«القفزة»... رواية سويسرية عن التوازن الهش والضعف

«القفزة»... رواية سويسرية عن التوازن الهش والضعف
TT
20

«القفزة»... رواية سويسرية عن التوازن الهش والضعف

«القفزة»... رواية سويسرية عن التوازن الهش والضعف

عن دار «الكرمة» بالقاهرة، صدرت رواية «القفزة» للكاتبة السويسرية سيمونه لابرت، ترجمة سمير جريس، التي تتناول لحظات الدفع والهشاشة في حياة النساء من خلال سيدة يستبد بها اليأس وتصبح حياتها على حافة النهاية.

يروي العمل كيف أنه في صباح يوم ثلاثاء عادي في بلدة صغيرة، يفاجأ الجميع بفتاة تدعى «مانو» تقف على سطح مبنى سكني لا يعرف أحد كيف وصلت إلى هناك وما تنوي الإقدام عليه. تصرخ وهي غاضبة للغاية وتقذف بأشياء على المتفرجين الذين تجمعوا في الشارع ليصوّروا المشهد بهواتفهم المحمولة، كما تجمع الصحافيون الذين يبحثون عن أخبار، أما رجال الإطفاء فيحاولون مساعدتها. تشتبه الشرطة في أن «مانو» تنوي الانتحار، أما المدينة فتحبس أنفاسها طوال يوم وليلة حيث لن يعود بعدها شيء كما كان بالنسبة إلى كل من تتقاطع حياته مع تلك الفتاة.

يتسم النص بالتشويق والإيقاع المتصاعد من خلال قصة جذابة وعبر حبكة مُحكَمة ترسم ملامح أحداث تنبض بالحياة عن امرأة مميزة وعن الأقدار التي نمر بها متحيزين أو غافلين، فضلاً عن التوازن الهش في حياتنا على هامش هذا العصر.

ولدت سيمونه لابرت في 1985 في أراو بسويسرا، درست الأدب بالمعهد السويسري وظهرت باكورة رواياتها 2014 بعنوان «ظلال» وتوجت بجائزة «فارتهولتس» بوصفها أفضل «كاتبة جديدة».

وتعد «القفزة»، الصادرة 2019، روايتها الثانية وقد رُشّحت لجائزة «الكتاب السويسري» واختيرت عام 2020 «أفضل عمل أحبه القراء السويسريون» والعنوان مفردة ألمانية تحمل أيضاً، بالإضافة إلى القفز، معاني الشرخ الذي يصيب الزجاج أو الجدران، ويحيل العنوان هنا إلى قفزة الشخصية الرئيسية وما أحدثته من شروخ وتصدّعات في حياة الشخصيات الأخرى في الرواية.

ويُعد سمير جريس أحد المترجمين الأكفاء، فقد ترجم عن الألمانية مباشرة نحو 40 عملاً من الأعمال الأدبية المعاصرة منها «عازفة البيانو» لإلفريده يلينك، نوبل 2004، و«صداقة» لتوماس برنهارد و«العاصمة» لروبرت ميناسه و«دون جوان» لبيتر هاندكه، نوبل 2019، و«شتيلر» لماكس فريش، كما ألف كتاباً عن الكاتب الألماني جونتر جراس، الفائز بنوبل 1999، بعنوان «جونتر جراس ومواجهة ماضٍ لا يمضي».

صدرت له عن دار «الكرمة» بالقاهرة عدة ترجمات، منها رواية «الوعد» للكاتب السويسري فريدرش دورنمات، والقصة الطويلة «تقرير موضوعي عن سعادة مدمن المورفين» لهانس فالادا، ونوفيلا «حلم» لأرتور شنتسلر ورواية «ملحمة أنيت» لأنِّه فيبر ورواية «سدهارتا» لهرمان هسه.

حصل جريس على جائزة «الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية» للترجمة، 2022، وجائزة «الشيخ حمد» للترجمة والتفاهم الدولي، 2018، وجائزة «معهد جوته للترجمة الأدبية»، 2014.

ومن أجواء الرواية نقرأ:

«قبل أن تقفز شعرت تحت قدميها ببرودة المعدن في حافة السطح، إنها لا تقفز في الحقيقة، إنها تأخذ خطوة في الفراغ، تضع قدماً في الهواء وتترك نفسها تهوي. تريد أن ترى كل شيء في طريقها إلى أسفل، أن ترى وتسمع وتشم كل شيء وتشعر بكل شيء لأنها لن تسقط هكذا إلا مرة واحدة وتريد أن يستحق الأمر. والآن تسقط، تسقط بسرعة، يفيض الأدرنالين بالحرارة في عروقها كأن أعضاءها تحمرّ خجلاً لكنها لا تخجل من نفسها. إنها تسقط بوجهها إلى أسفل ويدور كل شيء أثناء سقوطها، كل شيء يتسع داخلها، مسامها تتسع وخلاياها وشرايينها وأوعيتها الدموية. كل شيء يتفتح، يصرخ، ينفتح على مصراعَيه قبل أن يتقلص مرة أخرى.

