رحيل آخر زوجات فريد شوقي و«رفيقة نهاية المشوار»

عاشت معه 28 عاماً وشهدت كواليس أهم أفلامه

سهير ترك كانت أطول زيجات فريد شوقي عمراً (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)
سهير ترك كانت أطول زيجات فريد شوقي عمراً (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)
TT

رحيل آخر زوجات فريد شوقي و«رفيقة نهاية المشوار»

سهير ترك كانت أطول زيجات فريد شوقي عمراً (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)
سهير ترك كانت أطول زيجات فريد شوقي عمراً (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)

غيّب الموت سهير ترك، آخر زوجات الفنان المصري الراحل فريد شوقي، ورفيقة نهاية مشواره، والتي عاشت معه 28 عاماً، وأنجبت ابنتيهما رانيا وعبير، وحضرت كواليس أهم أفلامه.

ولدى تشييع الجثمان، الخميس، أجهشت ابنتاها بالبكاء، وسط جموع الفنانين الذين حضروا لتشييعها، ومن بينهم ميرفت أمين، والمخرج شريف عرفة، ولقاء سويدان، وسلوى محمد علي، وشهيرة، ورانيا محمود ياسين، وزوجها محمد رياض، والفنانة ناهد السباعي التي نعت وفاة «أرملة جدها ووالدة خالتيها رانيا وعبير».

وكانت رانيا فريد شوقي قد كتبت عبر حسابها بموقع تبادل الصور «إنستغرام»: «انتقلت إلى رحمة الله أمي ونور عيني المغفور لها بإذن الله سهير ترك»، وطلبت من متابعيها الدعاء لها في هذه الأيام المباركة.

وانشغلت رانيا طوال الأيام الماضية بمتابعة الحالة الصحية لوالدتها، وطلبت الدعاء لها عبر حسابها بـ«فيسبوك» بعد تعرضها لأزمة صحية، قائلة: «اللهم اشف أمي، وهوّن عليها الألم والتعب، وامنحها عافية تسري في جسدها».

أرملة فريد شوقي في لقطة تجمعها مع ابنتيها رانيا وعبير (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)

ونعت نقابتا المهن التمثيلية والسينمائية أرملة الفنان الكبير، والدة كل من الفنانة رانيا فريد شوقي، والمخرجة عبير فريد شوقي، كما نعاها فنانون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم نيرمين الفقي، وسوسن بدر، ودنيا سمير غانم، وحسن الرداد.

وتعد سهير ترك الزوجة الأخيرة للفنان فريد شوقي وأطول زيجاته عمراً، حيث تزوجا أوائل سبعينات القرن الماضي، وعاشت معه نحو 28 عاماً، قبل أن يرحل في 27 يوليو (تموز) 1998، لتلحق به بعد أكثر من ربع قرن على وفاته.

وكانت سهير ترك قد روت قصة زواجها من الفنان الراحل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» خلال الاحتفال بمئوية ميلاده، وقالت إن «أول تعارف بينهما أثناء عرض مسرحيته (الدلوعة) بالإسكندرية، حيث ذهبت تصافحه فسألها هل أعجبتك المسرحية؟ قالت: نعم، لكن فيلم (ابن الحتة) لم يعجبني؛ لأنه لم يناسبك».

مؤكدة أنه «لم يعترض ولم يغضب لرأيها، بل أعطاها رقم تليفونه، وحينما علمت بوفاة والده اتصلت لتواسيه وحدث تقارب بينهما، خصوصاً أنه كان يعاني بعد طلاقه من الفنانة هدى سلطان».

«ملك الترسو» وأرملته الراحلة (حساب رانيا فريد شوقي على إنستغرام)

ولم تكن سهير ترك زوجة عادية، بل كانت صاحبة رأي في أعماله ومستشاره الأول مثلما صرحت من قبل: «كنت أول قارئة للسيناريوهات التي يعمل عليها، كما كنت أول ناقدة لأعماله، وكثيراً ما استشارني في أعمال عُرضت عليه، كما حضرت تصوير أفلامه التي قدمها في تركيا وقوبلت بنجاح كبير، وشهدت الجلسات التحضيرية لبعض أفلامه، من بينها (وبالوالدين إحساناً) مع المخرج حسن الإمام».

