صانعُ الأفكار يتقدّمُ على الكائن المتلاعب باللغة

رولز رويس أم تِسْلا؟

صانعُ الأفكار يتقدّمُ على الكائن المتلاعب باللغة
TT

صانعُ الأفكار يتقدّمُ على الكائن المتلاعب باللغة

صانعُ الأفكار يتقدّمُ على الكائن المتلاعب باللغة

كلّما سمعتُ شاعراً أو كاتباً يقول: «أنا كائن لغوي. أنا مصنوع من مادّة اللغة»، كان ذلك إيذاناً بقرع جرس إنذار الطوارئ في عقلي. هو يقولها في سياق إعلان بالتفوّق والتفرّد والقدرة الفائقة على رؤية ما لا يُرى.

أمثلةٌ كثيرة تصلحُ استشهاداتٍ للضدّ النوعي للشاعر «المصنوع من مادّة اللغة». أظنُّ أنّ بورخيس يتقدّمها باستحقاق كامل حتى صارت الإشارة إلى نمط «الكتابة البورخيسية» توصيفاً للكتابة المتقشّفة لغوياً، التي تقود عقل القارئ نحو الأفكار التي يسعى الكاتب أو الشاعر لتمريرها. لن تتفق الكتابة القائمة على الملاعبات اللغوية أو المصارعة المؤسّسة على تشكيل تراكيب لغوية معقّدة في أن تكون بديلاً عن جماليات الأفكار الرفيعة. ربّما - وأقول ربّما - كانت هذه الإغواءات اللغوية لدى الكاتب مقاربة تعويضية عن فقر الأفكار. الأمثلة في هذا الشأن كثيرة، ولكلٍّ منّا أمثلته وتجاربه ورؤاه.

كلّنا كائنات لغوية، وكلّنا مصنوعون من مادة اللغة. هذه حقيقة نعيشها كلّ يوم وليست إعلاناً يتسربل ببلاغة مقنّعة تسعى لتمرير رسالة مضمرة بالفائقية الإبداعية. يمكن محاججةُ بطلان هذه المقولة من أوجه كثيرة أوّلها المحاججة الفلسفية - الوجودية. اللغة منتَجٌ ينشأ عن علاقات تفاعلية دماغية عنوانها الأكبر: الوعي Consciousness. الوعي يتقدّم على اللغة، وبمعنى آخر: الأفكار تتقدّم على اللغة. الوعي وقدرته المتفرّدة في تخليق الأفكار خصيصة عالمية وليست محلية أو جماعاتية مثل اللغة. صانعُ الأفكار يتقدّمُ على الكائن المتلاعب باللغة، ومن يرى الشاعر محض كائن يجيد التلاعب الحرّ والمتدفّق والمدهش بعُدّته اللغوية يبخسُ وظيفة الشاعر إلى حدود معتلّة. الشاعر يستخدم اللغة وسيلة لتخليق أفكار ورؤى يرادُ منها كسرُ قشرة الواقع الصلب والإطلالة على عوالم ميتافيزيقية غير مختبرة لإضفاء الدهشة والفتنة على عالمٍ يقتله الملل وضيق حدود التجربة الحسية. الغريب أنّ هناك من يسعى لجمع الفيلسوف مع الشاعر في أنّ كليهما كائنان مصنوعان من مادة اللغة؛ لكنّ تلك حكايةٌ أخرى.

