أكثر من 70 مسلسلاً تلفزيونياً تتسابق على جائزة «الدانة للدراما»

تقام لأول مرة خلال الدورة الـ16 لـ«مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون»

جائزة «الدانة للدراما» تضم 10 فئات
جائزة «الدانة للدراما» تضم 10 فئات
TT

أكثر من 70 مسلسلاً تلفزيونياً تتسابق على جائزة «الدانة للدراما»

جائزة «الدانة للدراما» تضم 10 فئات
جائزة «الدانة للدراما» تضم 10 فئات

تشهد الدورة السادسة عشرة لـ«مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون»، التي تستضيفها البحرين، أواخر الشهر الحالي، الإعلان عن نتائج جائزة «الدانة للدراما»، التي أعلنت وزارة الإعلام البحرينية إغلاق باب تلقي الترشيحات لها الثلاثاء.

وتنظم جائزة «الدانة للدراما» وزارة الإعلام البحرينية، بالتعاون مع جهاز «إذاعة وتلفزيون الخليج»، وتضم هذه الجائزة 10 فئات هي: أفضل عمل درامي خليجي (مسلسل اجتماعي، مسلسل كوميدي)، أفضل عمل درامي عربي، أفضل ممثل دور أول، أفضل ممثلة دور أول، أفضل ممثل صاعد (ممثل شاب، ممثلة شابة)، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل نص، وأفضل مخرج.

وأوضح الدكتور رمزان النعيمي، وزير الإعلام البحريني، أن جائزة «الدانة للدراما» تمثل تطوراً نوعياً مهماً من شأنه أن يثري المنافسة بين الفنانين وصناع المحتوى الدرامي الخليجي والعربي عبر بوابة «مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون»، الذي يحتل مكانة متميزة على خريطة المهرجانات الفنية في المنطقة.

وأشار إلى أن عدد الأعمال الخليجية والعربية التي تقدمت للجائزة في فئاتها العشر بلغ أكثر من 70 مسلسلاً تلفزيونياً متنوعاً، وستقوم لجنة التحكيم المكونة من عدد من كبار النقاد والمختصين في المجال الفني من الدول الخليجية والعربية بتقييم وفرز الأعمال المتقدمة، ومن ثم الإعلان عن أسماء المرشحين على موقع الجائزة الإلكتروني، على أن يتم الإعلان عن الفائزين وتسليم الجوائز في افتتاح أعمال المهرجان.

وأعرب وزير الإعلام عن تقديره للجهود التي يقوم بها جهاز «إذاعة وتلفزيون الخليج» في سبيل الارتقاء بالحركة الفنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال إنتاج ودعم الأعمال التلفزيونية والدرامية التي تحمل رسائل هادفة، وتعبر عن هوية دول وشعوب المجلس، وما يوليه المجلس من حرص على النهوض بالفن الخليجي ليتبوأ المكانة التي يستحقها، لا سيما في ظل ما تمتلكه دول المجلس من طاقات مبدعة في مختلف قطاعات الفنون.

كما أشاد بالتعاون القائم بين الوزارة وجهاز «إذاعة وتلفزيون الخليج» في التحضير للدورة السادسة عشرة لـ«مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون»، مؤكداً حرص الوزارة على أن تكون نسخة هذا العام أكثر تميزاً وتألقاً على المستويات كافة.

من ناحيته، أكد مجري القحطاني، مدير عام جهاز «إذاعة وتلفزيون الخليج»، أمين عام المهرجان، أن حجم الاقبال على المشاركة بجائزة «الدانة للدراما»، في نسختها الأولى، يعكس مدى إدراك صنّاع الأعمال الفنية لأهميتها وتأثيرها على مستقبل الدراما العربية والخليجية، مشيراً إلى أن الجائزة تشجع الفنانين على استمرارية التطوير لتقديم الأفضل على مستوى الدراما.