وعاشت ترك بعد رحيل «وحش الشاشة»، كما كان يطلق على فريد شوقي، وسط ذكرياتها معه التي لم تفارق خيالها، حسب قولها، مؤكدة أنها «احتفظت بكل مقتنياته وغرفة مكتبه»، وعبّرت عن رغبتها في تحويل فيلته إلى متحف، وعبّرت عن أسفها؛ لأنها لم تجد حماساً من أي جهة رسمية لتبني هذه الفكرة.

واقترن فريد شوقي بثلاث زيجات، الأولى من ممثلة غير معروفة تدعى زينب عبد الهادي، وأنجب منها ابنته الكبرى منى، ثم تزوج الفنانة هدى سلطان وأنجب منها ابنتيه مها، وناهد التي عملت منتجة وتوفيت نهاية العام الماضي، وهي والدة الفنانة ناهد السباعي، وكانت سهير ترك آخر زيجاته.


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

رؤوس ثيران برونزية من موقع مليحة في الشارقة

قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
TT

رؤوس ثيران برونزية من موقع مليحة في الشارقة

قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة
قطع برونزية من موقع مليحة في إمارة الشارقة

يحتفظ مركز مليحة للآثار في إمارة الشارقة بمجموعة من اللقى البرونزية، منها مجسمات منمنمة تمثّل رأس ثور يتميّز بأنف طويل صيغ على شكل خرطوم. تعود هذه الرؤوس في الواقع إلى أوان شعائرية جنائزية، على ما تؤكّد المواقع الأثرية التي خرجت منها، وتتبع كما يبدو تقليداً فنياً محلياً ظهرت شواهده في موقع مليحة، كما في نواح أثرية أخرى تتّصل به في شكل وثيق.

يعرض مركز مليحة للآثار نموذجين من هذه الرؤوس، وصل أحدهما بشكل كامل، فيما فقد الآخر طرفي قرنيه. يتماثل هذان الرأسان بشكل كبير، ويتبنيان في تكوينهما أسلوباً تحويرياً مبتكراً، يجسّد طرازاً خاصاً لا نجد ما يماثله في أقاليم جنوب الجزيرة العربية المتعددة، حيث حضر الثور في سائر الميادين الفنية بشكل كبير على مر العصور، وتعدّدت أنواعه وقوالبه، وشكّلت نماذج ثابتة بلغت نواحي أخرى من جزيرة العرب الشاسعة. ظهر رأس الثور بشكل مستقل، وحضر في عدد كبير من الشواهد الأثرية، منها العاجي، والحجري، والبرونزي. تعدّدت وظائف هذه الرؤوس، كما تعدّدت أحجامها، فمنها الكبير، ومنها المتوسط، ومنها الصغير. وتُظهر الأبحاث أنها تعود إلى حقبة زمنية تمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرون الميلادية الأولى.

في المقابل، يصعب تحديد تاريخ رؤوس ثيران مليحة، والأكيد أنها تعود إلى مرحلة تمتد من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الميلادي الأول، حسب كبار عملاء الآثار الذين واكبوا اكتشافها في تسعينات القرن الماضي. تتبنّى هذه الرؤوس قالباً جامعاً واحداً يتميّز بتكوينه المخروطي وبملامحه المحدّدة بشكل هندسي، وهي من الحجم المنمنم، ويبلغ طول كل منها نحو 5 سنتمترات. الأنف طويل، وهو أشبه بخرطوم تحدّ طرفه الناتئ فجوة دائرية فارغة. تزيّن هذا الأنف شبكة من الخطوط العمودية المستقيمة الغائرة نُقشت على القسم الأعلى منه. العينان دائريتان. تأخذ الحدقة شكل دائرة كبيرة تحوي دائرة أصغر حجماً تمثّل البؤبؤ، ويظهر في وسط هذا البؤبؤ ثقب دائري غائر. الأذنان مبسوطتان أفقياً، والقرنان مقوّسان وممدّدان عمودياً. أعلى الرأس مزيّن بشبكة من الزخارف التجريدية المحززة ترتسم حول الجبين وتمتدّ بين العينين وتبلغ حدود الأنف.