ما هو أكثر أهمية بكثير من المحاججة الفلسفية - الوجودية هي المحاججة الوظيفية: ما هي وظيفة اللغة؟ وكيف نتعامل معها؟ أهي أداة تواصلية أم غاية جمالية ونفسية تُطلَبُ لذاتها؟ في هذا السياق سأورد المثال التصويري التالي: لنتصوّرْ أنّ مواريثنا اللغوية في كلّ الفعاليات المعرفية المعروفة هي ميراث مادي محسوب بكمّ من المال. يبدو لي الكائن اللغوي (الذي يتباهى بأنّه مصنوع من مادة اللغة) وكأنّه سيأخذ نصيبه من المال ليبتاع نظيره سيارة «رولز رويس» عظيمة الفخامة. أما الكائن غير الشعري فسيوزّع ميراثه في أشكال عدّة: سيشتري عقاراً، وربّما قطعة أرض، ولا بأس من سيارة أيضاً. ما بها سيارة «تسلا» مثلاً؟ سيارة ممتازة بمواصفات رائعة وبسعر أقلّ من عُشْر سعر الرولز رويس.

هل تتخيّلون المشهد؟ مُقتني الرولز رويس سيتحوّلُ خادماً لها بدلاً من أن تخدمه هي لأنّه وضع كلّ ماله فيها. سيقلق عليها كثيراً، وسيلمّعها كل يوم، وسيخشى الخروج بها خوفاً من أن ينالها خدشٌ صغير. لن يخرج بها إلا لمشوار قصير يؤكّدُ فيه سطوته وأرستقراطيته الموهومة التي ربما تجعل منه كائناً متغطرساً. لن يجرّب قيادة سيارة أخرى طيلة حياته لأنّه منذور لوهْمٍ امتلك عقله في أنّ سيارته هي الأغلى والأجمل والأكمل والأفخم. الغريب أنّ هذه السيارة لن تأتي له بعائد مالي لأنّه يرى امتلاكها بديلاً عن كلّ عائد مهما كان عظيماً. سيظلّ كلّ حياته موهوماً بكلاسيكيتها الفائقة، ولن يفكّر بما يمكن أن يطرأ على تصميمها من تغيّرات بفعل نتائج امتحان السيارة في أنفاق الهواء Wind Tunnels وما يترتّب عليها من ضرورات تغيير التصميم بغية تقليل استهلاك الوقود ونفث أكاسيد الكربون والنيتروجين الملوّثة للبيئة.

مُقتني (تسلا) من جانب آخر يعيش تجربة مختلفة تماماً عن مقتني الرولز رويس. يتنقّلُ في سيارة عملية ممتازة لا تسمعُ ضوضاء فيها. السيارة تخدمه ولا يخدمها. صيانتها معقولة ميسّرة وبكلفة ممكنة، والسيارة بذاتها مصدرٌ لمداخيل مالية ونزهات ترفيهية لأنّ مقتنيها يستخدمها في متابعة شؤونه المالية والحياتية اليومية. لا غطرسة في الأمر بل حياة طبيعية معقولة، ومتى ما أراد صاحبها استبدالها كلّ ثلاث سنوات مثلاً فيمكن له ذلك لقاء بدلٍ مالي بسيط. تسلا ليست مثل الرولز رويس. بطارية الليثيوم المولّدة للكهرباء فيها تشهدُ تغيّرات ثورية لتحسينها وتعظيم كفاءتها كل سنة، ويمكن استبدالُ البطارية القديمة بواحدة جديدة مُطوّرة بكلفة يسيرة لا ترهق الجيب. تطوّرات الذكاء الاصطناعي وإمكانية القيادة الذاتية تشهد تجاربها الريادية الأولى عادة مع سيارة «تسلا». هل يمكن أن يحصل هذا مع رولز رويس؟

