(لو الشعر يخفف من الحديث اليومي المرير عن الحرب)
وألقاكِ في كلِّ زاويةٍ
وردةً بالنَّدى تستحِمُّ
كأنّكِ والفجر صِنوانِ..
هذا بهيجُ المحيّا،
رقيقُ الحواشي
وأنت الوعودُ التي..
يشتهيها المحِبّونَ
عند انبثاقِ الأماسي!
وأحلُمُ أنّكِ مرْمَى ذراعٍ
وأنّكِ ساريةٌ في حواسِّي!
تردِّينَ عن جبهتِي لفحةَ البرْدِ
أطويكِ في معطفِي ..
من فضولِ العيونِ الغريبةِ
والحافلاتِ التي لا تنامْ!
وأحلُمُ ..
أحلُمُ أنِّي وإيّاكِ في المدنِ القزحيّةِ
نضفرُ حُلوَ الأماني دِثاراً
ونفرشُ حلْوَ الكلامْ !
أصدِّق أنّ الخيالَ ارتدى ثوبَه..
زارني!
وأنكِ لسْتِ وراءَ البحارِ..
الجبالِ، المسافاتِ..
لكنْ جواري!
وأنّي جواركِ
أكبُتُ نار الهوى وأداري
وأفغرُ فاهي..
أهمُّ ببعضِ الكلامِ، الحروفِ
أرتّبُ ذاتي التي بعثرتها..
عيونُكِ عند الوداعْ!
أزوِّدُ نفسي ببعضِ ابتسامٍ
وأفردُ كلَّ الأماني شراعْ
وأفغرُ فاهي..
أهمُّ ببعضِ الكلامِ
لعلي مثالاً أقول:
رموشكِ لمّا تزلْ قدراً فاتكاً..
فاحبسيها!
وأنكِ - عفواً -
سمواتُ حسنٍ أحدِّقُ فيها!
لعلي أقول:
بلادي - بلادُكِ في غربةِ الدّارِ..
أنسجُها حُلّةً فالبسيها!!
أفكّرُ في نكتةٍ أو طرائفَ
إنْ قلتُها لاحَ من فِيكِ برقٌ
وراقَ الحليبُ بأسنانكِ العاجْ!
أجدّفُ عبْرَ الشّواطئ في مقلتيكْ!
وأرمِي بنفسي إليكْ
فألقاكِ منِّي.. وبعضِي
وألقاكِ حزنِي وسعْدي!
أراهِنُ نفسي بأنّ الوعودَ الجميلةَ..
تخبو إذا أنتِ لبّيْتِ وعْدي!
وأنسى جميعَ القصائدِ
حين تطلّينَ كالمُهرةِ البكرْ
صمتك شعرْ
ووقْعُ خطاكِ قصيدة!
أحاوِرُ ظلَّ الأماني العنيدةْ
وأغرقُ في الحُلُمِ الحلوِ..
في الوهْمِ..
في الأمنياتِ السعيدةْ
وأصحو لألقاكِ..
في المدنِ البارداتِ خيالاً
وألْقَى بلادي بعيدةْ!