صدرت حديثاً عن «محترف أوكسجين للنشر» رواية «بوصلة السراب» للروائي العماني أحمد م الرحبي.
وجاء في تقديمها:
«يتبدّى الرحبي في هذه الرواية كمن يسحب دلوَ ماء من بئر مظلمة، ليسقي عطشنا بسردٍ متدفّقٍ يجمعُ الرقصَ بالقيد، والغطرسة بالتوق للحرية، ونداءات الحب، فهو يحاكي طبيعة (المكان/ القرية)، ويتوغل فيها عبر مشاهد حيّة، تحتفي بالتفاصيل، حيث لكل شجرة اسم، ولكل عشبة رائحة، ولكل هواء مساره بين البيوت والدروب التي يقطعها بطل الرواية محمد، الفتى المدجج بالأسئلة وروح الاكتشاف والمغامرة، رغم صمتهِ الذي يتواطأ والمكان الذي يأتيه من المدينة. هذا الفضول المتردد أحياناً، المقدِم أحياناً أخرى، يجعله ينخرط في علاقات آنية مع أترابهِ، يستمع إلى أحلامهم، ويشاركهم همومهم التي يلقي بثقلها الكبار على أكتاف الصغارِ الهشة. حكاياتُ قهر وظلم، تسلّط ورضوخ، حبّ وحقد، وكل ما يتعقّبُ المشاعر المتناقضة للشخصيات».
ومن أجواء الرواية: «الطرقاتُ إلى هناك ضيّقة والخرائبُ ليست قليلة. مزارعُ مهجورة تظهر بين الفينة والأخرى، ذات اليمين وذات الشمال: نخلُها يابسة، حزينة. تميل بأعجازها الضامرة، وتبسط جريدَها الباهت، المتقشّف، فتبدو كصفٍّ من العجائز المتسوّلات، وقفْنَ هناك، ومددْنَ أيديهنّ الواهنة. في وسط تلك المزارع بيوتٌ طينيةٌ متداعيةٌ، انهارتْ ذُراها، ونتأت جذوع أسقفها بعد أن نخرَها الإهمالُ وأبلاها الهجرُ، فتكدّس طوبُها المتهدّم عند عتباتها. وكانت البيوت بِدَورها مثل شيوخٍ مقعدين».
للمؤلف مجموعة قصصية بعنوان «أقفال» (2006)، وروايتان هما: «الوافد» (2012) و«أنا والجدة نينا» (2015)، كما ترجم للعربية عن الروسية أعمالاً لمكسيم غوركي وأنطوان تشيخوف وآخرين، وصولاً إلى آخر ترجماته وهي رواية «رحلة أخي أليكسي في يوتوبيا الفلاحين» لإكسندر تشايانوف، التي صدرت أخيراً عن «محترف أوكسجين للنشر».