هكذا هو حال كلّ كائن لغوي، مصنوع من مادة اللغة، شاعراً كان أم كاتبا. اللغة لديه ليست سوى «رولز رويس» هي كلّ ميراثه، وقد استطاب الجلوس داخلها وخدمتها كلّ حياته. ليست كلّ ميراثه فحسب؛ هي كلّ بضاعته أيضاً. كيف تعرف هذا الكائن اللغوي؟ من نصوصه. تقرأها فتشعرُ وكأنّ كاتبها خاض نزالاً عنيفاً بالمصارعة للوزن الثقيل مع الكلمات. هو ليس كائناً مسترخياً عندما يواجه الكلمات، وحالُهُ في هذا حالُ مخرج أفلام سينمائية منحتَهُ مائة مليون دولار ونصّاً لسيناريو. ماذا سيفعل؟ سينسى السيناريو ويجعل كلّ همّه أن يقنعنا بأنّ فيلمه الذي نراه قد أنفق عليه مائة مليون من الدولارات. الإبهار والبهرجة المشهدية ستتقدّمُ بالضرورة على الأفكار في مثل هذه الأفلام. وهو ما ينفّرني من مشاهدة الأفلام ذات الميزانية الضخمة، وأفضّلُ عليها الأفلام متواضعة الميزانيات التي تتوفر على مستوى فني رفيع وأفكار غير مسبوقة.

يقترن هذا الموضوع اقتراناً عضوياً بموضوع البلاغة Rhetoric. البلاغة معضلة كبيرة وبخاصة مع العربية؛ إذ ما أسهل أن ينزلق المرء في لجّة الألعاب اللغوية الخالصة التي وسمت الكثير من تراثياتنا الأدبية. ليس الوقوع في فخّ البلاغة وقفاً على العربية. لنقارن مثلاً بين إنجليزية العصر الفكتوري وإنجليزية العصر الحالي، سنجد فروقاً هائلة بينهما. البلاغة اليوم هي بلاغة الأفكار وليست بلاغة الألعاب اللغوية، واللغة اليوم هي وسيط لتمرير الأفكار وعرضها برشاقة ووضوح من غير التباسات مؤذية. وظيفة اللغة أهمّ من الألعاب اللغوية مهما بدت جميلة مغوية، أمّا الغطرسة اللغوية فتلك قمّة جبل المأساة. الشاعر أو الكائن اللغوي، وكأي كائن اختصر كلّ قيمته الوجودية في حكاية ملحمية واحدة، سيكون من البدهي أن يرى بضاعته اللغوية أعلى مقاماً من سائر البضائع. الأخطر عندما تنقلب الغطرسة اللغوية شوفينية لغوية.

اللغة ليست لعبة ميكانو يجاهد الشاعر (أو الكائن اللغوي) في ابتداع أعداد متزايدة من الأشكال المعقّدة فيها. بساطة التراكيب اللغوية هي الأجمل من العبارات اللغوية الملتفّة الملتوية.

هل يرى البعض امتيازه الأكبر في أنّه مصنوعٌ من مادة اللغة؟ لا بأس في هذا. فليبقَ مأسوراً داخل «رولز رويس» التي يملك، وسيكون شاهداً على تقادمها حتى الاندثار. ليته يجرّب أن يطلّ برأسه خارج سيارته المتقادمة؛ فلربما سيرى سيارات «تسلا» تحلّقُ فوقه بمحرّكات تعمل بالهيدروجين أو بالكهرباء بعد سنوات قليلة قادمة.

كلنا نحب اللغة ونعشق منتجاتها الرفيعة، لكن لا معنى ولا فائدة من قضاء حياتنا ونحن ندور حول عرش اللغة الذي نحسبه مقدّساً.

اللغة بضاعة غاطسة في المعضلات الدنيوية، وجمالُها وفائدتها نتاجان مباشران لدنيويتها وكونها بضاعة يومية. اللغة المقدّسة المترفّعة عن لغات العالم لا تصلح لمعايشة البشر، ومكانها الطبيعي موضعٌ صغير يتوارى خلف واجهة زجاجية في متحف للآثار القديمة.



كيف يدمّر وحش الخوف حياة الإنسان؟

كيف يدمّر وحش الخوف حياة الإنسان؟
TT

كيف يدمّر وحش الخوف حياة الإنسان؟

كيف يدمّر وحش الخوف حياة الإنسان؟

تصوّر رواية «الرجل الرفيع بالقميص الأبيض» للروائي السوري ممدوح عزّام مفارقات مستندة إلى عالم داخلي مشحون بالتناقضات والخوف، وتسلط الأضواء على كيفية تأثير التجارب الصعبة على تكوين الإنسان؛ حيث تتحول كل مواجهة مع الذات أو الآخرين إلى فرصة للتفكير في ماهية الحياة والوجود نفسه، وتُبرز كيف يمكن للتجارب القاسية أن تعيد تشكيل الإنسان، وتجعله يرى ذاته وواقعه بوضوح أكبر.

