«منتصف الشمس»... رواية تنحاز للمرأة

مريم العجمي تمنح بطلاتها مساحة للبوح

«منتصف الشمس»... رواية تنحاز للمرأة
TT

«منتصف الشمس»... رواية تنحاز للمرأة

«منتصف الشمس»... رواية تنحاز للمرأة

تنسج الكاتبة المصرية الشابة مريم العجمي عالم روايتها «منتصف الشمس» من عدة خيوط درامية، تبدو للوهلة الأولى متباعدة، لكن الروابط بينها تتكشف رويداً رويداً مع تنامي الأحداث. تبدأ الرواية من لحظة ذروة درامية، عبر لغز غامض يطرح نفسه على البطل «محمد التهامي عزيز»، الراوي الرئيس، الذي تربى منذ طفولته على أن عمه «عامر»، الذي استشهد في حرب أكتوبر، هو مصدر فخر العائلة، والمثل الأعلى له، حتى ولو لم يره في حياته أبداً، فقد كانت سيرته مصدر الإلهام والبطولة. يبدأ اللغز عندما نشر الراوي - مفتخراً - على صفحته في «فيسبوك» صورة الرصاصة التي قتلت عمه، والتي احتفظ بها الجد حين استخرجها من جثته قبل دفنه. ويصعقه تعليق على الصورة يؤكد أن نوع هذه الرصاصة هو نفسه الذي كان يستخدمه الجنود المصريون في الحرب، وليس الإسرائيليون. هنا يبدأ اللغز الذي يسعى البطل لكشفه ومعرفة الحقيقة.

الرواية الصادرة في القاهرة عن «دار المحرر» تضعنا أمام الحكاية الإطار بما يجعلها شكلياً تنتمي لما يمكن تسميته «رواية الجريمة»، لكنه سيظل تصنيفاً مخادعاً، إذ تحت هذه الحكاية الإطارية تكمن حكايات أخرى عن الواقع الاجتماعي في إحدى قرى مدينة ميت غمر، بمحافظة الدقهلية وسط دلتا مصر، وما يمور به الريف من حكايات تبدو مخبوءة تحت السطح، بخاصة ما يخص عالم المرأة، وما تواجهه من حصار وقمع اجتماعي ذكوري، سواء في حقبة السبعينات التي استشهد فيها العم عامر، من خلال تعذيب «شاهين الأعور» لزوجته «سبيلة»، أو قبلها مع الجد الأكبر عزيز وزوجته الطفلة «صلوحة»، أو حالياً في معاناة زميلته «منى» من قمع يمارسه عليها زوجها وأهله.

تعاين الرواية على صغر حجمها وكثافتها الشديدة عدة أجيال؛ جيل الراوي الذي يعيش هنا والآن، ويحذف اسم أبيه عمداً ويضع اسم جده «التهامي عزيز»، بعد اسمه، ثم جيل الجد التهامي الذي خاض حرب 1967، ووقع في الأسر، أو جيل الجد الأكبر عزيز. تبدو حكايات الأجيال - هنا - مرهونة بالرجال، خصوصاً مع أجواء الحروب والقتال والأسر. لكن، خلف هذه المركزية الذكورية هناك حضور نسوي فاعل، يتشكل عبر اللعبة السردية المخاتلة التي تقدمها الكاتبة. فالرجل في الرواية، كما في الواقع، يبدو متصدراً المشهد، وحكايته تبدو هي الحكاية الأساس، في حين أن المرأة وحكايتها، كما في الواقع أيضاً، متوارية خلف حكايته، وتعيش في ظلالها، لكنها رغم تواريها واحتجابها، هي المحركة الحقيقية لحكايات الرجال، المنتجة لها، وصانعتها. إن حكاية المرأة «تلد» - مجازياً - حكاية الرجل في كل جيل. ولا يمكن حل لغز الحكاية الإطار، سوى بالعودة للحكاية «الرحم»، التي خرج منها كل شيء.