جسدها كله الآن ليس سوى قبضة تلاكم تجاه الأسفل نازعة معها ما يحيط بها، ليست الواجهات سوى خطوط في الحدقتين الجافتين، يقطع الهواء شبكتي عينيها، يشرِّح مجال البصر. شيء ما يبهر البصر ويحرق العين والفم، المدينة تدور حول نفسها، الأرض تدور في اتجاهها. لا صوت الآن سوى الهواء الذي تدور فيه، الهواء الحاد الذي تسقط فيه، والذي يصفع ملابسها فتضرب عظامها. الهواء يضغط على قفصها الصدري، كل شيء يدنو بشدة الآن، الأسفلت، النوافذ، الرؤوس خضراء زرقاء بيضاء ثم زرقاء ثانية وكل الشعر في الفم الجاف. ينحشر قلبها الكبير في القصبة الهوائية وهي تدور الآن خلال السقوط، تدور على ظهرها شاءت أم أبت».



أسامة المسلم يكشف عن مشاريع فنية وسينمائية قادمة مستوحاة من رواياته

أسامة المسلم: الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم (معرض أبوظبي للكتاب)
أسامة المسلم: الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم (معرض أبوظبي للكتاب)
TT
20

أسامة المسلم يكشف عن مشاريع فنية وسينمائية قادمة مستوحاة من رواياته

أسامة المسلم: الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم (معرض أبوظبي للكتاب)
أسامة المسلم: الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم (معرض أبوظبي للكتاب)

كشف الروائي السعودي أسامة المسلم عن قرب إطلاق مسلسل مقتبس عن روايته الشهيرة «بساتين عربستان»، كما كشف عن التحضير لمسلسل آخر مستوحى من رواية «خوف»، إضافةً إلى بدء تصوير فيلم رعب جديد بعنوان «جحيم العابرين»، كما كشف عن مشروعين سينمائيين آخرين بالتعاون مع مجموعة (MBC).

المسلم كان يتحدث في ندوة بعنوان «من صفحات الرواية إلى الواقع: كيف تلهمنا القصص وتشكِّل مسارات حياتنا؟»، ضمن أمسيات فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، وقدّم الندوة عبد الله الرئيسي وسط حضور كبير من عشاق الأدب والفانتازيا.

وأعلن المسلم عن قرب إطلاق مسلسل مقتبس عن روايته الشهيرة «بساتين عربستان»، مشيراً إلى أنه جرى بالفعل تصوير عشر حلقات منه قبل اتخاذ قرار بتحويله إلى فيلم فانتازي متوقَّع صدوره أواخر هذا العام.

كما كشف عن عمله على مسلسل آخر مستوحى من رواية «خوف»، إضافةً إلى بدء تصوير فيلم رعب جديد بعنوان «جحيم العابرين» في الشهر السادس من هذا العام.

وأكد أنه يعمل كذلك على مشروعين سينمائيين آخرين بالتعاون مع مجموعة «MBC»، مشدداً على أن «التحضير للكتابة وصناعة النص أصعب بكثير من عملية التنفيذ»، لما يتطلبه من عمق وبناء محكم للشخصيات والعوالم السردية.

وفي سياق الحديث عن الأدب والذكاء الاصطناعي، قال أسامة المسلم: «لا أرفض أي شيء جديد. الذكاء الاصطناعي اختراع بشري، لكنه يفتقر إلى اللمسة الإنسانية». مؤكداً أن «نكهة الكاتب» تظل ميزة الأدب الحقيقي، مشيراً إلى أن النقص الإنساني أحياناً ما يكون سر الجمال في الإبداع.

وأكد المسلم أن الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم، وأن الخيال، مهما تطورت التكنولوجيا، سيبقى فعلاً إنسانياً خالصاً لا غنى عنه.

وفي إجابة عن سؤال حول أهمية الراوي، أجاب المسلم بتساؤل لافت: «هل المتعة مهمة؟»، مؤكداً أن الأدب يمنح القارئ فسحةً للتنفس اليومي، بالإضافة إلى إثرائه بالمعرفة وتوسيع آفاق التجربة الإنسانية.

وعن تجربته في بناء الشخصيات، قال المسلم: «ليس هناك مصدر واحد؛ أحياناً تكون معالجة لواقع آخر، وأحياناً تكون خيالاً صرفاً»، موضحاً أن تنوع مصادر الإلهام كان وراء إبداعه لأكثر من 32 إصداراً أدبياً.

وحول طقوسه الخاصة في الكتابة، كشف عن التزامه بالهدوء والعزلة، وحرصه على الكتابة في غرفة ذات إضاءة خافتة وعلى معدة خالية من الطعام، مما يخلق له بيئة مثالية للتركيز والابتكار.

وعن روايته الأشهر «خوف»، قال المسلم إن الخوف غريزة إنسانية يجب توظيفها قوة دافعة لا اعتبارها مصدر شلل، مؤكداً أن الرواية تتيح للقراء معايشة مصائر وتجارب متعددة في حياة واحدة.