يشير ممدوح عزّام في روايته («سرد» و«ممدوح عدوان»، دمشق، 2024) إلى أنّ الخوف في «جمهورية الخوف» من المشاعر التي يصعب الاعتراف بها، ربما بسبب ارتباطه ثقافياً بالضعف أو العجز أو الجبن... فالشخصيات تخفي خوفها لأنها لا تجرؤ على الاعتراف به حتى أمام أنفسها، ما يكشف التناقض الداخلي الذي يصارع فيه الإنسان بين ما يشعر به وما يسمح لنفسه بقبوله أو التعبير عنه.

يفتح عنوان الرواية باباً للتأمّل إذ يبرز «الرجل الرفيع» كصورة غامضة تُلقي الضوء على البعد النفسي والاجتماعي للشخصية المحوريّة، ثمّ «القميص الأبيض»، بما يوحي به من صفاء ظاهريّ يتناقض مع التعقيدات الداخلية التي تلاحق الشخصية، وبهذا يصبح نافذة لرؤية العالم الداخلي للشخصيّة، في تضادّها مع العالم الخارجي المشبع بالفوضى.

تقدّم الرواية حكاية مركّبة تدور حول شخصية شاكر الصافي، الذي دأب على أن يتجنّب الصدامات الاجتماعية والسياسية، ويكتفي بدوره كمراقب غير مرئيّ، يتوارى عن الأنظار ويعيش على هامش الحياة اليومية. وهو يجسّد نموذج الإنسان الهامشي الذي يجد نفسه قسراً في مركز الأحداث بعد اختطافه، لكن تلك الهامشية لا تخفي صراعاته الداخلية العميقة. شخصيّته تتّسم بالخوف المستمرّ، من الآخرين، ومن ذاته، وهو بذلك مرآة للإنسان المأزوم، الذي يحاول فهم العالم من حوله، لكنّه يغرق في دوّامة التساؤلات المتردّدة في مواجهة ذاته؛ ما يجعل وجوده مزيجاً من محاولات الهروب والرغبة في فهم أعمق.

هذه النقلة الإجباريّة للبطل من الهامش إلى المركز تعكس فلسفة الرواية بأنّ الأزمات تجعل حتى أكثر الأشخاص هامشية محوراً للأحداث. في كلّ لحظة يواجه فيها شاكر خاطفيه أو يسترجع ذكرياته، يتحوّل من شخصية هامشية إلى رمز للإنسان الذي يجبر على تحمّل أعباء لم يخترها.

المدينة التي يعيش فيها شاكر تعكس الفوضى الاجتماعيّة والانهيار القيميّ، بينما البرية التي يُنقل إليها بعد اختطافه تصبح رمزاً للسجن والخطف والقهر والإذلال. وفي كل لحظة يجد فيها نفسه وحيداً، يتأمّل في حياته، في خوفه، وفي علاقاته مع محيطه.

هناك طيف سارة يحضر هنا وهناك ليغيّر بعضاً من أجواء شاكر السوداويّة، وهناك عصام نوح؛ صديق شاكر، وهو يمثّل صوت الحكمة أو المرآة الفلسفية التي تتردد فيها صدى أفكار شاكر. يظهر عصام في الرواية كشخص يفكّر في الحياة والخوف بطريقة تحليلية، ما يجعله في كثير من الأحيان النقطة التي يلجأ إليها شاكر لفهم ذاته. ومن خلاله، نرى وجهات نظر مختلفة عن الخوف والهامشيّة، وهو ما يضيف طبقة غنية من التأمل في الرواية.