تعتمد الرواية على راوٍ رئيس، هو البطل محمد التهامي، أخصائي الصحافة بمدرسة حكومية نهاراً، ومصور الأفراح ليلاً، ويحب زميلته مدرسة اللغة العربية الشاعرة «منى كمال»، وهي متزوجة من رجل سلفي، لا تحتمل تسلطه عليها، وتسعى للانفصال عنه بكل الطرق. فنتابع هنا خطين دراميين، الأول حب البطل لها عن بعد، والآخر حكايتها مع زوجها، بكل ما يكتنفها من قسوة ووجع، إضافة إلى الخط الأساسي، وهو اقتفاء الراوي لأثر الرصاصة، وحكاية عمه عامر، التي يسعى وراءها كجامع للحكايات ممن تبقى من الشهود، الذين زاملوه في الجيش والحرب. ورغم ذلك، فإن سيطرة هذا الراوي على الحكي ليست كليةً، فهناك مساحات لتعدد الرواة، حين تحكي منى عن نفسها وحياتها عبر الرسائل، أو حين أو حين تحكي «سبيلة» عن احتجازها وتعذيبها في مكان ناء من زوجها «شاهين الأعور» بعد فشله في الدخول بها ليلة زفافهما، وهذا الأخير «شاهين» يمسك بزمام السرد في نهاية الرواية، ليحكي عن كراهيته لعامر، ابن قريته وزميله في الكتيبة في أثناء الحرب ووجودهما عالقين في أحد الجبال لأسابيع تحت ضغط الغارات الإسرائيلية.

على مستوى الزمن، يهيمن تكنيك الاسترجاع على مسارات الرواية، فثمة عودة دائماً للوراء، للنبش في أصل الحكاية، أو أصولها المتعددة. كما اعتمدت الرواية على تقطيعات مشهدية، أقرب إلى المونتاج السينمائي، بالتنقل الناعم بين أمكنة وأزمنة مختلفة، فكل مشهد أقرب إلى قطعة بازل، وفي النهاية تتضافر هذه القطع لتشكل اللوحة كاملة. كل ذلك عبر لغة لاهثة وسريعة الإيقاع، بما يتناسب مع رواية جريمة، لكنها رغم ذلك لغة لا تخلو من شاعرية، سواء عبر المجازات اللغوية، أو شاعرية المشهد، مثل التقاط البطل لصور هدم بيت الجيران، وما يتداعى في ذهنه مع سقوط كل قطعة من سقف البيت.

كان للأحلام حضور جلي في بنية الرواية ودفع الأحداث قدماً، أو كشف ما يعتمل في نفوس شخوص الرواية، سواء بمعناها الرمزي كأمل في المستقبل، التي عادة ما تكون أحلاماً مجهضةً لا تتحقق، أو الأحلام بمعنى الرؤية في المنام، التي نراها في معظم الشخصيات، وأحياناً تكون رؤى كابوسية، بخاصة لدى النساء، فواقعهن البائس يتحول إلى أحلام وكوابيس تطاردهن حتى في نومهن. كما استفادت الرواية كثيراً من التراث الشعبي، خصوصاً في حكايات العفاريت والجان، التي اشتهرت بها عائلة البطل وأجداده، فتجعلهم يأتون بأفعال خارقة للعادة. أو في ادعاء منى بأنها ممسوسة بالجان، حتى يكرهها زوجها ويطلقها.

الرواية رغم حكايتها الإطار الخادعة، تبدو مسكونة بالعديد من الظلال الاجتماعية والثقافية، فالرصاصة الغادرة لم تخترق جسد الشهيد فقط، لكنها بالأساس، وبشكل أكثر جذرية، وبعد أكثر من أربعين عاماً، اخترقت المسكوت عنه في المجتمع الريفي، كاشفة عن اهتراء الأنساق والقيم المعروفة في القرية، كما تفضح ما يقع على النساء تاريخياً من قمع وقهر.


مقالات ذات صلة

«النقد الثقافي»... البحث عن سلطة النص

كتب «النقد الثقافي»... البحث عن سلطة النص

«النقد الثقافي»... البحث عن سلطة النص

ينتمي كتاب «النقد الثقافي: نحو منهجية التحليل الثقافي للأدب»، للناقد والأكاديمي المصري الدكتور محمد إبراهيم عبد العال، منذ عنوانه، إلى حقل النقد الثقافي.

عمر شهريار
كتب سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

يرصد الشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين في كتابه «أسئلة الرواية السعودية» تحولات المشهد الروائي السعودي

«الشرق الأوسط» (بيروت)
ثقافة وفنون مصطفى الضبع

مصطفى الضبع: كثير من النقاد يفتقر إلى الذائقة والعمق

يصف الناقد الأكاديمي د.مصطفي الضبع في هذا الحوار المشهد الأدبي بأنه «كارثي» وبتعبير أخف «ليس بخير» ويعزو ذلك إلى غياب المشروع النقدي المنتظم والمتابع لحركة الإبداع و يرى أن كثيراً من النقاد يفتقرون إلى الذائقة السليمة والعمق

عمر شهريار (القاهرة)
ثقافة وفنون جِرار من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

أفاعي ساروق الحديد

تحضر صورة الأفعى وتتعدّد تقاسيمها التشكيلية في مجموعات مختلفة من القطع الأثرية مصدرها مواقع متفرقة من شمال شرقي الجزيرة العربية