يشكّل هذا الرأس في الواقع فوهة لإناء، وتشكّل هذه الفوهة مصبّاً تخرج منه السوائل المحفوظة في هذا الإناء، والمثال الأشهر قطعة عُرضت ضمن معرض مخصّص لآثار الشارقة استضافته جامعة أتونوما في متحف مدريد الوطني للآثار خلال عام 2016. يعود هذا الإناء إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وقد وصل بشكل مهشّم، واستعاد شكله التكويني الأوّل بعد عملية ترميم طويلة ودقيقة. تتكوّن هذه القطعة الأثرية من وعاء صغير ثُبّت عند طرفه الأعلى مصبّ على شكل رأس ثور طوله 4.6 سنتمترات. عُرف هذا الطراز تحديداً في هذه الناحية من شمال شرق شبه الجزيرة العربية التي تقع في جنوب غرب قارة آسيا، وتطلّ على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي.

عُثر على هذه الآنية إلى جانب أوان أخرى تتبع تقاليد فنية متعدّدة، في مقبرة من مقابر مليحة الأثرية التي تتبع اليوم إمارة الشارقة، كما عُثر على أوان مشابهة في مقابر أخرى تقع في المملكة الأثريّة المندثرة التي شكّلت مليحة في الماضي حاضرة من حواضرها. ظهر هذا النسق من الأواني الجنائزية في مدينة الدّور الأثرية التي تقع اليوم في إمارة أم القيوين، على مقربة من الطريق الحديث الذي يربط بين رأس الخيمة والشارقة، وهي على الأرجح مدينة عُمانا التي حضنت أهم ميناء في الخليج خلال القرن الأول الميلادي. كما ظهر في منطقة دبا التي تتبع إمارة الفجيرة، وفي مناطق أخرى تتبع في زمننا سلطنة عُمان، منها منطقة سلوت في ولاية بهلاء، في محافظة الداخلية، ومنطقة سمد في ولاية المضيبي، شمال المحافظة الشرقية.

اتّخذت فوهة هذه الأنية شكل رأس ثور في أغلب الأحيان، كما اتخذت في بعض الأحيان شكل صدر حصان. إلى جانب هذين الشكلين، ظهر السفنكس برأس آدمي وجسم بهيمي، في قطعة مصدرها منطقة سلوت. شكّلت هذه الأواني في الأصل جزءاً من آنية شعائرية طقسية، في زمن ازدهرت فيه التجارة مع عوالم الشرق الأدنى والبحر الأبيض المتوسط والهند. والمعروف أن أواني الشراب التي تنتهي بمصبات ذات أشكال حيوانية، برزت بشكل خاص في العالم الإيراني القديم، حيث شكّلت سمة مفضلة في الطقوس والولائم. افتتن اليونانيون باكراً بهذه الفنون وتأثّروا بها، كما شهد شيخ المؤرخين الإغريق، هيرودوت، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وعمدوا إلى صناعة أوان مشابهة مزجت بين تقاليدهم وتقاليد أعدائهم، كما تشهد مجموعة كبيرة من القطع الفنية الإرثية.

من ناحية أخرى، دخلت هذه التقاليد العالم الشرقي الواسع، وبلغت ساحل الخليج العربي، حيث ساهمت في ولادة تقاليد فنية جديدة حملت طابعاً محلياً خاصاً. تجلّى هذا الطابع في ميدان الفنون الجنائزية بنوع خاص، كما تظهر هذه المجموعة من الأواني التي خرجت كلها من مقابر جمعت بين تقاليد متعدّدة. استخدمت هذه الأواني في شعائر طقسية جنائزية خاصة بالتأكيد، غير أن معالم هذه الشعائر المأتمية تبقى غامضة في غياب أي نصوص كتابية خاصة بها.