مقالات ذات صلة

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)

خاص كيف سينعكس الخفض المرتقب للفائدة الأميركية على اقتصادات الخليج؟

وسط تنامي الترجيحات بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه يوم الخميس، تتجه الأنظار نحو تأثير هذا الإجراء الذي يلي الانتخابات

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد «منتدى الأعمال التركي - السعودي» نحو دفع التعاون والتبادل التجاري

«منتدى الأعمال التركي - السعودي» نحو دفع التعاون والتبادل التجاري

شهد «منتدى الأعمال التركي - السعودي» توقيع 10 اتفاقيات تعاون في كثير من القطاعات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد صورة للمتحدثين خلال الجلسة الحوارية في منتدى «بوابة الخليج» (الشرق الأوسط)

السعودية: التكامل مع دول الخليج ركيزة لمنافسة الاقتصادات العالمية الكبرى

أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن بلاده، رغم قدرتها على منافسة الاقتصادات الكبرى وحدها، فإنها تسعى لتعزيز التكامل مع دول الخليج.

«الشرق الأوسط» (المنامه)

صراع الهوية وتحولات الخليج

صراع الهوية وتحولات الخليج
TT

صراع الهوية وتحولات الخليج

صراع الهوية وتحولات الخليج

صدرت أخيراً رواية «سفرطاس»، للكاتب القطري د. خالد الجابر عن دار «النخبة» للنشر والطباعة والتوزيع في مصر، وهي تقع في 212 صفحة من القطع المتوسط. وتطرح الرواية أسئلة وجودية حول الهوية، والصراع الداخلي، والقدرة على التكيف مع المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات.

يستعير الجابر من التراث الخليجي مصطلح «السفرطاس»، وهي تسميته شعبية دارجة منذ عشرات السنين، وتعني «وعاء الطعام متعدد الطبقات الذي يحمل فيه العمال قوت يومهم»، المصطلح هنا رمزي ومثير للاهتمام، يقول عنه الجابر في مقدمة روايته: «كالسَّفَرْطاس المُكدَّسِ بطبقاته المتنوِّعة، يحمل في أعماقه شَفرة الزمن المعقَّدة، تحيا ذاكرة الإنسان بكلِّ ما فيها من ذكريات ومخاوف ورغبات، خلال رحلة لا تنتهي عبر أبعاد الزمن الثلاثة؛ الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ في خِضم هذا التنقل المستمرِّ يتشكَّل الصراع بين الداخل والخارج، ليَصوغَ هُويَّته المتغيرة والمتجددة بلا توقُّف».

تحولات كبرى

تمتد أحداث الرواية عبر مسار زمني طويل، يشمل تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبرى شهدتها منطقة الخليج والعالم العربي على مدى قرن من الزمن؛ حيث يأخذ المؤلف القارئ في رحلة عميقة لاستكشاف العلاقة المعقدة بين الذات والآخر، وبين الهوية الفردية والتراث والحداثة. هذه الرواية ليست مجرد سرد لقصة حياة شخصية، بل هي دراسة عميقة لجدلية الهوية وما ينتج عن الصراعات النفسية والمجتمعية التي تواجه الفرد في العالم الحديث. عبر استخدامه الماهر للأسلوب الروائي، يتناول الجابر كيف أثرت التحولات البنيوية في التاريخ والجغرافيا على سلوك الإنسان، ويقدم رؤية نقدية لكيفية تداخل الهوية الفردية والجماعية مع الواقع الاجتماعي والسياسي المحيط.

تستعرض الرواية التحولات الكبيرة التي شهدتها منطقة الخليج والعالم العربي، بدءاً مما قبل اكتشاف النفط إلى حقبة ما بعد الاستعمار، وصولاً إلى الزمن الراهن، مروراً بالنزاعات والحروب التي مزقت المنطقة. ويعكس المؤلف هذه التحولات عبر شخصية جابر، الذي يمثل جيلاً عاش تلك التغيرات وعانى من تأثيراتها العميقة. ومن خلال استرجاع جابر ذكرياته وتجارب حياته، ترسم الرواية صورة دقيقة لكيفية تأثير التغيرات الاقتصادية والسياسية على البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع.