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون أحمد الرحبي: الترجمة عرس فني بين لغتين

أحمد الرحبي: الترجمة عرس فني بين لغتين

«عندما بدأت أتذوق اللغة الروسية كان عليّ أن أعمل لتأمين معيشتي. بدأت من الأصعب وقمت بترجمة الشعر وكانت قصيدة صعبة للشاعر يسينين لكنني فرحت بها»

رشا أحمد (القاهرة)

رحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل... صاحب العطاء الوافر في النقد والشعر

رحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل... صاحب العطاء الوافر في النقد والشعر
TT

رحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل... صاحب العطاء الوافر في النقد والشعر

رحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل... صاحب العطاء الوافر في النقد والشعر

فقدت الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي واحداً من النقاد المتميزين المتابعين بدأب ومحبة لفعالياتها وحراكها الإبداعي. فقد غيَّب الموت الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل، بعد معاناة مع مرض الكبد، وشُيعت جنازته الثلاثاء بقريته عن عمر يناهز 63 عاماً، بعد أن وهب أكثر من ثلثي سنوات حياته للأدب والثقافة، شاعراً وناقداً وباحثاً أكاديمياً وكاتباً مسرحياً، وترك للمكتبة العربية الكثير من الكتب المهمة.

وُلد إسماعيل عام 1962 في قرية طحانوب (30 كيلومتراً شمال القاهرة)، وبدأ مشروعه الثقافي مع مطلع الثمانينات وهو لا يزال طالباً في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، لحق أخيراً برفاق جيله من مبدعي الثمانينات وأصدقاء رحلته، الشعراء محمود قرني، وشريف رزق وفتحي عبد الله، وغيرهم من الذين سبقوه في الرحيل، ويبدو أن شعراء جيل الثمانينات في الشعر المصري مُنذَرون للموت مبكراً، دون أن يحصلوا على ما يوازي عطاءهم الشعري والنقدي.

لم يكن غريباً أن تتحول صفحات المثقفين المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي سرادق عزاء مفتوحاً، يعزون فيه بعضهم بعضاً في فقيدهم، فهم يعرفون قيمته وقدره جيداً، رغم أنه ليس من المنتشرين في اللجان وتحكيم الجوائز والسفريات لمعارض الكتب والمؤتمرات بالخارج، وكان منشغلاً بأن يضع بصمته في الداخل، يتابع المبدعين الشبان، يكتب عنهم في بداياتهم، يشجعهم ويشد على أيديهم، ويكتب عن المبدعين الكبار بغض النظر عن شهرتهم، أو ما سيجنيه من ورائهم من مكاسب كما يفعل كثيرون، فالراحل تقريباً له يد بيضاء على معظم مبدعي مصر، شعراء وروائيين، ويندر أن تجد مبدعاً مصرياً لم يكتب إسماعيل مقالاً عن روايته أو ديوانه، أو على الأقل يذهب ليناقش هذه الأعمال في ندوة هنا أو هناك، دون حتى سابق معرفة أو مصلحة.

كان محمد السيد إسماعيل يسافر إلى كل محافظات مصر تقريباً، بلا مقابل، ليناقش مبدعاً في بداية طريقه، ولم يعرفه أحد بعد، لمجرد أنه يتوسم في كتابته الموهبة، فيأخذ بيده، ويرشده إلى بدايات الطريق. وكان يشارك بأبحاثه في مؤتمرات قصور الثقافة بكل المحافظات، متجشماً عناء السفر، إيماناً منه بأهمية وصول الثقافة إلى القاطنين في الهامش، هناك في المدن والقرى البعيدة عن مركزية العاصمة.

هذا الخط الذي انتهجه، كان نابعاً من إيمانه بأن المثقف ليس دوره فقط أن يبدع الكتب وينشرها؛ بحثاً عن شهرة أو مال، أو جائزة هنا أو هناك، بل كانت قناعته أن وظيفة المثقف الأولى أن يساهم في نشر الوعي في محيطه القريب، ودائرته الأولى الصغيرة، ثم تتسع هذه الدائرة إلى دوائر أكبر، ولعل فهمه هذا لطبيعة المثقف ودوره ووظيفته، كان دافعه لأن يعدّ رسالة الدكتوراه عن موضوع «المثقف والسلطة في الرواية السياسية»، ولعل هذا التصور هو الذي جعله محافظاً على الإقامة في قريته، دون الانتقال إلى العاصمة بكل أضوائها، وكان كثيراً ما يقيم ويشارك في ندوات في مكتبة صغيرة بها، ويدعو لها كبار المثقفين من أصدقائه، محاولاً إضاءة شمعة وسط عتمة الليل في فضاء القرية.

