمد الماغوط

رمى نزار إلى نحت لغة جديدة وحدد منهجه بقوله: «بعد أن كانت اللغة الشعرية إقطاعية وطبقية ومتجبرة ومتكبرة وغليظة وثقيلة الدم علَّمتُها فن العلاقات العامة، وطريقة الحوار الديمقراطي، وأجبرتُها على النزول إلى المقاهي والمطاعم الشعبية والشوارع الخلفية والاختلاط بالبروليتاريا».

ويتمثل إنجاز نزار في إقامته جسراً بين الشفوي والكتابي، الموروث والحديث، الشرق والغرب، ومحاولته القضاء على الازدواجية اللغوية، ورفعه التكلفة بين الشعر والشعب، فهو يمثل مرحلة انتقالية بين الشفوية والفن العالي.

أما محمد الماغوط فقد أسس الشفوية في سبعينات القرن الماضي، متأرجحاً بين الحداثة والواقعية الاشتراكية، على نحو يذكِّرنا بالشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي. كان شعره محاولة جريئة للجمع بين الشفوية وحدة الانفعال النفسي، والانبثاق العضوي التلقائي، والتمرد الفردي. وهو في قصائده يفيد من تقنيات الفن السينمائي، ومن معطفه خرجت ما يسميها عباس بيضون «السلالة الماغوطية».

وشعراء قصيدة النثر بتمردهم على العروض الخليلي وإمعانهم في استخدام مفردات الحياة اليومية يمضون خطوة أبعد في الربط بين الفن والحياة وكتابة شعر واقعي يعكس هموم المواطن العادي ومعاناته ومسراته المتواضعة. إنه شعر - ضد، وكتابة «تحت سقف واطئ» تبتعد عن سبحات الخيال العالية.

رفض هؤلاء الشعراء النظرة الرومانسية إلى الشاعر على أنه بطل خارق للعادة، أو بتعبير علي محمود طه: كائن هبط الأرض كالشعاع السنيّ بعصا ساحر وقلب نبي. فالشاعر إنسان عادي يجول في الأسواق، ويعاني مشكلات الحياة اليومية مثل أبسط مواطن.

ولا يفوت المؤلف أن يشير إلى الصلة بين استخدام هؤلاء الشعراء السوريين اللغة المحكية ومحاولة الكاتب المسرحي المصري توفيق الحكيم في خمسينات القرن الماضي ابتداع «لغة ثالثة» تقوم في منزلة وسط بين الفصحى والعامية.

وكتاب بيهار قائم على أطروحة دكتوراه أُجيزت من جامعة هارفارد الأميركية في 2019، ومن ثم فهو عمل محكم يستوفي شرائط البحث العلمي من دقة وإحاطة ورجوع إلى الأصول. ومؤلفه واسع العلم باللغات يترجم إلى الإنجليزية من العربية والعبرية والألمانية والفرنسية والإسبانية. وكتابه إضافة قيمة إلى سلسلة جليلة ستظل لآماد كثيرة مقبلة مرجعاً لا غنى عنه لكل دارس جاد للأدب العربي الحديث.