في الرواية، يتم التركيز على بعض الأحداث المفصلية في تاريخ المنطقة، مثل نكسة 1967، التي تركت جرحاً عميقاً في الوجدان العربي، وحروب المنطقة المختلفة، مثل حرب 1973، والحرب العراقية الإيرانية، واحتلال الكويت، واجتياح العراق، والحرب على الإرهاب ومرحلة ما بعد الربيع العربي، إلى الحديث حول المستقبل وموقع العرب فيه. هذه الأحداث لا تشكل فقط السياق السياسي للرواية، بل تؤثر بعمق على الشخصيات، وخاصة جابر، الذي يجد نفسه عالقاً بين الماضي والحاضر، بين ما كان يحلم به وما فرضته عليه الظروف.

الذات والآخر

من أبرز القضايا التي تتناولها الرواية جدلية الذات والآخر. بطل الرواية رجل مسن يعيش في دار رعاية، ويعاني من الوحدة والاغتراب، يشعر جابر بالعزلة الداخلية العميقة؛ نتيجة للتجارب الحياتية التي عاشها والذكريات التي يحملها. وتتشكل شخصيته من مجموعة من التناقضات؛ حيث يعيش في حالة من الصراع الدائم بين ماضيه وحاضره، بين آماله وخيباته، وبين ذاته والأشخاص من حوله.

وهذا الصراع الداخلي الذي يعيشه ينعكس في علاقاته مع الآخرين، وخاصة مع أصدقائه في دار الرعاية. كما أن كل شخصية في الرواية تحمل قصتها الخاصة، وتجسد تجربة مختلفة في الحياة. وعبر الحوار بين هذه الشخصيات، تتكشف أفكار مختلفة حول الهوية والانتماء والذاكرة، وكيف أن الماضي يشكل الحاضر ويؤثر عليه بطرق مختلفة.

إحدى القضايا الرئيسية التي يتم تناولها في هذه الحوارات هي قضية الاستعمار والنضال العربي. فجابر وأصدقاؤه يرون أن الاستعمار، رغم انتهائه بشكل رسمي، قد استمر بطرق أخرى، مثل الهيمنة الاقتصادية والثقافية التي فرضتها الشركات الأجنبية على ثروات البلاد. يعكس هذا الصراع الداخلي بين الفرد ومجتمعه الأوسع، الذي يعيش في ظل تبعية مستمرة رغم الاستقلال السياسي.

من هنا فإن بطلها، الذي يمثل جيلاً عاش تحولات كبيرة في منطقة الخليج والعالم العربي، عاش طفولته في قرية بسيطة على شاطئ الخليج تعتمد فيها الحياة على القليل من الموارد، مثل صيد الأسماك والعمل اليدوي. مع وفاة والده الذي كان يغوص في أعماق البحر بحثاً عن اللؤلؤ، تتحول حياة الأسرة بشكل جذري، وتبدأ معاناة جابر وأسرته في مواجهة الفقر.

لكن حياة جابر تأخذ منعطفاً كبيراً عندما يبدأ العمل في شركة نفط أجنبية. العمل في الشركة يمثّل بالنسبة له الأمل في الهروب من الفقر، لكنه سرعان ما يدرك أنه جزء من نظام استغلالي يستفيد من ثروات بلاده دون أن يحقق العدالة الاجتماعية. الأجانب الذين يعملون في الشركة يعيشون حياة مرفّهة في مجتمعات مغلقة، بينما يعيش العمال العرب في فقر وتهميش. هذا التناقض بين ما كان يأمله وما وجده في الواقع يخلق صراعاً داخلياً يعاني منه طوال حياته.

وسبق للجابر أن كتب رواية بعنوان «راهب بيت قطرايا»، تتناول جدلية الدين والسياسة والإنسان في القرن السابع الميلادي، وهي الحقبة التي انتهت معها الحروب الرومانية الفارسية، وازدهرت فيها طوائف الديانة المسيحية في منطقة الخليج والجزيرة العربية.