محمد، القروي، ظل يتعامل مع الثقافة والأدب كفلاح يرعى الأرض ويحرثها، ويغرس النبتة ويرويها؛ أملاً في أن تزهر وتؤتي ثمارها، دون أن يكترث بمن الذي سيحصد ثمارها في نهاية المطاف، فالمهم لديه أن تطرح شجرة الثقافة والوعي، أما جني الثمار فلا يشغل حيزاً من تفكيره، ويترك الآخرين ليتسابقوا على الحصاد، مستمتعاً بأن غرسه أثمر. كل هذا نتيجة تكوينه الشخصي، وتركيبته النفسية وقناعاته الآيديولوجية، فقد كان اعتناقه أفكار اليسار عن العدالة الاجتماعية هو المرجعية العقلية لمساره الثقافي. وإضافة إلى عقله يساري التوجه، كان يتحرك بروح متصوف زاهد، لا يسعى إلى مكاسب الدنيا، ويعيش كأنه ناسك، لا يلهث وراء مكاسب زائلة. العقل اليساري والروح المتصوفة، امتزجا بقلب الشاعر الحالم، الباحث دوماً عن عالم أفضل، والحالم بالمدينة الفاضلة، مؤمناً بأن نشر الثقافة والجمال والإبداع والشعر هو أقصر طريق لمقاومة القبح والتطرف وكل سلبيات العالم.

حصل الراحل على الماجستير والدكتوراه في الدراسات الأدبية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وعمل طوال حياته مدرساً للغة العربية، بدأ كتابة الشعر في مرحلة مبكرة، ورغم النزعة المحافظة التي تسم خريجي دار العلوم، فإنه اختط لنفسه مساراً مغايراً، فكان أحد المبشرين للحداثة الشعرية والنقدية، حتى أنه كان أحد أهم شعراء قصيدة النثر، وأحد نقادها البارزين أيضاً.

نُشرت قصائد الشاعر الراحل ودراساته النقدية في مجلات مصرية وعربية، وشارك في مهرجانات شعرية متعددة. وأصدر الكثير من الأعمال الإبداعية، منها سبعة دواوين، هي: «كائنات في انتظار البعث»، و«الكلام الذي يقترب»، و«استشراف إقامة ماضية»، و«تدريبات يومية»، و«قيامة الماء»، و«أكثر من متاهة لكائن وحيد»، و«يد بيضاء في نهاية الوقت». هذه الدواوين جعلته واحداً من أهم الأصوات الشعرية في جيل الثمانينات، ولا يمكن لباحث أو ناقد عمل مقاربة شعرية لهذا الجيل دون أن يتوقف طويلاً عند هذه الدواوين. كما أصدر أربعة أعمال مسرحية: «السفينة»، و«زيارة ابن حزم الأخيرة»، و«وجوه التوحيدي»، و«رقصة الحياة».

كما أصدر إسماعيل الكثير من الكتب النقدية التي رسّخت اسمه واحداً من أهم العقول النقدية الفاعلة في المشهدين الأدبي والنقدي، ولم تتوقف أعماله النقدية عند نوع أدبي بعينه، بل تناولت الشعر والقصة والرواية، منها: «رؤية التشكيل»، و«الحداثة الشعرية في مصر»، و«غواية السرد»، و«حداثة النص الشعري: الوعي النظري والاستجابة الجمالية»، و«شعرية شوقي»، و«الخروج من الظل: قراءة في القصة النسائية القصيرة في مصر»، و«بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة»، و«أساليب السرد في الرواية الأفريقية»، و«الرواية والسلطة»، و«دلالات المكان السردي»، و«التراث والحداثة: قراءة في القصيدة العربية المعاصرة». إضافة إلى ثلاثة كتب فكرية، هي: «التراث والحداثة» و«نقد الفكر السلفي» و«تنوير المستقبل».

حاز الراحل جوائز عدة تقديراً لجهده المتواصل على مدار أربعة عقود، منها جوائر في النقد من المجلس الأعلى للثقافة، وهيئة قصور الثقافة، ودائرة الإبداع بالشارقة، ومجمع اللغة العربية، وجائزة في الشعر من صندوق التنمية الثقافية، وأخرى في المسرح من اتحاد الكتاب، وجائزة إحسان عبد القدوس. كُرم بصفته أفضل ناقد أدبي في مؤتمر أدباء مصر، واختير شاعراً في معجم البابطين، وتولى أمانة مؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي. لكن بعيداً عن هذه الجوائز، فإنه حاز جائزة أكبر، وهي تقدير الأوساط الثقافية المصرية لدأبه وتجرده، ومسيرته الإبداعية والنقدية الناصعة.