أمّا الخاطفون في الرواية فيظلون غامضين، وهذا الغموض ذاته يجعلهم أكثر إثارة للقلق، لأنّهم يمثلون الجانب المظلم من السلطة؛ حيث لا تظهر لهم دوافع واضحة، مما يعزّز شعور العبثية الذي يسود الرواية. هم رموز للقوى القمعية التي تسيطر على الفرد وتسلبه حرّيته؛ سواء أكانت هذه القوى مرئية أم خفية، ووجودهم يعكس واقعاً اجتماعياً يتّسم بالتهديد المستمرّ وعدم الأمان.

المكان في الرواية عنصر فاعل يشكل الأحداث ويؤثر في الشخصيات. المدينة التي يعيش فيها شاكر تبدو وكأنها مسرح للفوضى والانهيار؛ حيث تختلط رموز الحرب بالاختطاف والموت العبثي. إشارات الكاتب إلى مواقع وأماكن محدّدة تشير إلى السويداء ومحيطها - مدينة الكاتب - التي تتبدّى كمسرح لأحداث الرواية.

تقدم الرواية الخوف كبطل روائيّ، وكمعضلة فلسفية تتعلق بمعنى الوجود ذاته، وما إن كان بإمكان الإنسان أن يعيش حياة كاملة في ظلّ خوف دائم. وتراها تتجاوز حدود الحكاية التقليدية، لتطرح أسئلة عن طبيعة الخوف وتأثيره على الكينونة البشرية، وكيف أنّه حالة داخلية تتراكم مع الزمن وتعيد تشكيل رؤية الفرد لنفسه وللعالم من حوله.

الأحداث التي تمرّ بها الشخصية المحورية تكشف النقاب عن قوى القمع والعنف العبثيّ، والاختطاف الذي تتعرّض له يبدو وكأنه يمثل عنفاً لا مبرر له، كاشفاً عن واقع اجتماعي وسياسي يفتقر إلى المنطقية. هنا، تطرح الرواية سؤالاً آخر: كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع عالم تهيمن عليه قوى عمياء؟ هذا السؤال يعيدنا إلى طبيعة السلطة في الرواية، التي تتجلّى بصورة مشوّهة موجودة في كلّ تفاصيل الحياة اليومية لشاكر، بدءاً من اختطافه وحتى السجن الذي حاصره.

يظهر ممدوح عزّام كيف أنّ الاغتراب النفسي انعكاس لفقدان التواصل مع الذات، وينجح في تقديم تجربة إنسانية تتجاوز الخاصّ إلى العامّ، وتجعل من التفاصيل غير المألوفة، مثل الاختطاف والعزلة والخوف، مألوفة في سياق الدمار المعمم، وأدوات للتعبير عن قضايا أكبر تتعلق بطبيعة الإنسان والمجتمع، كما يدعو للتفكير في قضايا تتعلق بالخوف، الهامشية، والبحث عن الذات وسط عالم يبدو في أحيان كثيرة غير منطقي وغير عادل.

لا يعدم صاحب «قصر المطر» الأمل في نهاية روايته، تراه يبقي رمزاً للأمل؛ حيث أضواء الفجر الخافتة التي ترسلها المدينة من بعيد، تمثّل وعداً ببداية جديدة وانبعاثٍ للحياة من وسط العتمة. والمشهد الأخير، بكلّ تفاصيله، يترك أثراً متجدّداً في القارئ؛ حيث يعكس صراع الإنسان مع الظلامين الداخلي والخارجيّ، لكنه يؤكّد في الوقت ذاته أنّ بارقة الأمل تبقى حاضرة وحيّة، ولو في صورة أضواء خافتة تلوح في الأفق البعيد، لتبعث رسالة عن قدرة الإنسان على التمسّك بالحياة والنور، حتى في أشدّ لحظاته يأساً وقهراً وظلاماً.